الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يمكن القول بأن ” القيمة ” هي الوجود ، من حيث كونه مرغوباً فيه أو موضوع رغبة ممكنة . فهي إذن ما نحكم بأن من الواجب تحققه ، وهي من الناحية الذاتية صفة في الأشياء قوامها أن تكون موضوع تقدير إلي حد كبير أو صغير ، أو أن يرغب فيها فرد ما أو مجموعة من الأفراد . ومن الناحية الموضوعية هي صفة الأشياء من حيث إنها جديرة بشئ قليل أو كثير من التقدير ، فمثلاً قيمة الحياة ، وقيمة العقل ، وقيمة الحرية ، والثقافة والإبداع ، كلها قيم أخلاقية تواكب قيما أخري هي القيم الجمالية كالحُسن والجمال والرشاقة والأناقة ، وقيمًا ثالثة نسميها القيم المنطقية ، وفيها الصواب والخطأ ، والمحتمل ، وقيمًا رابعة وخامسة اقتصادية وسياسية واجتماعية وما إلي ذلك . ومن ثم اهتم ” ديويت هنري باركر ” اهتماما شديدًا بفلسفة القيم . فتتمييز القيم عند باركر بأنها ليست قيم وسائطيه أو أداتيه وإنما هي قيم باطنية كامنة منعزلة داخل الأشياء، ويعتبر هذا النوع من القيم غاية في حد ذاته ، وتحقق إكتمال القيمة ، وتعبرعن الأسس الميتافيزيقية للقيم الإنسانية ، كما تتميز القيم عند باركر بأنها تشتمل علي بُعدين هامين وهما: بُعد التوقع ، وبُعد الذاكرة. حيث إن القيمة ليست هي العملية التي تظهر فقط من خلال حاضر الفرد، بل من خلال ماضيه أيضاً ، فهي تمنحه سعادة لحظية ، كما أنها تُشبع موضوعات كانت متوقعة في الماضي، ولهذا فهي ليست إشباعا سطحياً ، ولكنها ذات سمات متعددة. وفي كل نموذج إشباعي منها دافعًا ما هو بمثابة إحياء لنموذج آخر . أما عن طبيعة القيمة عند باركر فهي ذاتية الطابع ، فالجمال هو أعظم مثال لذاتية القيمة، حيث إن الجمال يتم إدراكه من خلال بعض العمليات الإستثنائية الموجودة داخل العقل. ومن ثم فالقيمة تخص العالم الداخلي ”عالم العقل ”. كما تتصف بنوع من النسبية. |