الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الدراسة موضوع الحياة الثقافية فى الإسكندرية فى عصر سلاطين المماليك اذ تعد الاسكندرية من اهم المراكز الثقافية فى مصر وقت اذ والتى تتمثل فى القاهرة والإسكندرية وقوص عاصمة اقليم الصعيد الأعلى وقد شهدت الإسكندرية نشاطا ثقافيا واسع النطاق نتيجة لما تتميز به الإسكندرية من موقع جغرافى متميز والازدهار التجارى الذى أنعمت به المدينة والذى ارتبط بازدهار الحياة الثقافية بالإسكندرية حيث شارك التجار مشاركة فعلية فى فعاليات الثقافة بها فكان منهم المحدثين والفقهاء والأدباء والشعراء مع ممارستهم للتجارة فضلا عن بناءهم للعديد من مؤسساتها الثقافية من مساجد ومدارس وربط وغير ذلك بالإضافة الى كثرة الجاليات الأوربية بالإسكندرية وقتئذ الامر الذى احدث احتكاكا ثقافيا مع هؤلاء الأوربيين بحيث لم يقتصر الأمر على التجارة فقط كما خصصت الدولة عائدات الضرائب على التجارة مع هؤلاء الأوربيين للإنفاق على علماء وفقهاء الإسكندرية منذ عهد صلاح الدين بن ايوب . هذا فى الوقت الذى شهدت فيه مصر نشاطا سياسيا وعسكريا وثقافيا واسع النطاق نتيجة للظروف التاريخية التى أحاطت بالعالم الاسلامى فى منتصف القرن السابع الهجرى / الثالث عشر الميلادي مما ادى الى قيام دولة سلاطين المماليك بدور القوة المدافعة عن العالم الاسلامى مما جعل مصر مقصدا للعلماء والفقهاء وطلاب العلم من شتى انحاء العالم الاسلامى ففى المغرب والأندلس ادت حركة الاسترداد الاسباني الى هجرة العديد من العلماء المغاربة والأندلسيين الى مصر وبخاصة الإسكندرية والذين قاموا بدور هاما فى الحياة الثقافية فى الاسكندرية ويكفى دليل على ذلك ان معظم احياء الإسكندرية حاليا تسمى بأسماء هؤلاء العلماء كالشاطبى والمرسى والطرطوشى وغيرهم وفى المشرق الاسلامى كان الاجتياح المغولى لدول المشرق الاسلامى وسقوط المراكز الثقافية كبخارى وسمرقند والرى وترمذ وسقوط اهم مركز ثقافى فى العالم الاسلامى وقتئذ والمتمثل فى بغداد عاصمة العالم الاسلامى ثم احياء الخلافة العباسية فى القاهرة مما جعل مصر قبلة العلماء وكعبة العلم الامر الذى افضى الى هجرات كثيرة لعلماء تلك البلاد الى الإسكندرية واستقرت بها اسر عراقية وشامية مما أدى الى رواج الحياة الثقافية فى الاسكندرية .هذا فى الوقت الذى ازدهرت فيه حركة بناء المؤسسات الثقافية فى الإسكندرية وياتى على راسها المدارس اذ تعد الإسكندرية اول مدرينة مصريو عرفت المدرسة كمؤسسة ثقافية فضلا عن المساجد والربط والخانقاوات الامر الذى قوى التيارات الثقافية فى الاسكندرية وادى الى ظهور العديد من المدارس الفقهية والصوفية بحيث أصبحت الإسكندرية منارة ثقافية فى مصر وفى العالم البحر المتوسط وقتئذ |