الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص النادر أن نجد قضية اختلفت فيها وجهات النظر بمثل ما اختلفت وتعددت في ( قضية المرأة ) . هذه القضية التي تعددت فيها وجهات نظر المفكرين والفلاسفة ودعاة الإصلاح ، واهتم بها علماء النفس ، وعلماء الاجتماع ، والجمعيات الحقوقية ، واهتم بها الكثير من المثقفين في العالم العربي والعالم الغربي ، واعتنوا عناية شديدة بتحرير المرأة ، وتعليمها ، والارتقاء الاجتماعي والنفسي لها . فقد شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين اهتمامًا متزايدًا بقضية (حقوق المرأة ) كما تصاعدت حركة واسعة النطاق تستهدف دفع الاهتمام بالقضايا المتعلقة بها على مستوى العالم . ولا خلاف بين الذين يتكلمون في هذه القضية أو يفكرون فيها على نحو ما في أن رقي المجتمع و تقدمه مرهون برقي المرأة و تقدمها فهو مقدمة ضرورية لا معدى عنها لرقي العمران البشري في مجموعة ... وفي المقابل فإن تخلف أوضاع المرأة وانحدارها ملازم دائمًا لتخلف أوضاع المجتمعات البشرية وانحدارها . ذلك لأن المرأة نصف المجتمع وهي التي تربي كل المجتمع . فدور المرأة في المجتمع دور أساسي في نمو المجتمعات ونهضتها ، لأنها هي التي تضع الجزء الأكبر من اللبنات الأساسية في المجتمع ، لكونها المربية الأولى للأجيال . وأهم ما أثار اهتمام الباحثة فى هذا الموضوع هو شيوع العديد من المفاهيم والتصورات الخاطئة المتعلقة بالمرأة وتكرارها على أل سَنة الكثير٢ من الناس ، كما وجدنا أن هناك الكثير من والآراء والاختلافات حول هذه المفاهيم خاصة بين الأزواج . إن المفاهيم الشائعة المتعلقة بالمرأة والتي نسبت إلى الدين تضع المرأة المسلمة فى محنة محزنة ، فقد ورثنًا خليطًا هائ ً لا من العادات والتقاليد والأحكام المتعلقة بالمرأة تحتاج إلى فكر ونظر فاحص وإلى عرضها على القرآن والسنة لتنقيتها ومعرفة الصحيح من الخاطئ . مشكلة الدراسة : ولقد انتشرت المفاهيم المتعلقة بالمرأة انتشارًا واسعًا بين الناس وعاشت أجيا ً لا متتابعة فى ضمير الشعوب على أنها من صحيح الدين ، و تداولته ا الأل سنة فى المحافل والقنوات المحلية والفضائية ، وترددت على أقلام الكاتبين دون تحقيق ، أو وقفة موضوعية مع النفس أو التثبت من صحتها . والمشكلة التى نواجهها بالتحديد هى مشكلة ” التبرير” تبرير أية أفكار ومفاهيم وسلوكيات متخلفة وجعلها تبدو وكأنها مفاهيم وسلوكيات دينية أو بمعنى آخر استخدام الدين كلافتة تختفي ورائها كل المفاهيم والسلوكيات المتخلفة خاصة المتعلقة بالمرأة ، واستخدام هذه المفاهيم كمبرر للعديد من أفعال العنف ضد المرأة. ولقد حدث التضييق فى غالبية قضايا المرأة أخذًا بمبدأ سد الذريعة ودرء الفتنة والأخذ بالأحوط ، فضيق على المرأة فى خروجها ولباسها وكلامها وسائر حياتها ، أصبحت علة الضرورة مستحكمة فى كل قضايا المرأة، فلا تخرج إلا لضرورة ، ولا تتعلم إلا لضرورة ، ولا تتكلم إلا لضرورة .. وهذا فى كل الأحكام المتعلقة بقضايا المرأة ، مع العلم بأن تغيير أحكام المرأة بالضرورة لم يأت به نص من الكتاب أو السنة . إن واقعنا فى التعامل مع المرأة يعانى خل ً لا وتشوبه علل ينكرها الإسلام ، وهو أمر يحتاج منا إلى مراجعة ؛ لأنه من العار علينا أن يكون وفاؤنا للعادات والتقاليد مقدمًا فى واقع الفعل على وفائنا لشرع الله عز وجل. فالعنف ضد المرأة صار تيارًا فكريًا مقبو ً لا إلى حد ما وله مبرراته فى مجتمعاتنا و التى يقدمها البعض على أنها من العرف أو من التقاليد أو من الأخلاق أو من الدين وهذا مكمن الخطر. وقد جاءت المفهومات والتصورات الأساسية للمرأة ، و التى تحولت مع الوقت إلى أطر عقيدية و اتجاهات إجتماعية وقيم ثقافية ، تعاقبت الأجيال وهى تتشكل وفقا لها ، وتقبلت المرأة هذه التصورات و الأوهام وسلمت بها، وقد أصبح من الصعوبة بمكان التغلب عليها والتخلص منها . أهداف الدراسة : يمكن تحديد أهداف الدراسة على النحو التالى: ١- التعرف على المفاهيم الشائعة المتعلقة بالمرأة والتي تفسر من منظور الدين الإسلامي و ذلك من خلال استبيان المفاهيم الشائعة المتعلقة بالمرأة . ٢- مناقشة العوامل والأسباب التى أدت إلى المفاهيم الشائعة المتعلقة بالمرأة . ٣- يهدف البحث إلى دراسة مفهوم الذات لدى المرأة ومفهوم الرجل عنها من خلال المفاهيم الشائعة المتعلقة بالمرأة . ٤- تحديد أثر المفاهيم الشائعة على التوافق الزواجى للمرأة . ٥- التعرف على الفروق بين أفراد العينة فى تبنى المفاهيم الشائعة المتعلقة بالمرأة تبعًا للمتغيرات الديموجرافية بينهم . أهمية الدراسة : ترتكز أهمية هذه الدراسة على الاعتبارات التالية : ١- أن المرأة المصرية والعربية تحتاج إلى المزيد من الدراسات ذات طابع نفسى دينى لتقويم أوضاعها . حيث أن هذه المفاهيم شائعة بكثرة فى كل المجتمعات الإسلامية . ٢- أن هذه المفاهيم تلعب دورًا مهمًا فى تشكيل مفهوم الذات لدى المرأة ومفهوم الرجل عنها ، وبالتالى نتوقع أن تحمل المرأة مفهومًا سلبيًا عن ذاتها من خلال هذه المفاهيم ، كما يحمل عنها الرجل أيض ًا مفهوم ًا سلبيًا ومشوهًا . ٣- كما تحدد طبيعة هذه المفاهيم شكل التفاعل الزواجى سلبًا أو إيجابًا بين الزوجين . ٥- كان لابد من دراسة هذه المفاهيم ذات الأثر السيئ من أجل كسر القيود التى تقيد المرأة ، حتى تتحرر وبالتالى يتحرر الرجل لأنها المربية الأولى له . ٦- وتكمن أهمية الدراسة من الناحية النظرية أيضًا إلى إعداد استبيان جديد يرسم ويوضح لنا المفاهيم الشائعة المتعلقة بالمرأة ، وتقنين هذا الاستبيان فى البيئة المصرية لقياس مدى تبنى الأفراد لهذه المفاهيم . ٧- هذا بالإضافة إلى الأهمية العملية للدراسة الحالية والتى تتمثل فى إمكانية القيام ببرامج إرشادية وتوعوية تقوم على تصحيح وتحسين صورة المرأة فى المجتمع . تساؤلات الدراسة : ١- ما هو مفهوم الذات لدى المرأة من خلال المفاهيم الشائعة المتعلقة بها ؟ ٢- ما هو مفهوم الرجل عن المرأة من خلال المفاهيم الشائعة المتعلقة بها؟ ٣- ما مدى شيوع هذه المفاهيم فى مجتمعاتنا ؟ ٤- كيف تؤثر المفاهيم الشائعة المتعلقة بالمرأة على توافقها الزواجى؟ ٥- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد العينة فى تبنى المفاهيم الشائعة المتعلقة بالمرأة تبعًا للمتغيرات الديموجرافية بينهم ؟ - يشتمل البحث على عينة عددها ( ١٨٠ ) فردًا من الذكور والإناث . - تنطبق صفة العينة المقيدة على عينة هذا البحث ، بمعنى أن العينة محددة بمواصفات خاصة مثل : ١- أن يكونوا ممن يدينون بالديانة الإسلامية ، حيث أن المفاهيم التى يدور حولها الإستبيان كلها مفاهيم إسلامية . ٢- أن يكونوا حاصلين على مستوى تعليمى متوسط أو عالى نظرًا لصعوبة المفاهيم على الأميين . ٣- أن يكونوا بالغين سن الرشد ( من ٢٥ سنة ولا يزيد عن ٦٥ سنة ) نظرًا لصعوبة المفاهيم على الصغار وأيضًا على المسنين . اعتمدت الباحثة فى إعدادها للإستبيان إلى القرآن الكريم والسنة النبوية ، فقد إختارت أربعة عشر ( ١٣ ) مفهومًا شاعت حوله الأقاويل والإتجاهات التي تفسر في إطار الدين ، نتجت عن هذه المفاهيم الكثير من السلوكيات فى طريقة التعامل مع المرأة . يشتمل الإستبيان على ( ٥٣ ) عبارة مقسمة على ( ١٣ ) مفهوم . أهم النتائج : - تشير النتائج إلى وجود الكثير من المفاهيم السلبية الشائعة المتعلقة بالمرأة ، والتي يتم تفسيرها في إطار ديني ، رغم أنها بعيدة تمامًا عن مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي . - ترسم وتشكل هذه المفاهيم مفهوم الذات لدى المرأة ، حيث تحمل الكثير من النساء مفهومًا سلبيًا عن ذاتهن من خلال هذه المفاهيم . - كذلك يحمل الكثير من الرجال مفهومًا سلبيًا عن المرأة من خلال المفاهيم الشائعة المتعلقة بها . - تشير النتائج إلى أن هذه المفاهيم السلبية الشائعة المتعلقة بالمرأة قد تؤثر في كثير من الأحيان على توافقها الزواجي . - اشارت النتائج أيضًا إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد عينة الدراسة في تبني القليل من هذه المفاهيم تبعًا للمتغي رات الديموجرافية بينهم . |