Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المَقَـالِيـد في شرْح ”المصبَاح” للمطرِّزيّ لتاج الدِّين أحمد بن محمود بن عمر قاسم المتوفّى في حدود سنة 700 هـ :
الناشر
جامعة عين شمس .
المؤلف
المازق, مصطفى سالم ميلاد.
هيئة الاعداد
مشرف / إبراهيم محمود عوض
مشرف / أحمد إبراهيم هندى
مشرف / إبراهيم محمود عوض
باحث / مصطفى سالم ميلاد المازق
الموضوع
شرْح ”المصبَاح” للمطرِّزيّ. تاج الدِّين أحمد بن محمود بن عمر قاسم. المَقَـالِيـد.
تاريخ النشر
2011
عدد الصفحات
ص.:635
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2011
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 635

from 635

المستخلص

مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ﴾(1)
الحمدُ للهِ والصّلاةُ والسّلامُ على محمّد رسول الله وعلى آله وصحبه والتّابعين .
أمّا بعـد :
فإنّ كلّ أمّة عريقة تسعى إلى ربط ماضيها بحاضرها ، وإنّ تراث أيّة أمّة هو عنوان مجدها ومرآة النّضج الفكريّ والعقليّ لأدبائها وعلمائها ، والأمّة الإسلاميّة من الأمم التي اعتنتْ بهذا التّراث ؛ فالعلماء المسلمون قد أغنوا الثّقافة الإنسانيّة بسيْل وافر من عيون اللّغة والحكمة والأدب ، وقد خلّفوا لنا تراثًا ضخمًا نفيسًا غاليًا ، وإنّ هذا التّراث النّفيس وديعة غالية وأمانة مقدّسة عند الأجيال ، وهو صلة هذا الجيل بالماضي النّاصع ، لبناء المجتمع الجديد على أسس راسخة من الأصالة ، وعليه فقد آثرتُ أنْ تكون أطروحتي هذه في مجال التّحقيق ، لهذه الأسباب ، وأسباب أخرى أهمّها :
1 ـ رغبتي في إحياء التّراث العربيّ والإسلاميّ ، والإسهام في إثراء المكتبة العربيّة بكتاب جديد .
2 ـ الإسهام فى إحياء التّراث العظيم الذي تركه لنا السّلف ، والخوف عليه منَ الضّياع .
3 ـ دراسة الموضوعات النّحويّة قد عولجت ، ممّا يجعل الكتابة فيها تكرارًا مملاّ .
ـــــــــــــــــــ
(1) فاطر ، الآية : 2 .
4 ـ التّحقيق يحتّم على المحقّق الاطّلاع على مصادر كثيرة مختلفة في عديد من الفنون ، وهذا ما يحتاجه طالب هذه المرحلة .
5 ـ تحقيق المخطوطات من الأمور الشّاقّة التي تحتاج إلى صبر وعمل دؤوب، وقد أشار الجاحظ إلى ذلك ؛ فقال : (( ولربّما أراد مؤلّف الكتاب أنْ يـصـلح تصحيفًا أو كـلمـة ساقطة ؛ فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللّفظ وشريف المعاني أيسر عليه مـن إتمام ذلك النّقص))(1) ، وقال الأستاذ الدّكتور رمضان عبد التّواب (( تحقيق النّص ليس مهمّة يسيرة ، بل لا بـدّ فـيه من معرفة واسـعة بالـمصـادر العربيّة ، وطريقة استخدامها ، والإفادة منها في تصحيح النّصّ ، حتّى يقترب من أصله الذي كتبه المؤلّف ، والمحقّق الأمين قد يقضي ليلة كاملة في تصحيح كلمة، أو إقامة عبارة ، أو تخريج بيت من الشّعر ، أو البحث عن صحّة عَلَم من الأعلام في بطون كتب التّراجم والطّبقات ))(2) فلأتعوّد الصّبر وأتعلّم هذا الفن اخترتُ هذا الطّريق .
ومنْ هذا المنطلق اتجهْتُ في دراستي إلى التّحقيق ، وكنت أدعو الله أن يوفّقني إلى اختيار مخطوط جدير بالتّحقيق ، وأنْ ييسِّر لي الحصول على نسخه ليكون تحقيقه ودراسته موضوعًا لأطروحتي ، فأخذتُ أبحث في فهارس المخطوطات والمؤلّفات المطبوعة التي تشير إلى هذا الجانب ، وشبكة المعلومات ، مستفسرًا من المتخصّصين والمهتمّين في هذا الميدان، ووقع اختياري على مخطوط بعنوان: (( المقاليد في شرح ”المصباح” للمطرّزيّ ))
للإمام تاج الدّين أحمد بن محمود بن عمر قاسم ، المتوفّى في حدود سنة : سبعمائة هجريّة ( 700 هـ ) .
ــــــــــــــــــــــ
(1) الحيوان 1 / 79 .
(2) مناهج تحقيق التّراث بين القدامى والمحدّثين ، ص : 117 .
وبعد استشارة ودراسة متأنّية لهذا المخطوط من جوانب مختلفة ، علمـتُ أنّه لم يطبع ولم يحقّق بعد ؛ فعقدتُ العزم وتوكلّتُ على الله ؛ بعد موافقة قسم اللّغة العربيّة ؛ فكان هذا البحث .
وسبب اختياري لهذا المخطوط تمثّل في الأمور التّالية :
1 ـ أنّه من كتب النّحو التي لها أهمّية كبيرة ومكانة متميّزة في تاريخ التّأليـف في علوم اللّغة العربيّة ؛ لأنّه يجمع في ثناياه كثيرًا من مسائـل النّحو والصّـرف واللّغة والأدب والبلاغة .
2 ـ إبراز كتاب ”المصباح” للـمطـرّزيّ ( ت 610هـ ) الذي لم يلق العناية اللاّئقة به في العصر الحديث .
3 ـ أهمّية هذا المخطـوط وقيمتـه العلميّـة ، إذ يحتـوي على شرح كتـاب ”المصباح” ، متضمّنا كثيرا من أحكام وعلل النّحو .
4 ـ إخراج هذا المخطوط إلى الوجود محقّقًا تحقيـقًا علميًّـا ، وتمكين المتخصّصين وغيرهم من الإفادة منه .
ومن أبـرز الصّعوبات التي واجهتـني : أنّه قد يجتمع في وقت واحد صعوبة فهم العبارة مـع سـوء نسخ المخطوط الـتي امتـلأت بالتّحريف والطّمس ، وقد كانت كتب :”الإقليد” ، و”الإيضاح” لابن الحاجب، و”أسرار العربيّة” ، و”المفصّل” ، نعمةُ الرّفيقة والمعينة على تصحيح كلمات ”المقاليد” ، وإضافة إلى ذلك أنّ صاحب المقـاليد نحويّ لم يكتب عنه كثيرون ، فقصّـر في ترجمته أصحاب التّراجم ؛ فلم يفصّلوا الحديث عن حياته ، مع أنّه صاحب هذا الأثر الجليل .
وقد توصّل البحث إلي الاستيعاب الذّهنيّ الكامل لـ ”المقاليد” ؛ فَوَجَدَ اختياراته النّحويّة موافقة لجمهور البصريّين ، واختياراته صائبة موفّقـة تبرز شخصيّة المؤلّف وأفكاره ، واختياراته هي نفسها اختيارات البحث، ولذلـك فـإنّ ما رآه البحث عبارة عن تفكير وصور نحويّة ولغويّة تطابق آراء البحث وأفكاره التـي تطابق بدورها جمهور البصريّين .
وقد اشتمل بحثي هذا على قسميْن :
القـسـم الأوّل : الدّراسـة ، وقد اتّبعت في هذا الـقـسم المنهج الموضوعيّ السّرديّ التّحليليّ ، وهذا القسم يـتكوّن منْ : مقدّمة وخمسة مطالب، وقد تناولتُ في المقدّمة سبب اختياري للموضوع ، وأهمّيته ، والصّعوبات التى واجهتنى وكيفيّة التّغلّب عليها ، وخطّتي في البحث .
فـفي المطلب الأوّل : تعريف بالمطرّزيّ وكتابه ”المـصباح” ، بدأته بالتّرجمة له ، وبيّنت أهمّية ”المصباح” ، ومنهجه ، وأسلوبه ، ثمّ ذكرتُ شروحه .
وفي المطلب الثّاني : مؤلّف المقاليد ، تحدّثت عن اسمه ، والتّحقّق من نسبه ، وذكرت مؤلّفاته وشعره ، ومذهبه الفقهيّ ومنزلته العلميَّة ، وقد عرضتُ نبذة تاريخيّة عن الحالة السّياسيّة والعلميّة لموطنه وعصره ، ثمّ ذكرتُ تاريخ وفاته .
وفي المطلب الثّالث : تكلّمت عن ”المقاليد” فعرّفت ”المقاليد” في اللّغة ، وتكلّمت عن نسبة الكتاب إلى المؤلّف ، والغرض من تصنيفه ، وأهمّيته ، ومنهجه ، وأسلوبه ، ومصادره .
وفي المطلب الرّابع : تناولتُ وصف المخطوط المعتمد في التّحقـيق وصفًا مختصرًا ، وذكرتُ عملي في التّحقيق ، وألحقتُ هذا المطلب بنماذج مصوّرة من المخطوط الخطّيّة المعتمدة في التّحقيق .
وفي المطلب الخامس : تكلّمت عن ملامح التّحليل النّحويّ في ”المقاليد” ، ملامح عامّة : تناولتُ فيه شواهد القرآن الكريم وقراءاته ، والشّعر ، والأثر ، والأمثال ، وقد تناولت فيه أيضًا : العلل النّحويّة ، والنّزعة المذهبيّة النّحويّة ، واللّهجات العربيّة ، والحوار النّحويّ ، والبلاغة ، والتّحليل اللّغويّ ، والمصطلحات النّحويّة ، وغرابة الألفاظ ، وتصحيحات الجَنْديّ لكتاب ”المصباح” ... ، وتناولتُ فيه أيضا ملامح خاصّة : اخترتُ فيها دراسة الباب الأوّل ”الاصطلاحات النّحويّة”.
القسم الثّاني : النّص المحقّق اتبعت المنهج المتعارف عليه ؛ فاقتضى الأمر إلى وضع المتن المشروح في أعلى الصّفحة ، وشرحه المناسب له في وسطها، وهو يحوي النّصّ المطلوب لكتاب ”المقاليد” لتاج الدّين أحمد بن محمود بن عمر ، واثبات المقارنات بين النّسخ والتّخريجات والتّوضيحات في الهامش الذي يمثّل الجزء الأسفل من الصّفحة ، وفي آخر القسم نتائج التَّحقيق والفهارس العامّة ، منها: فهرس الآيات القرآنيّة ، والأحاديث والآثار ، والأشعار ، والأمثال ، والأعلام ، والقبائل والطّوائف ، والبلدان والمواضع والأماكن ، والمصادر والمراجع ، وفهرس الموضوعات ، هذا هو عملي في هذا البحث ؛ فإن كنتُ قد وُفّقت فمردّ ذلك إلى عون الله وتوفيقه ، وإنْ أخطأتُ فإنَّ العين لا ترى نفسها إلاّ بمرآةٍ ، والشّيء إذا زاد قربه صعبتْ رؤيته ، والنّفس لا ترى شخصها إلاّ من قول غيرها .
وإنّي إذ أحمد الله تعالى على ما أعان ويسَّر ، فإنّي أرى لزامًا عليَّ أن أتقدّم بخالص الشّكر والتّقدير إلى أستاذي الكريم الأستاذ الدّكتور: إبراهيم عوض ، أستاذ الأدب العربيّ ، كليَّة الآداب ، جامعة عين شمس ، ويشهد اللّه أنّه لولا توفيق اللّه تعالى ، ثمّ وقوفه مساندا ما كان هذا البحث ؛ فأسأل الله أنْ يتولّى إحسانه وأنْ يجزيه عن العلم الذي حمل أمانته خير الجزاء .
كما أتوجّه بالشّكر إلى أستاذي الفاضل الأستاذ الدّكتور: أحمد هندى ، أستاذ العلوم اللّغويَّة ، كليَّة الآداب ، جامعة عين شمس ، لتفضّله بالإشراف على هذا البحث ؛ فأتاح لي الفرصة للاستفادة من علمه وتوجيهاته التي أفادتني وأفادت هذه الدّراسة ؛ فجزاه اللّه على ما قدّمه لي وما يقدّمه لطلاّب العلم خيرًا .
ويسرّني أن أوجّه شكري إلى جامعة عين شمس ، وكليّة الآداب ، وقسم اللّغة العربيّة وآدابها ، والدّراسات العليا ، الذين تفضّلوا بقبولي طالبًا في مرحلة الدّكتوراه ؛ فأتاحوا لي الفرصة للقيام بهذه الدّراسة .
والشّكر متواصل إلى المكتب اللّيبيّ والقسم الثّقافيّ اللّيبيّ بالقاهرة ، لما قدّموه لي من تسهيلات ، فجزاهم الله عنّي خيرا .
وإنّي لأسأل الله تعالى أنْ يرزقني حسن توفيـقـه وتسديده وأنْ يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم ، وأنْ يتقبّله في أعمال الصّالحين