![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص خضع المجتمع المصري خلال عقوده الثلاثة الأخيرة لمجموعة من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي أثرت في مختلف جوانب حياته، حيث ارتبط تطبيق سياسات الانفتاح الاقتصادي والخصخصة والعولمة ببعض المتغيرات ذات الأبعاد الأيديولوجية والسياسية والاجتماعية التي كان لها تأثير في ظهور العديد من الظواهر السلبية داخل المجتمع بوجه عام والأسرة المصرية بوجه خاص. فقد أدى نجاح تلك التحولات في اختراق البنية الاجتماعية، الثقافية والمنظومة القيمية للمجتمع، والتأثير على نسق القيم الاجتماعية المسيطر وطابع الشخصية المصرية إلى إحداث تغيرات جذرية كان لها تأثير على زيادة معدلات التفكك الأسرى والطلاق بصفة خاصة حيث دعمت العديد من القيم والمعايير السليمة في مقابل تراجع العديد من القيم والمعايير الاجتماعية الإيجابية إلى حد كبير. وبناءًا عليه يعد الطلاق أحد مظاهر التفكك الأسرى، إضافة إلى الصراعات والمشاجرات الزوجية ، فالطلاق مظهر من مظاهر تحلل الحياة الزوجية التي ينعدم فيها التفكك بين الزوجين كما أنه محصلة لتفاقم الخلاف بين الزوجين إلى الحد الذي يمتنع معه كل توافق فلا يكون معه سبيل إلى التراضي ولا يكون هناك مجال للعودة إلى حالة التكيف ، فالانفصال عادة هو الحلقة الأخيرة من مراحل الشجار والنزاع العائلي . مشكلة الدراسة : ـ من هذا المنطلق يمكن أن تحدد مشكلة البحث في دراسة أثر المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تعرض لها المجتمع المصري منذ حقبة السبعينات وحتى الآن على نمو وانتشار ظاهرة التفكك الأسرى وذلك بوصفها أحدى الظواهر الاجتماعية السلبية التي طرأت على الأسرة وهددت كيانها في الآونة الأخيرة ، وذلك بمعرفة أسبابها والظروف الاجتماعية التي أفرزتها في محاولة لإلقاء الضوء على الأبعاد الخاصة بهذه الظاهرة ، التي تهدد أهم وحدة بنائية في المجتمع وهى الأسرة ، وانطلاقا من هذه الإشكالية تتحدد مشكلة البحث الراهن في محاولة الإجابة على التساؤل الرئيسي التالي : ـ ما واقع ظاهرة التفكك الأسرى في المجتمع المصري ؟ وما علاقته بالتغيرات التي حدثت في الحقبة الأخيرة وخصوصا التحولات في النسق القيمى وأنماط المعيشة والتحولات الاجتماعية عامة ؟ |