Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مناهج النقد الأدبى الحديث وإشكاليات تفسير القرآن\
الناشر
جامعة عين شمس .
المؤلف
محمدى ،بركات رياض.
هيئة الاعداد
مشرف / عفـت محمد الشرقاوى
مشرف / عاطف جوده نصر
مشرف / عفـت محمد الشرقاوى
باحث / بركات رياض محمدى
الموضوع
النقد الأدبى الحديث إشكاليات تفسير القرآن. القصص القرآني.
تاريخ النشر
2011
عدد الصفحات
ص.:409
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
1/1/2011
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 409

from 409

المستخلص

موضوع هذا البحث هو ”مناهج النقد الأدبي الحديث وإشكاليات تفسير القرآن” وهو عنوان ينمّ عن العلاقة بين القرآن الكريم والنقد الأدبي، فهي علاقة قديمة ، فقد كان النص القرآني فاعلا أساسيا في نشأة النقد العربي وتطوره ، ولا يمكن لباحث منصف تجاهل هذه الحقيقة. فالقرآن كتاب العربية الأول ، بل إنه كتاب الإنسانية قاطبة ، ومعجزة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم الخالدة في كل عصر وزمان . ومن ثمّ انبري علماء العربية يدرسون أسلوب القرآن محاولين الوقوف علي أسرار إعجازه وبلاغته الفائقة؛ مما حدا بالأدباء والنقاد للتعرض للنصّ القرآني تضمينا ودراسة وتحليلا، وبذا أفاد القرآن النقد العربي في شقيه النظري و التطبيقي، وقد اهتم بدراسة أثر القرآن في تطور النقد العربي عدد من الباحثين .
ودراستنا هنا تحاول أن تستكمل رحلة البحث في هذه القضية، وذلك عن طريق محاولة تبيّن أثر النقد الأدبي الحديث وإشكالاته في تفسير القرآن الكريم، فالقضية هنا تسير علي وجه معاكس . وقد اقتضي ذلك الظروف الثقافية المعاصرة حيث تعاظمت الجهود النقدية المتأثرة بالثقافة الغربية ، وبدا تأثيرها واضحا في كثير من المجالات، ولاسيّما تفسير القرآن الكريم. ولا ريب في أن الصلة بين دراسات القرآن ودراسات النقد الأدبي قد تطورت كثيرا في العصر الحديث، وكان للمناهج النقدية التي نقلت عن الغرب في مجال الدراسات الأدبية أثر واضح في توجيه الدراسات النقدية في العالم العربي؛ بل تعدي أثرها إلي تفسير النص القرآني ودراسته ، مثلما نري عند عدد من الدارسين من اعتمادهم منهج الهرمنيوطيقا الغربية في دراساتهم للقرآن وعلومه، وكذلك اعتماد بعضهم علي المنهج النفسي ومفاهيمه في دراسة القرآن وتفسيره ، كما ساد منهج الوحدة الموضوعية في تفسير القرآن الكريم، وكذلك رأينا بعض الدراسات في القصة القرآنية اعتمد فيها أصحابها علي المنهج السردي.. إلي غير ذلك من المناهج النقدية الحديثة التي اعتمدها الدارسون في قراءة النص الديني وتفسيره ، متجاهلين ميتافيزيقا النص القرآني، والنزعة الوضعية التي انبثق عنها هذا المنهج النقدي أو ذاك ، فليس المنهج مجرد وسيلة للبحث عن المعرفة وفحصها وتحليلها وتقديم الدليل عليها فحسب ، بل لابد من الأخذ في الاعتبار الخلفية النظرية المؤطرة له، والمحددة لخصوصيته ووظائفه والأهداف المنشودة منه، كذلك لابد من الأخذ في الاعتبار خصوصية النص المدروس. ولا يعني نجاح منهج في بحث ما إطلاق صلاحيته كي تشمل كل المواضيع علي اختلاف أصنافها وأهدافها دونما قيد أو شرط.
لذا كان لزاما علي البحث أن يتساءل: كيف تمّت هذه المقاربات التفسيرية للنص القرآني بمناهج النقد الحديثة ؟ خاصة ونحن نعلم أن داخل كل منهج مدارس واتجاهات؛ لذا يبدو أن طريقة التعامل مع تلك المناهج كانت انتقائية، ولكن علي أي أساس تمّت عملية الانتقاء هذه؟ وهل تدخلت أيديولوجيا المفسر فى فهمه للنص و تفسيره ؟
وإذا كان من المقرر أن التفسير ينهض علي مسافة لغوية بين خطابين : الخطاب القرآني وخطاب التفسير ذاته، فمن المحال أن يتم اختصار هذه المسافة البينية إلي درجة التطابق بين الخطابين؛ ذلك لأن خطاب التفسير ناتج ثقافي، قائم علي النسبي والممكن ، وحاصل في الأذهان علي مقدار اختلافها وتفاوتها؛ إذ إنه رهن بشروطنا التاريخية والزمنية وبظروف ذاتية وإنسانية بحتة ، وأدواته مثله منتج ثقافي و تاريخي؛ ولهذا فليس ثمّة ما يلزمنا بالوقوف عندها ما دام يصعب علينا وقف الاجتهاد في استحداث مناهج البحث وأدوات الاستكشاف وتحليل المعني في النص، وبالتالي إمكانية وجود مناهج جديدة .
وتنقسم هذه الدراسة إلي مقدمة وأربعة فصول وخاتمة .
يعالج الفصل الأول : الهرمنيوطيقا وتأويل النص القرآني، مستعرضا لنشأة هذا المنهج في بيئته الغربية ومدي تطوره وانتقاله من مجال النصوص المقدسة إلي النصوص الأدبية ودور المتلقي في ضوء هذا المنهج ، ثم انتقال المنهج إلي الثقافة العربية، وتبني بعض الدارسين العرب له مطبقين إياه علي النص القرآني وما نتج عن ذلك من آثار في تأويل القرآن ، وتحريف دلالاته، ثم الكشف عن الأسس النقدية التي وجهت الدارسين العرب المحدثين في تعاملهم مع النص القرآني.
أما الفصل الثاني فقد جعلته لتناول المنهج النفسي والدراسات القرآنية، تتبعت فيه نشأة المنهج في الغرب واهتمام الدارسين والنقاد به، وتطبيقه علي المرضي النفسيين في بادئ الأمر،ثم دخول هذا المنهج حقل النصوص الأدبية وانتقاله إلي الثقافة العربية ، وتبنى بعض النقاد والدارسين له و تطبيقه علي النصوص البشرية ، ثم محاولة تطبيقه علي النص القرآني حيث تبني البعض هذا المنهج التحليلي في دراستهم للقرآن. وخصصت الفصل الثالث لدراسة منهج الوحدة الموضوعية وتفسير القرآن الكريم ، وضحت فيه أن هذا المنهج نشأ عربيا وإن لم يكن ثمة تنظير له إلا من بعض الملاحظات الفردية عند بعض علمائنا القدامى الذين أظهروا براعة فائقة في تطبيقه، ثم الاهتمام به حديثا ومحاولة التنظير له حتي استوي علي سوقه وكتب له الذيوع والانتشار، و قد تمّ تبني عمل جماعي في إحدى الجامعات العربية لإنجاز التفسير الموضوعي للقرآن الكريم كله، وقد تحقق هذا العمل الجماعي لهم بفضل الله تعالي ومنّه، ثم سجلت بعض الملاحظات علي هذا المنهج. ثم أفردت الفصل الرابع لمعالجة المنهج السردي و القصة القرآنية، وقد تحدثت من خلاله علي شتي الاتجاهات في الكتابة في القصة القرآنية وتحليلها، عارضا للمنهج الفني الذي تبناه بعض الدارسين محاولا درس القصة القرآنية اعتمادا علي مفهوم القصة الحديثة في الغرب ، دونما مراعاة لخصوصية النص الدروس وقدسيته وما نجم عن ذلك من تحريف في التأويل.
ثم جاءت الخاتمة لترصد بعض النتائج التي توصلت إليها الدراسة ومنها:
1- أن الهرمنيوطيقا نشأت بادئ ذي بدء عند تفسير النصوص الدينية المقدسة ، حيث كان العلماء الدينيون يضعون قواعد وأسسًا ينبغي علي المفسر أن يتبعها عند التفسير؛ ليصل إلي المعني المراد من النصّ الديني.
2ـ أن علم الهرمنيوطيقا في صياغاته الحالية علم غربي ارتبط بالفلسفة المعاصرة ثم استقل عنها وعن باقي العلوم الإنسانية والاجتماعية, وإن كانت مادته العلمية وبعض صياغاته الأولي موجودة في كل تراث ديني وفي كل حضارة غربية أو شرقية .
3- أن النصّ أصبح في ظل الفلسفة التأويلية خاضعًا لأفق المتلقي ومدي قدرته علي استنطاقه , وتم استبدال فهم المتلقي بمعني النصّ, وهذا الفهم مرتبط بذات المتلقي المحدودة المتغيرة والمتحولة, ولا توجد في هذه النزعة ولا في الدراسات الحديثة ضوابط وحدود لهذا الفهم، مما جعل النصّ يصير لعبة منفتحة علي كل التأويلات المحتملة.
4- كشف البحث نسبية التأويلات تبعا للموقف التاريخي والثقافي للمؤول و الأيديولوجيا التي توجهه, ويتحول النصّ علي يدي هذا المؤول إلي مرآة يري فيها نفسه علي نحو من الأنحاء وصورة من الصور.
5 – أسفرت الدراسة عن الكشف عن المبادئ الهرمنيوطيقية التي انطلق منها بعض المؤولين للنص القرآني، والتي منها : أن التأويل ضرورة للنص، و محاولة تأنسن النصّ القرآني، وأن ليس للنص معني ثابت أو دلالة ذاتية ، وأنه لا توجد قراءة بريئة للنص ، وأن التأويل إنتاج للنص .
6- و أن من أهم الأسس و المبادئ التي ينهض عليها التفسير النفسي أن العمل الأدبي نتاج اللا شعور ؛ لذا يراه الناقد أنه نشاط لا شعوري أو رمز للرغبات المكبوتة في لاشعور الأديب ، ومن ثم تتأتي ضرورة تفسير العمل الأدبي في ضوء المنهج النفسي التحليلي؛ إذ إنه هو الذي يختص بتحليل اللاشعور.
7- كما كشف البحث عن أن الدارس المنصف المتتبع لشخصية الرسول وأنواع السلوك الصادر عنه، وجميع تصرفاته لا يسعه إلا أن يقرر كمال الشخصية وتوافقها وانسجامها، إذ كان يوافق خارجها داخلها، أو ظاهرها باطنها، وهذا هو الطريق السليم الموصّل عمليا لسبر غور النفس، وتفسير سلوكها وتقييم تصرفاتها وأعمالها .
8ـ أظهر البحث أن التحليل النفسي لشخصية النبي محمد عليه الصلاة والسلام يؤكد علي عدم صدور القرآن منه ذاتيا.وأن هذا النص القرآني العظيم لا يمكن أن يكون وليد اللاشعور.
9- أن التفسير الموضوعي يستطيع أن يكشف لتا عن موقف القرآن الكريم من موضوع ما علي طول نصه دونما تناقض أو تعارض ،وأنه يجنبنا تكرار التعرض للموضوع نفسه إذا ما تتبعنا طريقة التفسير بترتيب المصحف .
10- أن التفسير الموضوعي يبرز لنا مدي تماسك بنيان النص القرآنى وإحكامه ، في وحدة السورة الموضوعية وترتيب آياتها وتناسبها مع ما قبلها وما بعدها تناسبا عجيبا ، ثم في تناسب ترتيب السور في المصحف بالرغم من اختلافها مع ترتيب نزولها ، ثم في وحدة القرآن الكريم كله ، ولا شك في أن هذا وجه من وجوه إعجاز القرآن لمن يعتبر.
11- أكّد البحث علي أن القصص القرآني قصص واقعي صادق ولا مراء في ذلك وأنه يستمد صدقه من قائله وهو الله تعالى. وأنه ينبغي أن لا نحكم التاريخ ولا الكتب المحرفة فيما أخبر القرآن به ؛ بل نثق كل الصدق فيما أخبر وقص .
12- كما أن القصص القرآني وإن كان يتميز بخصائص فنية عالية رائعة إلا أنه لم يعرض كقصص فني مستقل ، وإنما هو موظف من أجل الأغراض الدينية ، وقد ترتب علي ذلك اتسامه بسمات محددة .
13- أن التكرار ظاهرة لغوية أصيلة وأنها من محاسن اللغة العربية وسمة للفصاحة والبلاغة، وأنها لا تذم و لا تمدح في ذاتها ، وإنما العبرة تكمن في حسن توظيفها , وأن التكرار واقع في القرآن وهو في غاية الحسن والفصاحة وموظف للأغراض الدينية.
14- كشف البحث عن أن التكرار في القصص القرآني يعين علي تحقيق الأغراض الدينية، وأن كل حلقة تختلف عن الأخرى في سياقها وسباقها وما تتضمنه من أحداث ودلالات؛ بل إن نمو القصة يتكامل من خلال هذا التمايز بين الحلقات، وأنه ليس ثمة تكرار في القرآن يخلو من معني جديد أو إضافة حقيقية تزيد من التماسك و الانسجام النصي بحيث يشكل مجموع تكرار القصة الواحدة وحدة قصصية متكاملة.
15- أن الوحدة القصصية في القرآن تتأتي من وحدة الشخصية ووحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي.وأن ما تكرر من القصص القرآني لا تناقض فيه ولا تعارض .
16ـ كما تبين انتفاء القصة الأسطورية من القصص القرآني وأن القائل بذلك لايعتقد بالبعث واليوم الآخر وبشكّ فى نسبة القرآن إلى الله تعالى ، ويزعم أن محمدا صلى الله عليه وسلّم مؤلّف النص القرآني.