Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مشكلة القدر بين المتكلمين والصوفية /
المؤلف
غتورى، فايز محمد إبراهيم.
هيئة الاعداد
باحث / فايز محمد إبراهيم غتورى
مشرف / عبدالفتاح أحمد فؤاد
مناقش / دولت عبدالرحيم
مناقش / عبدالفتاح أحمد فؤاد
الموضوع
القضاء والقدر. الطرق الصوفية.
تاريخ النشر
2012.
عدد الصفحات
260 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2012
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 270

from 270

المستخلص

فموضوع هذه الرسالة هو مشكلة القدر بين المتكلمين والصوفية، وهو موضوع على جانب كبير من الأهمية، لكونه لا يخفى على أحد أن مسألة الجبر والاختيار أو قضية القضاء والقدر من أصعب المسائل الدينية، ومن أعقد المشاكل الفلسفية التى واجهت الفكر البشرى على مدار تاريخه الطويل إن لم تكن أصعبها وأعقدها على الإطلاق شهد بذلك الأئمة المجتهدون والعلماء البارزون فى سائر الأديان السماوية، وأقر به المفكرون فى مختلف المذاهب والاتجاهات، لذا كانت ولا تزال هذه القضية مثار اهتمام الباحثين فى الفكر الإسلامى قديما وحديثا 0
كما كانت هذه القضية موضوع خلاف كبير بين جميع الفرق الإسلامية وخاصة المعتزلة والأشاعرة، ورغم قدم هذه المشكلة فما زالت حية ومعاصرة لأنها مشكلة كل عصر وكل جيل، فهى تطرح نفسها على العقل الإنسانى فى نماذج مختلفة من الاستفسارات والأسئلة ، ولعل أبرز هذه الأسئلة ما يتعلق بالشر، أو المعصية التى تصيب الإنسان ولا يملك ردها، أو البعد عنها فى بعض المواقف والأزمات ومن ثم حاولت كل الثقافات والفلسفات القديمة والمعاصرة أن تجد حلا لهذه المشكلة من واقع بيئتها الثقافية، وظروفها الدينية التى تخضع لها، وتأخذ بتعاليمها، لأنها ترتبط بأنماط السلوك المختلفة للإنسان، وما يترتب على هذا السلوك من أثار اجتماعية وحضارية تقود الأفراد والشعوب إلى أسباب التقدم والازدهار، أو تهوى بهما إلى منحدر التأخر والإلحاد0
ثانيا: أسباب اختيار الموضوع:
1 - إن الإيمان بالقدر من أصول الإيمان بالله تعالى، فلا يقبل الإيمان بالله تعالى إلا مع الإيمان بالقدر قال تعالى: ﮋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﮊ( ) وقوله تعالى: ﮋﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﮊ( )0
وفى السنة من حديث عمر بن الخطاب  أن جبريل عليه السلام حين سأل النبى  عن الإيمان قال ”الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره”( )0
2 - تبدل الإيمان بالقضاء والقدر لدى علماء الفرق الكلامية، إلى البحث عما إذا كان الإنسان مجبرا فى أفعاله أم مخيرا فيها، وهل هذه الأفعال تحدث بقضاء الله تعالى وقدره، أم أن الإنسان يستقل بإحداثها، فتكون خارجة عن القضاء والقدر، فهذا الطرح هو الذى فرق القوم ومزقهم كل ممزق، وكان ذلك هو نقطة الخلاف والاختلاف التى أدت إلى التشرذم والتفرق بين المسلمين 0
3 - أن بعض الأفراد، وبعض الشعوب تحيل ضروب الفشل والكوارث على القضاء والقدر، ثم تنتظر المعجزات فى عصر لم يتسع للمعجزات، فأمثال هؤلاء يرجعون كل شئ يسوؤهم إلى المشيئة الإلهية المطلقة التى تحدد مصير الأفراد والمجتمعات0
فى حين نرى أفرادا أو شعوبا أخرى، يجدون فى الاعتراف بحرية الفرد ومسئوليته أساسا لكل تقدم اجتماعى وأخلاقى واقتصادى0
4 - بعض العلماء يذهبون إلى أن الصوفية قد تأثروا فى قولهم بالجبر بالجبرية أو الأشاعرة، ولكن هذا غير صواب لاختلاف المنهج العقلى على المنهج الذوقى عند الصوفية0
ثالثا: إشكاليات البحث:
إن كل فرقة من الفرق الكلامية، تجادلت فى مسألة خلق أفعال الإنسان، هل الإنسان مجبور فى أفعاله أم مختار؟ وهل ثمت تعارض بين حرية الإرادة والقدر المسبق؟ وما هى علاقة القدر ببعض الصفات الإلهية لدى المتكلمين؟ وهل كان الخلاف بين المعتزلة والأشاعرة كبيرا أم أنه خلاف فى اللفظ فقط؟ وما هى علاقة القدر بالصفات الإلهية والأحوال والمقامات عند الصوفية، وما هو الطريق الصوفى وعلاقته بالقدر؟ وهل تأثر الصوفية بالفرق الكلامية فى القضاء والقدر أم لا؟ وما علاقة الدعاء بالقدر وثمرات الإيمان بالقدر فى الإسلام؟
رابعا: منهج الدراسة:
ولقد اقتضت طبيعة هذا الموضوع استخدام المنهج التاريخى التحليلى النقدى المقارن0
المنهج التاريخى وهو الحديث عن مشكلة القدر منذ عهد الرسول  إلى القرن السابع، والمنهج التحليلى الذى يقوم بتحليل النصوص المختارة؟ ثم أقوم من خلال المنهج المقارن بالمقارنة بين كلام كل فرقة من الفرق محل البحث، ثم أناقش هذه الآراء موضحا أحسنها وأوفقها، وذلك من خلال المنهج النقدى0
إجراءات البحث:
1 - ذكر أقوال كل من المتكلمين والصوفية مستشهدا بنصوص من كتبهم مع الكشف عن أصول أفكارهم كشفا علميا0
2 - عزو الآيات القرآنية إلى موضعها فى القرآن الكريم، وتخريج الأحاديث والآثار من مصادرها الأصلية، وإذا كان الحديث فى الصحيحين اكتفيت بتخريجه منهما0
3 - وضعت الكلام المنقول بنصه بين علامتى تنصيص، وذكرت المرجع أو المصدر فى الهامش، وأما المنقول بمعناه أو تصريف منه فلا يكون بين علامتى تنصيص ويحال إلى موضعه بلفظ (انظر) أو (بتصريف)0
4 - الترجمة لبعض الأعلام غير المشهورين، والشهرة مسألة نسبية0
5 - شرح الكلمات التى تحتاج إلى توضيح 0
6 - تذييل البحث بفهارس تساعد القارئ على الوصول إلى ما يريده بيسر وسهولة0
هذه هى الخطة التى سار عليها البحث، ولقد بذلت قصارى جهدى فى تجلية مسائله وتوثيقها ورغم ذلك فإننى لا أدعى أنى وفيت الموضوع حقه ، والخطأ وارد بل من طبيعة البشر، فابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون وتقع تلك الدراسة فى مقدمة وبابين وخاتمة 0