الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لا يكاد يختلف اثنان حول أهمية الدور البارز الذي يؤديه الحاسوب في كافة جوانب الحياة، فيُعد إحدى سبل الثورة المعلوماتية المحدثة، وعصاها السحرية، فلم يعد دوره مقتصراً على مجرد إجراء العمليات الحسابية المعقدة، بل فاق هذا الحد، إلى أن تغلغل في كافة المجالات، وما بات تخصصاً إلا وتوغل بداخله وساعد على تقدمه وتطوره، فبرغم انجازاته الفائقة ودوره الإيجابى الذي يلعبه في كافة مجالات الحياة، يحمل وجهاً آخر سلبياً، قد يؤدي إلى فناء روحانية المجتمعات. وعلى الجانب الآخر، تعد الأخلاق عنواناً للشعوب، فقيام أي مجتمع مرهون بوضع مجموعة من القواعد والمبادئ التي تمثل حدود السلوك المقبول بشكل عام، وغالباً ما يتم التعبير عن هذه المبادئ في هيئة عبارات تشير إلى ما ينبغي أو لا ينبغي أن يفعله الإنسان. وتتناسق هذه المبادئ معاً لتشكل ما يعرف بالقانون الأخلاقي الذي يعيش فيه المجتمع. ومن ثم، يجب أن تلعب فلسفة الأخلاق دوراً بارزاً في استخدام منظومة الحاسوب، من أجل الحد من الجرائم والانتهاكات التي نجمت عن استخدامات منظومة الحاسوب- على سبيل المثال- تهديد المعتقدات، انتهاك حقوق الخصوصية والملكية. ونتيجة لهذه الجرائم، وضع ”نوربيرت وينر” أسس أخلاقيات الحاسوب. وبالرغم من ذلك، فإنه لم يضع تعريفاً محدداً له، وكانت المحاولة الأولى لتعريف أخلاقيات الحاسوب من قبل ”والتر مانر”. بالإضافة إلي إسهامات عديد من الفلاسفة وعلماء الحاسوب. أما عن تطبيق النظريات الأخلاقية علي استخدام منظومة الحاسوب، فظهرت ثلاثة محاولات، الأولى: تطبيق النظريات الأخلاقية التقليدية-على سبيل المثال- الفضيلة، المنفعة، الواجب. الثانية: تطبيق النظريات الأخلاقية متوسطة وعالية المستوي- علي سبيل المثال- العدالة، القدرة، النظرية الاقتصادية للقانون، أخلاقيات المعلومات. الثالثة: محاولة تطبيق نظرية أخلاقية موحدة. وفي النهاية، يمكن القول بأن أخلاقيات الحاسوب تعد بمثابة نظاماً عالمياً قابل للتطبيق على كافة الثقافات على وجه البسيطة. |