![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد شغلت فكرة ال سلامة الجسدية ، واستولت على فكر ، وبحث رجال القانون, بقصد الوصول إلى إمكانية إدخالها في النظام القانوني السائد في المسئولية المدنية, وذلك بقصد إسباغ الحماية القانونية ، والحفاظ على غاية تلك الفكرة ,وهي ضمان ال سلامة الجسدية للإنسان, ولقد أ صل الفقه ، والقضاء فكرة ال سلامة الجسدية ، ووسائل إسباغ الحماية القانونية عليها في شكلِ ما عرِف بالالتزام بضمان ال سلامة, الذي انتشر لينشر غطاءه على كافَّة فروع المسئولية ليحمى الأفراد , حتى أصبح من الممكِن القول بأ ن هذا الالتزام لا يتص ور مع غيابه اطمئنان الإنسان في علاقاته القانونية مع الآخرين , كما أنَّه لا يتص ور قبول مبدأ حرية الإنسان في ممارسة نشاطاته المختلِفة دون أن يكون ملزِماً بضمان سلامة الآخرين . وإذا كانت المسئولية المدنية هي مهد مشكلات القانون المدن ي, وكانت أُمهات مسائلها مجالاً واسعاً ، وخصباً للاجتهادات الفقهية والقضائية , بهدف حسم النزاع فيها للوصول إلى حلول مر ضية, فإ ن التَّلوث البيئي بما يحدثه من أضرار تصيب البيئة والأشخاص والأموال, قد استحدث نوعاً من المشكلات القانونية الخا صة بالمسئولية المدنية عن تلك الأض رار, والتي تُشكَّل عصب مشكلات القانون المدن ي في الوقت الحاضر والتي تثير العديد من المسائل التي تبدو الحاجة مل حة إلى إيجاد حلول قانونية مناسِبة. ول ما كانت ال سلامة الجسدية للإنسان يكمن في تحقيقها غاية وهدف الالتزام بضمان ال سلامة , فإ ن وجود هذا الالتزام ينبثق ويتحقَّق في كافَّة صور المسئولية التَّعويضية التي تنعكس على ال سلامة الجسدية للإنسان ، وبخاصة المسئولية عن الأض رار البيئية , فإذا كان التَّل وث من الظواهر القديمة التي لازمت استغلال البيئة الطبيعية , إلَّا أنَّه أصبح النتيجة الحتمية للتَّط ور العلمي والتِّقني , وصار من أكثر المشكلات التي تؤرق الإنسان في العصر الحديث نظراً للأضرار الجسيمة التي تنتج عنه, وبات يهدد الإنسان ، وبيئية على السواء |