الفهرس 
العنوانيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 269 |  |  |
| | | from | 269 | | |
المستخلص
يتفق الجميع على أن التحديات التي يحملها هذا العصر لن يتصدى لها إلا رأس مال بشرى دائم الترقي, دائب النمو, سواء على المستوى الفردي أوعلي صعيد المجتمعات, حتى يمكن للجميع المشاركة في العالم الجديد من موقع الاقتدار, وفى ظل سباق تنافسي بالغ الحدة وهناك إجماع على أن الارتقاء بالثروة البشرية لن يحققه إلا تعليم تتوافر فيه شروط الجودة الكلية في كافة مراحله ومستوياته .
وينفرد التعليم الجامعي بعديد من المقومات والخصائص التي تجعل منه خط الإنتاج المتقدم في صناعة البشر, ومدخلاَ حاكماً لاغني عنه لإقامة المجتمع المعرفي, وإنتاج أفراد هم أبناء عصرهم بتفكير ابتكـــــاري
وقابلية للتدريب على مختلف حرفه وتخصصاته, وبروح مغامرة تغزو الفضاء وتقهر الصحراء وتنطلق فــي آفاق الكشف العلمي إلى آماد تسابق الخيال.
ونظراً لأن مصر تواجه صعوبات كبرى بسبب قلة الموارد المالية العامة على مسايرة المطالب المتزايدة, وضعف قدرة الحكومة المصرية على دفع تكاليف التوسع في التعليم الجامعي وتطويره وانخفاض نصيب الطالب والبحث العلمي..وغيرهما من التمويل يبقى التحدي الذي يواجه جامعة اليوم, وهو كيف تستطيع أن توائم بين مواجهـة الظروف المختلفة المحيطة بها والتحديات الخارجية والداخلية عليها, وبيـن القيام بالمسئوليات الكبيرة الملقاة على عاتقها, من مواجهة أعداد الطلاب الكبيرة وتطوير البحث العلمي وتوفير متطلبات الجودة والاعتماد وتحسين مخرجاتها ...الخ دون توفير التمويـل اللازم لها.
لذا فإن تنويع أساليب تمويل التعليم الجامعي أصبح أمراً حتمياً واتجاهاً حديثاً يسود العالم , حيث إن أي حكومة لا تستطيع تحمل عبء تمويل هذا التعليم الجامعي منفردة بل يتم مشاركة كافة الفئات المستفيدة منه في تمويله اتفاقاً مع التوجهات العالمية والمستقبلية.
مشكلة الدراسة:
ويمكن بلورتها في الأسئلة التالية:
1ـ ما تحديات البيئة العالمية والبيئة المحلية وانعكاساتها علي تمويل التعليم الجامعي الحكومي بمصر؟
2ـ ما الواقع الراهن لتمويل التعليم الجامعي الحكومي في مصر؟
3ـ ما أهم الخبرات العالمية في مجال أساليب تمويل التعليم الجامعي؟
4ـ ما أمكانية تطبيق خبرات بعض الدول في مجال تمويل التعليم الجامعي الحكومي بمصر من وجهة نـــــظر
الخبراء؟
5ـ ما الاستراتيجية المقترحة لتنويع أساليب تمويل التعليم الجامعي الحكومي بمصر وآليات تطبيقها ؟
(3)أهداف الدراسة:
تسعى الدراسة الحالية إلى ما يلي:
1ـ أبراز تحديات البيئة العالمية والبيئة المحلية وانعكاساتها علي تمويل التعليـم الجامعي الحكومي بمصــــر؛
لرصد أهم الفرص التي تتيحها, وأهم التحديات التي تفرضها علي تمويل التعليم الجامعي.
2ـ الكشف عن الواقع الراهن لتمويل للتعليم الجامعي الحكومي في مصر؛ لإظهار أهم نقاط القـوة والضعــف
التي تواجه تمويل هذا التعليم.
3ـ رصد مبررات توفير التمويل الكافي للتعليم الجامعي, وأهم اتجاهات تمويله عالمياً وعرض خبرات بعض
الدول المتميزة في هذا المجال؛ للاستفادة منها فـي تنويع أساليب تمويل التعليم الجامعي.
4ـ تعرف أمكانية تنويع أساليب تمويل التعليم الجامعي الحكومي بمصر علي ضوء خبرات بعض الدول من
وجهة نظر الخبراء.
5ـ وضع إستراتيجية مقترحة لتنويع أساليب تمويل التعليم الجامعي المصري وتحديد آليات تطبيقها؛ لتوفيـر
التمويل الكافي لهُ وتمكينه من تحقيق أهدافه بفعالية.
حدود الدراسة:
1ـ تقتصر الدراسة الحالية على التعليم الجامعي الحكومي (ما عدا جامعة الأزهر).
2ـ بالنسبة لخبرات الدول في مجال أساليب تمويل التعليم الجامعي الحكومي فقد تم اختيار كل من: الولايـــات المتحدة الأمريكية, المملكة المتحدة, اليابان, الصين, الهند, جنوب أفريقيا .
3ـ اعتمدت الدراسة الميدانية علي عينة من عمداء ووكلاء الكليات ورؤساء الأقسام وأمناء الجامعـــــــــــات والكليات وبعض الخبـراء بثلاث جامعات حكومية وهم (جامعة القاهرة, وجامعة عين شمس, وجامعة قناة
السويس) لبيان أمكانية تطبيق خبرات الدول السابق ذكرها في تمويل التعليم الجامعي الحكومي بمصر.
منهج الدراسة:
استخدمت الدراسة المنهج الوصفي, و التخطيط الاستراتيجي. كما استخدمت الدراسة أحد الأساليب الرئيسة للتخطيط الاستراتيجي وهو أسلوب التحليل البيئى SWOT Analysis, واستخدام أسلوب استشراف المستقبل. وكذا استخدمت الدراسة أسلوب تحليل الكلفة ـ المنفعة .Cost- Benefit Analysis
خطوات الدراسة:
تكونت الدراسة من ستة خطوات كالآتي:
الخطوة الأولى :
تحديد الإطار العام للدراسة.
من خلال الاطلاع علي الدراسات والبحوث والأدبيات المرتبطـــة بتمويـــل التعليـــم الجامعــــي والتخطيـــط
(4)الاستراتيجي وتحليلها.
الخطوة الثانية :
إبراز التحديات العالمية والمحلية وانعكاساتها علي تمويل التعليم الجامعي.
من خلال الرجوع إلي العديد من الكتب والمراجع والبحوث والدراسات والوثائق العالمية والمحلية وشبكة المعلومات. بهـدف رصد أهم الفرص المتاحة والتهديدات المفروضة علي تمويل التعليم الجامعي.
الخطوة الثالثة :
الكشف عن الواقع الراهن لتمويل التعليم الجامعي الحكومي في مصر.
من خلال قسم الإحصاء بالمجلس الأعلى للجامعات والوثائق والدراسات والبحوث والأدبيات؛ بهدف كشف أهم نقاط القوة والضعف.
الخطوة الرابعة :
رصد مبررات توفير التمويل الكافي للتعليم الجامعي, وأهم اتجاهات تمويله عالمياً وعرض خبرات بعض الدول المتميزة في هذا المجال.
من خلال تحليل أدبيات تمويل التعليم الجامعي, للوقوف علي: مفهوم ومبررات واتجاهات تمويل التعليم الجامعي. كما تم تناول العديد من الدراسات والبحوث والأدبيات الأجنبية الموجودة بالمكتبات وشبكة المعلومات؛ للتعرف علي خبرات بعض الدول في مجال تمويل التعليم الجامعي، التي استفادت الدراسة منها في بناء كل من استمارة رأي الخبراء والاستراتيجية المقترحة.
الخطوة الخامسة :
تعرف إمكانية تنويع أساليب تمويل التعليم الجامعي الحكومي بمصر علي ضـوء خبرات بعض الدول من وجهة نظر الخبراء.
من خلال إعداد وتقنين استمارة رأي الخبراء, ثم اختيار ووصف عينة الدراسة, التي طبقت علي عينة من عمداء ووكلاء الكليات ورؤساء الأقسام وأمناء الجامعات والكليات؛ للتعرف علي رأيهم في أمكانية الأخذ ببعض أساليب تمويل التعليم الجامعي المطبقة ببعـض الدول الأجنبية بالتعليم الجامعي الحكومي في مصر.
الخطوة السادسة :
وضع إستراتيجية مقترحة لتنويع أساليب تمويل التعليم الجامعي الحكومي في مصر.
من خلال الدراسات والبحوث ولأدبيات المرتبطة بتمويل التعليم الجامعي, رصد تحديات البيئة المحلية والعالمية للجامعات الحكومية, الكشف عن الواقع الراهن للبيئة الداخلية, الاستفادة من تجارب بعض الدول الأجنبية, وأراء وتوصيات الخبراء فيها, التحليل البيئي (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) الناتجة عن الفصلين الثاني والثالث.
(5)نتائج الدراسة:
خلصت الدراسة إلي تقديم أساليب تمويل جديدة للتعليم الجامعي الحكومي في مصر؛ لمواجهة مشكلات نقص التمويل التي يعاني منها, وتماشياً مع المبررات العديدة التي أوضحتها الدراسة لتوفير التمويل الكافي للجامعات, تم تحديد مجموعة من أساليب التمويل التي تستخدمها الدول ذات الخبرة في هذا المجال بعد أخذ رأي الخبراء فيها.
وتوصلت الدراسة من خلال دراسة البيئة الخارجية للتعليم الجامعي الحكومي في مصر إلي أنه يواجه بالعديد من التحديات مع وجود عدد من الفرص القليلة، كما توصلت إلي وجود الكثير من نقاط الضعف التي يعاني منها هذا التعليم وبعض نقاط القوة الأقل من خلال دراسة واقع تمويله (البيئة الداخلية)؛ والنتيجة وجود ضعف كبير في كفاية التمويل اللازم له، مما جعله غير قادر علي تحقيق أهدفه ورسالته التربوية والاقتصادية والعلمية والبحثية والاجتماعية بفعالية.
وانتهت الدراسة بوضع استراتيجية, حيث تم تحديد مجموعة من المرتكزات التي ارتكزت عليها الاستراتيجية, ورصد أهم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات, وأهداف الاستراتيجية التي تسعي إلي تحقيقها من خلال مجموعة من الإجراءات وآليات تطبيقها, وختاماً بالمشكلات التي يحتمل أن تواجه هذه الاستراتيجة عند التطبيق وكيفية حلها