Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المتشابه اللفظي في القرآن الكريم عند الإسكافي والغرناطي:
الناشر
جامعة عين شمس .
المؤلف
أبوغيدة،إسلام مصطفى أحمد.
هيئة الاعداد
مشرف / ل أبو زيد هليل
مشرف / عبد الرحمن عبد السلام محمود
مشرف / ل أبو زيد هليل
باحث / إسلام مصطفى أحمد أبوغيدة
الموضوع
المتشابه اللفظي. القرآن الكريم. نظرية التلقي.
تاريخ النشر
2011
عدد الصفحات
ص.: 400
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2011
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 400

from 400

المستخلص

المتشابه اللفظي هو العلم الذي يهتم بدراسة الآيات التي تكررت في القرآن الكريم كما هي، أو تكررت مع وجود اختلاف بسيط في التعبير بين المواضع المختلفة. ونظرية التلقي هي اتجاه نقدي حديث ظهر في السبعينيات من القرن العشرين يهتم بالمتلقي وتفاعله مع النص، ويتميز عن بقية النظريات النقدية المعاصرة باعتباره للنص من ناحية، واعتباره لإعادة إنتاجه من قبل المتلقي الذي يحاوره بما تمده به قدراته، وثقافة عصره من ناحية أخرى. ودراستنا لعلمين من أعلام هذا العلم تمثل نموذجًا لهذه التلقيات المتنوعة بحسب قدرات أصحابها، وثقافة عصورهم، وتبصرنا بما يزيد من تفاعل القارئ المعاصر مع النص.
وقد كان سبب اختياري لهذا الموضوع أننا بحاجة إلى إثراء الدراسات النقدية في هذا المجال؛ ولأن هذه المصنفات قدمت تطبيقات على الآيات المتشابهة والمتكررة في القرآن الكريم طبقًا لرؤية نقدية؛ فإنها تحتاج إلى مزيد من الجهد لتأصيلها، والتنظير لها لمعرفة الأفق الذي تم فيه تلقي المتشابه اللفظي عبر العصور المتعاقبة، وفي البيئات المتباينة، ومن ثم يمكن تحديد علاقة توجيهه بالقضايا النقدية الكبرى السائدة في كل عصر، مما يبرز علاقة الدراسات القرآنية بتطور النقد الأدبي، ويعطي هذه المصنفات حقها، ويحدد موقعها الدقيق على خارطة الدراسات التي تناولت الإعجاز القرآني، وأسهمت في تطور النقد الأدبي.
كما أن رؤية هذه المصنفات في ضوء المناهج النقدية الحديثة يمكننا من تحديد الفرق بين الأفق الذي تم فيه تلقي المتشابه اللفظي، وبين أفق توقعاتنا المعاصرة، الأمر الذي يجعلنا على بصيرة بالأسئلة التي أجاب عنها النص في القديم، وتلك التي يجب أن يجيب عنها في ضوء محاورتنا العصرية له؛ مما يفتح المجال أمام بحوث جديدة في المتشابه اللفظي تستفيد من الماضي، وتضيء الحاضر، وترسم آفاق المستقبل؛ إذ ”لا يمكن أن توجد علاقة صحيحة بالحاضر في غيبة علاقة سوية بالماضي. وبالقدر نفسه لا يمكن أن تنطوي العلاقة بالحاضر على وعود إيجابية إلا إذا كانت هذه العلاقة تضع في اعتبارها إمكانات المستقبل الخلاقة وآفاقه المفتوحة إلى ما لا نهاية ..” .
ومن هنا تتكشف أهمية هذا البحث الذي يحاور الماضي، ويضيف إليه إمكانات الحاضر مستثمرًا ذلك في خلق تفاعل أفضل بين النص والقارئ المعاصر، ومعيدًا هذا العلم إلى دائرة الدراسة النقدية للتعبير الفني ومعالجًا ما أصابه من جنوح بعض الكتب التي تحاول تيسير حفظ الآيات المتشابهة، وعدم الخلط بينها - بضوابط شكلية لا صلة لها بروعة أسلوب القرآن، ولا ببلاغته العلية، من ذلك مثلاً: (أنها تربط الآية المتشابهة باسم السورة، أو عدد حروف أول لفظة فيها، أو ترتيب حروف الهجاء أو أيام الأسبوع)، وهي أمور شكلية لا تساعد القارئ على التفاعل الحقيقي مع النص أو تدبر المعنى لاستكشاف سبب تغير الأسلوب، والإحساس بالجمال الفني للتعبير القرآني.
وعلى هذا فإن محاورة التلقيات المتعاقبة في الماضي، والإفادة مما فيها، مع استخدام إمكانات النظريات النقدية الحديثة هي ما يمكننا من خلق تفاعل أكبر بين القارئ والنص، ويلبي حاجة كلِّ مَن أكرمه الله بحفظ القرآن، أو قراءته ومحاولة تدبره، لمعرفة سبب اختلاف التعبير في الآيات المتشابهة، أو تكراره دون اختلاف، في الآيات المتكررة في القرآن الكريم ليتذوق روعة الأسلوب، ويوقن بإعجازه.
وبهذا تلخصت أهداف البحث فيما يأتي:
1- تحديد سمات أفق تلقي المتشابه اللفظي في تراثنا العربي؛ إذ إنه مثل أول حكم على القيمة الجمالية للآيات المتشابهة والمكررة في القرآن الكريم، وأثبت إعجاز أسلوب القرآن من هذه الجهة التي طعن فيها الملحدون، وشكل بدوره جزءًا من أفق انتظار القراءات المتعاقبة التي أسهمت بتعديله، وإغنائه.
2- تحديد العلاقة بين النظرية الأدبية التراثية التي درست المتشابه اللفظي وبين النظرية الأدبية الحديثة متمثلة في نظرية التلقي للاستفادة منها في قراءة المتشابه اللفظي قراءة تتسم بالأصالة والمعاصرة في آن.
3- اقتراح رؤية عصرية لتلقي المتشابه اللفظي، تقوم على محاورة النص ليجيب عن الأسئلة التي يطرحها روح الزمان الذي نعيش فيه، والتي تثيرها متغيرات الحياة، وتتناسب مع تطور الثقافة، وطريقة تفكير القارئ المعاصر.
وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف حدد البحث أهم قراءتين للمتشابه اللفظي، وهما قراءة الإسكافي في كتابه: ”درة التنزيل وغرة التأويل”، وقراءة الغرناطي في كتابه: ”ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل”؛ لكون الإسكافي رأس هذا العلم، ولأن كتابه المثال الذي احتذاه كل من أتى بعده، ولكون الغرناطي ذروة سنام هذا العلم، ولأن كتابه أكمل كتب توجيه المتشابه اللفظي، وأتمها.
كما حدد البحث نظرية التلقي في نسختها الألمانية تجنبًا لتشعبات هذه النظرية، وتخلصًا من سلبيات اختلاطها مع نظريات أخرى تشاركها الاهتمام بالقارئ، ولكنها ليست منها.
وقد جاء البحث في مقدمة، وخمسة فصول، وخاتمة:
أما الفصل الأول: فكان بعنوان: ”المتشابه اللفظي في القرآن الكريم”.
وفيه عالجت تعريف المتشابه لغة واصطلاحًا، وأهميته، وموضوعه، ونشأته، والكتب التي ألفت فيه، وأقسامه، وعلاقته بالنقد الأدبي.
أما الفصل الثاني: فكان بعنوان: ”نظرية التلقي: الإطار النظري”.
وفيه عالجت نشأة النظرية، ومصطلحاتها الأساسية، والاتجاهات النقدية السابقة لها والمؤثرة فيها، ووقفت أمام جهود علميها: ياوس، وإيزر، كما عرجت على قضية تلقي القرآن.
أما الفصل الثالث: فكان بعنوان: ”تلقي الإسكافي للمتشابه اللفظي في كتابه: ”الدرة”.
وفيه عالجت مكان نشأة الإسكافي، وقسمته إلى مبحثين: الأول ناقشت فيه القضايا السائدة في عصر الإسكافي متمثلة في قضيتي: البديع، والنظم. أما الثاني فناقشت فيه تطبيقات نظرية التلقي الموجودة عند الإسكافي، والمتمثلة في الاهتمام بالمتلقي، والتأويل، وسيرورة التلقي والإنتاج الجماليين، ورصيد النص، وفجواته، والتيمة والأفق.
أما الفصل الرابع: فكان بعنوان: ”تلقي الغرناطي للمتشابه اللفظي من خلال كتابه: ”المِلاك”.
وفيه عالجت مكان نشأة الغرناطي، والعصر الذي عاش فيه، وسيرته الذاتية، وقسمته إلى مبحثين: الأول ناقشت فيه القضايا السائدة في عصر الغرناطي متمثلة في قضيتي النظم، والبديع. أما الثاني فناقشت فيه تطبيقات نظرية التلقي الموجودة عند الغرناطي، والمتمثلة في الاهتمام بالمتلقي، والتأويل، وسيرورة التلقي والإنتاج الجماليين، ورصيد النص، وفجواته، ووجهة النظر الجوالة، والتيمة والأفق.
أما الفصل الخامس: فكان بعنوان: ”مقترح لقراءة عصرية”.
وفيه عالجت مبررات الرؤية العصرية لتلقي المتشابه اللفظي، ووضعت تصورًا لتلقٍّ عصريٍّ للمتشابه اللفظي يقوم على تحليل الآيات تبعًا لتقسيمها إلى موضوعات، ومن ثم تحديد الموضوع المختار، وعرضت تاريخ التلقيات لآيات هذا الموضوع، وحللتها طبقًا لآليات نظرية التلقي وهي: رصيد النص، والإستراتيجيات، ووجهة النظر الجوالة، والفجوات. ومن ثم بينت التشابه والتكرار في هذه الآيات، وأوضحت الإضافات الجديدة التي كانت حصاد الرؤية المقترحة.
وبهذا تتميز هذه الدراسة عن سابقاتها في الهدف، وطريقة التناول؛ إذ لم أوضحت في ضوء النظرية النقدية الحديثة عبقرية علمائنا الذي قرءوا النص القرآني قراءة واعية تظهر بجلاء مواطن الإعجاز فيه، ثم إنها اختطت طريقًا لقراءات معاصرة تسير في نفس التيار.
وقد كان منهجي في هذا البحث تطبيقيًّا في معظمه تبعًا لإجراءات المنهج الوصفي التحليلي، وما قدمته أحيانًا من مقدمات نظرية سريعة إنما هي من مقتضيات إيضاح الفكرة عند التطبيق.
هذا وقد خرج البحث بمجموعة من النتائج يتلخص أهمها فيما يأتي:
1- دراسة جهود السابقين في توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم مهمة في الكشف عن نمو النظرية النقدية في التراث العربي، وتتبع تطورها، والإفادة منها في بناء نظرية أدبية تتسم بالأصالة والمعاصرة في آن.
2- إمكان الإفادة من نظرية التلقي في نسختها الألمانية في التأريخ لأهم التلقيات للمتشابه اللفظي، من خلال تحديد أفق التوقع الأول، وتحديد التعديلات التي غيرت هذا الأفق بما يسهم في تطور أفق توقعاتنا، وتحديد الأسئلة التي على النص أن يجيب عنها في عصرنا.
3- إمكان الإفادة من نظرية التلقي في نسختها الألمانية في الوصول إلى أعلى درجات التفاعل مع النص الكريم عن طريق توافر شروط التفاعل التي تبسطها النظرية.
4- الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتقديم نظرية التلقي للقارئ العربي بشكل أوضح، وفهم أدق، وتطبيق أشمل، ومعنى أتم.
5- الإسكافي أنتج أول إطار لأفق التوقع الذي يوجه المتشابه اللفظي بطريقة علمية، حطم بها ما أراده الطاعنون من أفق مشكك في أسلوب القرآن، وأرسى قواعد علم راسخ.
6- الإسكافي تابع الباقلاني في أن الإعجاز لا يكون بالبديع، بل يكون بالنظم الذي يضع ألوان البديع في مكانها المناسب.
7- للإسكافي نظرية ناضجة في النظم، مكتملة الأركان، أغفلها كل من تكلم عن النظم، ولم يعطوا الإسكافي حقه بوصفه صاحب فضل على من تلاه من النقاد.
8- للإسكافي أثره الواضح على نظرية النظم عند الإمام عبد القاهر، وما زاد عنه هو ما يتعلق بإعلاء قيمة علم البيان، والتنظير لفكرته.
9- لنظرية التلقي في نسختها الألمانية جذور في تراثنا النقدي تمثلت في بعض التطبيقات عند علماء المتشابه اللفظي.
10- تطوير الغرناطي لأفق التوقع الذي أرسى الإسكافي دعائمه، وتخلصه من عبء الخلافات في المسائل اللغوية، وتداركه لما أغفله الإسكافي من الآيات - جعله ذروة سنام هذا العلم.
11- الغرناطيُّ تابع الإسكافيَّ في أن الإعجاز لا يكون بالبديع، بل يكون بالنظم.
12- استفادة الغرناطي من تنظير عبد القاهر الجرجاني ومن تطبيق الزمخشري لقضية نظم القرآن، واضحة في نضج التطبيق الذي يظهر تكامل نظرية النظم عنده.
13- وضوح بعض تطبيقات نظرية التلقي عند الغرناطي تدل على اتساع أفقه.
14- جنوح بعض الكتابات عن المسار الصحيح لعلم المتشابه اللفظي بربط الآيات بأشياء شكلية يدل على حاجة القارئ المعاصر إلى تبسيط علم المتشابه، وعرضه بأسلوب يناسب أفق توقعاته.
15- معالجة المتشابه اللفظي طبقًا لآليات نظرية التلقي في نسختها الألمانية يقدم طرحًا عصريًّا يناسب القارئ، ويجمع في محاورته للنص إجابات الأسئلة التي أجاب عنها النص في القديم، مع إجاباته عن الأسئلة التي يطرحها عليه القارئ المعاصر؛ مما يزيد في تدبر القرآن.
وإذ أكرمني الله تعالى بإكمال هذا العمل فإني أتقدم بجزيل الشكر لأستاذيَّ المشرفيْن: الأستاذ الدكتور/ جلال أبوزيد هليل، والأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن عبد السلام، على ما قدما من نصح خالص، وجهد صادق أسهم في إتمام هذا البحث. كما أتقدم بخالص الشكر والامتنان لأستاذيَّ المناقشيْن: الأستاذ الدكتور/ محمد علي سلامة، والأستاذ الدكتور/ سيد قطب. على أن تكرما بقبول مناقشتي في هذا البحث، وعلى ما شملاني به من طيب أخلاقهما، وإني لعلى ثقة من أن ملاحظاتهما سوف تثري هذا البحث، وتسهم في توجيهي إلى الطريق القويم. كما أتقدم بخالص الشكر إلى الأستاذ الدكتور/ زكريا علي. على أن ساندني، ووقف بجانبي فكان صاحب فضل لا ينسى.
كما أدعو الله أن يجزي عني خير الجزاء من غرس في حب العربية، ورغبني في طلب العلم، من أفتخر بأنه أبي. وأن يمد في عمره، ممتعًا بكامل الصحة والعافية. وأن يجزي عني خير الجزاء من كان دعاؤها سببا في سعادتي، ومن أكرمني الله بأنها أمي. وأسأله تعالى أن يكتب لها السعادة في الدارين. كما أشكر أخوي: محمد وياسر، وأختي: سمية وسحر، على وقوفهم بجواري، وتشجيعي ومساندتي. وأدعو الله أن يتغمد أخوي: أبو بكر، وعزة بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته. وأشكر التي ساعدتني بصدق، وأعانتني بحق؛ زوجتي التي كان إخلاصها، ووفاؤها، وحسن رعايتها معينًا على ما قابلني من صعوبات. ولا أنسى شكر زهرة حياتي، ومن أدخرهم لدعاء ينفعني بعد مماتي أبنائي: فارس الدين، وسلمى، وعز الدين. كما أشكر كل من ساعدني في هذا البحث وفي مقدمتهم د. محمد زامل، د. إبراهيم أمين، وأ. محمد باز، وأ. محمد محمود أبوغيدة، هذا وتعجز الكلمات عن وصف سعادتي البالغة بكل من شرفني اليوم بالحضور من أبناء الأعمام، والأخوال، وأبناء الأخوال، والأصهار ، والأصدقاء، والجيران، وأسأل الله أن يبارك سعيهم، وأن يجعله في ميزان حسناتهم.