الفهرس 
الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 296 |  |  |
| | | from | 296 | | |
المستخلص
تلاقت الأىداف الصييونية فى إنشاء وطن قومى ييودى فى فمسطين مع الرغبة
البريطانية الاستعمارية فى الحفاظ عمى طريق مواصلاتيا لميند وتأمين وجودىا فى مصر، وذلك
بدعم ىذا البنيان الذى سيشكل حاج ا زً بشرياً فى المنطقة العربية، وأتاحت الحرب العالمية الأولى
الفرصة لبريطانيا لتحقيق ىدفيا، حيث سعت لعقد اتفاقية سايكس بيكو مع حمفائيا من جية، ومع
العرب أجرت م ا رسلات الحسين- مكماىون من جية أخرى .
والذى لا شك فيو إن بريطانيا أ ا ردت تثبيت دعائم الوطن الصييونى قبل الكشف عن ىذه
الاتفاقيات التى أُثيرت فى البرلمان البريطانى عام 1922 عند مناقشة صك الانتداب البريطانى،
فعينت الييودى ىربرت صموئيل فى منصب المندوب السامى، ليتولى ميمة تنفيذ السياسة
البريطانية، وقام بوضع الأسس التى سار عمى دربيا خمفائو، حيث فُتحت أبواب فمسطين عمى
1933 (، التى لم ،1925 ، مص ا رعييا لميجرة الييودية، وأُصدرت قوانين اليجرة لأعوام ) 1921
تشيد معارضة داخل البرلمان، بقدر ما كان الأعضاء يطالبون الحكومة بانتقاء المياجرين خوفاً
من دخول الييود البلاشفة إلى فمسطين، أو معارضتيم لمحكومة عندما كانت تمتنع عن إصدار
شيادات اليجرة عقب حدوث أية اضط ا ربات فمسطينية ) اضط ا ربات يافا عام 1921 ، ىبة
أغسطس 1929 ( كمحاولة لتيدئة الفمسطينيين .
كما شيدت أروقة البرلمان مناقشات حامية عند صدور الكتاب الأبيض لمانسفيمد عام
1930 ، وانبرى أعضا ؤه الموالين لمصييونية فى الإشادة بالتأثير الإيجابى الذى أحدثتو اليجرة
الييودية عمى فمسطين . ومن جية أخرى فقد وجو ىؤلاء الأعضاء نقداً لما ورد فى بعض بنوده
ا زعمين أن بو خروجاً عن نصوص الانتداب، خاصة و إن ىذا الكتاب اعتمد عمى توصيات
لجنتى شو وسمبسون ، وبخاصة الأخيرة التى أشارت إلى أ تثير اليجرة الييودية فى زيادة البطالة
بين العرب، بالإضافة إلى طردىم من أرضيم لإقامة المستعم ا رت الييودية. ومن ثم لم يكن غريباً
أن نشيد المنظمات الصييونية تقوم باتخاذ كل الوسائل المتاحة لمقضاء عمى ماورد فى ىذا
الكتاب، ومن بينيا استخدام نفوذىا داخل البرلمان البريطانى مستغمة الص ا رع الحزبى بين
الحكومة العمالية برئاسة رمزى مكدونالد وأح ا زب المعارضة. تمك الأح ا زب التى أكدت عمى الت ا زم
الحكومات السابقة بتنفيذ وعد بمفور وصك الانتداب ، غافمين ما ورد بصك الانتداب أيضاً بشأن
حماية الحقوق الدينية والمدنية لمطوائف الأخرى غير ا ي ليودية. ونجحت تمك المساعى بإصدار
. مكدونالد الكتاب الأسود فى فب ا رير 1931
كما شغمت اليجرة الييودية غير الشرعية حي ا زً ميماً من المناقشات البرلمانية. وناشد
أعضاء البرلمان الموالين لمصييونية الحكومة البريطانية بتخفيف القيود التى فرضتيا عمي ىذه
اليجرة من أجل استيعاب الييود الياربين من اضطياد الحكم النازى ، كما استغموا حوادث غرق
السفن المحممة بالمياجرين غير الشرعيين لممطالبة بزيادة حصة المياجرين الييود إلى فمسطين .
- 2 -
ومع ظيور بوادر الحرب العالمية الثانية، ظيرت بعض الأصوات الخافتة فى البرلمان ،
وبخاصة فى مجمس الموردات، لتدافع عن حقوق الفمسطينيين، وتنفيذ ما ورد بصك الانتداب
بشأن عدم الإض ا رر بحقوق الطوائف الأخرى غير ا ي ليودية فى فمسطين ، فضلاً عن الإشارة إلى
الجيود والتضحيات التى قدميا العرب لمبريطانيين خلال الحرب العالمية الأولى ، وكذلك الخوف
العربى من ت ا زيد اليجرة الييودية، فطالبوا الحكومة البريطانية بالبحث عن مستعم ا رت جديدة ،
يمكن أن تستوعب الأعداد الغفيرة من الييود المضطيدين القادمين من أوروبا .
أما مسألة الامتيا ا زت التى منحتيا الحكومة لمصياينة، فتعد من أىم الموضوعات التى
ناقشيا البرلمان البريطانى، فكان مشروع توليد الكيرباء من نصيب روتنبرج، واستخ ا رج أملاح
البحر الميت لنوفومسكى وطولوخ؛ حيث شيدا العديد من المناقشات منذ عام 1920 وحتى عام
1931 . ولم تكن معارضة أعضاء البرلمان البريطانى ليذه الامتيا ا زت دعماً لمفمسطينيين، وانما
مساندة لمرعايا البريطانيين، الذين تقدموا بطمبات لمحصول عمى ىذه الامتيا ا زت لأىميتيما
الاقتصادية .
وعندما أ ثيرت مسألة الأ ا رضى التى أقيمت عمييا المستوطنات الييودية مثل أرض وادى
الحوارث، إ فن المناقشة الوحيدة التى دارت تطرقت الى مقاومة العرب لقوات الشرطة المكمفة
بطردىم من الأرض وتسميميا لمشركة الصييونية. وتكرر نفس الأمر بشأن امتياز الحولة ، فقد
برر وزير المستعم ا رت منحو لمصياينة لأنيم أكثر قدرة من العرب عمى تنفيذ الامتياز. إلا إن
الحرب العالمية الثانية، وحرص الحكومة البريطانية عمى عدم إثارة مشاعر الفمسطينيين، فرضت
عمييا إصدار قانون الأ ا رضى عام 1940 الذى فرض بعض القيود عمى بيع الأ ا رضى
لمصياينة، رغم المعارضة التى واجيتيا حكومة تشمبرلين فى مجمس العموم .
أما بشأن مسألة منح ا ف لمسطينيون قد ا رً من الحكم الذاتى والتى تشدق بيا المسئول ون
البريطانيون معممين تأخير حدوثو لمرفض العربى الذى حدث عامى 1922 – مشروع المجمس
الاستشارى- و 1923 الوكالة العربية، غير أنو عندما وافق العرب عمى مشروع المجمس
التشريعى لعام 1935 ، اتضحت السياسة البريطانية التى خش يت من الزيادة العربية فى ىذا
المجمس، وطالب الأعضاء فى المجمسين سواء العموم او الموردات بت أجيل ىذه الخطوة ، نظ ا رً
لعدم قدرة الفمسطينيين فى الوقت الحالى بتطبيق نظام الحكم الذاتى . ولكنيم كانوا منتظرين حتى
يزداد عدد الييود فتتحقق ليم الاغمبية فى المجمس ، وتم سحب المشروع الذى كان بمثابة القشة
التى قصمت ظير البعير، فعمى أثره شيد عام 1936 قيام الثورة العربية الكبرى .
وعمى مدار ثلاث سنوات من المعاناه خاضت الثورة الفمسطينية معارك لم تكن مع ممثمى
الحكومة البريطانية فى فمسطين فقط ، بل كانت ىناك معارك بين أروقة البرلمان البريطانى ؛
حيث أخذت طابعا حزبياً، فأح ا زب المعارضة ىدفيا معارضة سياسة الحكومة ، فعندما اعتمت
حكومة المحافظين برئاسة تشمبرلين سدة الحكم ، تبنت توصيات المجنة التحقيق الممكية )بيل(
، عام 1937 ، ثم توصيات لجنة وودىيد عام 1938 ، ثم أصدرت الكتاب الأبيض عام 1939
- 3 -
ت فولى حزب العمال مناىضة ىذه الق ا ررات، ولم يكن ذلك حباً فى العرب بقدر ما كان نكاية فى
الحزب الحاكم، وعزوا موقف الحكومة إلى خوفيا من الفمسطينيين نظ ا رً لاشتداد الثورة. كما
وصفوا الثوار العرب بالإرىابيين ، وقُدمت العديد من الأسئمة بشأن نشاط ىؤلاء الثوار ، وبخاصة
موقف الحكومة البريطانية من المجنة العربية العميا ومفتى القدس، مع عدم الالتفات إلى حوادث
الإرىاب الصييونى . وفى الوقت نفسو فرضت الغ ا رمات عمى القرى العربية، بينما حصمت
المستوطنات الصييونية عمى التعويضات .
ومع تفاقم الوضع الدولى وظيور بوادر الحرب العالمية الثانية . استطاع نواب البرلمان
المؤيدين لمصييونية القيام بدور ا فعل خلال فترة الحرب، وظير دورىم عند إنشاء الفيمق الييودى
المشارك فى المعارك الحر ي بة، ومن خلالو نجح الصياينة فى تكوين جيش منظم ، استطاع من
خلالو أن يمارس ضغطاً عمى البريطانيين ، بالاعتداء عمى الجنود والسياسيين البريطان ي ين، وتعد
حادثة اغتيال المورد موين أفضل مثال لمعنف الصييونى، ووقف مؤيدو الصييونية مطالبين بنبذ
العنف .
وحرصاً منيا عمى الاقتصاد الصييونى فى فمسطين، رفضت الحكومة البريطانية عمى
لسان وزير المستعم ا رت فى 12 مارس 1947 بمجمس العموم البريطانى الدعوة التى تبنتيا الدول
العربية، بناء عمى توصيات مؤتمر بمودان، ومنيا مصر بمقاطعة البضائع الصييونية ومنع
مرورىا عبر الأ ا رضى المصرية . وشيدت السنوات الأخيرة من حكم الانتداب البريطانى كسب
المزيد من الأصوات فى البرلمان البريطانى التى نادت بإنياء الانتداب حفاظاً عمى الأرواح
والأموال البريطانية حتى نال ق ا رر إنياء الانتداب عمى موافقة مجمس الموردات بالموافقة دون أخذ
الأصوات .
وفى 14 مايو 1948 عندما أعمن ديفيد بن جوريون قيام دولة إس ا رئيل، شيد مجمس
العموم البريطانى كممة لوزير الدفاع البريطانى أشاد فييا بجيود الحكومة البريطانية خلال فترة
الانتداب، وأثنى عمى شجاعة وبسالة الجنود البريطانيين. ولم يتطرق إلى إعلان الدولة
الصييونية التى نالت اعت ا رف الولايات المتحدة الأمريكية ثم الاتحاد السوفيتى ودول أوروبا
الغربية. فدخمت القضية الفمسطينية مرحمة جديدة عُرفت باسم الن ا زع العربى الإس ا رئيمى، خاض
خلاليا العالم العربى عدة حروب بدءاً من حرب 1948 وانتياءً بحرب أكتوبر 1973 ، وما ا زل
العالم العربى يكافح من أجل عودة الأرض الفمسطينية أمام غزو الاستيطان الصييونى الذى
يحظى برعاية ودعم حكومة الولايات الأمريكية .