Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المؤشرات الاجتماعية والنفسية لنوعية الحياة وعلاقتها ببعض المتغيرات الديمواجرافية لدي شرائح مختلفة:
الناشر
جامعة عين شمس .
المؤلف
أحمد،يسر عبد الفتاح،
هيئة الاعداد
مشرف / فتحى مصطفى الشرقاوى
مشرف / مصطفى ابراهيم عوض
مشرف / احمد عبد المنعم
باحث / يسر عبد الفتاح احمد
الموضوع
المؤشرات الاجتماعية. نوعية الحياة. المتغيرات الديمواجرافية.
تاريخ النشر
2012
عدد الصفحات
ص.:398
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التنمية
تاريخ الإجازة
1/1/2012
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - العلوم الإنسانية البيئية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 398

from 398

المستخلص

تمثل نوعية الحياة التي يحياها الإنسان التحدي الأكبر والاهم للتنمية البشرية. لذا يستهل تقرير التنمية الذي أعده البنك الدولي (World Bank, World development report 1991) بعرض أهم تحدي يواجه التنمية، فقد أعلن ”أن التحدي أمام التنمية هو تحسين نوعية الحياة، خاصة في عالم الدول الفقيرة، وأن أفضل نوعية للحياة هي التي تتطلب دخولاً عالية، ولكنها في نفس الوقت تتضمن أكثر من ذلك، تتضمن تعليمًا جيدًا ومستويات عالية من التغذية والصحة العامة وفقرًا أقل، وبيئة نظيفة، وعدالة في الفرص، وحرية أكثر للأفراد وحياة ثقافية غنية”.
فالتنمية البشرية لا تنتهي عند تكوين القدرات البشرية مثل: تحسين الصحة وتطوير المعرفة والمهارات؛ بل تمتد إلى أبعد من ذلك حيث الانتفاع بها سواء في مجال العمل من خلال توفر فرص الإبداع، أو التمتع بوقت الفراغ، أو الاستمتاع باحترام الذات وضمان حقوق الإنسان، أو المساهمة الفاعلة في النشاطات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية ونظرًا لكل ذلك أصبحت التنمية البشرية توجهًا إنسانيًّا للتنمية الشاملة المتكاملة وليست مجرد تنمية موارد بشرية، أو بعبارة أخري أن التنمية البشرية ترتبط ارتباط وثيق بنوعية الحياة التي يتمتع بها البشر داخل مجتمعاتهم.
ونظرًا لأن البشر هم الثروة الحقيقيه لأي أمة، لذا فإن قدرات تلك الأمة تكمن فيما تمتلكه من طاقات بشرية مؤهلة ومدربة وقادرة على التكيف والتعامل مع أي جديد بكفاءة وفاعلية. ويصبح التساؤل هنا ليس فقط عن الواقع الاقتصادي للأمم بل يتعداه إلى نوعية الحياة التي يعيشها البشر في المجتمعات المختلفة.
ونوعية أو جودة الحياة من المفاهيم الحديثة التي لاقت اهتماماً كبيراً في العلوم الطبيعية والإنسانية (على سبيل المثال: علم البيئة، والصحة، والطب النفسي، والاقتصاد، والسياسة، والجغرافيا، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والتربية، والإدارة، وغيرها). ويرى الغندور (الغندور، 1999) أنه نادرا ما يحظى مفهوم ما بالتبني الواسع على مستوى الاستخدام العلمي أو الاستخدام العملي العام في حياتنا اليومية وبهذه السرعة مثلما حدث لمفهوم جودة الحياة.
مشكلة الدراسة :
يعيش الإنسان في المجتمعات المعاصرة عدة صراعات لافتقاره إلى العديد من الحاجيات الإنسانية التي تحتاج إلى إشباع أو لاحتياجه إلى الاستزادة منها. وتتشعب هذه الاحتياجات فمنها ما هو متعلق بالأمن والأمان والاستقرار ومنها ما هو متعلق بالحصول على الاحتياجات الأساسية والحفاظ على مستوى معيشة لائق، ومنها ما يتعلق بالحاجة إلى تحسين نوعية الحياة التي يعيشها.
وقد لاقي مفهوم وقياس التنمية على مستوى العالم بصفة عامة وعلى مستوى مصر بصفة خاصة ، اهتمام العديد من الجهات كالمؤسسات والإدارات التابعة للدولة، والباحثين في العلوم الإنسانية والاقتصادية … وغيرهم ممن يطمحون إلى التغيير والتحسين، إلا أن نوعية الحياة لم تلقى ذات الاهتمام على الرغم من أنها الأساس لأي جهود للتنمية. لهذه الأسباب مجتمعة بالإضافة إلى ان المجتمع المصري بخصوصيته وتعدد البيئيات فيه (الحضرية والريفية) يدفع الباحثين للتعرف على العديد من الدوافع والمحركات ذات الأثر على نوعية الحياة مع إعطاء اهتمام خاص إلى طابعه المتعدد الأبعاد، لذا أولت هذه الدراسة أهمية خاصة لدراسة نوعية الحياة التي يحياها الإنسان المصري في إطار هذا الزخم من المعضلات المعاصرة.
أهمية الدراسة :
تكتسب الدراسة أهميتها من حيث تناولها لموضوع نوعية الحياة والذي يمثل احد القضايا المطروحة على الصعيد العالمي والإقليمي، كما أن تناول هذا الموضوع في الدراسات النظرية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي والمسوح الإحصائية التطبيقية لازالت حديثة نسبية.
فإذا كان الجانب الكمي والنوعي للسكان هما هدف التنمية، حيث يرتبط الجانب الكمي بالموارد المادية للتنمية والنمو الاقتصادي، في حين يرتبط الجانب النوعي بتحسين نوعية الحياة للسكان، فأن تحديد التفاوت في مستوى نوعية الحياة داخل المجتمع المصري ربما يؤسس القاعدة الأولية للتكامل بين القضايا والمتغيرات السكانية وعلاقتها بالتنمية بمفهومها الشامل. لهذا فأن أبعاد نوعية الحياة التي يعيشها المجتمع وقياسها بالشكل العلمي المناسب قد تمثل خطوة نحو مجتمع الرفاهة.
هذا بالإضافة إلى التعرف على مدى تأثير بعض المتغيرات الاجتماعية والديموجرافية على جودة الحياة في مصر وكذلك تأثير البيئة الحضرية والريفية على جودة الحياة للمنتمين لتلك المناطق. لذا ستتطرق الدراسة لكل مما سبق وفقا للأهداف المراد تحقيقها.
أهداف الدراسة :
يٌشكل الأفراد بكافة تكويناتهم الأساس في الدراسة والتطوير في مجالات المعرفة المختلفة وبصفة خاصة العلوم الاجتماعية والنفسية. والحراك الإنساني مؤشراً ذا دلالة هامة على نهوض المجتمع، لذا فتهيئة البيئة الملائمة لهذا الحراك لابد أن يكون ضمن رؤية متكاملة. والواقع الاجتماعي والنفسي وما يحمله من عناصر كبح وتثبيط للفكر المستقل والاستكشاف والابتكار والتجديد، تمثل أصعب المهام وأبعدها أثراً على الإطلاق. من هذا المنطلق استهدفت الدراسة :
•تحليل واقع نوعية الحياة للمجتمع المصري.
•التعرف على الوضع الديموجرافي والاجتماعي والاقتصادي والصحي للمجتمع المصري.
•التعرف على مؤشر نوعية الحياة من خلال بحث استطلاعي ميداني لعينة داخل المجتمع المصري.
•إيجاد العلاقة بين بعض المتغيرات الاجتماعية والديموجرافية ومؤشر نوعية الحياة.
•إيجاد العلاقة بين الإحساس بالأمان والرضا عن الذات والاستقرار النفسي والمتغيرات الديموجرافية والدخل.
•محاولة وضع أساس يٌمكن من قياس نوعية الحياة داخل المجتمع المصري، على نسق مؤشر التنمية البشرية، حتى يمكن استخدامه لتحديد مواطن الضعف بالمناطق الريفية والحضرية ووضع البدائل التي من شأنها تحسين المؤشر مستقبلا في تلك المناطق.
منهجية الدراسة
إجراء بحث استطلاعي لقياس نوعية الحياة والكشف عن الروابط الداخلية فيما بين المؤشرات الاجتماعية والنفسية لنوعية الحياة للمجموعات المبحوثة مقارنة ببعض المؤشرات الديموجرافية لتكوين أساس موضوعي علمي يساعد في فهم تلك العلاقة. كما تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي في توصيف الوضع القائم من خلال المعطيات من المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية، والدراسات العلمية المتوفرة حسب التقسيم للحضر والريف، ثم تحليل تلك المعطيات وإجراء ترتيب للتعرف على المناطق ذات الحاجة إلى مزيد من الاهتمام.
أدوات الدراسة
أداة الدراسة هي صحيفة الاستبيان التي تعد أداة جمع البيانات الرئيسية في هذا الدراسة، وتتكون من جزأين الأول: خاصة بالأسرة المعيشية، وتضمن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالخصائص الديموجرافية والاجتماعية للأسرة. الثاني: الاستمارة الفردية وتتضمن عبارات تتعلق بمجالات نوعية الحياة الاجتماعية، النفسية، الرضا الذاتي والمعيشي، والشعور بالامان وما الى ذلك. وقد تم إعداد وتصميم استمارة الدراسة بجزأيها المعيشي والفردي بعد الأخذ في الاعتبار كافة المجالات التي يمكن ان يكون لها تاثير على نوعية الحياة بما يتوافق وثقافة المجتمع المصري.
فرضيات الدراسة
تتمحور الدراسة حول فرض أساسي وهو :
توجد علاقة بين نوعية الحياة والمتغيرات الديموجرافية ومحل الإقامة في الحضر والريف. ينبثق من هذا الفرض الرئيسي الفروض التالية:
•توجد علاقة بين المتغيرات الديموجرافية والإحساس بالأمان والرضا المعيشي والذاتي.
•توجد علاقة بين الدخل وبين الإحساس بالأمان والرضا المعيشي والذاتي.
•توجد علاقة بين المتغيرات الديمواجرافية والمؤشر الشامل لنوعية الحياة.
•وتقبل الدراسة أو ترفض فروض الدراسة وفقا لمحك (α) عند مستوى 0.05.
اهم نتائج الدراسة:
•توجد فروق ذات دلالة إحصائية لمؤشر نوعية الحياة تعود إلى المستوى التعليمي والحالة العملية والحالة الاجتماعية.
•لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية لمؤشر نوعية الحياة تعود الى النوع والسن ومحل الاقامة.
•توجد فروق ذات دلالة إحصائية للاحساس بالامان حسب محل الاقامة، كما يتاثر الاحساس بالامان بمتغير النوع في الحي ووسط البلد ليلا ونهارا.
•توجد فروق ذات دلالة إحصائية لاختبار المشاعر غير السارة والسارة حسب الحالة العملية كما ان للنوع فروق جوهرية لبعض العبارات التي وردت في هذا الاختبار.
•توجد فروق ذات دلالة إحصائية للتعامل مع مشاعر الاحباط والاكتئاب والخوف حسب الحالة العملية.
•توجد علاقة ذات دلالة إحصائية للأحوال المعيشية حسب الحالة العملية.
•توجد علاقة ذات دلالة إحصائية للمساندة الاجتماعية والرضا عن شكل الجسد والصحة حسب الحالة العملية.
•توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين الدخل والشعور بالأمان بالمنزل ليلا ونهارا وبالحي ليلا ونهارا وبوسط البلد نهارا.
•ذوي الدخول المرتفعة هم الأكثر ميولا إلى الحزن والتوتر والضغوط والأرق بدرجة أعلى من ذوي الدخول المنخفضة والمتوسطة.
•توجد علاقة ذات دلالة إحصائية في الرضا عن الدخل الحالي، وعدم القلق على الدخل في المستقبل حسب مستوى الدخل.
•توجد علاقة ذات دلالة إحصائية للرضا عن صورة الجسد، والرضا عن حالة التغذية والرضا عن الصحة حسب مستوى الدخل.
توصيات الدراسة
يستنتج من تحليل النتائج السابقة أن هناك حاجة للتعرف أكثر على نوعية الحياة داخل كافة محافظات الجمهورية من خلال إجراء قراءة متأنية لنوعية حياة المجتمع المصري بكافة مستوياته واختلافات محل الإقامة (ريف/حضر – وجه قبلي / وجه بحري /محافظات حضرية)، ووضع ترتيب لكافة المحافظات ووضع خارطة لتحسبن نوعية الحياة وفقا لهذا الترتيب. وفي هذا السياق يُقترح التالي:
أولا : اقتراح بإجراء بحث قومي شامل لكافة محافظات الجمهورية، ووضع مقياس قومي لنوعية الحياة في مصر يكون مسطرة القياس الأساسية التي يتم على أساسها إعداد الخطط القومية التي تصب في تلبية احتياجات المجتمع المصري، كل خمسة سنوات ليكون الأساس لوضع خطط التنمية من خلال متطلبات فعلية يصوغها سكان كل محافظة.
ثانيا: إعداد استبيان شامل لحساب مؤشر نوعية الحياة في محافظات مصر، تكون النواة الأولى الاستبيان المستخدم في هذه الدراسة.
ثالثا: ربط خطط التنمية بنوعية الحياة داخل المحافظات وتحديد الاحتياجات الأساسية التي يفتقر إليها السكان في كل محافظة ووضع سلم أولويات داخل محافظة. وتشمل الأولويات التي حددتها نتائج الدراسة:
1-توفير التعليم الأساسي لكافة أفراد المجتمع، نظرا لأهميته في تحسين نوعية الحياة داخل المجتمع المصري.
2-بذل الجهود للخفض من حدة الفقر، خاصة في محافظات الوجه القبلي.
3-توفير فرص عمل للشباب الباحث عن عمل، ومن الممكن إنشاء مشروع يربط العاطلين من الشباب، خاصة حملة المؤهلات، لتعليم الأطفال الذين لم ينالوا قسط كافي من التعليم، وتسربوا من التعليم لأي سبب من الأسباب.
4-نظرا لوجود مرجعية حدث هام وهو ثورة 25 يناير، والتي تمثل نقطة فارقة لقياس أثر هذا الحدث على نوعية الحياة، والتعرف على نوعية الحياة قبل وبعد هذه الثورة.
5-خلق مجتمع امن يتطلب حصول كافة الأفراد في المجتمع (ذكور وإناث،... ) على نفس الحقوق والواجبات، وان يتمتع الأفراد بمستوى متساوي في تطبيق العدالة وتكافؤ الفرص.