Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
بعض المتغرات النفسية والاجتماعية المنبئة بالعنف السياسي لدى عينة من طلبة الجامعة /
المؤلف
جبر، طه محمد مبروك.
هيئة الاعداد
باحث / طه محمد مبروك جبر
مشرف / نرمين عبدالوهاب احمد صالح
nermeen.saleh@art.bsu.edu.eg
الموضوع
الطلبة - نشاط سياسي. طلبة الجامعات - مصر. علم النفس السياسي.
تاريخ النشر
2013.
عدد الصفحات
210 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم النفس التنموي والتربوي
تاريخ الإجازة
3/9/2013
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية الآداب - علم النفس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 221

from 221

المستخلص

يهدف البحث الحالي إلى محاولة الوقوف على ما تسهم به بعض المتغيرات النفسية والاجتماعية (المعتقدات السياسية السلبية، والاغتراب السياسي، والإحباط، والعدائية) في تشكيل سلوك العنف السياسي لدى عينة من طلاب الجامعة من الريفيين والحضريين.
ولقد ارتبط العنف- بصورة عامة- بوجود الكيان البشري، وعليه فإن تاريخ العنف يبدأ حيث ظهر الخلاف والنزاع- على اختلاف صوره ودرجاته بين- بني البشر. وظاهرة العنف تختلف باختلاف المجتمعات وتباين الحضارات، وترتبط بصورة دائمة بحالة المجتمع وقيمه السائدة. وعلى ذلك فإن مظاهر العنف، وأنماطه، ودوافعه، وصوره، وأشكاله تتعدد وتتنوع وتتباين، بحيث يصعب رد ذلك إلى أنماط محددة أو الوقوف على عوامل ثابتة تكمن وراء ظهوره وتفجره (عبد الناصر حريز، 1996، ص 39: 40).
ومما لا شك فيه أن العنف - بأنواعه المختلفة- يحتل رأس قائمة المخاطر التي تهدد أمتنا في الحاضر والمستقبل، ”ويطرح ” قدري حفني ” تساؤلاً يشوبه قدر كبير من الدهشة والاستنكار مفاده : ماذا حدث لنا ؟ لماذا نشهد ذلك الانتشار في استخدام أكثر أشكال التعامل خشونة وفجاجة في ممارسة خلافاتنا ؟ لماذا امتدت هذه الممارسات لتصل إلى أعلى المستويات القيادية في المجالات الحزبية والسياسية ؟ لماذا انتشر ذلك النمط السلوكي ليشمل حتى أولئك الذين يفترض فيهم عفة اللسان ورهافة التعبير؟ لماذا ينتشر هذا النمط بين بعض قادة الرأي العام من السلطة والمعارضة على حدٍ سواء؟ ”(قدري حفني، 2007، ص 178).
ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في الثالث من أكتوبر من عام 2002 إلى ظاهرة العنف باعتبارها من القضايا المهمة في تلك الفترة، كما يعرض مجموعة الأبحاث التي قدمت لدراسة تلك الظاهرة، وتوضيح أنواع العنف، كما يؤكد على أن العنف قد يمارس لتحقيق أهداف سياسية، أو اجتماعية، أو اقتصادية (Ulusoy,D., 2008, p1).
وهناك صعوبات تواجهها بحوث العنف في العلوم الاجتماعية، فالعنف ذاته موجود في كل مكان، ونحن نواجه هذا العنف في كل المسائل الكبيرة والصغيرة، على الصعيدين الوطني والدولي، ويحدث العنف في بيئات سياسية واجتماعية كالمدرسة، والأسرة، والشارع، والأماكن العامة، وضد الأطفال والنساء. ويتخذ العنف – كجريمة- صورًا؛ مثل: القتل المتعمد وغير المتعمد. وقد يكون للعنف دوافع سياسية؛ مثل: الإرهاب، والاغتيالات، والتعذيب، والاضطهاد. ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد مكان في العالم يخلو من العنف؛ إذ لا تخلو ثقافة من العنف، وهو مع ذلك مدان من الجميع، وهو عنصر أساسي وسمة أساسية لكثير من مؤسساتنا الاجتماعية في معظم أنحاء العالم، ويتواجد في الشئون الأسرية والدينية، وكذلك يمتليء التاريخ السياسي بأحداث عنف مختلفة الأغراض. (Imbusch, P., 2003 P14:15)
والعنف ظاهرة مركبة لها جوانبها الاجتماعية، والنفسية، والثقافية، والسياسية، وهو ظاهرة عامة تعرفها كل المجتمعات البشرية بدرجات متفاوتة، وبصور وأشكال متعددة، وأسبابه قد تكون متداخلة تختلف باختلاف المجتمعات، والثقافات، والمراحل التاريخية، فالعنف قد يمارسه الفرد ضد نفسه أو ضد الآخرين، وقد تمارسه جماعة ما ضد جماعات أخرى في المجتمع،وقد تمارسه الدولة على المستوى الداخلي أو على المستوى الخارجي (حسنين توفيق إبراهيم، 1999، ص 3) .
وفي هذا الصدد نود أن نشير إلى أن سلوكيات العنف قد تزايدت في الحياة السياسية والاجتماعية بشكل ملحوظ بين شباب العالم بأسره، حتى أصبحت تلك السلوكيات من المعالم المميزة لهذا القرن، فأصبحنا نعيش في عالم كثرت فيه الجرائم كالقتل، والسرقة، والإضرابات، والاحتجاجات، والمظاهرات، والتدمير، وإتلاف الممتلكات .
ويوجه ” فوسان سيتين ”Fusun Cetin انتباهنا كمتخصصين، وغير متخصصين إلى قضية مهمة تتلخص في ازدياد أعمال العنف بين الشباب في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي أصبح به العنف قضية هامة على المستوى الاجتماعي والنفسي، ويوصينا بضرورة الوعي بهذا العنف الصادر من قبل الشباب ومعرفة عواقبه على هؤلاء الشباب أنفسهم وعلى أسرهم على حدٍ سواء، كما يؤكد على أن اشتراك الشباب في أعمال تتسم بالعنف ووقوعهم تحت خطر التورط في تلك الأعمال أمر لا بد من الانتباه له، حتى نتمكن من وضع برامج وقائية للحد من هذا الخطر (Cetin ,F., 2008, p11).
وقد يستخدم الشباب العنف ليس لأعمال التدمير والتخريب فحسب، ولكن أيضًا بداعي الدفاع عن ضعيف أو مظلوم أو حق من الحقوق، وقد يستخدمه بعضهم للوصول إلى هدفٍ من الأهداف إذا ما وجد حائلاً بينه وبين تحقيق أهدافه. وأيًا كانت الأسباب والدوافع وراء لجوء الشباب إلى سلوكيات العنف، فلا شك أن لهذه الظاهرة انعكاسات نفسية واجتماعية على الشباب أنفسهم، وعلى مجتمعهم (تهاني عثمان، وعزة سليمان، 2007، ص 4).
وتحتاج ظاهرة العنف التي تحدث وقائعها كل يوم في مجتمعاتنا إلى تأمل جديد يستهدف تقديم تفسيرات مقنعة لهذه الظاهرة. وإذا كانت واقعة العنف تعبر عن حالة كائنة بين الرفض وعدم التكيف من ناحية، وضغط المصادر المولدة للتوتر الذي يحتاج إلى تصريف من ناحية أخرى، فنلاحظ أن معدلات العنف في السنوات الأخيرة قد تزايدت بكثافة عالية على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي، وأن هذه الكثافة العالية تعد وظيفة أو نتيجة لفاعلية متغيرات عديدة منها على سبيل المثال الزيادة السكانية، ومحدودية الموارد الاقتصادية، حالة الإقصاء والتهميش لبعض الفئات الاجتماعية (علي ليلة، 2007، ص 21: 22).
وفي نفس الاتجاه يحاول بيتر إيمباسش (Imbusch, P,2003) تفسير أصول ظاهرة العنف بقوله: إن هناك وجهتي نظر على طرفي نقيض، تتمثل الأولى في أن العنف قد يرجع إلى الطبيعة البشرية، التي تعتبر غير قابلة للتغيير، والثانية تتمثل في الظروف الاجتماعية.
ويشير ”سكولتزوأوسكامب”Schultz&Oskamp إلى دور نظرية التعلم الاجتماعي في فهم السلوك العدواني، وأكدا على رأي ”باندورا” من خلال هذه النظرية أن السلوك العدواني متعلم، وأنه يوجد قاعدة أو نموذج من الأفعال العدوانية في أي مجتمع، والأطفال يتعلمون هذه القواعد من خلال مشاهدة الأخرين ، ويرى ”باندورا” أيضًا أن السلوك العدواني مكتسب من خلال الآخرين المحيطين بالفرد؛ مثل: الوالدين، التليفزيون، وسائل الإعلام (Schultz&Oskamp, 2000, P.108).
ويوضح”سيتورات وسيمونس ”Setwart &Simons دور عمليات التنشئة الاجتماعية في العنف بقولهما ” أن ممارسي العنف يعتقدون أنهم يستطيعون إشباع حاجاتهم عن طريق العنف، وينظرون للحياة على أنها مباراة في العنف هم لهم دور أصيل بها، وأن هذا الاتجاه نجم عن فشل الوالدين في عملية التنشئة الاجتماعية، باستخدامهما للعنف والعقاب البدني، فهي من العوامل التي تعمل على زيادة احتمالية وقوع الفرد في السلوك العنيف.
(Setwart &Simons, 2002, P3)
ويجمع ” مجدي عبد الكريم حبيب ” بين كافة الاتجاهات التي سعت للبحث حول قضية أصل العنف بقوله: بأن أسباب ظاهرة العنف هذه يمكن أن تعزى إلى الشخص نفسه، ويمكن أن تعزى إلى أسرته ( العلاقات المتبادلة بينه وبين إخوته ووالديه ). وقد يكون السبب المدرسة والمناهج الدراسية ، وقد يكون أيضًا وسائل الإعلام. وعند التحليل والتعميق يمكن أن يعزى السبب إلى المجتمع ذاته وما يحمل في طياته من تناقضات صارخة بين العقيدة والسلوك، بين الواجب والواقع، بين الدين والسياسية، بين القول والعمل، بين الآمال والإنجازات، مثل هذه المتناقضات لا يتحملها الشاب وإن تحملها بعضهم لا يتحملها يعضهم الآخر، وإن تحملوها بعض الوقت لن يتحملوها كل الوقت، فتلك الظاهرة أسبابها متداخلة منها ما هو مباشر، وما هو غير مباشر، بعضها ماثل للعين، وبعضها غائص في الأعماق، منها ما هو ديني، وما هو سياسي، منها ما هو اجتماعي، وما هو اقتصادي، ومنها ما هو فكري، وما هو نفسي، وما هو خليط بين أولئك (مجدي عبد الكريم حبيب، 2008).
وعلى الرغم من اختلاف مداخل تناول ظاهرة العنف،فإنه تم الاتفاق على نقطتين أساسيتين:
أولاً: إن هناك تزايدًا ملحوظًا في العنف في مصر بشكليه المادي والمعنوي وهو ما يمثل تهديدًا للأمن والاستقرار الاجتماعي.
ثانيًا: إنه لا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة لمحاصرة هذه الظاهرة والحد منها.
ولا يمكن لنا أن نغفل عن الاهتمام بعامل سيادة ثقافة العنف على المستوى الدولي بفعل ثورة الاتصالات والمعلوماتية، التي لا يمكن بأي حال الحيلولة دون وصولها لكل مواطن مصري. فالخوف كل الخوف أن يتحول العنف إلى ثقافة تحرك المواطن وتوجهه داخل المجتمع المصري، ولا بد من خلق ونشر ودعم ثقافة مضادة للعنف، نواجه به ثقافة العنف السائدة جنبًا إلى جنب مع العمل الدءوب على تحسين كل الظروف التي تفرخ العوامل المؤدية لانتشار العنف لدى قطاعات المجتمع (سمير نعيم أحمد، 2011، ص ص 194: 198).
مبررات إجراء البحث الحالي:
يمكن الإشارة إلى الأسباب أو المبررات التي دفعت الباحث إلى الاهتمام بموضوع البحث الحالي ”المحددات النفسية والاجتماعية للعنف السياسي”، فهذا الاهتمام ليس وليد الصدفة، وإنما جاء للعديد من الأسباب منها:
1- أغلب الدراسات السابقة قد ركزت على دور المتغيرات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية عند تفسير ظاهرة العنف السياسي، ولم تحظ المتغيرات النفسية بالاهتمام الكاف مقارنة بالمتغيرات الأخرى في كثير من الدراسات السابقة؛ مثل: دراسة ”حسنين توفيق إبراهيم” 1991، ودراسة ”تومسون”(Thompson,1989)، و”هانز بيتر كوهن” (Kuhn,H.P.,2004)،و”أكديد وآخرون(Akdede,S.,Hwangb,J.and Canc,E.,2008)” ، و”جارسيا ميغيل (Miguel,G.,2009)،ودراسة ”دافنا سانيت وآخرون” (Canetti,D.,Stevan,E.,Pedahzur,A.,andZaidise,E.,2010)، و”أروين ترافس”Irwin Travis, 2010 ) )، و”فيصل الماضي” (Al-Madhi ,F.,2010 )، و”راؤول كاروسو” و”فريدريك شنايدر” (Caruso,R.& Schneider,F.,2011)،و”جيني بيرس Pearce,P.,2011))، وعلى الرغم من ظهور بعض الدراسات التي اهتمت بالجانب النفسي، فإن أغلبها اكتفى بدراسة متغير الإحباط فقط، ولذا فإن البحث الحالي يتناول متغيرات نفسية لا تقع في اهتمام تلك الدراسات؛ مثل العدائية، والمعتقدات السياسية السلبية، والاغتراب السياسي.
2- قلة الدراسات التي تناولت القدرة التنبؤية للمتغيرات قي تشكيل العنف السياسي باستثناء دراسة كلٍ من ”أكديد وزملائه” 2008، ودراسة و”دافنا سانيت” 2010، ودراسة ”إروين ترافس” 2010، ودراسة ”فيصل الماضي” 2010، ودراسة ”راؤول كاروسو” و”فريدريك شنايدر” 2011، غير أن هذه الدراسات كانت تتناول المحددات الاقتصادية والاجتماعية، ولم تشر إلى دور المتغيرات النفسية كمحددات. وهذا لا يمنع القول بوجود عدد من الدراسات تناولت بعض جوانب ظاهرة العنف السياسي.
3- قلة الدراسات التي تناولت في إجراءاتها عينة الشباب في دراسات تعتمد على أساليب كمية ، وليس مجرد رصد للأحداث ومعرفة آراء الشباب في ظاهرة العنف، على الرغم من أهمية هذه المرحلة العمرية؛ حيث بلغت نسبة الشباب في مصر أكثر من 60 % من مجموع السكان (طارق كمال ، 2005)، فالتنمية لابد أن تبدأ من الشباب لأنه يملك الطاقة والقدرة على العطاء.
4- قلة الدراسات التي تناولت الفروق الثقافية بين الريفيين والحضريين في متغير العنف السياسي، فلم تحظ دراسة الفروق الثقافية بالاهتمام الكافي ودراستها للتأكد من جدوى تأثيرها على ارتكاب الفرد للسلوك السياسي العنف أو غيره من المتغيرات، ووجود تعارض بين نتائج الدراسات في تحديد تأثير موطن الإقامة في مدى إتيان وارتكاب الفرد لأعمال عنف ذات طابع سياسي باستثناء دراسة ” قدري حفني” 1976، ودراسة ”السيد كامل الشربيني” 1991، ودراسة ”حسام جابر أحمد” 1997.
5- ندرة الدرسات التي تناولت مفهوم المعتقدات السياسية - في حدود إطلاع الباحث- وتحديد تلك المعتقدات، ومحاولة الوصول إليها كي نتمكن من تعديلها، وهذا ما يحاول البحث الحالي الوصول إليه من خلال التعرف على المعتقدات السياسية السلبية التي تقف خلف ارتكاب السلوك العنيف، ومن ثم إبدالها بأخرى إيجابية في دراسات لاحقة.
6- رغم الاهتمام الملحوظ بدراسة مفهوم الإحباط فإنه لم يتم تناوله كمتغير أساسي في دراسات العنف السياسي، ومحاولة تحديد درجات كمية من خلال مقاييس أواختبارت نفسية، لتحديد حجم الإحباط الذي يعانيه هؤلاء العنيفون – الذين يمارسون العنف، واكتفت تلك الدراسات بإيضاح دور الإحباط من خلال عرض الإطارات النظرية فقط، وهذا ما يحاول البحث الحالي تلافيه؛ حيث يسعى للتأكد من جدوي العلاقة بين العنف السياسي، والإحباط من خلال درجات كمية وحساب معاملات الارتباط.
أهداف البحث:
يهدف البحث الحالي إلى تحقيق هدف رئيسي يتمثل في محاولة الوقوف على ما تسهم به بعض المتغيرات النفسية والاجتماعية في تشكيل سلوك العنف السياسي لدى عينة من طلاب الجامعة، وفي إطار تحقيق هذا الهدف العام يسعى البحث إلى تحقيق عدد من الأهداف الفرعية يمكن أن نجملها في التالي :
- التعرف على الفروق بين الريفيين والحضريين في متغيرات البحث (العنف السياسي، والمعتقدات السياسية السلبية، والاغتراب السياسي، والإحباط، والعدائية).
- التعرف على العلاقة القائمة بين العنف السياسي وكلٍ من: المعتقدات السياسية السلبية، والاغتراب السياسي، والإحباط، والعدائية لدى كلٍ من الريفيين والحضريين، وكذلك العينة الكلية للدراسة.
- وأخيرًا التعرف على حجم الإسهام النسبي لمتغيرات الدراسة المستقلة ” المعتقدات السياسية السلبية، والاغتراب السياسي، والإحباط، والعدائية ” في التنبؤ بالمتغير التابع ” العنف السياسي”، ومعرفة هل القدرة التنبؤية للمتغيرات المستقلة قد تختلف باختلاف موطن الإقامة، وذلك من خلال استخدام تحليل الانحدار التدريجي لكلٍ من عينة الريف، وعينة الحضر، وكذلك لأفراد العينة الكلية.
مشكلة البحث وتساؤلاته:
لا مجادلة في أن العنف السياسي قد كثر في هذا العصر بشكل واضح في معظم أنحاء العالم. وخاصة الدول النامية - بما فيها الدول العربية، ويعد العنف السياسي ظاهرة شائكة ،مرتبطة بحياة الناس ومصالحهم ومكتسباتهم. ورغم أن الظاهرة ملازمة للبشرية منذ أمد بعيد فإن التطور التكنولوجي في كافة المجالات وخاصة في الاتصال زاد من خطورتها. وفي واقع الأمر، فليس هناك أخطر من ظاهرة العنف السياسي وآثارها الاجتماعية في تهديد حياة الأفراد واضطراب تنظيمات المجتمع وشل حركة نمو الدولة وتطورها، ناهيك عن المآسي التي تبدأ بالخسائر البشرية والمادية، ثم بالفوضى الاجتماعية وتنتهي بالخراب الاقتصادي (ياسر أبّو حسن أبّو، 2008، ص 1: 2).