Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج إرشادي لتعديل المفاهيم الخاطئة لدى بعض فئات المجتمع تجـاه أطفــال الشـــوارع /
المؤلف
فولي، محمد ماهر مقلد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد ماهر مقلد قرنى
الموضوع
الأطفال المتشردون.
تاريخ النشر
2013.
عدد الصفحات
226 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس الاجتماعي
الناشر
تاريخ الإجازة
28/11/2012
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - علم النفس والصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 236

from 236

المستخلص

الطفولة صانعة المستقبل، والمجتمع الذي يبني ويرعى أطفاله يحافظ على تقدمه وتحقيق تنميته المرغوبة مستقبلاً، وعلى الرغم من حدوث ظواهر مشتركة بين دول العالم فيما يتعلق بالطفولة ومشكلاتها إلا أن كل مجتمع ينظر برؤية خاصة به إلى تلك المشكلات في إطار ثقافة المجتمع وأهدافه، ويواجه الأطفال صعوبات متعددة خاصة من يتعرض للمخاطر من هؤلاء الأطفال مثل أطفال الشوارع.(نصيف فهمي نيقريوس، 2009)
تعد ظاهرة أطفال الشوارع ظاهرة عالمية ذات جذور تاريخية بعيدة لها صلة بتطور المجتمع البشري وتناقضاته، وتشير بعض الدراسات أنها قد عٌرفت تاريخيًا بصيغ مختلفة وفي ظل أوضاع عالمية مختلفة.
حيث كان للظروف الحياتية والمعيشية دور في نشأة الظاهرة، فالتطور الصناعي في أوروبا ونشوء الحروب والنزاعات المسلحة الداخلية وبين الدول قد ساعدت على انتشار الظاهرة على مستوى العالم وزيادة أعداد أطفال الشوارع، وكان من نتائج هذه الحروب:
(1) فقدان الأسرة وتشرد الأطفال.
(2) انحراف الأحداث.
(3) ظهور أطفال مهمشين.
(4) تعرض الأطفال لعدد من المخاطر.
وهذه الظاهرة لم تجد حقها من الاهتمام والدراسة والبحث ولا توجد بيانات وإحصائيات دقيقة عن الظاهرة حيث تتضارب الأرقام وتشير التقديرات العالمية إلى وجود ما يزيد عن (100مليون) طفل شارع في العالم منهم أكثر من(10مليون) طفل في أفريقيا.
وتعتبر ظاهرة أطفال الشوارع واحدة من أهم الظواهر الاجتماعية الآخذة في النمو ليس على مستوى البلدان النامية فقط بل في البلدان الصناعية والمتقدمة، ويرجع وجودها إلى العديد من العوامل والأسباب الاقتصادية والسياسية والأسرية والبيئية التي تعمل بشكل متفاعل.
وتعيش نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال في فقر مدقع وتشير التقارير الدولية إلى أن النصف من هؤلاء الأطفال معرضون للاستغلال الجنسي وتعاطي المخدرات. (ناصر علام، 2008)
وتعتبر ظاهرة أطفال الشوارع Street Children في مصر بمثابة قنبلة موقوتة ينتظر انفجارها من وقت إلى أخر وقد تنامت هذه المشكلة بشكل ملحوظ واستطاعت لفت أنظار جميع فئات المجتمع ولعل حادث التوربيني دليلاً واضحًا على ذلك.
ولعل أكثر التقديرات تحفظًا بجمهورية مصر العربية قد تشير إلى أن واحدًا من كل ثلاثة من قاطني المدن في مصر يعيشون تحت خط الفقر، مما يعني أن القاهرة الكبرى بها حوالي خمسة ملايين فقير منهم خمسون بالمائة أطفالاً تحت سن الثامنة عشر،أي أن هناك مليونين ونصف مليون طفل تقريبًا يعيشون تحت خط الفقر، ويشكلون مصدرًا لإفراز ظاهرة أطفال الشوارع.(سباك,المجلس القومي للطفولة، اليونيسيف، 2005)
وتظهر البحوث التي تجرى على أطفال الشوارع في مصر تعدد العوامل التي تؤدي إلى ظهور وتنامي هذه المشكلة ويتفق أغلبها على أن هناك أسباب رئيسة للمشكلة مثل الفقر، البطالة، التفكك الأسري، إيذاء الأطفال، الإهمال، التسرب من المدارس، عمل الأطفال، زيادة معدلات الهجرة من الريف إلى المدينة، وعدم عدالة بعض السياسات الاقتصادية، وعوامل أخرى اجتماعية ونفسية تتصل بالمحيط الاجتماعي أو تتصل بشخصية الطفل مثل البحث عن الإثارة.
ويتعرض هؤلاء الأطفال لرفض ونبذ المجتمع لكونهم أطفال غير مرغوب فيهم بسبب مظهرهم العام وسلوكهم وبالتالي يسبب ذلك مشاكل نفسية بسبب فشلهم في التكيف مع حياة الشارع.
وللأطفال الشوارع في مصر احتياجات مباشرة وغير مباشرة ومنها تعليم مهنة والحصول على عمل يرتزقون منه وتغيير مفاهيم المجتمع تجاههم لكي يتم تأهيلهم ودمجهم مع المجتمع ولا يغيب عنا قيمة أن يتشكل نمو الطفل في ظل الحب والرعاية الملائمة من الآباء وتجنب سائر أشكال الإساءة حتى لا يتشكل داخله اتجاهات من الكراهية والعداء والعدوان على الآخرين وذلك بسبب اعتقاد فئات المجتمع مفاهيم خاطئة عن هؤلاء الأطفال مثل الخوف منهم وعدم التعامل معهم وعدم الثقة فيهم ولذلك كانت الحاجة إلى برنامج لتعديل هذه المفاهيم ودمج هؤلاء في المجتمع وهذا هو هدف الدراسة الحالية.
مشكلة الدراسة:
من خلال رؤية الباحث ومتابعته الشخصية في مجتمعه لاحظ وجود ظاهرة أطفال الشوارع على الرغم من طبيعة مجتمع الباحث الريفية والعادات والتقاليد التي تحد إلى حد ما من انتشار مثل هذه الظواهر لوجود التكافل الاجتماعي به، ومن المؤكد أن ظاهرة أطفال الشوارع ليست مشكلة بسيطة يمكن حلها بسهولة فتقارير اليونيسيف الواردة من أفريقيا وأمريكا اللاتينية تشير إلى وفاة نصف مليون طفل في عام واحد بسبب الفقر رغم تقدم مجال التطعيم (أبو بكر مرسي محمد، 2001)
ومن إحصائيات الدفاع الاجتماعي يتعرض أطفال الشوارع لانتهاك القانون مثل جنح السرقة والتشرد والتسول والعنف والجنوح (تقارير الدفاع الاجتماعي)
والحقيقة أن ظاهرة أطفال الشوارع تكتسب أهمية خاصة بوصفها تعكس خلل واضح في أجهزة وأساليب التنشئة من خلال مؤسساتها المختلفة وما تعكسه بكل واقعية وصدق من مشاكل عدم التكيف الاجتماعي والنفسي ومشاكل الأسرة والبيئة التي تؤدي إلى نبذ هؤلاء الأطفال فيهيمون على وجههم دون هدف أو ارتباط أسري فيخذون من الشارع مأوى لهم ومجالاً لكسب قوت يومهم فقد يقعوا في أيدي المنحرفين لاستثمار طاقتهم أو يدفعون إلى ارتكاب ألأفعال المنافية وبذلك ينقلبون شرًا على أنفسهم وعلى مجتمعهم (جمال مختار حمزة، 2000 )
وتتمثل مشكلة الدراسة في الأسئلة التالية:
(1) ما أنماط الإساءة الموجهة إلى أطفال الشوارع؟
(2) ما المفاهيم التي تدركها فئات المجتمع تجاه أطفال الشوارع؟
(3) هل توجد علاقة دالة إحصائيا بين المفاهيم الخاطئة والإساءة إلى أطفال الشوارع؟
وبذلك تتحدد مشكلة الدراسة في محاولة عمل برنامج إرشادي لتعديل بعض المفاهيم الخاطئة لدى فئات المجتمع ذات الصلة لأطفال الشوارع، ومن هذه الفئات:
- قائدي السيارات. - الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين. - رجال المرور.
- الطلاب. - الجمعيات الأهلية. - مراكز الشباب.
- الصحافة الإقليمية. - أئمة المساجد. - القساوسة.
أهداف الدراسة:
(1) التعرف على أماكن تجمع أطفال الشوارع في مجتمع الدراسة.
(2) التعرف على البناء النفسي الكامن لطبيعة وشخصية هؤلاء الأطفال.
(3) التعرف على بعض المفاهيم الخاطئة لدى فئات المجتمع ذات الصلة لأطفال الشوارع.
(4) محاولة تعديل هذه المفاهيم الخاطئة لدى فئات المجتمع ذات الصلة لأطفال الشوارع.
أهمية الدراسة:
تتمثل أهمية الدراسة في أهمية الموضوع الذي تتناوله حيث:
(1) هذه الدراسة تقع ضمن اهتمام مصر والعالم بظاهرة أطفال الشوارع وكيفية حلها.
(2) تساعد هذه الدراسة في التعرف على كيفية إدراك فئات المجتمع ذات الصلة لأطفال الشوارع لهؤلاء الأطفال.
(3) تساعد هذه الدراسة العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية على التعرف عن قرب على أطفال الشوارع.
(4) تعتبر الدراسة الحالية الدراسات السابقة قاعدة انطلاق للإسهام في حل مشكلات أطفال الشوارع.
مصطلحات الدراسة:
(1) أطفال الشوارع:
 تعريف الأمم المتحدة ( 1985 ) United Nation
أنهم الأولاد والبنات الذين أصبح الشارع بمعناه الواسع والذي يتضمن الشوارع والحواري والمساكن المهجورة والأراضي المهملة بالنسبة لهم مكانًا للإقامة ومصدرًا للعيش، هؤلاء الأطفال ينقصهم الحماية والإشراف والتوجيه وغير ذلك من الأمور الكافية من قبل أشخاص كبار مسئولين.
 تعريف اليونيسيف
كل طفل يقل عمره عن 17 سنة لا يلقى دعمًا ورعاية مادية وعاطفية ونفسية من عائلته، أنه يشير إلي من يقيم أو يقضي أكثر وقته في الشارع نظرًا للفقر الشديد والطلاق والتشرد والتسرب من المدارس وغير ذلك من الأسباب.(Unicef Executive Board,1986)
 تعريف منظمة الصحة العالمية لأطفال الشوارع إلي أربع أقسام:
(1) أطفال يعيشون في الشارع، ويتخذون منه مصدر بقائهم ومأواهم.
(2) الأطفال المنفصلون عن أسرهم، دون اعتبار المكان يقيمون فيه.
(3) الأطفال الذين تربطهم صلة بالأسرة، وتدفعهم الظروف للجوع للشارع.
(4) الأطفال الذين يقيمون في مراكز إيوائية أو ملاجئ أو الأطفال الموضوع لخطر حالة المأوى ( World Health Organization , 1992 , p.15)
 عرف كازدين Kazdin (2000)
أطفال الشوارع بأنهم ”أولئك الأطفال الذين يعيشون علي الأرصفة ويقيمون في الأماكن العامة (Kazdin, A. E, 2000.p115)
 تعريف منظمة الطفولة الأسيوية:
صنفت المنظمة أطفال الشوارع إلي ثلاثة أقسام:
(1) أطفال لهم اتصال مباشر بأسرهم ولكنهم يقيمون في الشارع وعلي الأرصفة في الميادين العامة.
(2) أطفال عاملون في الشارع ولهم اتصال بأسرهم بشكل شبه منتظم.
(3) أطفال في الشارع ليس لهم اتصال مباشر بأسرهم مثل (الأيتام – الهاربين – المشردين) (Child Hope Asia,1996,p21)
 تعريف على المستوى الحكومة المصرية:
اعتبر طفل الشارع ممن ينطبق عليهم التعريف القانوني للطفل، والذي صدرت لائحته رقم: 12 لعام 1996 حيث اعتبر طفل الشارع معرضًا للانحراف في الحالات الآتية:
(1) إذا وجد متسولاً ويعد من أعمال التسول عرض السلع أو الخدمات التافهة مما لا يصلح موردًا للعيش.
(2) إذا لم يكن له محل إقامة مستمر أو مكان ويبيت في الطرقات.
(3) إذا خالط المعرضين للانحراف أو المشتبه فيهم
(4) إذا اعتاد الهروب من معاهد التعليم أو التدريب.
(5) إذا كان سيء السلوك ومارقًا عن سلطة أبية أو وليه أو وصيه.
(6) إذا مارس جمع أعقاب السجائر أو غيرها من الفضلات أو المهملات.
(7) إذا قام بإعمال تتصل بالدعارة أو الفسق أو إفساد الأخلاق وغيرها. (قانون الطفل رقم 12، 1996)
 تعريف المجلس القومي للطفولة:
” هو ذلك الطفل الذي عجزت أسرته عن إشباع حاجاته الأساسية الجسمية والنفسية والثقافية كنتاج لواقع اجتماعي اقتصادي تعايشه الأسرة، في إطار ظروف اجتماعية اشمل دفعت بالطفل دون اختيار حقيقي منه إلى الشارع كبديل معظم أو كل الوقت بعيدًا عن رعاية وحماية أسرته يمارس فيه أنواعا من الأنشطة لإشباع حاجاته من أجل البقاء مما يعرضه للخطر والاستغلال والحرمان من الحصول على حقوقه المجتمعية وقد يعرضه للمسائلة القانونية بهدف حفظ النظام العام ” (المجلس القومي للطفولة، 2003، ص 40)
 التعريف الإجرائي للدراسة:
يعرف الباحث أطفال الشوارع بأنهم ”الأطفال من الذكور والإناث دون الثامنة عشر عامًا والذين يلقون نقص في الرعاية ويقضون كل أو معظم أوقاتهم في الشارع الذي يكتسبون منه خصائص اجتماعية ونفسية معينة، ولا يلاقون أي توجيه إلا من قبل مراكز الإيواء التي تقوم بمدهم باحتياجات المعيشة المؤقتة، ويتعرضون للإساءة الجسدية والنفسية من الفئات الاجتماعية التي تتعامل معهم.
(2) المفهوم:
اتفق كلاً من استون (Eston , 1975)، وتشيلد (Child, 1983)، وحامد زهران (1990)، وفؤاد أبو حطب (1995)، واحمد اللقاني وعلى الجمل (1999)، محمد محمد الحيلة (2001) على اعتبار المفهوم بأنه تجريدًا للخصائص والمظاهر المشتركة والمميزة للأشياء أو المواقف أو الموضوعات أو الأحداث وتشترك فيما بينهما بخاصية معينة عامة أو أكثر.
عرفته كريمان بدير أنه الانطباع الحسي العام الذي تمثله مجموعة أشياء أو كلمات وتستخدم في نقل المعلومات والمهارات المكتسبة ويستطيع الفرد من خلاله معالجة المواقف.
بينما عرفه كلاً من: منى الحديدي وجمال الخطيب (2005) بأنه تصنيف للأحداث أو الأشياء أو الرموز على مستوى مادي ملموس أو مستوى معرفي مجرد.
 التعريف الإجرائي للمفهوم:
يعرف الباحث المفهوم بأنه سلسلة من النشاط المعقد والعلاقات الإدراكية ذات العلاقات التكوينية والتي تتكون من الصغر حتى الرشد.