![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فقد تناولت هذه الدراسة موضوع فلسفة الحياةِ والموتِ بين الفلاسفة والصوفية ابن سينا وابن عربي نموذجا ، تلك الحياةِ التى تتبلورُ فيها كل مكتسباتِ الإنسانِ ، ونتائجُ أعمالِه، سواءَ كانت خيراً أم شراً، حسنةً أم سيئةً. فوجودُنا فى هذه الحياةِ محسوبٌ بدقةٍ ومقدرٌ من قِبَلِ الخالقِ ، قال عز وجل:( إنا كل شيء خلقنه بقدر) . فالحياةُ وجودٌ محدودٌ وليس وجوداً لا نهائياً ، ولذلك خلق اللهُ تعالى الموتَ . فالموتُ حقٌ ضرورىٌ واقعٌ ، قال تعالى:( كل نفسٍ ذائقةُ الموتِ). والموتُ أولُ مراحلِ الحياةِالآخرةِ ؛ وهنا تكونُ حياةُ الإنسانِ الجديدةُ قد تحدد ت بِنَاءً على ما قام به من أعمالٍ فى حياتِه الأولى ، انسجاماً مع ما توجبه حكمةُ الخالقِ سبحانه لإقامةِ العدلِ ، وآمالُ الحكمةِ فيها بالجزاءِ الرباني .والواقعُ أنَّ هذه الحقائقَ اليقينيةَ الثابتةَ والحاصلةَ فعلاً لأنها من الأمورِ المعلومةِ من الدينِ بالضرورة ،وليس فيها أدنى مجالٍ للشك أو الريبِ ، قد شغلت فكرَ العلماءِوالمفكرين والفلاسفةِ والصوفية ،كل يبحثُ ويتأمل وينظرُ ويتفكرُ حَسْبَ اعتقادِه ومنهجِه ،لأن هاتين الحقيقتين- الحياةَ والموتَ - هما الدائرتان اللتان تكتنفان ذاتية الإنسانِ ومسيرتَه ،ويحددان مصيرَهُ الأبدي والخالدِ ؛ ومن هنا ،كان الدافع الحقيقىُ لاختيارِ الباحثةِ موضوعاً للبحث لهذين المفكرين - الشيخٍ الرئيسٍ ابنٍ سينا والشيخِ الإمام محيي الدينِ بن عربي - موضوع الدراسةِ للبحث فى أمر الحياةِ وفلسفةِ ما يتعلقُ بها من جوانب تتضمنُ حقيقة الوجودِ بكل مقتضياتِه ،ثم حقيقة الإنسان و النفس الانسانية وما يتصل بها ثم حقيقة الاخلاق وما يكتنفها من تهذيب السلوك ومقاييسَ أخلاقية ،ومسؤليةً ، وجزاءً ، ثم تنتهى بتحصيلِ الفضائلِ الأخلاقية والتي بها تتحقق السعادة القصوى . ففلسفة الحياة عند كل من ابنِ سينا وابنِ عربي هى رؤيةٌ أو فلسفة شاملةٌ بها يمكنُ تأويلُ الواقعِ وربطِه بالمبادئ والمعاني والقيمِ التي تصدر عنها أفعالُ الفردِ والمجتمع . آما آان اهتمامُ المفكرَين - ابنِ سينا وابنِ عربى - بقضية الموتِ وتفسيرِ فلسفتِه يُعَد جُزءاً هاما لارتباطِه بالحياةِ ، حيث إن الحياةَ تقتضى الموتَ ، وهذا ما فعلته فلسفةُ الحياة ،وهذا ما يتفق مع الدين الإسلامي ، قال صلى الله عليه وسلم :( اعمل لدنياك كأنك تعيشُ أبدا ،واعمل لآخرتِك كأنك تموت غدا) . وبهذا تغدو قضية البعثِ أمرا وًاقعا لا محالة ، سواءً كان بالروحِ ، أو بالجسد ، أو كليهما معاً ، أو ليس الذى خلقَ الإنسان على غيرِ مثال سابقَ بقادرٍ على إعادةِ خلقه !؟ ٢ وتنطلق الباحثة فى هذه الدراسةِ من فرض أساسي يهدف إلى التحققِ من مؤداه ( ما فلسفة الحياة والموتِ عند كل من ابنِ سينا باعتبارِه أعظمَ فلاسفةِ المشرقِ وابنِ عربي باعتبارِه من أكابر المتصوفة . ويرتبط بهذا الفرض عددٌ من التساؤلاتِ الإشكاليةِ ، تسعى الباحثةُ إلى الإجابةِ عنها من خلالِ فصولِ البحثِ ،ويمكن صياغتُها على النحوِ التالي : ١- ما مفهومُ الحياة والموت عند آلٍّ من ابنِ سينا وابن عربي ؟ ٢- ما علاقة الحياة والموتِ بمبحثِ الوجودِ عندهما ؟وهل تُعَد النفسُ هي المبدأ الذي تدور حولَه الحياةُ والموت ؟ أم يشارآها فى ذلك البدنُ ؟ ٣- ما علاقة الحياة والموت بالأبعادِ الأبستمولوجية والأخلاقية من حيث الثوابِ والعقاب ؟ ٤- ما حقيقة المعادِ عند كل منهما ؟ وقد انتهجنا فى التحقق من الفرض الرئيسي في الإجابة عما أثرناه من تساؤلاتٍ منهجا تاريخيا تحليليا مقارنا فى بعض الجوانب نقديا فى جوانب أخرى . وبشكلٍ عام ،ينقسم البحثُ إلى :مقدمةٍ ، وخاتمةٍ ، وبينهما ستةُ فصول رتبناها على النحو التالي : المقدمة : تعرض فيها الباحثة لموضوع البحث ،وأهميتِه ، والمنهج المستخدمِ فيه وأهمِّ تساؤلاتِه ،وخطةِ البحث أما الفصلُ الأولُ بعُنوان : ا مفهوم الحياة والموتِ بين ابنِ سينا وابن عربي ويتضمن مبحثين : المبحثُ الأول : مفهومُ الحياة كما ورد في القرآنِ الكريم وعند الصوفية والفلاسفةِ . المبحث الثاني : مفهوم الحياة والموت عند ابنِ سينا وابنِ عربى أما الفصلُ الثاني بعنوان : فلسفة الحياة والموتِ ، وصلتهما بمسألتي الوجودِ والعدمِ عند ابن سينا و ابن عربي . ويتضمن مبحثين : المبحث الأولُ: الوجودُ وصلتُه بالحياة والموت عند ابنِ سينا . المبحثُ الثاني: الوجودُ وصلتُه بالحياة والموت عند ابنِ عربي . الفصل الثالث بعنوان : النفس وعلاقتُها بالحياة والموتِ عند ابنِ سينا وابن عربي . ويتضمن مبحثين : المبحثُ الأولُ : علاقة النفسِ بالحياة والموت عند ابنِ سينا . المبحث الثاني : علاقةُ النفسِ بالحياة والموتِ عند ابنِ عربي . الفصلُ الرابع بعنوان : الأبعادُ الأبستمولوجيةُ والأخلاقيةُ وعلاقتُها بالحياة الإنسانية عند ابنِ سينا ويتضمن مبحثين : المبحثٌ الأولُ: مفهوم الإنسانِ ومصدرُ المعرفةِ لديه عند ابنِ سينا . المبحثُ الثاني : الأبعادُ الأخلاقيةُ للحياة الإنسانيةِ عند ابنِ سينا. |