الفهرس 
المقدمة
أولا: ابن زيدونيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 405 |  |  |
| | | from | 405 | | |
المستخلص
إن طبيعة الصوت وخصائصه قادرة على التمييز بين معانى الكلمات، وهى العامل الرئيسى فى إكسابها قيماً لغوية مختلفة خاصة فى مجال الدلالة، فالتوافق والتخالف فى بنية الصوت وخصائصه المادية له أكبر الأثر فى الدلالة، ولهذا تعددت القراءات القرآنية - مثلاً - على سبعة أحرف.
خرج الشعر القديم بشكله التقليدى، فى صورة طبيعية وتلقائية من شعراء الأندلس، والذين ساروا على خطى إخوانهم فى المشرق، ولم يحيدوا عن منهجهم ودواوينهم التى هى متون هذه الدراسة أخبرت بذلك، ومن هنا فقد رأت الباحثة أنه من الواجب إلقاء الضوء على التشكيل الإيقاعى لهذا الشعر، ودراسته دراسة موسيقية تتبع منهجاً أسلوبياً صوتياً، لإعطاء النصوص حقها، والكف عن محاولة تحميل هذه النصوص أكثر مما تحتمل، ولا يعنى هذا الفصل بين شكل القصيدة وموسيقاها ومضمونها، ولكن البعد عن الربط الملزم والقسرى والمنتظم للأصوات وللموسيقى بالدلالة، فالدلالات التى تخرج من عملية النظم تبعد عن الجمود والثبات - هذه الدلالات أكبر من أن تنحصر فى إطار شكلى أو موسيقى، وأكبر من أتن ترتبط رغماً عنها بمجموعة من الأطر والقواعد، وإن كان هذا لا يمنع تلاحمها مع دلالاتها فى قصيدة ما، ولا يمنع توفيق الشاعر فى التأليف بين دلالاته والقالب الموسيقى الذى يضعه فيها، ولكن هذا التأثير والتأثر غير منتظم، ولا يمكن تقنينه أو وضعه كإطار عام، لأن هذا مما يظلم النص ويظلم منشئه، فهو يحمل النصوص أكثر مما تحتمل، وهو يضع للمنشئ بعض القواعد مسبقاً والتى تحد شاعريته، وتقف حائلاً بينه وبين الإبداع، فلا يمكن قسر الشاعر على النظم من الطويل فقط عند شعوره بالحزن، كما لا يمكن الشعور بالحزن عند قراءة أية قصيدة منظومة من بحر الطويل، وكما لا يمكن الربط القسرى المنتظم فى البحور لا يمكن كذلك فى عناصر التشكيل الإيقاعى الأخرى.