![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ملخص البحث بالعربية هذه دراسة بَحَثَتْ جوانبَ البنيةِ والتركيبِ نظريًّا وتطبيقيًّا ؛ لتقديمِ تصوُّرٍ كُلِّي دقيقٍ واضحٍ يَستوعِبُ معظمَها – إنْ لم يستوعبْ جميعَها - ويصهرُها في بوتقةٍ واحدةٍ ، ويَرْبِطُ بينها وبقيةِ الظواهرِ اللغويةِ ، فَدَرَسَتْ ما تستلزمُهُ البنيةُ والتركيبُ مِن عَلاقةِ اللفظ بالمعنى ، والحالةِ الإعرابية بالعلامة ، والبنيةِ بالموقع ، والتركيبِ بالدلالة . ووضَّحَتْ ما كان بنيةً تركيبيةً أساسيةً ، وما تَفرَّعَ عنها مِن تراكيبَ جديدةٍ . وقد سلكتُ فى هذا البحث المنهجَ الوصفيَّ مع التطبيق على سورتي البقرة وآل عمران . ومِن ثَمَّ تَمَّ تقسيمُ البحثِ على أربعةِ أفصلٍ ، سبقَها مقدمةٌ وتمهيدٌ ، وأعقبَها خاتمةٌ مُفصَّلةٌ ، فثبْتٌ بالفهارس الفنية . أتى الحديثُ في المقدمة عن أهميةِ الموضوع ، وسببِ اختياره ، واستعراضِ الدراسات السابقة عليه ، وأبرزِ الصعوبات التي واجهتِ الباحثَ ، والأهدافِ المرجوة من هذه الدراسة ، وبيانِ منهج الدراسة ، وخُطتِها . وعُنِيَ التمهيدُ ببيان عناصر الاتفاق والاختلاف في البحث ، حيث تناولَ نُبَذًا مختصَرةً عن ( البنية – التركيب – الدلالة – المعنى - العلامة الإعرابية – الحالة الإعرابية - الموقع ) . وتناول البحث في الفصل الأول ( الاتفاق والاختلاف في اللفظ والمعنى ) ، وانتهى هذا الفصلُ إلى أربعِ نتائجَ ، هي : 1- اتَّفَقَتْ أدواتُ المعاني المدروسةُ وَفْقَ البِنَى التركيبيةِ الأساسيةِ لها ، كما اختلَفَتْ أيضًا وَفْقَ العديدِ مِن البِنَى الفرعيةِ لها في تراكيبَ مُتنوِّعةٍ بالسورتيْنِ الكريمتيْنِ . 2- اتَّفَقَ اللفظُ في السورتينِ الكريمتينِ في الدِّلالةِ على معنى واحدٍ ، ولم يَختلِفْ في الدِّلالةِ على أَكثرَ مِن مَعنى ، وبالتالي خلت السورتان الكريمتان من المشترك اللفظي . 3- اتَّفقَتْ أَغلبُ ألفاظِ السورتينِ في الدِّلالةِ على التذكيرِ وحدَهُ ، أو على التأنيثِ وحدَهُ ، واختَلَفَ بعضُها القليلُ ، فجاءَ يَحتمِلُ التذكيرَ والتأنيثَ معًا ؛ لارتباط الكلمة بجنسـها ، أو لاختلاف الاعتبارات . 4 - اتَّفَقَ المعنى الواحدُ بالسورتينِ الكريمتينِ في اختصاصِ لفْظٍ واحدٍ يَدلُّ عليهِ ، وذلكَ في الأعمِّ الأغلبِ ، لكنِ اختلفتْ أحيانًا هذه العَلاقةُ بينَ المعنى واللفظِ في هذا الشأن في العديدِ مِن التراكيبِ ؛ حيث تبين أنَّ الترادف بالسورتين الكريمتين قسمانِ : جزئيٌّ قد تحقق بالفعل ، وتامٌّ لم يتحقق مطلقًا . وتناول الفصل الثاني : ( الاتفاق والاختلاف في الحالة الإعرابية والعلامة ) . وانتهى هذا الفصل إلى نتيجتين ، هما : 1- اتَّفَقَتِ الحالةُ الإعرابيةُ معَ العلامةِ الإعرابيةِ في التعاقُبِ على الوظائفِ النحويةِ في كثيرٍ مِن البِنى التركيبيةِ الأساسيةِ . 2- اتَّفَقَتِ العلامةُ الإعرابيةُ معَ الحالةِ الإعرابيةِ في كثيرٍ مِن البِني التركيبيةِ الأساسيةِ بالسورتينِ الكريمتينِ ، واختَلَفتْ معها أحيانًا في بعضِها الفرعيِّ . وتناول الفصل الثالث : ( الاتفاق والاختلاف في بنية الجملة والموقع ) ، وانتهى هذا الفصل إلى ثلاثِ نتائجَ ، هي : 1- جاءتْ جملةُ الخبرِ طرفًا إسناديًا ، وقدِ اتَّفَقَتْ في مَجيئِها وَفْقَ مَوقِعِها الإعرابيِّ الأصليِّ ، فجاءتْ في مَوْضِعِ رفعٍ معَ ( المبتدأ ، وإنَّ وأخواتها ) ، بَينما اختلفت معه في تراكيب أخرى ، فوردت في مَوْضِعِ نصبٍ معَ ( كان وأخواتها ، وكاد وأخواتها ، وما الحجازية ) . وجاءت جملةُ التابع امتدادًا للبنية الأساسية للجملة ، وقدِ اتَّفَقَتْ في مَجيئِها وَفْقَ المَوقِعِ الإعرابيِّ لِمَتبوعِها . 2- اتَّفَقَتْ بِنيةُ المُسنَدِ عِندما جاءت تراكيبُهُ تاليةً لِبنيةِ المُسنَدِ إليهِ ، واخْتَلَفَتْ عِندما تقدَّمتْ عليهِ في كثير مِن البِنى التركيبيةِ الأُخرى . وقد وردَ التقديمُ واجبًا تارةً وجائزًا تارةً أُخرَى ؛ لأغراضٍ بلاغيةٍ كشفَ السياقُ عنها . 3- اتَّفَقَتْ تراكيبُ ( إِنْ ) الشرطيةِ معَ ترتيبِ البنيةِ الأساسيةِ لِجُملتِها ؛ وذلكَ عِندَما أُعْقِبَتْ بِفعليْنِ مُضارَعَيْنِ مَجزوميْنِ . لكنَّ هذهِ العَلاقةَ اخْتَلَفَتْ بِدوْرِها في بِنى تركيبيةٍ فرعيةٍ عِندما دَخَلَتْ على الفِعلِ الماضي ، أو عِندَما دَخَلَتْ على الاسمِ الصريحِ . وأمَّا الفصلُ الرابعُ : ( الاتفاق والاختلاف في التركيب والدلالة ) ، فانتهى إلى خَمسِ نتائجَ ، هي : 1- اتُّفِقَ في تركيبِ الاستفهامِ بــ( هَلْ ) فجاءَ في بِنيتهِ التركيبيةِ الأساسيةِ لِدِلالةِ التصديقِ ، لكِنِ اُختُلِفُ في بِنى تركيبيةٍ فرعيةٍ أُخرى لِدِلالةِ النفيِ ، واُختُلِفُ في البنيةِ التركيبيةِ الأساسيةِ لِلاستفهامِ بـ( الهمزةِ ) فخَرَجَ مِن دِلالتهِ الحقيقيةِ في طَلَبِ مَعرفةِ المَجهولِ إلى بِنى تركيبيةٍ فرعيـةٍ أُخرى لِـدلالاتِ : ( التقريرِ / الإنكارِ / التسويةِ / الأمرِ / التنبيهِ / التعجُّبِ / التوبيخِ ) . وقد اُختُلِفُ أيضًا في تركيبِ الاستفهامِ عِندَما جاءَ الاستفهامُ في بِنى تركيبيةٍ فرعيةٍ أُخرى بِأدواتِ غيرِ أساسيةٍ . 2- اتُّفِقَ في البنيةِ التركيبيةِ الأساسيةِ لِلاعتراضِ ، فجاء بينَ ( الشرطِ وجوابهِ / ما أَصلُهُ المبتدأُ والخبرُ ) لِدِلالةِ تقويةِ الكلامِ وتأكيدِهِ . بينما اُختُلِفَ في هذه البنيةِ التركيبيةِ حينَ خَرَجَ إلى بِنى تركيبيةٍ فرعيةٍ ، كَوُرُودِهِ بينَ ( جُملتينِ مُستقِلّتيْنِ / المعطوفِ والمعطوفِ عليهِ / الفعلِ وما تَعلَّقَ بهِ / المُنادَى وما تَعلَّقَ بهِ ) ؛ لِدلالاتٍ بلاغيةٍ كَشَفَ السياقُ عنها . 3- في كثير من البنى التركيبية الأساسية اتُّفِقَ في الدِّلالةِ على الحاليّةِ مع المفرد المُشتَقٍّ ، بينما في بِنى تركيبيةٍ فرعيةٍ مُتعدِّدةٍ اُختُلِفُ في الدِّلالةِ على الحاليّةِ معَ : الجملةِ ، وشبه الجملةِ ، والجامدِ المُؤوَّلِ بِمُشتَقٍّ ، والجامدِ غيرِ المُؤوَّلِ بِمُشتَقٍّ . 4- في بِنى تركيبيةٍ فرعيةٍ اُتُّفِقَ في مجيءِ دِلالاتٍ بلاغيةٍ معَ تراكيبَ خَرَجَتْ عن مُقتضَى الظاهرِ مُعتمِدةً على ( الالتفاتِ / الإظهارِ والإضمارِ / التبادُلِ الزمنيِّ ، أو العدديِّ ، أو النوعيِّ ) ؛ لِدلالاتٍ بلاغيةٍ كَشَفَ السياقُ عنها . 5- مِن تحليلِ حذفِ الوظائفِ النحويةِ بتراكيبِ السورتينِ الكريمتينِ نستنتجُ أنَّ تقديرَ المحذوفِ المُناسِبِ للسياقِ إنَّما هو شَرطٌ يُحترَزُ به في مجال التفسير ، ونستنتجُ أيضًا أنَّ الواقعَ اللغويَّ يَنْقُضُ دعوى الحذفِ والتقدير بأسرها ؛ لأن الهدفَ مِنهما هو معالجةُ قُصورِ القواعد النحوية عن استيعابِ ظواهر اللغة . وفى الخاتمة : أوضحتُ بشيءٍ من التفصيل نتائجَ الدراسة ، مع التأكيدِ على أنَّ الخروجَ عن الأصل في البنية التركيبية – وإنْ اُسْتُعْمِلَ بنسبةٍ أكبرَ مِن الأصل نفسِه في بعض البِنى التركيبية أحيانًا – لا يُمثِّلُ بالضرورة بنيةً أساسيةً تحتلُّ الصدارةَ في بابها ، وإنما هو استعمالٌ لغويٌّ فصيحٌ وَفْقَ تراكيبِ اللغةِ ذاتِها ، وقد قَعَّدَ النحاةُ قواعدَهم بِناءً عليها أيضًا ؛ فاللغةُ فطرةٌ ومَلَكةٌ ، والقواعدُ النحويةُ صناعةٌ قائمةٌ على التأمل في البنية الأساسية ( أو الفرعية ) بالتراكيب اللغوية . الباحث |