Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الضغوط النفسية وعلاقتها بالرضا عن العمل لدى مدربي كرة القدم بدولة الكويت /
المؤلف
النصار، فايز عبد العزيز أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / فايز عبد العزيز أحمد النصار
مشرف / محمود يحى سعد
مناقش / ياسر محفوظ عطوة
مناقش / محمود يحى سعد
الموضوع
كرة القدم. كرة القدم تدريب.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
90 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
مناهج وطرق تدريس
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية التربية الرياضية - العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 90

from 90

المستخلص

نجاح المجتمع يتوقف في تحقيق أهدافه على الجانب البشري ومدى إنتاجية كل فرد فيه ولا يتحقق ذلك إلا بقيام كل فرد في الموقع الذي يتفق والإطار العام لشخصيته وعندما يوضع الفرد في العمل الذي يناسبه جسمياً ونفسياً يتحقق له الشعور بالارتياح والرضا النفسي ، فالمدرب يتعرض لضغوط نفسية نتيجة للأعباء الزائدة ، كماً وكيفاً فمثلاً يرتبط بقاؤه بالنادي من عدمه بالنتيجة التي يحصل عليها وإرضائه لجمهور فريقه ، فاللاعبين ينظرون إليهم على أنهم قدوة لهم وعلى منوالهم يسير الكثير منهم ويتأثرون بشخصيتهم فدورهم الايجابي الناتج عن تأثير اللاعبين بشخصيتهم كبير لذا من الضروري أن يتصفوا بأكمل الصفات الخلقية الايجابية وأن تكون الممارسة لهذه الصفات عمليه في كل المواقف والظروف حتى يكونوا قدوة لهم.
إن التدريب في مجال كرة القدم عملية معقدة متشبعة المطالب يجمع خيوطها المدرب، لذا فهو المحور الأساسي وحجر الزاوية في البناء التدريبي وعليه تقع المسئولية الأولى في الوصول باللاعبين خاصة الناشئين إلى أرقى مستوى ممكن.ولكي يؤدي هذا المدرب دوره الصعب والمعقد لابد له من الرعاية النفسية والاهتمام، فالرعاية الحقيقة لمدرب واحد تساوي رعاية حقيقية غير مباشرة لمئات اللاعبين المميزين.
ويشير حمدي الفرماوي (1990م) إلى أن الضغوط هي حالة عدم التوازن الذي ينتج من عدم التكافؤ بين متطلبات المهنة ومقدرة الفرد على القيام بها وتؤدي إلى الشعور بعدم إمكانية إشباعه حاجاته.(16: 427)
كما يذكر السيد السمادوني (1989م) أن الضغوط النفسية هي إدراك الفرد لعدم قدرته على مواجهة أحداث أو متطلبات مهنته والتي يشكل تهديداً لذاته وتحدث لديه معدلاً عالياً من الانفعالات السلبية التي يصاحبها تغيرات فسيولوجية كرد فعل تنبيهي لتلك الضغوط ، ويوجد ارتباط بين الحالة الصحية والانفعالية والضغوط وبالتالي تؤثر الضغوط على الحالة النفسية فتولد الإحباط والعدائية والقلق وقد تكون سبباً في التغيب الزائد عن العمل.
(8: 337، 338)
وفي هذا الصدد يشير هانز سيلي H. Selye (1976م) أن الضغوط يكون لها دور هام في إحداث معدل عال من الإنهاك والانفعال الذي يصيب الجسم فأي إصابة جسمية أو حالة انفعالية غير سارة كالقلق والإحباط والتعب أو الألم لها علاقة بتلك الضغوط.(280:74)
وهناك عدد من عوامل الشخصية لها أهمية فى تفاعل الفرد مع الضغوط ويعتبر إدراك لفرد لعملية التحكم أو التغلب عليها أحد تلك العوامل فإذا شعر الفرد أن لديه القدرة على التحكم والتغلب على المواقف الضاغطة فإنه يميل إلى مقاومته وينخفض شعوره بالضغوط النفسية ، أما إذا شعر الفرد بالتعاسة وعدم قدرة التغلب على المواقف الضاغطة فإنه لا يقاومه جيداً ويزداد شعوره بالضغوط أى أن التحكم فى السلوك الإنساني يلعب دوراً هاماً فى حياة الفرد الاجتماعية والنفسية والمهنية.( 8: 339)
والمدرب الرياضي يعد من الشخصيات التربوية القيادية الهامة التي تؤثر تأثيراً مباشراً في التطور الشامل والمتزن لشخصية المدرب الرياضي.(67: 16)
وتزداد أهمية دور المدرب في المجتمع المصري بصفة خاصة في الآونة الأخيرة للنهوض والارتقاء بمستوى الفرد في الأنشطة الرياضية المختلفة ويقوم المدرب بمسئولية توجيه وإرشاد لاعبيه ومساعدتهم لتحقيق أهداف معينة والوصول إلى حلول معقولة للمشكلات التي تؤثر في العملية التدريبية وفي مستوى آدائهم خلال المنافسات والبطولات الرياضية.(28: 2)
ويشير حسن معوض (1970م) إلى أن المدرب له مكانه كبيرة وغير محدودة في نفوس لاعبيه فهو المثل الأعلى لهم وعلى منواله يسير الكثيرون منهم ويتأثرون بشخصيته ويقلدونه فدور المدرب الإيجابي الناتج عن تأثير لاعبيه بشخصيته كبير ومن هنا كان من واجب المدرب أن يكون قدوة للاعبيه وأن يتصف بكل الصفات الخلقية الايجابية.(13: 20)
إن الضغوط النفسية مدخل للاحتراق النفسي، فقد أكد باول Pawell W. (1994م) على العلاقة التبادلية بين الضغط النفسي ومشاعر الاحتراق النفسي، تظهر في الإحساس بالفشل والتعب، وعدم الرغبة في العمل، والسلبية بصورة عامة في معاملة الآخرين ومقاومة التغير وعدم المرونة.(71: 229-235)
هذا إلى جانب أن الاحتراق النفسي هو الانسحاب النفسي Psychological Withdraeal من العمل بسبب ضغط العمل، وأيضاً هو الاستنزاف أو الاستنفاذ العاطفي أو الإنهاك الانفعالي Emotional Exhaustion.(21 : 23)
ولقد أشارت البحوث في البيئة العربية والأجنبية إلى أن المدرب الرياضي يتعرض إلى مجموعة من الضغوط النفسية، فقد أشار محمد حسن علاوي (1997م) إلى أن أسباب احتراق مدربي كرة القدم كانت (الضغوط النفسية المرتبطة بالإدارة العليا للفريق - الضغوط المرتبط باللاعبين والفريق الرياضي - ضغوط وسائل الإعلام - وأخيراً الضغوط المرتبطة بشخصية المدرب).(40: 138)
ودراسة وائل رفاعي (1998م) توصلت إلى أن عوامل الاحتراق النفسي لدى مدربي الأنشطة الرياضية كانت على الترتيب التالي ” عامل الإدارة – عامل اللاعبين – عامل سمات المدرب الرياضي – عامل وسائل الإعلام” وأن أعراض الاحتراق النفسي كانت على الترتيب ”الإنهاك البدني – الإنهاك الانفعالي – نقص الإنجاز الشخصي – التغير الشخصي نحو الأسوأ” ، وأيضاً وجود فروق دالة إحصائياً بين ضغوط مدربي كرة القدم (العينة 13 مدرباً) وكل من ضغوط مدربي الكرة الطائرة وكرة اليد وخاصة في الضغوط التي مصدرها اللاعبين.(54)
وأشارت نتائج تايلور Taylor (1998م) إلى وجود علاقة سلبية بين عمر المدرب والاحتراق النفسي بمعنى كلما زاد عمر المدرب قلت فرص تعويضه للاحتراق النفسي.(78)
ومدرب كرة القدم يواجه معوقات تحول دون قيامه بدوره بشكل كامل فهو يقوم بتدريب الفريق ويرتبط راتبه ومستحقاته المالية بنتائج المباريات إلى جانب عدم المساندة الإدارية في حالة الإخفاق وعدم تحقيق النتائج المرجوة دون مراعاة لظروف وإمكانات الفريق أو النادي فى المباريات الحساسة كل ذلك يؤدي إلى إحساسه بالعجز والقصور عن تأدية العمل المطلوب منه مما يترتب عليه ضغط نفسي وتوتر عصبي يؤدي إلى تدني دافعيته وقد يؤدى ذلك إلى الاحتراق النفسي.
وفى هذا الصدد يشير علي عسكر وجعفر العريان (1972م) إلى أن الاحتراق النفسي ما هو إلا انعكاس أو رد فعل لظروف العمل غير المحتملة وينتج عنه آثار عديدة منها تدني الإحساس بالمسئولية واستنفاذ الطاقة النفسية والتخلي عن المثاليات وزيادة السلبية ولوم الآخرين في حالة الفشل وقلة الدافعية ونقص فعالية الأداء وكثرة التغيب عن العمل وعدم الاستقرار المهني.(30: 90)
مما سبق يرى الباحث أن الضغوط النفسية قد تؤثر على مستوى أداء مدربي كرة القدم وبالتالي ينعكس ذلك على مستوى الرضا عن العمل فى مهنة التدريب ولذلك تتضح أهمية الدراسة في التعرف على الضغوط النفسية التي يعاني منها مدربي كرة القدم وعلاقتها بالرضا عن العمل في مهنة التدريب لدى مدربي كرة القدم بدولة الكويت.
- أهـداف البحث:
يهدف البحث إلى التعرف على:
-الأسباب أو العوامل التي تؤدى إلى زيادة الضغوط النفسية لدى مدربي كرة القدم بدولة الكويت.
- الفروق بين كل من مدربي كرة القدم الأقل خبرة والأكثر خبرة في الضغوط النفسية والرضا عن العمل في مهنة التدريب.
- العلاقة بين الضغوط النفسية لمدربي كرة القدم وعلاقتها بالرضا عن العمل في مهنة التدريب وفقاً لمستوى الخبرة (الأقل خبرة – الأكثر خبرة).
- تساؤلات البحث:
- ما هى الأسباب أو العوامل التي تؤدى إلى زيادة الضغوط النفسية لدى مدربي كرة القدم بدولة الكويت.
- هل توجد فروق داله إحصائياً بين كل من مدربي كرة القدم الأقل خبرة والأكثر خبرة في الضغوط النفسية والرضا عن العمل في مهنة التدريب.
- هل توجد علاقة إرتباطية دالة إحصائياً بين الضغوط النفسية لمدربي كرة القدم وعلاقتها بالرضا عن العمل في مهنة التدريب وفقاً لمستوى الخبرة (الأقل خبرة – الأكثر خبرة).
- إجـراءات البحث :
- المنهج المستخدم
استخدم البـاحث المنهج الوصفي بإتباع الأسلوب المسحي لملاءمته لطبيعة هذه الدراسة.
- عينة البحث:
قام الباحث بإختيار عينة البحث على مدربي كرة القدم بالأندية الرياضية بدولة الكويت وعددهم (14) نادى (الشباب – الخيطان – القادسية – كاظمة – العربى – الكويت – التضامن – النصر – الجهراء – الصليبخات – الفحيحيل – الساحل – السالمية - اليرموك) والمسجلين بالاتحاد الكويتى لكرة القدم وعددهم (96) مدرب وقد قام الباحث باستبعاد عدد (10) مدربين لإجراء الدراسة الاستطلاعية عليهم لتصبح عينة البحث الأساسية (86) مدرب وتم اختيار عدد (74) مدرب منهم تم تقسيمهم إلى مجموعتين المجموعة الأولى مدة خبرتهم أقل من خمس سنوات والمجموعة الثانية مدة خبرتهم أكثر من خمس سنوات وقوام كل منهما (37) مدرب وقد قام الباحث بإيجاد التجانس لعينة البحث فى بعض المتغيرات والتي قد يكون لها تأثير على متغيرات البحث مثل السن والخبرة.
-وسائل جمع البيانات:
- مقياس أسباب الضغوط على مدربي كرة القدم
- مقياس الضغوط النفسية لمدربي كرة القدم في صورته الأولية (المبدئية):
- مقياس الرضا عن العمل في مهنة التدريب الرياضي
- الدراسة الاستطلاعية
قام الباحث بإجراء الدراسة الاستطلاعية على عينة البحث الاستطلاعية وذلك بغرض:-
- التعرف على الصعوبات التي قد تواجه أثناء إجراء الدراسة الأساسية وإيجاد الحلول.
- التأكد من صلاحية وسائل جمع البيانات المستخدمة.
- تدريب المساعدين على إجراء وتطبيق المقاييس المستخدمة وتصحيح استجابات عينة البحث.
- حساب المعاملات العلمية( الثبات – الصدق ) للوسائل المستخدمة.
- الدراسة الأساسية
قام الباحث بإجراء الدراسة الأساسية على عينة البحث الأساسية من مدربي كرة القدم بالأندية الرياضية بدولة الكويت وعددهم (14) نادى (الشباب – الخيطان – القادسية – كاظمة – العربى – الكويت – التضامن – النصر – الجهراء – الصليبخات – الفحيحيل – الساحل – السالمية - اليرموك) والمسجلين بالاتحاد الكويتى لكرة القدم في وذلك فى الفترة من 21/5/2013م حتى 28/6 /2013م حيث تم تطبيق كل من مقياس الضغوط النفسية لمدربي كرة القدم ومقياس الرضا عن العمل في مهنة التدريب وذلك بعد أن تم اختيار عدد (74) مدرب تم تقسيمهم إلى مجموعتين المجموعة الأولى مدة خبرتهم أقل من خمس سنوات والمجموعة الثانية مدة خبرتهم أكثر من خمس سنوات وقوام كل منهما (37) مدرب وبعد الانتهاء من تطبيق المقياسين تم تجميع الاستمارات وتصحيح الاستجابات وضعها في جداول معدة لذلك تمهيداً لمعالجتها إحصائياً.
-المعالجات الإحصائية :
- المتوسط الحسابي.
- الانحراف المعياري.
- اختبـار ”ت”.
- اختبار ”كا2”.
- معامل الارتباط.
- الاستخلاصات والتوصيات
- الاستخلاصات:
-أمكن للباحث التوصل إلى أبعاد الضغوط النفسية لدى مدربي كرة القدم بدولة الكويت وقد تمثلت فى عدد (75) عبارة تقيس أبعاد الضغوط النفسية وهى:-
- الضغوط المرتبطة بخصائص المدرب وشخصيته.
- الضغوط المرتبطة بإدارة النادي أو الفريق.
- الضغوط المرتبطة بالتعامل مع اللاعبين أو الفريق.
- الضغوط المرتبطة بإدارة الوقت.
- الضغوط المرتبطة بالمشجعين.
-الضغوط المرتبطة بوسائل الإعلام.
- وجدت فروق دالة إحصائياً بين مدربي كرة القدم الأقل خبرة والأكثر خبرة ولصالح مدربي كرة القدم الأقل خبرة في جميع أبعاد الضغوط النفسية الأمر الذي يدل على أن مدربي كرة القدم الأقل خبرة يعانون من حدة الضغوط النفسية.
- وجدت فروق دالة إحصائياً بين مدربي كرة القدم الأقل خبرة ومدربي كرة القدم الأكثر خبرة لصالح مدربي كرة القدم الأكثر خبرة في جميع أبعاد درجة الرضا عن العمل في مهنة التدريب.
- وجدت علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين جميع أبعاد الضغوط النفسية لمدربي كرة القدم ودرجة الرضا عن العمل في مهنة التدريب لدى مدربي كرة القدم الأكثر خبرة في حين كانت العلاقة الارتباطية غير دالة إحصائياً لدى مدربي كرة القدم الأقل خبرة.
- التوصيات :
o ضرورة مساندة أعضاء مجالس الإدارات بالأندية الرياضية للمدرب تجاه المشكلات التي تواجهه في العملية التدريبية.
o العمل على الاهتمام بمبدأ العلاقات الإنسانية بين المدربين واللاعبين لضمان زيادة العائد من العملية التدريبية.
o التأكيد على توفير جميع المتطلبات اللازمة التي تسهم في زيادة الدافعية نحو الأداء وخفض القلق والتوتر الذي يصاحب العمل خلال توفير المتطلبات اللازمة للشعور بالرضا العالي من خلال النواتج الايجابية التي تقابل العمل الذي يؤدونه .
o الاهتمام بالجانب المادي للمدربين حيث يمثل المحور الرئيسي من وجهة نظر المدربين.
o محاولة إعطاء المدربين فرصاً أكثر لزيادة الثقة في أنفسهم والبعد عن الضغوط النفسية التي قد يتعرضون لها الأمر الذي قد ينعكس على نتائج فرقهم.
o ضرورة الرعاية النفسية لمدربي كرة القدم ووضع الخطط والسياسات لمواجهة أسباب الضغوط التي تمثل مواقف ضاغطة على المدرب.
o العمل على تنمية الوعي لدى المشجعين من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة و وضع قوانين صارمة لمواجهة التعصب الجماهيري وتشكيل روابط معتمدة لهم يتم تسجيل بياناتهم بحيث يكون التشجيع في إطار نظامي يضمن القدرة على المواجهة والمحاسبة.
o العمل على إجراء المزيد من الدراسات التي تتناول المتغيرات الشخصية الأخرى وثيقة الصلة بالعمل في مهنة التدريب.
o إجراء بعض الدراسات التي تتناول العلاقة بين المتغيرات النفسية ومستوى الإنجاز لمدربي كرة القدم.
نجاح المجتمع يتوقف في تحقيق أهدافه على الجانب البشري ومدى إنتاجية كل فرد فيه ولا يتحقق ذلك إلا بقيام كل فرد في الموقع الذي يتفق والإطار العام لشخصيته وعندما يوضع الفرد في العمل الذي يناسبه جسمياً ونفسياً يتحقق له الشعور بالارتياح والرضا النفسي ، فالمدرب يتعرض لضغوط نفسية نتيجة للأعباء الزائدة ، كماً وكيفاً فمثلاً يرتبط بقاؤه بالنادي من عدمه بالنتيجة التي يحصل عليها وإرضائه لجمهور فريقه ، فاللاعبين ينظرون إليهم على أنهم قدوة لهم وعلى منوالهم يسير الكثير منهم ويتأثرون بشخصيتهم فدورهم الايجابي الناتج عن تأثير اللاعبين بشخصيتهم كبير لذا من الضروري أن يتصفوا بأكمل الصفات الخلقية الايجابية وأن تكون الممارسة لهذه الصفات عمليه في كل المواقف والظروف حتى يكونوا قدوة لهم.
إن التدريب في مجال كرة القدم عملية معقدة متشبعة المطالب يجمع خيوطها المدرب، لذا فهو المحور الأساسي وحجر الزاوية في البناء التدريبي وعليه تقع المسئولية الأولى في الوصول باللاعبين خاصة الناشئين إلى أرقى مستوى ممكن.ولكي يؤدي هذا المدرب دوره الصعب والمعقد لابد له من الرعاية النفسية والاهتمام، فالرعاية الحقيقة لمدرب واحد تساوي رعاية حقيقية غير مباشرة لمئات اللاعبين المميزين.
ويشير حمدي الفرماوي (1990م) إلى أن الضغوط هي حالة عدم التوازن الذي ينتج من عدم التكافؤ بين متطلبات المهنة ومقدرة الفرد على القيام بها وتؤدي إلى الشعور بعدم إمكانية إشباعه حاجاته.(16: 427)
كما يذكر السيد السمادوني (1989م) أن الضغوط النفسية هي إدراك الفرد لعدم قدرته على مواجهة أحداث أو متطلبات مهنته والتي يشكل تهديداً لذاته وتحدث لديه معدلاً عالياً من الانفعالات السلبية التي يصاحبها تغيرات فسيولوجية كرد فعل تنبيهي لتلك الضغوط ، ويوجد ارتباط بين الحالة الصحية والانفعالية والضغوط وبالتالي تؤثر الضغوط على الحالة النفسية فتولد الإحباط والعدائية والقلق وقد تكون سبباً في التغيب الزائد عن العمل.
(8: 337، 338)
وفي هذا الصدد يشير هانز سيلي H. Selye (1976م) أن الضغوط يكون لها دور هام في إحداث معدل عال من الإنهاك والانفعال الذي يصيب الجسم فأي إصابة جسمية أو حالة انفعالية غير سارة كالقلق والإحباط والتعب أو الألم لها علاقة بتلك الضغوط.(280:74)
وهناك عدد من عوامل الشخصية لها أهمية فى تفاعل الفرد مع الضغوط ويعتبر إدراك لفرد لعملية التحكم أو التغلب عليها أحد تلك العوامل فإذا شعر الفرد أن لديه القدرة على التحكم والتغلب على المواقف الضاغطة فإنه يميل إلى مقاومته وينخفض شعوره بالضغوط النفسية ، أما إذا شعر الفرد بالتعاسة وعدم قدرة التغلب على المواقف الضاغطة فإنه لا يقاومه جيداً ويزداد شعوره بالضغوط أى أن التحكم فى السلوك الإنساني يلعب دوراً هاماً فى حياة الفرد الاجتماعية والنفسية والمهنية.( 8: 339)
والمدرب الرياضي يعد من الشخصيات التربوية القيادية الهامة التي تؤثر تأثيراً مباشراً في التطور الشامل والمتزن لشخصية المدرب الرياضي.(67: 16)
وتزداد أهمية دور المدرب في المجتمع المصري بصفة خاصة في الآونة الأخيرة للنهوض والارتقاء بمستوى الفرد في الأنشطة الرياضية المختلفة ويقوم المدرب بمسئولية توجيه وإرشاد لاعبيه ومساعدتهم لتحقيق أهداف معينة والوصول إلى حلول معقولة للمشكلات التي تؤثر في العملية التدريبية وفي مستوى آدائهم خلال المنافسات والبطولات الرياضية.(28: 2)
ويشير حسن معوض (1970م) إلى أن المدرب له مكانه كبيرة وغير محدودة في نفوس لاعبيه فهو المثل الأعلى لهم وعلى منواله يسير الكثيرون منهم ويتأثرون بشخصيته ويقلدونه فدور المدرب الإيجابي الناتج عن تأثير لاعبيه بشخصيته كبير ومن هنا كان من واجب المدرب أن يكون قدوة للاعبيه وأن يتصف بكل الصفات الخلقية الايجابية.(13: 20)
إن الضغوط النفسية مدخل للاحتراق النفسي، فقد أكد باول Pawell W. (1994م) على العلاقة التبادلية بين الضغط النفسي ومشاعر الاحتراق النفسي، تظهر في الإحساس بالفشل والتعب، وعدم الرغبة في العمل، والسلبية بصورة عامة في معاملة الآخرين ومقاومة التغير وعدم المرونة.(71: 229-235)
هذا إلى جانب أن الاحتراق النفسي هو الانسحاب النفسي Psychological Withdraeal من العمل بسبب ضغط العمل، وأيضاً هو الاستنزاف أو الاستنفاذ العاطفي أو الإنهاك الانفعالي Emotional Exhaustion.(21 : 23)
ولقد أشارت البحوث في البيئة العربية والأجنبية إلى أن المدرب الرياضي يتعرض إلى مجموعة من الضغوط النفسية، فقد أشار محمد حسن علاوي (1997م) إلى أن أسباب احتراق مدربي كرة القدم كانت (الضغوط النفسية المرتبطة بالإدارة العليا للفريق - الضغوط المرتبط باللاعبين والفريق الرياضي - ضغوط وسائل الإعلام - وأخيراً الضغوط المرتبطة بشخصية المدرب).(40: 138)
ودراسة وائل رفاعي (1998م) توصلت إلى أن عوامل الاحتراق النفسي لدى مدربي الأنشطة الرياضية كانت على الترتيب التالي ” عامل الإدارة – عامل اللاعبين – عامل سمات المدرب الرياضي – عامل وسائل الإعلام” وأن أعراض الاحتراق النفسي كانت على الترتيب ”الإنهاك البدني – الإنهاك الانفعالي – نقص الإنجاز الشخصي – التغير الشخصي نحو الأسوأ” ، وأيضاً وجود فروق دالة إحصائياً بين ضغوط مدربي كرة القدم (العينة 13 مدرباً) وكل من ضغوط مدربي الكرة الطائرة وكرة اليد وخاصة في الضغوط التي مصدرها اللاعبين.(54)
وأشارت نتائج تايلور Taylor (1998م) إلى وجود علاقة سلبية بين عمر المدرب والاحتراق النفسي بمعنى كلما زاد عمر المدرب قلت فرص تعويضه للاحتراق النفسي.(78)
ومدرب كرة القدم يواجه معوقات تحول دون قيامه بدوره بشكل كامل فهو يقوم بتدريب الفريق ويرتبط راتبه ومستحقاته المالية بنتائج المباريات إلى جانب عدم المساندة الإدارية في حالة الإخفاق وعدم تحقيق النتائج المرجوة دون مراعاة لظروف وإمكانات الفريق أو النادي فى المباريات الحساسة كل ذلك يؤدي إلى إحساسه بالعجز والقصور عن تأدية العمل المطلوب منه مما يترتب عليه ضغط نفسي وتوتر عصبي يؤدي إلى تدني دافعيته وقد يؤدى ذلك إلى الاحتراق النفسي.
وفى هذا الصدد يشير علي عسكر وجعفر العريان (1972م) إلى أن الاحتراق النفسي ما هو إلا انعكاس أو رد فعل لظروف العمل غير المحتملة وينتج عنه آثار عديدة منها تدني الإحساس بالمسئولية واستنفاذ الطاقة النفسية والتخلي عن المثاليات وزيادة السلبية ولوم الآخرين في حالة الفشل وقلة الدافعية ونقص فعالية الأداء وكثرة التغيب عن العمل وعدم الاستقرار المهني.(30: 90)
مما سبق يرى الباحث أن الضغوط النفسية قد تؤثر على مستوى أداء مدربي كرة القدم وبالتالي ينعكس ذلك على مستوى الرضا عن العمل فى مهنة التدريب ولذلك تتضح أهمية الدراسة في التعرف على الضغوط النفسية التي يعاني منها مدربي كرة القدم وعلاقتها بالرضا عن العمل في مهنة التدريب لدى مدربي كرة القدم بدولة الكويت.
- أهـداف البحث:
يهدف البحث إلى التعرف على:
-الأسباب أو العوامل التي تؤدى إلى زيادة الضغوط النفسية لدى مدربي كرة القدم بدولة الكويت.
- الفروق بين كل من مدربي كرة القدم الأقل خبرة والأكثر خبرة في الضغوط النفسية والرضا عن العمل في مهنة التدريب.
- العلاقة بين الضغوط النفسية لمدربي كرة القدم وعلاقتها بالرضا عن العمل في مهنة التدريب وفقاً لمستوى الخبرة (الأقل خبرة – الأكثر خبرة).
- تساؤلات البحث:
- ما هى الأسباب أو العوامل التي تؤدى إلى زيادة الضغوط النفسية لدى مدربي كرة القدم بدولة الكويت.
- هل توجد فروق داله إحصائياً بين كل من مدربي كرة القدم الأقل خبرة والأكثر خبرة في الضغوط النفسية والرضا عن العمل في مهنة التدريب.
- هل توجد علاقة إرتباطية دالة إحصائياً بين الضغوط النفسية لمدربي كرة القدم وعلاقتها بالرضا عن العمل في مهنة التدريب وفقاً لمستوى الخبرة (الأقل خبرة – الأكثر خبرة).
- إجـراءات البحث :
- المنهج المستخدم
استخدم البـاحث المنهج الوصفي بإتباع الأسلوب المسحي لملاءمته لطبيعة هذه الدراسة.
- عينة البحث:
قام الباحث بإختيار عينة البحث على مدربي كرة القدم بالأندية الرياضية بدولة الكويت وعددهم (14) نادى (الشباب – الخيطان – القادسية – كاظمة – العربى – الكويت – التضامن – النصر – الجهراء – الصليبخات – الفحيحيل – الساحل – السالمية - اليرموك) والمسجلين بالاتحاد الكويتى لكرة القدم وعددهم (96) مدرب وقد قام الباحث باستبعاد عدد (10) مدربين لإجراء الدراسة الاستطلاعية عليهم لتصبح عينة البحث الأساسية (86) مدرب وتم اختيار عدد (74) مدرب منهم تم تقسيمهم إلى مجموعتين المجموعة الأولى مدة خبرتهم أقل من خمس سنوات والمجموعة الثانية مدة خبرتهم أكثر من خمس سنوات وقوام كل منهما (37) مدرب وقد قام الباحث بإيجاد التجانس لعينة البحث فى بعض المتغيرات والتي قد يكون لها تأثير على متغيرات البحث مثل السن والخبرة.
-وسائل جمع البيانات:
- مقياس أسباب الضغوط على مدربي كرة القدم
- مقياس الضغوط النفسية لمدربي كرة القدم في صورته الأولية (المبدئية):
- مقياس الرضا عن العمل في مهنة التدريب الرياضي
- الدراسة الاستطلاعية
قام الباحث بإجراء الدراسة الاستطلاعية على عينة البحث الاستطلاعية وذلك بغرض:-
- التعرف على الصعوبات التي قد تواجه أثناء إجراء الدراسة الأساسية وإيجاد الحلول.
- التأكد من صلاحية وسائل جمع البيانات المستخدمة.
- تدريب المساعدين على إجراء وتطبيق المقاييس المستخدمة وتصحيح استجابات عينة البحث.
- حساب المعاملات العلمية( الثبات – الصدق ) للوسائل المستخدمة.
- الدراسة الأساسية
قام الباحث بإجراء الدراسة الأساسية على عينة البحث الأساسية من مدربي كرة القدم بالأندية الرياضية بدولة الكويت وعددهم (14) نادى (الشباب – الخيطان – القادسية – كاظمة – العربى – الكويت – التضامن – النصر – الجهراء – الصليبخات – الفحيحيل – الساحل – السالمية - اليرموك) والمسجلين بالاتحاد الكويتى لكرة القدم في وذلك فى الفترة من 21/5/2013م حتى 28/6 /2013م حيث تم تطبيق كل من مقياس الضغوط النفسية لمدربي كرة القدم ومقياس الرضا عن العمل في مهنة التدريب وذلك بعد أن تم اختيار عدد (74) مدرب تم تقسيمهم إلى مجموعتين المجموعة الأولى مدة خبرتهم أقل من خمس سنوات والمجموعة الثانية مدة خبرتهم أكثر من خمس سنوات وقوام كل منهما (37) مدرب وبعد الانتهاء من تطبيق المقياسين تم تجميع الاستمارات وتصحيح الاستجابات وضعها في جداول معدة لذلك تمهيداً لمعالجتها إحصائياً.
-المعالجات الإحصائية :
- المتوسط الحسابي.
- الانحراف المعياري.
- اختبـار ”ت”.
- اختبار ”كا2”.
- معامل الارتباط.
- الاستخلاصات والتوصيات
- الاستخلاصات:
-أمكن للباحث التوصل إلى أبعاد الضغوط النفسية لدى مدربي كرة القدم بدولة الكويت وقد تمثلت فى عدد (75) عبارة تقيس أبعاد الضغوط النفسية وهى:-
- الضغوط المرتبطة بخصائص المدرب وشخصيته.
- الضغوط المرتبطة بإدارة النادي أو الفريق.
- الضغوط المرتبطة بالتعامل مع اللاعبين أو الفريق.
- الضغوط المرتبطة بإدارة الوقت.
- الضغوط المرتبطة بالمشجعين.
-الضغوط المرتبطة بوسائل الإعلام.
- وجدت فروق دالة إحصائياً بين مدربي كرة القدم الأقل خبرة والأكثر خبرة ولصالح مدربي كرة القدم الأقل خبرة في جميع أبعاد الضغوط النفسية الأمر الذي يدل على أن مدربي كرة القدم الأقل خبرة يعانون من حدة الضغوط النفسية.
- وجدت فروق دالة إحصائياً بين مدربي كرة القدم الأقل خبرة ومدربي كرة القدم الأكثر خبرة لصالح مدربي كرة القدم الأكثر خبرة في جميع أبعاد درجة الرضا عن العمل في مهنة التدريب.
- وجدت علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين جميع أبعاد الضغوط النفسية لمدربي كرة القدم ودرجة الرضا عن العمل في مهنة التدريب لدى مدربي كرة القدم الأكثر خبرة في حين كانت العلاقة الارتباطية غير دالة إحصائياً لدى مدربي كرة القدم الأقل خبرة.
- التوصيات :
o ضرورة مساندة أعضاء مجالس الإدارات بالأندية الرياضية للمدرب تجاه المشكلات التي تواجهه في العملية التدريبية.
o العمل على الاهتمام بمبدأ العلاقات الإنسانية بين المدربين واللاعبين لضمان زيادة العائد من العملية التدريبية.
o التأكيد على توفير جميع المتطلبات اللازمة التي تسهم في زيادة الدافعية نحو الأداء وخفض القلق والتوتر الذي يصاحب العمل خلال توفير المتطلبات اللازمة للشعور بالرضا العالي من خلال النواتج الايجابية التي تقابل العمل الذي يؤدونه .
o الاهتمام بالجانب المادي للمدربين حيث يمثل المحور الرئيسي من وجهة نظر المدربين.
o محاولة إعطاء المدربين فرصاً أكثر لزيادة الثقة في أنفسهم والبعد عن الضغوط النفسية التي قد يتعرضون لها الأمر الذي قد ينعكس على نتائج فرقهم.
o ضرورة الرعاية النفسية لمدربي كرة القدم ووضع الخطط والسياسات لمواجهة أسباب الضغوط التي تمثل مواقف ضاغطة على المدرب.
o العمل على تنمية الوعي لدى المشجعين من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة و وضع قوانين صارمة لمواجهة التعصب الجماهيري وتشكيل روابط معتمدة لهم يتم تسجيل بياناتهم بحيث يكون التشجيع في إطار نظامي يضمن القدرة على المواجهة والمحاسبة.
o العمل على إجراء المزيد من الدراسات التي تتناول المتغيرات الشخصية الأخرى وثيقة الصلة بالعمل في مهنة التدريب.
o إجراء بعض الدراسات التي تتناول العلاقة بين المتغيرات النفسية ومستوى الإنجاز لمدربي كرة القدم.