Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تأثيرالقيم الإنسانية على عمارة العصور الإسلامية في مصر /
المؤلف
غريب، محمد زكريا محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد زكريا محمد غريب
مشرف / ايمان محمد عيد عطيه
مناقش / احمد كمال الدين محمد عفيفي
مناقش / نجوي حسين شريف
الموضوع
العمارة الإسلامية - مصر. الآثار الإسلامية - مصر. الحضارة الإسلامية - مصر.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
211 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الهندسة المعمارية
تاريخ الإجازة
1/3/2005
مكان الإجازة
جامعة المنوفية - كلية الهندسة - الهندسة المعمارية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 258

from 258

المستخلص

بعد استعراض القيم الإنسانية (خصوصية، حقوق الجوار ، التكافل الاجتماعي) وانعكاساتها على التشكيلات المعمارية والعمرانية ، تبين أن كلا من هذه القيم كان لها دورا هاما في حياة الإنسان المسلم على مدار عصوره المختلفة لأنها وفى المقام الأول من المنظور ألقيمي كان لها تأثيرها في تنظيم تعاملات أفراد المجتمع مع بعضهم البعض كما أرست الحدود والعلاقات المختلفة وقاربت بين الطبقات المختلفة للمجتمع.
ولأن كلا من هذه القيم كانت تعد من المثاليات والمبادئ التي إذا تفاعلت مع المجتمع كانت موجها للسلوك الإنساني بصفة عامة فكانت تتوارثها الأجيال تباعا مما ساعد على تشكيل ثقافة المجتمع الإسلامي.
ومن هنا يتضح أن كلا من هذه القيم الثلاثة تجمعها قواسم مشتركة فيما بينها لأنها كانت ترجمة لمتطلبات الإنسان المسلم وبالتالي ترجمة لخصائص المجتمع الإسلامي ، ومعبرة عن البيئة الحضارية الإسلامية.
وكان من أهم ما يميز هذه القيم أنها ذات أوجه إنسانية تميزت بأنها
لا تصطدم مع عادات وتقاليد مجتمعنا الإسلامي لأنها اتفقت مع الفطرة الإنسانية السليمة التي فطرنا الله عليها لذلك كان من السهل أن تتوافق هذه القيم مع التشريع الإسلامي الذي أضاف كل من هذه القيم الثلاثة فأصبحت ملبية لحاجات المجتمع لأنها اتفقت مع العقيدة الإسلامية التي هي رسالة قيم وأخلاق وتولد عن هذا الامتزاج ظهور تلك القيم الإنسانية الإسلامية التي استقرت في وجدان المجتمع الإسلامي وأثرت في سمات جوانبه الاقتصادية والسياسية , وانعكس ذلك على صياغة البيئة الحضارية الإسلامية مما أثر بشكل مباشر على التشكيلات المعمارية والعمرانية.
لذلك ظهر الانسجام الكامل بين الذاتية الفردية للمبني الواحد والتشكيل العمراني للمدينة ككل وبالتالي تحددت ملامح النمط المعماري والعمراني في المدينة الإسلامية .
وجمعت بين هذه القيم قواسم مشتركة أثرت على التشكيلات المعمارية والعمرانية بدافع من العقيدة الإسلامية فنتج عن هذا استقراراً اجتماعياً .
وامتد تأثير هذه القيم الإنسانية الإسلامية ليتعدى حدود الماديات برغم أهميتها فنجد أن احترام العادات والتقاليد والسلوكيات الاجتماعية قد تأكد من خلال عدة مظاهر كان من أهمها :-
1- احترام الانتماءات القبلية التي لعبت دورا هاما في تشكيل طابع المدينة الإسلامية وما تحتويه من خطط تقطنها جماعات ذات عادات وتقاليد تختلف عن غيرها ، وكان هذا مراعاة لخصوصية تلك الطوائف التي تسمي الخطط والحارات بأسمائها.
2- لم يكن هناك مناطق للأغنياء وأخرى للفقراء ، بل كانت كلها متلاصقة متجاورة ذات صفات مشتركة في العناصر ومواد البناء ، وكان هذا التجانس هو إنعكاس لقيمة التكافل الاجتماعي عمرانيا.
3- فصل استعمالات السكنى عن الاستعمالات التجارية في الحارات ، وقصر دمج هذه الاستعمالات على القصبة الرئيسية ، مع تجانس إرتفاعات المباني ، بين دورين وأربعة أدوار ، وذلك حفاظا على حق الجار.
4- الحفاظ على خصوصية الأسرة المسلمة التي هو نواة المجتمع من خلال أوامر إلهية وأحاديث نبوية تشير إلى صون المرأة وحفظها من أعين الغرباء وانعكس ذلك على التشكيلات المعمارية فوجدت العناصر المعمارية المختلفة التي عبرت من هذه الخصوصية .
5- كان إقرار الحقوق بمختلف أنواعه لحفظ المجتمع من الصراعات والتنازع ، فتحددت الملكيات دون تقييد لها وكان الأصل أن يتمتع كل إنسان في ذلك المجتمع بملكياته ولكن دون ضرر ولا ضرار فنظمت الفتحات وأماكن الأبواب وحوائط الأسطح حتى يكون هناك صون للحرمات ويتحقق الاستقرار الاجتماعي .
6- رغب الإسلام في إنفاق القادرين لمساعدة غير القادرين والتي كانت بدافع من النفس ودون إجبار فظهر التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع في صوره المختلفة وظهرت أنماطا معمارية التي لم تكن موجودة من قبل .
ونستخلص مما سبق أن القيم الإنسانية الثلاثة أثرت على البيئة الحضرية معمارياً وعمرانياً. ومن دراستنا لهذه القيم الإنسانية أمكننا استنباط مجموعة من المعايير التصميمية التي ظهرت بتلقائية فطرية وانعكست بشكل مباشر على النتاج المعماري خلال العصور الإسلامية المحددة بالدراسة ، ويمكن تركيز وتحديد هذه المعايير في النقاط التالية :
أولا : من منظور الخصوصية :
1- تدرج الفراغات من أماكن عامة وشبه عامة وخاصة.
2- التزام المباني بارتفاع متجانس.
3- تعدد الأفنية داخليا وخارجيا .
4- تشعب مسارات الشوارع والحارات في خطوط ملتوية يتفرع منها بعض المسالك المقفولة لتوفير الخصوصية اللازمة.
5- تميزت الكتل البنائية بتقليل الفتحات والاعتماد على الأحواش الداخلية والانفتاح على الداخل فكانت معظم الفتحات تطل على الحوش الداخلي .
6- الطرق كانت تعمل كشبكة متدرجة تعطي مستويات مختلفة من الخصوصية .
7- كانت البوابات والأسوار عناصر هامة لتأكيد خصوصية كل خطة أو حارة .
8- تعدد المداخل للمنزل وظهور المداخل الثانوية .
9- الفصل بين جناح الرجال ”السلاملك” وجناح الحريم ”الحرملك” بالمستويات والمداخل .
10- ظهور الفناء الداخلي الذي يتوسط الدار وتحيط به كل غرف المسكن وتمارس فيه الحياة الأسرية بعيدا عن أعين الغرباء.
11- تدرج الفراغات وتتابعها وتعددها .
12- استخدام المشربيات كمعالجة للفتحات لتحقيق الخصوصية البصرية والضوئية
13- تنوعت القاعات والعلاقات المكانية للفراغات بما يتلاءم مع تعدد الأنشطة ويكفل تحقيق الخصوصية.
ثانيا : من منظور حقوق الجوار :
1- استخدام البوابات والأسوار كعناصر تحديد للملكيات.
2- كانت للطرق والمسارات في الشريعة الإسلامية حقوق واشتراطات.
3- قلة تداخل الاستعمالات في الحارات للحفاظ على هدوء الحارة وأمنها وخصوصيتها.
4- كان الاهتمام بتنكيب الأبواب لعدم جرح خصوصية الجار.
5- الحفاظ على الجار من أنواع التلوث المختلفة سواء كان بالمنع أو بالمعالجة .
6- تنظيم البروزات على الشارع في حدود اشتراطات حددتها الشريعة.
7- عدم السماح بالتطاول في البنيان إلا بإذن الجار.
8- تنظيم أماكن النوافذ وارتفاع جلساتها للحفاظ على حرمة الجار .
9- صون حرمة المنازل حتى من المسـجد إذا كان جارا وتقنين إطلال المؤذن عليها .
10- الحفاظ على الجار من الحوائط الآية للسقوط بإلزام صاحبها بهدمها .
11- الحفاظ على الجار من المباني الخربة بإزالة الضرر.
ثالثا : من منظور التكافل الاجتماعي :
1- تقوية العلاقات بين أفراد المجتمع من خلال الالتقاء على المصالح والعناصر المشتركة التي تجمع بين الناس مثل ( الآبار ، قنوات المجاري ، الجدار المشترك ، البوابات ) .
2- تلاصق وتلاحم مباني الأغنياء والفقراء دون تفرقة .
3- توحيد الارتفاعات ومواد البناء المستخدمة.
4- تشابه العناصر الداخلية للمنازل.
5- إنشاء البوابات بمعرفة القادرين لحماية الجيران .
6- ظهور أنماط جديد مثل مدن الأمصار ، الأرباض ، الخطط .
7- لعب نظام الوقف الإسلامي دورا هاما في حياة المسلمين وعمارتهم.
8- إنشاء المباني المختلفة الاستخدام تكافلا من أغنياء المسلمين لغير القادرين .
9- إنشاء المساكن لغير القادرين وتأجيرهم بمبالغ وزهيدة ”الربع” .
10- التسابق على إنشاء المساجد وما يحتويه من عناصر خدمية كالسبيل والكتاب وغيرها.
11- الاهتمام بمساعدة أولاد الفقراء بإنشاء الكتاتيب والمدارس .
12-امتد التكافل ليشمل عابري السبيل من خلال التكايا و السبيل.
13- كان التكافل أيضا للدواب من خلال إنشاء أحواض للمياه للشرب.
14- ظهر التكافل في إنشاء المباني التجارية كالوكالة والخان للحافظ على ممتلكات التجار.
15- كان العطف والتكافل لكبار السن ولذوي العاهات من خلال إنشاء
الملاجئ والتكايا .
16- امتد التكافل ليشمل إنشاء حمامات عامة ومدافن ومغاسل للموتى.