Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مصطفى رشيد ودوره في السياسة العثمانية 1800 - 1858 م /
المؤلف
عبدي, رشيد ميكائيل محمد.
هيئة الاعداد
باحث / رشيد ميكائيل محمد عبدي
مشرف / ابراهيم العدل المرسى
مشرف / رياض محمد الرفاعي
مناقش / ابراهيم العدل المرسى
مناقش / رياض محمد الرفاعي
الموضوع
الدولة العثمانية - مصر.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
244 p. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية التربية النوعية منية النصر - مكتبة الرسائل العربية - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 233

from 233

المستخلص

تتناول الدراسة دور مصطفي رشيد باشا في السياسة العثمانية، ( 1800م/ 1858م) وتهدف الدراسة إلي فهم الأدوار المتعددة التي قام بها مصطفي رشيد في السياسة العثمانية والتي تقلد فيها ثلاثة مناصب من أهم المناصب العليا في الدولة العلية وهي: (سفير في لندن وباريس ووزير للخارجية ثم صدر أعظم).
اشتهرت هذه الفترة بالعمل الدبلوماسى من خلال المفاوضات والمؤتمرات والمعاهدات الإقليمية و الدولية،وعمل مصطفى رشيد سفيرا لدى الدولتينالعظميين إنجلترا وفرنسا فى العالم خلال هذه الفترة،ثم شغل مصطفى رشيد موقع وزير الخارجية والصدارة العظمى فى فترة من أهم فترات التاريخ العثمانى، ومصطفى رشيد كان يمثل التيار الإصلاحى في مواجهة التيار المحافظ الذي كان يقوده خسرو باشا، تعرض الدولة العثمانية لحركات متعددة من تمرد العناصر المتنفذة ووقوعها تحت تأثير الثورة الفرنسية وتأثرها بسياسة التوازن الدولي والصراع الدائر بين الدول العظمى للسيطرة على ممتلكات الدولة العلية.
جاء الفصل الأول بعنوان، الدولة العثمانية في النصف الأول من القرن التاسع عشر (عصر رشيد باشا)، في صورة بانوراما تعكس أوضاع الدولة العثمانية وأوربا في النصف الأول من القرن التاسع عشر وهي الفترة التي عاشها مصطفى رشيد، بتناول محورين هامين:
الأول: الأوضاع الداخلية للدولة العثمانية من خلال حركة الاصلاح والتنظيمات العثمانية، ومواجهة تحدى ثورة المورة وإحتلال فرنسا للجزائر والصراع مع محمد علي.
الثاني: حروب الثورة الفرنسية ودبلوماسية المؤتمرات والعلاقات العثمانية الروسية التي تُوجت بعقد معاهدة خنكاراسكلاسي والثورات الأوربية التي أسقطت رجعية مترنيخ وأخيراً حرب القرم التي خاضتها الدول الأوربية بالوكالة عن الدولة العثمانية.
وجاء الفصل الثاني بعنوان، حياة مصطفى رشيد باشا ( النشأة والتكوين )، والذي عالج حياة ونشأة رشيد باشا والتعليم الذي تلقاه، والشخصيات التي أثرت على حياته بشكل أو بأخر وسمات شخصيته والمعارف التي أهلته لتقلد الوظائف الهامة في الدولة العثمانية وأخيراً الوظائف التى تولاها قبل عمله سفيراً للدولة في باريس وهي:
المهردار، وقلم مكتوبجى، وباش كاتب، ومعاون الديوان السلطاني، وأمين الباب العالي، وعمدليك، ووكيل عمدليك، ومحافظاً لقوس وأسكوب، ومبعوثاً دبلوماسياً للباب العالي في أمور متعددة.
وجاء الفصل الثالث بعنوان ( مصطفى رشيد باشا سفيراً) والذي تعرض للجهد الذي بَذَلَهُ رشيد باشا في مجال العمل الدبلوماسي حيث تولى أمور سِفارة الدولة العثمانية في أهم عاصمتين في العالم باريس ولندن، وقد تولى سِفارة باريس خمس مرات وسِفارة لندن مرتين نجح خلالها في تحسين صورة الدولة العثمانية لدى القوتين العظميين في العالم في ذلك الوقت، ونجح في إقناع بريطانيا بتأييد الدولة العثمانية وتحييد دور فرنسا في بعض الأوقات وخاصة الأزمة المصرية.
وجاء الفصل الرابع بعنوان( مصطفى رشيد باشا وزيراً للخارجية ) حيث عالج الظروف التي دفعت السلطان محمود الثاني لتكليفه بحقيبة وزارة الخارجية وكيف أعاد تنظيم ديوان الوزارة ونجاحه في بعض المهام من خلال عمله وزيراً للخارجية فيما يتعلق بمسألة الحجر الصحي وتنظيم التجارة الخارجية وابرام معاهدة بلطةليماني ومعاهدة لندن 1840م وتسوية فبراير 1841م، علاوة على المسألة اللبنانية وحرب القرم، وقد تولى رشيد باشا وزارة الخارجية أربع مرات في ظروف واجهت فيها الدولة العثمانية تحديات جسام.
وجاء الفصل الخامس بعنوان( مصطفى رشيد صدراً أعظم ) حيث تولى مصطفى رشيد باشا منصب الصدارة العظمى ست مرات واجه فيها تحدى العناصر الرجعية التي إستمرت في تدبير المؤمرات للإطاحة به والخطر الخارجي الذي كان يهدد الدولة العثمانية، ونجح رشيد باشا خلال صدارته العظمى في تنفيذ سلسلة من الاصلاحات منها السياسية خاصة خطى شريف كلخانة والتنظيمات الخيرية، والتحديث الاداري خاصة نشأة جهاز بيروقراطى حديث والاصلاحات العسكرية خاصة إنشاء المدارس العسكرية وتطوير الاقتصاد العثماني بإضعاف النظام الأقطاعي والانجازات العمرانية معتمداً على المدارس الايطالية والبروسية والانجليزية في العمارة والنهضة الفكرية التي أحدثت سلسلة من الثنائيات التعليمية كما حدث في مصر فى عصر محمد علي والانجازات القانونية في محاولته للتوفيق بين الشريعة الاسلامية والنظم القانونية الحديثة، والاصلاحات الاجماعية بالاهتمام بالفقراء والعبيد، وأخيراً الانجازات الامنية بتوفير الأمن والأمان في البلاد كمنطلق لاحداث النهضة الاقتصادية.
وتضمنت الخاتمة النتائج المتعددة التي توصلت إليها الدراسة.
واعتمدت الدراسة على مجموعة من المصادر المتنوعة وعلى رأسها مجموعة وثائق الأرشيف العثماني غير المنشورة، علاوة على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه غير المنشورة، بالاضافة إلى مجموعة من المراجع الحديثة باللغتين التركية الحديثة والعثمانية من مكتبات السليمانية في بايزيد، أرسيكا في جامعة يلدزسراى، ومركز ايسام في قسم انادول في إستانبول، والمراجع العربية والمعربة والأجنبية.
وقد توصلت الدراسة لعدة نتائج من أهمها:
صعد مصطفى رشيد في سماء السياسة العثمانية في النصف الأول في القرن التاسع عشر حيث واجهت الدولة العثمانية الاستهداف الروسى لكيانها ومحاولة محمد علي الانقضاض عليها، يُعد النصف الأول من القرن التاسع عشر الذي شهد بروز وصعود نجم مصطفى رشيد في مجال العمل السياسي القرن الذهبي للدبلوماسية العثمانية.
نشأ مصطفى رشيد في استانبول حاضرة الدولة العثمانية وعاش فيها مع عائلته حياةً متواضعة، عاصر خلال رحلة حياته ثلاثة خلفاء وُلد في عهد سليم الثالث، وتربى في عهد محمود الثاني وأنجز وأبدع في عهد عبدالمجيد الأول، تأثر رشيد باشا بعدد من الشخصيات مثل صهره علي الاسبارطلى وبرتف باشا وبالمرستون.
تميز رشيد باشا بالاصرار، والكرم، وحسن البلاغة، وقوة الادراك، والدهاء، والذكاء الفطري، والإتزان، وأتقن اللغة الفرنسية لغة الدبلوماسية في ذلك العصر، وكان يدرك قيمة التاريخ والفلسفة ونظم الشعر بلغات مختلفة.
تعرض رشيد باشا لهجومٍ وإنتقادٍ واسع النطاق بسبب عضويته في المحافل الماسونية وتبنيه المطلق للفكر الغربي الليبرالي، أنشأ الطبقة البيروقراطية في الدولة العثمانية ووضع أساساً للإيمان بالعمل المؤسسي،فتعددت المؤمرات للإطاحة به والتخلص منه، ووصل الأمر إلى حد محاولة اغتياله.
تولى رشيد منصب سفير إستانبول في باريس خمسة مرات ( 6 سنوات) وسفيرها في لندن مرتين ( 9شهور)، وتولى نظارة الخارجية أربع مرات ( 6سنوات و3 شهور) والصدر الأعظم ست مرات (6سنوات و10 شهور)، ولذلكصُنف رشيد باشا ضمن أعظم خمسين شخصية في تاريخ الدولة العثمانية وتركيا الحديثة.
وتطورت في العقد الرابع من القرن التاسع عشر بتولى مصطفي رشيد باشا منصب سفير إستانبول في باريس 1834م وتطور الأمر حتى وصل عدد ممثلي الدولة العلية الدبلوماسيين إلى 38 مابين قنصل عام وقنصل.
تزامن ذلك مع تخلى الدولة العثمانية عن الأسلوب القديم في العلاقات الدبلوماسية الذي كان يعتمد على تكليف عدد من الدبلوماسيين ( سفراء فوق العادة) إلى تأسيس سفارات دائمة وتعيين سفراء مُقيمين مما يمثل نقلة هامة في مجال التمثيل القنصلي والدبلوماسي.
استثمر رشيد باشا اللقاءات المكوكية والمباحثات العلنية والسرية على السواء مع كبار رجال الدولة في أوربا وعلى رأسهم جراى، بالمرستون، مترنيخ وغيرهم من سفراء الدول الأوربية في باريس ولندن.
لعب رشيد باشا دوراً مميزاً لتسوية المسألة الجزائرية سواء خلال عمله سفيراً أو وزيراً للخارجية وذلك لاستعادة الحق العثماني في تلك الولاية العربية التي احتلتها فرنسا استغلالاً للغيبوبة التي اصابت الدولة العلية، ولم يمنعه ولاؤه للدولة العلية من انتقاد سلوكها إزاء هذه المسألة فوجه الاتهام للباب العالي لتهاونه مما سبب ضياع الولاية، وركز رشيد على الوسائل الدبلوماسية محذراً من التورط في مواجهة عسكرية مع فرنسا فتقع بين مطرقة محمد علي وسندان الوجود الفرنسي في الجزائر.
كما كان له دور مميز في تسوية المسألة المصرية بمحاولة إقناع الحكومة الفرنسية بالتوقف عن الاستمرار في دعم محمد علي، وحفز إنجلترا باتخاذ مواقف إيجابية لحسم الموقف، والتأكيد للباب العالي على أن حل المسألة المصرية ليس في باريس وإنما في لندن لأن أوراق القضية المصرية في يد إنجلترا.
استثمر مصطفى رشيد التناقضات الواضحة بين إنجلترا وفرنسا وروسيا وحاول جذب النمسا بذكاء وبراعة وفطنة بالتأكيد على أن وحدة أراضي الدولة العثمانية واستقلالها يمثل شرطاً أساسياً لسلام أوربا، كما حذر من تأييد بعض الدول الأوربية لبعض أشكال التمرد والعصيان في بعض ولايات الدولة العثمانية.
وما يؤكد عمق فهم مصطفى رشيد لأصول العلاقات الدولية اقتراحه على الباب العالي بإنشاء سفارات للدولة في بطرسبورغ وبرلين ولهذا يُعَدُ أحد رموز العمل الدبلوماسي العثماني لارسائه أصول العمل الدبلوماسي.
طبق رشيد باشا سياسة خارجية متوازنة مع كافة القوة السياسية الإقليمية والدولية فإذا كان قد تبنى فكرة عدم إثارة الأسد البريطاني فقد عَمِدَ إلى عدم إثارة غضب فرنسا لادراكه خطأ الصدام معها لأنها القوة العظمى الثانية في العالم مما قد يَدفَعها للتحالف مع روسيا التي حرص على مجاهرتها بالعداء المكشوف.
نجح رشيد باشا في إعادة تنظيم دولاب العمل في وزارة الخارجية العثمانية بحسن إنتقائه لفريق العمل داخل أروقة هذه الوزارة مع استبعاد من يَثبُت فساده أو قلة كفاءته.
اهتم رشيد باشا بإنشاء نظام الحجر الصحي لحماية رعايا الدولة العثمانية حتى وصل عدد مراكز الحجر الصحي داخلها 81 مركزاً خاصة في المدينة المنورة ومكة المكرمة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
خلال عمله وزيراً للخارجية نجح مصطفى رشيد في إنجاز سلسلة من الاصلاحات على رأسها مسألة المسكوكات وإنشاء مجلس قضائى للمنازعات التجارية، وتوقيع معاهدة بلطة ليماني وإن كان قد تعرض لانتقاد واسع بسبب هذه المعاهدة بدعوى أنها منحت إنجلترا إمتيازات واسعة ولم تمنع محمد على من استمرار دعم ألته العسكرية كما كان يدعى رشيد باشا.
لعب رشيد باشا دوراً مهماً في حسم إصدار خط شريف كلخانة والذي يُعد بحق أول دستور في تاريخ الدولة العلية والذي كاد يتعطل صدوره بعد وفاة السلطان محمود الثاني حيث تولى مسئولية إقناع عبدالمجيد الأول بأهمية هذا الخط في هيكلة مؤسسات الدولة التي تعُد صك العبور إلى المدنية الحديثة.
نجح مصطفي رشيد في ضرب عصفورين بحجر واحد فتخلص من منافسه خسرو باشا الصدر الأعظم فخلى له الطريق لشغل منصب الصدارة العظمى، كما تخلص من محمد علي الذي كان يحقد عليه جداً حيث كان للعامل السيكولوجي دوره في إصراره على ذلك حتى لا تؤتى إصلاحاته الباكرة ثمارها، فأغمد مصطفى رشيد سيف محمد علي في جرابه وأنهى أكبر عصيان في تاريخ الدولة العلية.
كان قرار السلطان عبدالمجيد الأول بتعيين مصطفى رشيد في منصب الصدارة العظمى جريئاً لأنه كان قراراً يسير عكس التيار حيث لم يتجاوز عمره 46 عاماً في وقت كان هذا المنصِب حكراً على كبار السن ممن شغلوا مناصب هامة متعددة وتميزوا بخبرة واسعة.
شغلت العناصر الرجعية جماعة ضغط ( لوبي ) في الدولة العثمانية، كان لها تأثير كبير في اتخاذ القرارات المصيرية التي استهدف بعضها مصطفى رشيد الذي تعرض لهجوم متواصل بهدف عزله من منصب الصدر الأعظم وبالفعل تعرض للعزل خمس مرات يرجع ذلك لان اصلاته اتخذت الطابع الراديكالي وهذا ما لم يكن يتفق مع مصالح قطاع عريض من هذه العناصر الرجعية التي اتهمت رشيد باشا بالتفرنج والإلحاد وتعيين المقربين منه في المناصب الحساسة.
نجح رشيد باشا في العبور بالدولة العثمانية من أزمات جسام خلال توليه منصب الصدارة العظمى وعلى رأسها أزمة الثورة الأوربية عام 1848م والحرب النمساوية المجرية وحرب القرم.
اهتم رشيد باشا بالتطوير العمراني في الدولة العثمانية مستعيناً بالمدارس العمرانية المتقدمة فوساتي ( ايطاليا ) سميث ( إنجلترا ) مولتكة ( بروسيا ) مما أسفر عن انجازات عمرانية متعددة.
ركز مصطفى رشيد على الناحية الفكرية فاستحدث نظارة المعارف ودار العلم ودار الفنون والأكاديمية وتوسع في إنشاء المدارس والصحف وتأسيس دار المحفوظات والوثائق العثمانية وتطوير أسلوب الكتابة العثمانية وإن ترتب على ذلك نشاة ثُنائِيات علمية تُشبِه ما حدث في مصر في عصر محمد على (تعليم مدني وعسكرى) ، (تعليم مدنى ودينى) ، ( تعليم عام وخاص) ، (تعليم قومى وأجنبي)، مما كان له اثره على الدولة العثمانية.
لم يهمل مصطفى رشيد الاصلاحات القانونية والاصلاحات الاجتماعية والأمنية فعمل على توفير الأمن والحماية للفقراء وكبار السن والعبيد وتنظيم الجوانب القانونية بالدولة.
وهكذا يُعد رشيد باشا من أعظم شخصيات الدولة العلية والذي ترك تراثاً مهماً وإنجازات متعددة جعلته بحق رجل الدولة العثمانية الأول.