الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الدراسة حقيقة الفعل الأخلاقي عند ابن رشد ومصادره اليونانية فى ضوء جدلية العقل والنقل. ولم يتردد الفيلسوف الفقيه ابن رشد في التصريح أن تلك الحقيقة لا تتعارض مع الدين لأنها لا تمس أي مبدأ من مبادئه. ولقد استعان فيلسوف قرطبة بفلاسفة اليونان باعتبارهم الرواد الأوائل للفلسفة، وبخاصة أرسطو. وترجع أهمية هذا البحث إلى كونها دراسة تهدف إلى توضيح النظرية الأخلاقية عند ابن رشد. ويعد الفعل الاخلاقي أساس تلك النظرية الرشدية. كما تتضح جدية هذه الدراسة في أنها تعد محاولة لسد ثغرة في المكتبة الفلسفية العربية والإسلامية، وتكمل ما بدأه الآخرون. وتتكون الدراسة من مقدمة وخمسة فصول وخاتمة. تخلص هذه الدراسة إلى عدد من النتائج الهامة، حيث أوضحت نتائج الدراسة أنه كان لنشأة ابن رشد في بيت علم وفقه أكبر الأثر في تشكيل أفكاره عن الدين والعلم والأخلاق وربطها بالمتغيرات السياسية للأندلس في هذه الفترة التاريخية. كما تأثر أيضا بأعمال أرسطو وأفلاطون وغيرهما. وتأثر ابن رشد أيضا بالمصادر الإسلامية وبخاصة أعمال الفارابي وابن سينا وابن باجة، إضافة إلى خبرته المكتسبة من واقع عمله كقاضٍ. كما أوضحت النتائج أيضا أن ابن رشد وضع نسقا أخلاقيا شبه متكامل يقوم على جانبين؛ هما: الجانب النظري والجانب العملي أو التطبيقي؛ حيث تناول في الجانب النظري قضية الفعل الأخلاقي بين الحرية والمسئولية وكذلك قضية النفس النزوعية بين الخير والشر, أما الجانب العملي فقد تناول فيه تجليات الفعل الأخلاقي من خلال فقهه وكذلك تصوره للفعل الأخلاقي في المدينة الفاضلة بين الغاية والوسيلة. وأخيرا، إن تصور ابن رشد للمدينة الفاضلة على الرغم من مثاليته فإنه قابل للتحقق على أرض الواقع, فإذا اكتمل الفعل الأخلاقي كان في الإمكان قيام مدينة فاضلة. |