Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
القضايا العراقية في الصحافة المصرية /
المؤلف
طاهر, مؤمن علي.
هيئة الاعداد
باحث / مؤمن علي طاهر
مشرف / طلعت إسماعيل رمضان
مشرف / رياض محمد الرفاعي
مناقش / طلعت إسماعيل رمضان
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
360 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية التربية النوعية منية النصر - مكتبة الرسائل العربية - قسم تاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 354

from 354

المستخلص

تتناول هذه الدراسة (القضايا العراقية في الصحافة المصرية 45/1963م)، وقد اختار الباحث عام 1945م ليكون بدايةً لدراسته؛ لأنه شهد بداية عصر جديد بانتهاء الحرب العالمية الثانية، وكان عام 1963م النهاية المنطقية للدراسة؛ لأنه شهد نهاية عصــر عبد الكريم قاسم.
دوافع إختيار الموضوع:
تعددت الأسباب التي دفعت الباحث لاختيار هذا الموضوع، وهي:
1-أهمية الصحافة في رصد وتتبع وتحليل الأحداث التاريخية.
2-الدور المحوري الذي تلعبه العراق في تاريخ العالم العربي.
3-التطور الذي طرأ على القضية الكُردية ككل، وقضية كُرد العراق بصفة خاصة.
4-أن فترة الدراسة (1945-1963م) قد شهدت أفول نجم قوى عظمى تقليدية قديمة، هي بريطانيا وفرنسا، ليتسلم الراية قوى عظمى جديدة، هي الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
5- حصلت معظم الدول العربية على استقلالها من قوى الاستعمار خلال هذه المرحلة.
6- تأثير الحرب الباردة على تطور تاريخ المنطقة العربية، وظهور المشروعات الاستعمارية التي حاولت استعادة نفوذها بأشكال أخرى، فاتخذت صورة الأحلاف الدفاعية العسكرية، مثل حلف بغداد، ومبدأ أيزنهاور، ومشروع الدفاع عن الشرق الأوسط.
7- شهدت هذه الفترة أحداثًا جسامًا كان لها دورها في تطور تاريخ العالم العربي، مثل ثورة يوليو 1952م في مصر، وثورة يوليو 1958م في العراق، وانهيار النظم الملكية في مصر العراق واليمن.
8- تنامي التيارات القومية والوحدوية، فظهرت الجامعة العربية، وطُرح على الساحة مشروع الهلال الخصيب وسوريا الكبرى ووحدة مصر وسوريا والاتحاد الهاشمي والوحدة الثلاثية.
9- شهدت هذه المرحلة التاريخية بروز زعامات قيضها القدر للأمة العربية، وبدلا من أن يتعاون هؤلاء لخدمة العرب والعروبة دخلوا في صراع على زعامة الأمة العربية، نوري السعيد وعبد الناصر ثم قاسم وعبد الناصر.
10- إعلان قيام الكيان الصهيوني في أعقاب هزيمة العرب في أول جولات الصراع العربي الصهيوني، مما فرض على العرب تحديًا كبيرًا تحمَّل جزءًا كبيرًا منه البلدان الشقيقان (العراق ومصر).
11- شهدت هذه الفترة أيضاً بروز الثورات والانتفاضات الكُردية التي سئمت الوعود البريطانية ما بين وطن قومي إلى حكم ذاتي إلى ذوبان في القومية العراقية.
مناهج البحث:
التزم الباحث بتطبيق المنهج الوصفي والتحليلى والمقارن والإحصائي.
ولقد جاءت الدراسة الراهنة في مقدمة، وخمسة فصول، وخاتمة، وقائمة بالملاحق.
جاء الفصل الأول بعنوان (قضية كُرد العراق في الصحافة المصرية)، وتناول مسألة الهوية الكُردية، والصراع حول ولاية الموصل بين بريطانيا والعراق وتركيا، والعوامل التي حسمت ذلك الصراع لصالح العراق، ونشأة وتطور الأحزاب الكُردية في العراق، علاوة على الثورات والانتفاضات الكُردية، وكيف عالجت الصحافة المصرية هذه الأحداث.
وجاء الفصل الثاني بعنوان (قضية الثورة في العراق في الصحافة المصرية)، وعالج تطور الحركات الثورية في العراق، بدءًا من وثبة 1948م، مروراً بانتفاضة 1952م، وثورة 14 يوليو 1958م التي كانت نقطة فاصلة بين العهدين الملكي والجمهوري وما أعقبها من صراع بين جناحي الثورة قاسم وعارف، وحركة عبد الوهاب الشواف في الموصل، وأخيراً ثورة 14 رمضان 1963م التي حسمت حرب تكسير العظام لصالح عبد السلام عارف، وكيف نجحت الصحافة المصرية في تغطية هذه الأحداث؟
جاء الفصل الثالث بعنوان (العراق ومسألة الوحدة العربية والأحلاف في الصحافة المصرية) وتطرق إلى جامعة الدول العربية، ووحدة مصر وسوريا، والاتحاد الهاشمي، والوحدة الثلاثية، علاوة على مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط، وحلف بغداد، ومبدأ أيزنهاور، تلك المشروعات الغربية التي كانت الصحافة المصرية على وعي كامل بالتعامل معها.
وجاء الفصل الرابع بعنوان (العراق وقضايا الاستقلال والتحرر في الصحافة المصرية)، وعلى رأس هذه القضايا بطبيعة الحال القضية الفلسطينية، كما عالج الفصل مسألة التباين في المواقف العراقية من قضايا الجنوب والخليج العربي وقضايا شمال أفريقيا، علاوة على الموقف العراقي من القضية المصرية، وذلك من خلال المعالجات والمتابعات والتحليلات الصحفية.
وجاء الفصل الخامس بعنوان (قضية العلاقات العراقية العربية في الصحافة المصرية) من خلال تتبع الصحافة المصرية للعلاقات الثنائية التي ربطت العراق بالدول العربية خاصة مصر، سوريا، لبنان، الأردن، السعودية، علاوة على أثر الادعاءات العراقية في الكويت، وموقف العراق من الثورة اليمنية ومشكلة شط العرب.
وبالنسبة لمصادر الدراسة، فقد اعتمد الباحث بشكلٍ رئيسٍ على الدوريات والصحف المصرية في فترة (1945- 1963م) ، بالإضافة إلى وثائق وزارة الخارجية المصرية غير المنشورة (الأرشيف السري الجديد، وأرشـيف البلدان)، ووثائق وزارة الخـارجية البريـطانية (Foreign Office )، ووثائق وزارة الخارجية الأمريكية المنشورة (F.R.U.S)، علاوة على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه غير المنشورة، والمراجع العربية والمعربة والمراجع الكُردية، والمراجع الأجنبية والدراسات البحوث العلمية، إضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي.
وقد واجه الباحث بعض العقبات منها: عدم توفر بعض الصحف التي صدرت في فترة البحث، إما بسبب التلف، أو عدم توفرها في أرشيف الدوريات بدار الكتب المصرية، وعلى الرغم من وجود بعض الصحف على نسخ مايكروفيلم فإنها لم تَخْلُ من المشكلات، ففيها عناوين لبعض مقالات يفهم منها أنها تفيد الدراسة، إلا أن قراءة محتواها كان مستحيلاً؛ نظراً لسوء طبعها، أو لعدم وضوحها، ربما من كثرة استعمالها مع طول عمر هذه الأفلام.
وقد خرجت الدراسة بعدة نتائج منها:
1- أكدت الصحافة المصرية أن الحكومة العراقية في قمعها الانتفاضات الكُردية كلفت الجيش بمساعدة قوات الأمن، وفي بعض الأحيان انفرد الجيش بتحمل تبعات هذه المهمة، مما أدى إلى ارتفاع حجم خسائر العشائر الكردية المادية والبشرية.
2- لفتت الصحف المصرية النظر إلى قيام القوات الجوية البريطانية بالتدخل لصالح حكومة بغداد، ومثل ذلك التدخل العامل الحاسم الذي رجح كفة القوات العراقية في كافة المواجهات العسكرية.
3- تابعت الصحافة المصرية عدم نجاح القوات العراقية في إحراز نصر حاسم ونهائي في مواجهة الانتفاضات الكُردية، وفشلها في القضاء على الملا مصطفى البارزاني الذي ظل شبحه يؤرق النظم المتعاقبة في العراق حتى وافته المنية خارج الوطن الذي ثار من أجله.
4- أبرزت الصحافة المصرية العجز العربي في رؤية المشكلات العربية، وتبلور هذا العجز في ضعف كيان الجامعة العربية، كما ظلت الأمم المتحدة في مقاعد المتفرجين، وواصلت المسلسل الهزلي الذي بدأته عصبة الأمم من قبل، وظلت المساومات والمراوغات والتضليل سمة تعاملها مع القضية الكُردية.
5- اختلفت الصحف المصرية في تقييم الحركات الكردية ما بين كونها حركات تمرد في مواجهة الحكومات الشرعية في بغداد، وكونها ثورة حقيقية ترفع شعارات ومطالب قومية مشروعة.
6- تابعت الصحافة المصرية رحلة البحث عن الهوية الكُردية، ومدى اتفاقها أو تعارضها مع الهوى القومي العربي.
7- اتخذت الصحافة المصرية خطاً واحداً من تطور القضايا العراقية قبل ثورة 1952م، فلم تختلف ردود أفعال ومواقف الصحف المصرية المختلفة إزاء هذه القضية، سواءٌ أكانت صحفاً تنتمي للأحزاب المصرية المختلفة أم صحفاً مستقلة أو خاصة، واستمر الوضع على ما هو عليه بعد الثورة، فاتفقت الصحف الرسمية والخاصة والمستقلة في تبني مواقف تكاد تكون واحدة تجاه تطور أحداث العراق.
8- تصدرت أنباء وأحداث وتطور الأوضاع في العـراق صـدر صفحات الصحف المصرية على اختلاف مشاربها، فلم تَخْلُ المانشيتات الرئيسة لهذه الصحف من متابعة تلك التطورات.
9- لم تَخْلُ كافة الصحف المصرية على مدار اليوم الواحد من أخبار وأحداث وتطور الأمور في العراق .
10- لم تكتفِ الصحافة المصرية بدور الراصد الأمين الصادق لتطور الأحداث في العراق، بل تعدت ذلك إلى القدرة على التفسير والتحليل الواعي لتلك الأحداث، وربما يرجع ذلك إلى كثافة وجود أعلام ونجوم ورموز الصحافة العربية في أروقة ودهاليز هذه الصحف.
11- عكست رؤية الصحافة المصرية لتطور الأمور في العراق - بقدر كبير - طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين، فكانت صدى لتطور هذه العلاقات بين الوفاق والخلاف والصدام، فاختلفت هذه الرؤية في العصرين الملكي والجمهوري وخلال عهد قاسم وما بعده.
12- التأكيد على عدم تأثر العلاقة بين الشعبين المصري والعراقي بالخلافات الحكومية الرسمية بين البلدين، فظلت الصحافة المصرية تعكس روح الود والتآخي والتآزر الشعبي، في الوقت الذي شهد صداماً شديداً بين الأنظمة الحاكمة، وهكذا سيطر التوجه القومي العروبي على توجهات الصحافة المصرية إزاء قضايا العراق الوطن والشعب والنظام.
13- انطلقت الصحف المصرية في تحليلها لتطور القضايا العراقية من ربط ماضي العراق بحاضره، واستشرافها لمستقبله، بالتنبؤ بما سيحدث في مستقبل البلاد، بدليل تَنَبُّئِهَا بالخلاف الذي نشب بين قائدي ثورة 14 يوليو عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف.
14- كانت الصحافة المصرية ثورية عند متابعتها وتحليلها ورصدها لتطور الثورات العراقية، بدءًا من وثبة 1948م، ومرورًا بانتفاضة 1952م، وثورة 1958م، وحركة عبد الوهاب الشواف، وانتهاءً بثورة 14 رمضان 1963م، فرحبت بهذه الثورات وأيدتها على طول الخط، أيًّا ما كان النظام السياسي في العراق، وأيًّا ما كانت العلاقات الثنائية بين مصر والعراق.
15- رصدت الصحافة المصرية أن الكُرد لم يكونوا بعيدين عن بؤرة التأثير في الثورات العراقية المتعاقبة، بل كانوا في القلب منها، وتأكد دورهم الإيجابي فيها بشكل أو بآخر.
16- تابعت الصحافة المصرية أداء العراق داخل أروقة ودهاليز الجامعة العربية، والصراع بينها وبين مصر حول حقيقة الشأن العربي، خاصة مسألة المقر والأمين العام، الأمر الذي وصل لحدِّ مقاطعة جلساتها والامتناع عن الوفاء بالتزاماتها المالية، مع ملاحظة أن الدور العراقي بالجامعة العربية تأرجح سلباً وإيجاباً حسب تطور العلاقات الثنائية بين القاهرة وبغداد.
17- رصدت الصحافة المصرية المواقف العراقية من تجربة وحدة مصر وسوريا، تلك التجربة التي كرست ظاهرة المحاور في العالم العربي: محور القاهرة، ودمشق، والرياض، ومحور بغداد، عمان، ولهذا كان رد الفعل العراقي الإسراع بتأسيس الاتحاد العربي، والسعي لإجهاض هذا المشروع الوحدوي، والحيلولة دون انتشار مداه.
18- أكدت الصحافة المصرية أن بغداد كانت مركزاً محورياً لكافة المشروعات الغربية للتدخل في العالم العربي تحت شعار الدفاع المشترك، خاصة مشروعي حلف بغداد ومبدأ أيزنهاور.
19- أكدت المتابعة الصحفية المصرية أن القضية الفلسطينية قد شغلت بؤرة اهتمام الأوساط السياسية والشعبية والإعلامية في العراق، فاحتلت قمة أولويات الدبلوماسية العراقية، وأن العراق تحمل مسئوليته كاملة تجاه هذه القضية في المحافل الإقليمية والدولية، فعكست الصحافة المصرية بذلك موضوعيتها تجاه هذه القضية.
20- كانت الصحافة المصرية على وعي كامل بردود الأفعال العراقية تجاه تطورات القضية الفلسطينية، خاصة الهواجس والشكوك التي سيطرت على الشارع العراقي عند إنشاء جمعية يهودية لمقاومة الحركة الصهيونية، وموقف العراق حكومة وشعباً من قضية المقاطعة ومدى التزام بغداد بها، وانعكاسات تقرير لجنة التحقيق الأنجلو أمريكية وما ارتبط به من قرار الجمعية العامة 181 بتقسيم فلسطين.
21- تولت الصحافة المصرية تحليل حقيقة دور الجيش العراقي في الجولة الأولى للصراع العربي الصهيوني في حرب 1948م، إلا أنها لم تكشف اللثام عن حقائق بعض الأمور التي ظلت غامضة ومثار جدل واسع، بالتركيز على الجوانب الدعائية والإعلامية، كتفقد المسئولين العراقيين لجبهات القتال، وزيارة الوصي على العرش لمدينة القدس، والدعاية للأموال التي تبرعت بها بغداد، واستغلال توقيع دول الطوق للهدنة الدائمة والهجوم عليها، وغير ذلك.
22- فجرت الصحافة المصرية قضية السماح ليهود العراق بالهجرة إلى فلسطين وإسقاط الجنسية عنهم، ولم تقتنع بالتفسيرات الرسمية العراقية، وأشارت إلى النتائج السلبية لهذا القرار بتدفق المهاجرين اليهود إلى فلسطين، وإن كشفت الصحف المصرية عن بعض صور المعارضة العراقية لهذا القرار.
23- لفتت الصحافة المصرية النظر لحقيقة ودوافع الدور العراقي إزاء قضايا التحرر العربي في الجنوب والخليج بتقاعس بغداد عن دعم قضايا التحرر بها؛ بسبب التحالف العراقي البريطاني، وأنها اكتفت باحتجاجها على الدعاوى الإيرانية في البحرين، وأيدت عرض القضية العمانية على مجلس الأمن، ولم تتجاهل الصحافة المصرية التغير الإيجابي الذي طرأ على هذه المواقف في أعقاب ثورة 14 يوليو 1958م.
24- عقدت الصحافة المصرية مقارنة بين الموقف العراقي من قضايا تحرر الخليج وموقفها من قضايا الشمال الأفريقي، وإن خرج عن هذا التعميم المسألة الليبية، فقد حظيت قضايا المغرب العربي بدعم ومساندة واهتمام أكثر؛ لعدم ارتباطها بالمصالح البريطانية، واتضح هذا الدعم فيما يتعلق بالكفاح المسلح الجزائري في وصول الأمر إلى التهديد بمقاطعة فرنسا اقتصادياً، وتأميم مصالحها البترولية في العراق، للضغط على فرنسا لمنح الجزائر استقلالها.
25- تأثرت التغطية الصحفية لمواقف العراق من قضايا التحرر العربي سلباً وإيجاباً بتطور العلاقات العراقية المصرية الثنائية، وببروز الصراع السياسي بين بغداد والقاهرة.
26- وبالنسبة للقضية المصرية فقد أثارت الصحافة المصرية مسألة التصريح المنسوب لنوري السعيد بأنه لا يؤيد وحدة وادي النيل، مما فجر معارضة شديدة في مصر، وإن قوبل بارتياح وسط القوى الانفصالية في السودان، وكانت الصحف المصرية منصفة عندما أشارت إلى تأييد بغداد للقاهرة في جهودها لإعادة النظر في معاهدة 1936م، وفطنت الصحافة المصرية لحقيقة الموقف العراقي؛ لأن بغداد تترقب رد الفعل البريطاني الذي سيدفع نحو إعادة النظر في المعاهدة العراقية البريطانية.
27- أشارت الصحافة المصرية إلى تأييد بغداد للقاهرة فيما يتعلق بإثارة موضوع قيود الملاحة في قناة السويس، وإقدام مصطفى النحاس على إلغاء معاهدة 1936م من طرف واحد، وتابعت الصحف المصرية الموقف العراقي غير الحاسم من مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط (المقترحات الرباعية)، كما أكدت عدم صحة الادعاءات التي أعلنها نوري السعيد بقيامه بدور الوساطة بين مصر وإنجلترا.
28- تعجبت الصحافة المصرية من ازدواجية المعايير لدى حكومة بغداد عندما أقدمت على قطع علاقاتها بفرنسا لاشتراكها في العدوان الثلاثي، ولم تفعل نفس الشيء مع بريطانيا، مما أدى لثورة الشعب العراقي مطالباً بالانسحاب من حلف بغداد، كما فجرت الصحف المصرية مسألة التورط العراقي في العدوان الثلاثي باستخدام المطارات العراقية في شن الهجوم على مصر، واستخدام المستشفيات العراقية لعلاج مصابي العمليات العسكرية في مصر.
29- لعبت الحملات الصحفية المتبادلة بين بغداد والقاهرة دورها في تطور العلاقلات الثنائية بين البلدين التي لم تَسِرْ على وتيرة واحدة، فاتخذت الطابع الودي حيناً، والتوتر أحياناً أخرى، حتى وصلت في بعض الأحيان إلى درجة الصدام وقطع العلاقات التي شهدت مطبات متعددة، منها الخلاف الدائر حول دور مصر في الجامعة العربية، وحقيقة التقاعس العراقي في نجدة الجيش المصري عند حصار الفالوجة، ودور مصر في إجهاض مشروع الاتحاد العراقي السوري، والجدل الذي دار حول حقيقة المساهمة العراقية في العدوان الثلاثي على مصر 1956م، وتأسيس حلف بغداد، والصراع بين ناصر وقاسم، وتصدي مصر لمحاولة بغداد ضم الكويت.
30- أكدت الصحافة المصرية أن الأطماع العراقية في الكويت لا ترتبط بعهد أو زعامة معينة، وإنما أمر استقر في الذهنية العراقية، وأن محاولة قاسم الانقضاض عليها بعد إلغاء الحماية البريطانية عام 1962م كان سبباً في توتر العلاقات العراقية مع معظم الدول العربية.
31- شكلت مشكلة الوحدة أساساً لتطور العلاقات الثنائية بين العراق وسوريا بين محاولة تحقيق الوحدة بينهما بأي شكل من الأشكال أو الحيلولة والتآمر على المحاولات الوحدوية السورية المصرية، ولم يَرْتَحْ لبغداد بالٌ حتى تحقق الانفصال عام 1961م، ورصدت الصحافة المصرية ذلك بوضوح.
32- تفهمت الصحافة المصرية أثر سياسة المحاور التي سيطرت على العلاقات العراقية العربية من خلال العلاقات الثنائية بين العراق من جهة، والسعودية ولبنان وسوريا والأردن من جهة أخرى، فسيطر على الواقع العربي محوران، هما (محور القاهرة- دمشق- الرياض) في مواجهة محور (بغداد- عمان).
33- تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن الصحافة مرآة حقيقية تعكس الواقع السياسي لأية دولة من الدول، وبقدر موضوعية وأمانة الصحافة في متابعة ونقل وتحليل تطور الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية بهذه الدول بقدر أهمية الصحافة كمخزون وقاعدة معلومات أساسية لتطور هذه الدولة.