الفهرس 
الصورة البشرية لاقليم خراسان
الملاحقيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 504 |  |  |
| | | from | 504 | | |
المستخلص
لم يحظ عصر من عصور التاريخ بوفرة المعلومات وتنوعها مثلما حظى التاريخ الإسلامى ؟ والذى تعددت مصادره وتنوعت، ومع ذلك لا يزال التاريخ الإسلامى يلفه الغموض والإبهام، ولا يزال الكثير من المؤرخين، والباحثين يقومون بدراسته، وخاصة التاريخ السياسى والعسكرى، باعتباره من وجهة نظرهم أساس هذا العلم.
أما التاريخ الاجتماعى والاقتصادى والثقافى فقد ظل بعيداً عن البحث والدراسة والاستقصاء نوعاً ما.
ومن ناحية أخرى، اهتم معظم المؤرخين والباحثين بالتأريخ للطبقات الحاكمة، وأهم أعمالهم، وتفاصيل نشاطاتهم، متجاهلة باقى الشرائح الاجتماعية التى تنضوى تحت ما يسمى بطبقة العامة، والتى تتكون من فئات مختلفة فى طبيعتها الاقتصادية والاجتماعية، والتى تشكل أوسع طبقات المجتمع من حيث العدد، ونظراً لأهمية الدور الملقى على عاتق هذه الطبقة التى قامت بعبء الإنتاج الرعوى والزراعى والتجارى والصناعى، رأيت أن يكون موضوع الدراسة هوا لعامة، مساهمة منا فى كتابة التاريخ الاجتماعى والاقتصادى والسياسى للشعوب.
والمقصود بالعامة هنا جمهور الناس من عامة الشعب فقد كان المجتمع فى تلك الفترة ينقسم إلى طبقتين: خاصة وعامة وكل طبقة لها نظام هرمى حيث يشكل السلطان والأمراء والوزراء وخاصة السلطان وأهله قمة الهرم الطبقى للخاصة، بينما يحتل كبار موظفى الدولة، وكبار رجال الإدارة والعلماء والقضاة والفقهاء وكبار قادة الجند سفح هذا الهرم، مندرجين تحت ما يسمى بقاع طبقة الخاصة.
أما التقسيم الهرمى لطبقة العامة ”موضوع البحث” فكان يشتمل على صغار التجار وأهل المراتب، وصغار ملاك الأراضى الزراعية، والصناع والحرفيين، وأرباب مختلف المهن، والفلاحين، وعامة الجند، والكادحين والباعة الجائلين، والمعدمين، واللصوص والصعاليك، والغلمان والخدم والعبيد حيث يشكل التجار وملاك الأراضى الزراعيين والجند، وأهل المراتب قمة الهرم، أو ما يسمى بنخبة العامة، بينما يمثل اللصوص، والصعاليك، والغلمان والخدم والعبيد قاع هذه الطبقة، وهم ما يطلق عليهم ”سفلة العامة.