الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مما لا شك فیه، أن الأدب الإغریقي یعد من أقدم و أعرق الآداب في العالم ، فھو موروث ضخم ضم أعمالاً خالدة ، بل و كان الأكثر تأثیرا في معظم الآداب عامة و الأدب اللاتیني خاصة . مما أوقع ظلماً فادحاً على عاتق الأدب اللاتیني و أصبح ینظر إلیه و كأنه عدیم الجدوى أو مجرد محاكاة تقلیدیة للنماذج الإغریقیة فحسب . و من ثم سعى العدید من الشعراء البارزین إبان العصر الأوغسطي و على رأسهم الشاعر هوراتیوس إلى رفع مكانة الأدب اللاتیني عالیاً و إثبات أصالته ، و تحرره من ربقة الخضوع للهیمنة الإغریقیة . و على إثر ذلك أقدم الشاعر ھوراتیوس بجرأة منقطعة النظیر على إحیاء الشعر الإیامبي الإغریقي في روما آواخر ثلاثینیات القرن الأول قبل المیلادي. و من هنا تبرز أهمیة هذه الدراسة من منطلق أن إحیاء هوراتیوس لهذا اللون الهجومي و تفاخره بالمحاكاة في دیوان الرسائل ، قد أثار العدید من التساؤلات ، بل و ألقى الضوء على أهمیة إثبات أو نفى الأصالة و الإستقلالیة بالشعر الإیامبي لدى هوراتیوس في ظلال الھیمنة الإغریقیة على هذا اللون من الشعر . و یتكون موضوع هذه الدراسة من ثلاثة فصول و خاتمة ، حیث یتناول الفصل الأول : الشعر الإیامبي قبل هوراتیوس ، و قد جاء في أربعة مباحث ، حیث یتناول المبحث الأول ”أرخیلوخوس” و هو من أشهر الشعراء الذین نظموا هذا الفن. أما المبحث الثاني فهو عن ”سیمونیدس” الذي ازدهر في منتصف القرن السابع المیلادي في أمورجوس ، أما المبحث الثالث فیتناول ”ھیبوناكس” صاحبالأعرج” . بینما یتناول skazon الوزن الإیامبي الجدید المسمي بسكازون المبحث الرابع ”كالیماخوس” الشاعر السكندري الشھیر . أما الفصل الثاني فیتناول ”المحاكاة في إیامبیات هوراتیوس” و قد جاء في ثلاثة مباحث ، یتناول أولها ”وصف مخاطر السفر بحراً” حیث یصف العواصف و المخاطر التي یتعرض لها المسافر بحراً . أما المبحث الثاني فهو بعنوان ”استدعاء أجواء السیمبوزیوم” حیث كان الشاعر یلقى أشعاره الإیامبیة في حفلات الشراب . بینما یتناول المبحث الثالث ”مهاجمة الأشخاص” و التي اتبع هوراتیوس فیها أرخیلوخوس بأسلوباً أقل حدة . أما الفصل الثالث فیتناول ”الأصالة في إیامبیات هوارتیوس” من خلال ثلاثة مباحث ، فیتناول أولهما ”كانیدیا و عالم السحرة” حیث یعرض لعالم السحر و أسراره الذي لم یعرفه شعراء الإیامبوس . أما المبحث الثاني فهو بعنوان ”الحدیث إلى الشعب الروماني” حیث یوجه الشاعر اللوم و الانتقاد لإخوانه المواطنین . بینما یحمل المبحث الثالث عنوان ”وصف لوعة الحب و غدر المحبوب” حیث یعرض لحدیث عن لوعة الحب و معاناة المحب . أما الخاتمة ، فلقد تناولت ما أسفر عنه البحث من نتائج ، أكدت بالفعل كون دیوان الإیامبیات قد قدم بالفعل شیئاً جدیداً مبتكراً في الأدب اللاتیني من خلال نظم مجموعة أشعار مستوحاة من روح السلف الأغریقي أرخیلیوخوس زعیم الهجائیین من منظور و رؤیة رومانیة فالموضوعات المشتركة بین الشاعرین قد صیغت في قالب روماني بنكهة لاتینیة بل و و بمزیج من الأوزان العدیدة المتنوعة ما بین الوزن الإیامبي و الإلیجي الثلاثي ، بل ولقد لمسنا تطرق الشاعر إلى موضوعات لم نجد أرضاً خصبة لها لدى السلف الإغریقي . و ھو ما ساھم في إثبات أصالة و استقلالیة هوراتیوس ، بل و تقویض مفهوم المحاكاة الجامدة عن الأدب اللاتیني |