![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ومتشابكة لم يسبق لها مثيل منذ تاريخه الطويل الذي كان ملتقى التيارات الفكرية وحامل مشعل الحضارة والنور للعالم أجمع، ثم أتى علية حكام جعلوه ينام في سبات عميق ويرتد الفكر خائباً عندما يستعرض هؤلاء الحكام، فكثيراً منهم يخاف أن ينام في قصره ويتهرب من مواجهه رعيته ولا يحب أن يكتب التاريخ بعده لما سيحوي ذلك التاريخ عنه. وعندما بدأ يفيق العالم العربي تحت وقع الخطوب والمحن وجد نفسه يتذيل مدارج الحضارة، ولابد له من معجزة ليلحق بأذيال تلك الشعوب لأن المسافة أصبحت بينة وبين تلك الشعوب تستعص على القياس. وبنظرة واقعية وجدنا أنفسنا امة احد سماتها الرئيسية التخلف، بل صفة ملازمة لنا منذ عدة قرون، والمسلم المعاصر الذي يقرأ في كتب التراث عن أمجاد المسلمين الأولين وفتوحاتهم وحضارتهم تذهله المقارنة بين الماضي والحاضر ولا يجد مناصاً للبحث عن ماهية الخلل في الإدارة والقيادة أم في المفاهيم والمبادئ الإسلامية. لذا لابد من إحداث تغيير شامل والعودة إلى قيادة العالم وإنقاذ الأمة من هذا التردي على ضوء ماضينا البعيد، وعلى هدى من كراسة طفولتنا وشبابنا، وما احتوته من أمراض إدارية واجتماعية انتهت بنا إلى وضعنا الحاضر. أن الثقافة الإدارية الإسلامية أصلح الأسس للحكم الناجح في العصر الحديث، وهى تقدم للشعوب العربية المبادئ التي يمكن أن يقيموا عليها ديمقراطيتهم الجديدة التي يريدونها التي تتميز بالقيادة الايجابية الفعالة ومشاركة الشعب في الحكم وتحرى استخدام الثروة الخاصة والعامة لخير الأمة. |