الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تُعد الألغام من الأسلحة الفتاكة التي لها تأثير طويل الأمد على الشعوب بعد انتهاء العمليات بعقود طويلة. فهي تح ول دون تطوير وتنمية المساحات التي بها حقول للألغام وتعرض الإنسان لأخطار لا يزول أثرها عبر السنوات. وأكثر الناس تأثراً هم البدو في المناطق الحدودية. ويبلغ عدد ضحايا الألغام على مستوى العالم سنوياً ٢٧ ألف شخص، حسب تقديرات الأمم المتحدة. ويوجد حول العالم ١٢٠ مليون لغم معظمها مازال حيا بعد عقود من دفنها. وتعاني أفغانستان من الألغام أكثر من غيرها، في حين توجد في شمال أفريقيا ألغام قابلة للانفجار دفنت منذ الحرب العالمية الثانية (أكثرها كثافة في موقعة العلمين شمال مصر) ويتطلب نزع هذه الألغام وإبطال مفعولها جهداً يدوياً بطيئاً تحفه المخاطر. وتعاني مصر من مشكلة الألغام المنتشرة في مساحات شاسعة من الساحل الشمالي الغربي، ويرجع تاريخ هذه المشكلة إلي فترة الحرب العالمية الثانية في منطقة العلمين جنوب الساحل الشمالي وحتي الحدود الليبية، فيما يعرف بمعارك العلمين (الأولي والثانية) عام ١٩٤٢ بين قوات الحلفاء بقيادة بريطانيا ضد قوات المحور ألمانيا وايطاليا، وقد خلفت هذه الحروب ما يقرب من ٢٢.٥ مليون لغم منتشرة في مساحة تزيد علي نصف مليون فدان حسب دراسة أمريكية أجريت بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية في مؤتمر بجنيف عام ١٩٩٥ م. ومنذ ذلك الحين، أي ما يزيد علي ٧٢ عاما مازال المصريون يدفعون ثمن صراعات لم يكونوا طرفا فيها ولا مسئولين عنها. فالمساحة الملوثة بالألغام في الساحل الشمالي الغربي تمثل ٢٢ % من المساحة الكلية لمصر والتي كانت تعرف قديما بسلة غلال العالم، لما تحويه من مساحات شاسعة صالحة للزراعة وموارد طبيعية مهمة حجبت عن مصر علي مدي ٧٢ عاماً ومنعت من فرص الاستثمار والتنمية بسبب الصعوبات التي يمثلها هذا العدد الهائل من الألغام مما تسبب في إعاقة العديد من المشروعات الزراعية والصناعية والسياحية والتنقيب عن البترول وإعاقة إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة مما جعل المنطقة طاردة للسكان فضلا عن إعاقة وتعطيل مشروع منخفض القطارة كأحد المشروعات العملاقة لتوليد الطاقة بسبب اعتراض الألغام مسار القنوات المائية الخاصة بالمشروع. |