Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مفهوم الغيوم عند كوسكو/
المؤلف
ابو العلا, محمد سيد محمد.
هيئة الاعداد
مشرف / سهام محمود النويهي
مشرف / حسين علي حسن
مناقش / سهام محمود النويهي
مناقش / حسين علي حسن
الموضوع
الفسلفة.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
285ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم الدراسات الفلسفية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 285

from 285

المستخلص

يناقش هذا البحث في مجمله فترةً مهمة من فترات المنطق ، وهي الفترة المعاصرة التي تتصف بالغيوم ، وفيه يبين الباحث أهمية الغيوم كمفهومٍ لا يتعارض مع الدقة ، بل يعمل على زيادتها ، كما يوضح أهمية الغيوم في حياتنا اليومية ، وبذلك يكون المنطق مادة للحياة الإنسانية بعد أن كان علماً صورياً يهتم بصورة الفكر دون مضمونه ، بل أصبح المنطق شيء أساسي في شتى صور ومجالات الحياة اليومية ، وقد جاء هذا البحث تحت عنوان ” مفهوم الغيوم عند كوسكو ” وفيه يتتبع الباحث مفهوم الغيوم في العديد من جوانب المنطق ، كالعبارات والفئات والمفارقات والأنساق ، بل وفي شتى جوانب الحياة اليومية .
تكلم الباحث في الفصل الأول لهذا البحث عن ” تطور مفهوم الغيوم عند كوسكو”.
وفيه يظهر تعريف مفهوم الغيوم بصورةٍ دقيقة مترابطة بدأت بتعريف كوسكو للغيوم وإبراز الفارق بين معنى الغموض والغيوم والإبهام ، مقارناً هذه المصطلحات بالمنطق الأرسطي التقليدي في صورةٍ توضح للقاريء الإضافة التي أضافها كوسكو بصفةٍ خاصة وأصحاب المنطق الغائم بصفةٍ عامة .
كما رأى كوسكو أن كل شيء يعتبر مسألة درجة ، منطلقاً كذلك من فكر لوكاشيفيتش عن المنطق ثلاثي القيم . كما تأثر بأنطولوجيا إير التي صاغها في الوضعية المنطقية ، ولذلك عرض الباحث للموقف الأنطولوجي عند كوسكو وكواين وستراوسون ليؤكد على أن هدف المنطق الغائم أصبح مطابقة الواقع المادي . إنطلاقاً من رؤيته للعالم بالشكل الرمادي ، وأن قضايا العالم الخارجي متعددة القيم وليست ثنائية وأنها قضايا غير مؤقتة ، لذلك اتجه المنطق عند كوسكو إلى الصيغة ( أ و لا أ ) بدلاً من الصيغة الأرسطية ( أ أو لا أ ) ، وذلك لتناسبها مع وصف عبارات اللغة التي نصف بها الأشياء ، فنقول عن الشيء أنه صادقٌ بدرجة ٍ ما وكاذب نوعاً ما ، الشخص طويل نوعاً ما ، أو قصير إلى حدٍ ما ، وهكذا. وأصبح المنطق الغائم يعتبر التفكير الدقيق حالةٌ تقريبية ، وبالتالي يمكن تغييم أي نسق ٍ منطقي ، و أن يتعامل مع أي عبارات حتى التي من قبيل ” العشب أخضر ” أو ” يفض المحامون النزاعات ” باعتبارها درجةً من درجات الصدق تتراوح بين الصفر والواحد . كما قام كوسكو بنقد المنطق ثنائي القيم باعتباره باعثاً على وجود المفارقات .
كذلك قام كوسكو بتحديد المصطلحات بصورةٍ جيدة ؛ فجعل الغموض درجة من درجات الغيوم ، كما قام باستعراض أثر الغموض عند رسل الذي تكلم عنه أثناء استعراضه للصفات المحسوسة ؛ فرأى أن الكلمات عندما تصف صفات محسوسة تكون غامضة ، وقد أخذت العبارات جزءًا من قيم الصدق بعد ذلك عند ماكس بلاك الفيلسوف الإنجليزي ، عندما قام بتطبيق المنطق المتعدد القيم على الفئات الغامضة والتي سماها كوسكو فيما بعد بالفئات الغائمة .
ميز كوسكو بين مفهوم اللادقة والإبهام الذي يعني نقص البيانات أو المعلومات ، ويعني كذلك نقص الشواهد ، وكان له رأىٌ في مفهوم الغموض ؛ حيث رأى أن كل تأكيد لحدثٍ غامض أو واضح يمثل فرضاً تجريبياً .
رأى أن الغيوم في حد ذاته يصف حدثاً غامضاً ؛ أي يقيس الدرجة التي يحدث بها الحدث ، فهو يقيس الدرجة ولا يقيس إمكانية الحدوث .
كما قال كوسكو بتميز العشوائية الاحتمالية عن عشوائية المجالات الأدبية كالشِعر والموسيقى ، فأصبح المنطق و نظرية الاحتمال آداتان أساسيتان من أدوات الدراسة الصورية .
وينطبق مفهوم الاحتمال عند كوسكو على الممارسة اليومية للحدث الغائم مثل إرضاء العملاء ، التلاميذ ، الاستثمارات ، وغيرها . كما طبق مفهوم الغيوم والاحتمال على مجالات مختلفة في الحياة اليومية ، لأن النظرية الاحتمالية عنده تعد جزءًا من نظرية المقاييس المنتهية .
انتقل الاحتمال عند كوسكو إلى الاحتمال الرياضي الذي يرى أن لكل حدث ٍ عدد ٌ يتعلق به ، ومعنى الاحتمال أنه سوف يظهر كما في عملية قلب العملة المعدنية ، و أن درجة الاحتمال تكون نتاجاً للعقل في حالة انعدام الأسباب المعقولة . معنى هذا أن غياب اليقين الذي يؤدي إلى وجود الاحتمال لا يعبر عن أوجه قصور في مناهج العلم ، وأن التفكير الغائم يتطلب زيادة الخيارات ، وأن الغيوم هو احتمال في صورة متنكرة ، ويصبح التمييز بين الصدق والكذب والخطأ والصواب أمرٌ غير ممكن .
ثانياً : انتقل الباحث في الفصل الثاني إلى عرض موقف كوسكو من الفئات الغائمة ، وتوضيح المفاهيم المتعلقة به ؛ فقام بتعريف الفئات التقليدية والفرق بينها وبين الفئات الغائمة ، فبين أن الفئات التقليدية ظهرت كتصور للفئة الفردية التي ربما تكون أو لاتكون عضواً ؛ فالحد الواضح من هذه النظرية يتمثل في الإشارة إلى انتماء الكيان إلى نظرية الفئات ، فكانت النظرية إحدى الإنجازات الكبرى في الرياضيات الحديثة ، لأنها جمعت التصورات والمناهج والنتائج الرياضية في نظرية الفئات البديهية . وقد تناول النظرية العديد من المناطقة بصورٍ شتى ، منهم هيلبرت الذي تناولها من خلال الانضباط الرياضي ومفهومه في العلم الذي يمتد أثره القوي لجميع فروع الرياضيات ، كما عرض الباحث لدور جورج كانتور ليبين أن الرياضيات تعد النموذج الأعلى لليقين ، ورأي كواين ونقد كوسكو لآراءه التي اعتبرها مجرد تحايلاً ، خاصة مع إقراره على أهمية القيم الثنائية متأثراً بـ رسل لمجرد أنه أستاذه .
لقد رأى كوسكو أن الإرهاصات الأولى لنظرية الفئات الغائمة تعود إلى ماكس بلاك عندما نشر مقالاً بعنوان ” الغموض ” عام 1937 ، والذي عرف فيه الفئة الغائمة من خلال منحنى العضوية ، ثم تبعه لطفي زاده عام 1965 عندما تكلم عن نظرية الفئات الغائمة . هناك عدة خصائص لنظرية الفئات الغائمة منها : أنها تتخطى قانون الوسط الممتنع ، وأنها تقبل بتجزيء العضوية ، وأن جميع معاملاتها تشبه المعاملات الموجودة في المنطق ثنائي القيم ، وأن كل شيء مسألة درجة ليبرهن على أنه يخترق عالمنا فتظهر صورته واضحة في الفكر الإنساني ، كما رأى أن الفئة الغائمة تعد تعميماً لفئةٍ عادية تسمح بوجود درجة عضوية لكل عنصر من عناصر الفئة ؛ فالعضوية الغائمة ليست كالدرجات المئوية ؛ فهي درجات قد تحدث بعضها وقد لا تحدث .
انتقل الباحث بعد ذلك إلى الجانب الرياضي لنظرية الفئات الغائمة عند كوسكو ؛ وفيه بين كوسكو أن علماء الرياضيات عندما اهتموا بالفئات الغائمة بعيداً عن الحاسب الآلي كانت النتيجة تخلف الحاسبات الآلية التي ظهرت واضحةً في الحاسبات الآلية الرقمية التي لم تكن تستطيع التمييز بين الوجه والمنزل ، وقد رأى كذلك أن الفئات الغائمة وحدودها يتميزان بالمرونة ، لذلك يتسع اسم ( المنزل ) ليشمل عدداً من المنازل ، وتتسع كلمة كومة للعديد من الحجارة ؛ فبين أن المنطق الغائم يتسع لوصف الأشياء بعبارات أو كلمات من قبيل ” طويل ” ، ” قصير ” ، ” شاب ” ، ” عجوز ” ، ..... إلخ . ولهذا تعتبر فكرة الفئات الغائمة بسيطة تماماً ، لأنها تعد طريقةً لمعالجة اللايقين وعدم الدقة ، ويشار إليها بفئة الأعداد الحقيقية الأكبر من 1 .
جعل كوسكو الجبر الاستدلالي محدداً لامتداد الاستدلال في خريطة المعرفة الغائمة ، وهو الذي يحدد التسلسل التصاعدي والتنازلي لخريطة المعرفة ، كما يعد الغيوم ترجمةً رياضية غائمة لمعتقدات الأبستمولوجيا ، وقد رأى كوسكو أن استخدام الغيوم يتسع للغة كما سبق القول ، وعلى الرغم من انه يوجد معنىً لكل لغة بشرية ، إلا أن المنطق يقدم باعتباره وجوداً واقعياً دقيقاً ، لكنه يتركنا أمام غموض التصنيف البشري بسبب قانون الوسط الممتنع ؛ فكانت فكرة دالة العضوية التي تعطي درجةً للعضوية ، والتي تسمى بالتدرج أو المدى .
أيضاً رأى كوسكو أن هناك علاقة بين الأعداد الغائمة والفئات ، لأن المنطق الغائم لا يرسم خطاً واضحاً بين المتناقضات لأننا ننتمي إلى الفئات بدرجة ٍ ما ، وبذلك يكون الوصف الغامض أو المتناقض للفئة مقبولاً في الرياضيات الغائمة . وتكون فئة الفئات الغائمة ذات درجات متصلة من العضوية .
أصبح استخدام الفئات الغائمة يتسق مع منهج تصنيف الفئات الغائمة والتي تستخدم في أجهزة الاستشعار عن بعد .
انتقل كوسكو بعد ذلك من الفئة إلى حدس الدالة ليشير إلى المعرفة الأدنى والمعرفة الأقصى ، فقام بعرض سيجما العدد كما في المكعب التشعبي ذي القطع الزائد ، فقام بتصوير كل فئة باعتبارها نقطة وجود من الحجم نفسه ، كما قدم لبعد الاحتمال في وحدة المكعب التشعبي ذي القطع الزائد ، وهو ما يمثل الجانب الهندسي للمجموعات الغائمة ؛ حيث رأى أن النسق يتحدد نظامه طبقاً لقوانين المنطق ، بالإضافة إلى أن المبدأ الهندسي هو ذلك النسق الذي يحتوي على سيجما ، ومن ثم يصبح النسق من الأنساق الضرورية المنظمة ، وهي الفكرة التي تلمسها كوسكو من لطفي زاده ، لكنه قدم لمبرهنته عن الفئة الفرعية الغائمة بشرط مراعاة ألا تكون الفئة فارغة ، وقد حدد كوسكو ميزات سيجما العدد بأن لها قوةً تعبيرية ، كما أنه يمكن إحصائها ، ويمكن تطبيقها على المشكلات الحقيقية .
ثالثاً : في الفصل الثالث ، وتحت عنوان ” الإنتروبيا والأنساق الغائمة ” قام الباحث بتعريف الإنتروبيا واستخلص من هذا الفصل النتائج التالية : أ- أن الإنتروبيا هي المقياس الذي تقاس به درجة غيوم الفئة ، وهي أيضاً مقياس الفوضى داخل النظام ، وكان أول من استخدم كلمة ” الإنتروبيا ” بمعناها الحالي هو العالم الفيزيائي الألماني رودلف كلاوزيوس عند تفسيره لاستحالة انتقال الحرارة من جسم أكثر برودة إلى جسم أكثر سخونة ، وهي في نظرية المعلومات مقياس تحديد غموض الموقف ، بينما قدم كوسكو لمبرهنة الإنتروبيا الغائمة في يناير عام 1986 فيما يتعلق بالفئات ، والتي سماها الفئة الفرعية التي لا تقاس بالدرجات التي تنتمي فيها الفئة الغائمة لعالم المقال ، وإنما تقاس بالدرجة التي تنتمي بها لأيٍ من فئاتها الفرعية ؛ فاعتبر نظرية الفئات الغائمة بمثابة امتداد لنظرية الفئات التقليدية ، والإنتروبيا الغائمة هي مقياسٌ تقاس به درجة غيوم الفئات ، وتجيب عن التساؤل عن مدى غيوم الفئة ؛ فبعض الفئات تعد أكثر غيوماً من غيرها .
وتعتمد الإنتروبيا الغائمة على منهج التجزئة ، وهو التعريف الذي قدمه كلٌ من دي لوكا وترميني من خلال قواعد الاتحاد والتقاطع والإكمال ، أما شانون فقد قام بتطوير إنتروبيا المعلومات كمقياس للحيرة أثناء اختراعه لحقل نظرية المعلومات ؛ فرأى أن المعلومات شيءٌ يزيد عدم التحديد ، مما يؤدي إلى غموض الاختيار ، لكن تعريف الإنتروبيا الغائمة لشانون لا يقدم منهجاً معقولاً لقياس غيوم الفئة الغائمة .
قدم كوسكو للإنتروبيا الغائمة أثناء بحثه في هندسة الفئات الغائمة من خلال مكعب روبيك التشعبي ذي القطع الزائد ؛ فقدم للرابطة بين الغيوم والإنتروبيا التقليدية للديناميكا الحرارية بدرجةٍ مكنته من اختزال الإضافة إلى إنتروبيا عامة غائمة ؛ فقام بإقرار تماشي الصيغة الرمزية ” أ و لا أ ” مع الصيغة ” أ أو لا أ ” . لكنها في الوقت نفسه تعني فوضى النسق أو لا تأكيده ، إن إنتروبيا أ تساوي مقياس أ تقاطع مكملتها ، والتي تتعدى التصور الداخلي لزاده بأن الفئات الغائمة لا تتفق وقوانين الوسط الممتنع .
رأى كوسكو أن الفئات الفرعية الغائمة هي تلك الناجمة عن تجزئة إحدى الفئات إلى عدة أجزاء بحيث تكون هذه الأجزاء محتواة بأكملها في الفئة المجزئة . وتقوم الإنتروبيا الغائمة باختزال الفئة الفرعية ؛ حيث أن غيوم الفئة يساوي مقدار تقاطعها وتقاطع سلبها.
وللإنتروبيا الغائمة عند كوسكو عدة خصائص منها : أنها تختزل إلى شرطٍ غائم ، وأنها تصور مقياس الفئة الفرعية ، كما أنها احتمالية تتخلل عالم المقال والأنساق ، وترتبط بشدة بالمعلومة المشروطة ، وتتناسب الإنتروبيا مع المعلومات تناسباً عكسياً ، كما أن الإنتروبيا مفهومٌ عام يقوم بقياس احتمالية النسق .
لقد قدم كوسكو للمكعب التشعبي ذي القطع الزائد ليشير إلى النقيضين ، فيقول أنه إذا كانت الدرجة صفر فإن الإنتروبيا الغائمة تكون نسبتها صفر % ، أما إذا كانت درجة الإصابة 1 ؛ فإن الإنتروبيا الغائمة تكون نسبتها 100% ، وبذلك يقسم الدرجات إلى نسبة مئوية ؛ فالثلث مثلاً يساوي 33% ، وهكذا . وبناءً على ذلك رأى كوسكو أن المنطق الغائم يبدأ حيث ينتهي المنطق التقليدي ، فالإنتروبيا عند كوسكو تعني تساوي مقدار ما يضمه بوذا إلى أرسطو ، أو الكل إلى الجزء ، أو الأبيض و الأسود إلى الرمادي .
انتقل الباحث بعد ذلك في هذا الفصل إلى الأنساق الغائمة مبيناً تعريفها وأنواعها ، مفرقاً بين نوعين منها هما : أنساق تاكاجي ، وأنساق معمداني ، مبيناً أن النسق الغائم هو فئة من القواعد الغائمة التي تنظم وترسم علاقة المُدخلات بالمُخرجات .
وتقوم النماذج الرياضية بتيسير الحالة النسقية لسلوك النسق لتقر أن الأنساق المنظمة توجد في عالم الكم وفي أنساق الكميات المتصلة والعلاقات الوظيفية بين السلاسل الكمية.
وتتميز الأنساق الكمية في الفئات الغائمة بأنها يمكن أن تضم متغيرات لغوية إضافةً إلى المتغيرات العددية ، وعادةً ما تقدم النماذج الرياضية للتحكم نسقاً غير مؤكداً من خلال التوزيعات الاحتمالية .
ولبناء النسق الغائم يبدأ الهندسي بفئةٍ من القواعد ذات الخبرة ، ويقوم بتعريف درجات العضوية في المُدخل الغائم ومجموعات المخارج كما في جهاز التكييف .
وتقوم القواعد على فكرة هندسية ؛ فتقوم بتعريف مساحات صغيرة غائمة ، أو تقوم بتعريف فئات فرعية ؛ فتمثل القواعد الأقل تأكيداً مساحات صغيرة أوسع ، أما القواعد الأكثر دقةً فهي تلك القواعد ذات النماذج الصغيرة الأقل . وتعتمد مبررات النسق الغائم على المساحات الصغيرة .
وتعرف كل قاعدة غائمة مساحة صغيرة غائمة ، كما يمكن تقريب الأنساق الغائمة لأي دالة رياضية ، ويختزل النسق الغائم إلى رسم ٍ بياني ، والفئات الغائمة أو متعددة القيم تؤدي دورها عند تداخل المساحات الصغيرة أو مجموعات المُخرجات .
وتقوم خاصية الترابط المنطقي للأنساق بالتعامل مع المعلومة المشتقة المخزنة في القاعدة التي يبنى عليها النسق .
يقوم كوسكو ببناء النسق الغائم في ثلاث خطوات أولها : مرحلة اختيار المتغيرات اللغوية التي تمثل مُدخل النسق ، ثم مرحلة اختيار الفئات الغائمة أو معرفة الفئات الفرعية للفئات الغائمة ، أخيراً مرحلة اختيار القواعد الغائمة التي تربط فئات سرعة المحرك مع فئات درجات الحرارة .
اعتبر كوسكو التحكمات الغائمة بمثابة أنساق غائمة ، كما أن أغلب تطبيقات المنطق الغائم الناجحة جزءٌ لا يتجزأ من وحدات التحكم .
وتقوم الأنساق الغائمة بتخزين عشرات أو مئات أو آلاف المعاني العامة للقواعد الغائمة ، وتختلف وحدات التحكم الغائمة عن النماذج الرياضية التقليدية المألوفة لوحدات التحكم .
إن تطبيقات المنطق الغائم تتسع لما وراء أنساق التحكم ؛ فالمنطق الغائم يمكن أن يستخدم كنموذج لأي نسقٍ متصل يعتمد على الهندسة أو الفيزياء أو الأحياء ، ... ، إلخ . لا يخلو النسق الغائم من بعض العيوب منها : إن نقطة ضعفه تتمثل في قواعده ؛ فالمنتجات تملأ الأسواق لكنها تعتمد على القواعد المقدمة من الخبراء ، كما أن الفئات الغائمة تكافيء الفئات العشوائية ، كما أن قيمة آداء المتحكمات الغائمة تنخفض عند إزالة قواعد ذاكرة الترابطات الغائمة ، بالإضافة إلى عوائق النسق الإضافية والتي منها : أن المعلومة المحددة للمُدخل تتحول إلى قيم غائمة لكل فئة مُدخل غائم ، كما أن عالم المقال الكلي لمتغيرات المُدخل يحتم النطاق المطلوب .
رابعاً : انتقل الباحث إلى الفصل الرابع بعنوان ” المفارقات وتطبيقات المنطق الغائم ” ، تناول الباحث في هذا الفصل بالتعريف المفارقات المنطقية من خلال آراء المناطقة ؛ فبين أن المفارقات اكتشفها رسل وغيره من المناطقة ، والمفارقات الإبستمولوجية التي تدور حول تصور المعرفة ، وبالتالي تدل على أن هناك عدم تناسق ، وقد تمثلت طرق معالجتها في قيام بعض الرياضيين بنبذها واعتبارها مجرد لغواً أو تلاعباً بالكلمات ، بينما سمى كوسكو قانون تناقض الأشياء بقانون وحدة النقائض وهو القانون الأساسي للجدلية المادية ، كما قام المنطق الغائم بحل مشكلة المفارقات ؛ ورأى كوسكو أن السلسلة المنطقية للمفارقات تمثل الطريق من أ إلى لا أ ، وأن هذه السلسلة تظهر في كل مكانٍ حولنا ؛ فقدم لمفارقة الكومة ( كومة الرمل ) ، وكيفية تحولها من الكومة إلى اللا كومة ، كذلك تحول الرجل ذو الشَعر إلى أصلع . أقر كوسكو بأن كل شيء يتكون من ذرات أو جزيئات ، وأن الناس والأشياء ماهي إلا تجمع من الجزيئات ، و أن بعض الجزيئات تنتمي إلى الشيء وبعضها الآخر لا ينتمي إليه ، وأن المنطق الغائم قد تناول المفارقة بعيداً عن السلسلة المنطقية التي تكونها ؛ فهبط بها إلى الحساب البسيط ؛ فعندما نضرب مجموعة من الثوابت سوف نحصل على احتمالات أو مركبات محتملة .
لقد انتقد كواين الحل الذي قدمه كوسكو مدافعاً عن العقيدة الثنائية خاصة كتابه الشهير عن المنطق الغائم ” التفكير الغائم ” ، أما كوسكو فقد رأى أن سبب عقيدتنا الثنائية هو الثقة القاطعة في منطق أرسطو والاعتقاد بأن كل عبارة من عبارات المنطق الأرسطي مصاغة جيداً بما تحتويه من قانون الثالث المرفوع ، وانتقل كوسكو إلى مفارقة فئة الفئات التي ينتمي إليها كل شيء ومع ذلك لا تنتمي إلى نفسها قائلاً ” إن للمنطق الغائم خاصية صورية للوجود قادرةٌ على حل المفارقات .
انتقل الباحث بعد ذلك إلى خرائط المعرفة الغائمة ليبين أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد استخدمت لتحويل التجربة البشرية إلى شي ٍ يمكن فهمه من خلال الحاسب الآلي ، كما ظهر في التحكم الذاتي والأنساق الذكية على الرغم من أن هناك عدم تطابق بين البشر والآلات .
وقد ظهرت خرائط المعرفة الغائمة التي هي عبارة عن رسومٍ بيانية على مزج المنطق الغائم بالتقنيات الأخرى وبعض التصورات في الحياة اليومية كالسياسة والأحداث الجارية ، تعمل هذه الخرائط وفقاً لقانون الاستدلال ، والمتحكم الغائم في صورته البيانية يربط سرعة زوايا مُخرجات المتحكم الغائم بالمجموعة الفاصلة [ 0 ، 1 ] .
ولخرائط المعرفة الغائمة العديد من الخصائص منها : أنها تقبل التطبيق في مجالات المعرفة البسيطة انطلاقاً من الاستدلال ، كما أنها دائماً ماتضم تغيراً ، وتعترف بالدرجات الجزئية ، ولذلك كان للاستدلال خصائص أيضاً منها : أنها تراكمي ، وأنه يستخدم اللغة ، وتدور خرائط المعرفة الغائمة حول المبادلة .
قام كوسكو بمعالجة بعض المشكلات المجتمعية من خلال خرائط المعرفة كالبطالة ، والإحباط ، كما عرض لخرائط كلٌ من أكسلرود وهنري كسينجر السياسية ، و التي قدمها أكسلرود عام 1976 ومن خلالها قام بتقديم طريقة لتصوير الأنساق والأدوات المتعدة ؛ فاستغل محاذاة تمثيل المصفوفة لخرائط المعرفة لتقديم الاستدلال التصوري كما هو موضح في خريطة الشرق الأوسط وعلاقتها بالإرهاب التي أشار إليها الباحث ، لقد رأى كوسكو أن استخدام أكسلرود لخرائط المعرفة الغائمة يعد طريقة ً لتصوير المعرفة العلمية الاجتماعية ، كما يمكن اعتبارها منهجاً كيفياً بديلاً للأنساق الكلية الديناميكية ، كما أن الإشارات الغائمة التي تقدمها خرائط المعرفة الغائمة تتضمن تصوراتٍ تظهر في شكل مجموعاتٍ وعلاقاتٍ استدلاليةٍ تعمل بناءً على رأي الخبير .
أخيراً انتقل الباحث إلى الذكاء الاصطناعي القائم على فكرة تمتع الحاسب الآلي بالذكاء مثل الإنسان ، لكن ذكاء الحاسب كان لا يتعدى نطاق قيم الصدق التقليدية ( صفر ، 1 ) فأصبح يعتمد على تكنولوجيا المنطق الغائم ، وهو الأمر الذي يفسر قيام مهندسي المنطق الغائم بتطوير وتصميم برامح العقل الإلكتروني ، وتظهر هذه الصورة بوضوح في المنتجات التجارية التي تملأ الأسواق معتمدةً على تكنولوجيا المنطق الغائم التي ظهرت مؤخراً في إنسان آلي له خلايا وأمعاء عصبية ، الأمر الذي يعكس مدى تقدم المنطق الغائم وتوغله في شتى مجالات حياتنا اليومية .
من خلال ماسبق عرض الباحث إلى مفهوم الغيوم عند كوسكو ، والذي بدا واضحاً في جميع فصول البحث .