الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن القضية الأساسية التي شغلت فريدمان هي ضرورة الترويج للديانة اليهودية من جهة وللنظام السياسي والاقتصادي الأمريكي من جهة أخرى, حيث ركز فريدمان كل جهده في التوفيق بين كل ما ورد في التوراة وبين العناصر التي أوردها لكي يعيد بناء العالم من جديد, بحيث تتولد فكرة النظام العالمي الجديد من باطن الكتاب المقدس”التوراة”. ولقد ترتب على الاعتقاد بتطابق الأحداث السياسية والتاريخية والاقتصادية والتكنولوجية في العالم مع القصص التي ذكرت في التوراة بأن جميع الأفكار التي طرحها فريدمان نجد ما يبررها تاريخيا, إن اختصار قضايا العالم في البعد الديني عند فريدمان إنما يعد بمثابة قمة الراديكالية والتطرفية والمغالطة الدينية, هذا بالإضافة إلى أن جميع هذه الأفكار التي انتقاها فريدمان من التوراة تفرض علينا الهوية والثقافة اليهودية والنزعة البرجماتية الأمريكية, وفي الواقع فقد أخذ فريدمان من التوراة ما يناسب احتياجات ومتطلبات المجتمع الأمريكي وما يتماشى مع هويته الدينية التي ينحاز إليها ويروج لها, ويتضح لنا من خلال هذا كله أن فريدمان يمضي الطريق نفسه الذي التزمه الفيلسوف الأمريكي ”وليم جيمس” إنهم يلتقون بخصوص مسألة الدين عند نقطة أساسية وهى الانصراف عن طريق الميتافيزيقا واستبعاد الأفكار المجردة والالتزام بالواقع العملي دون سواه. |