Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ابن رشد متكلما /
المؤلف
الشريف, اسراء حازم حسن.
هيئة الاعداد
باحث / اسراء حازم حسن الشريف
مشرف / فيصل بدير عون
مناقش / بركات محمد مراد
مناقش / عبد العزيز تمام
الموضوع
الفلاسفة المسلمون. qrmak
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
208 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
الناشر
تاريخ الإجازة
30/4/2014
مكان الإجازة
جامعة أسيوط - كلية الآداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 16

from 16

المستخلص


يحاول هذا البحث أن يبرز أهمية دراسة موقف ابن رشد من المتكلمين،
بوصفه متكلمًا، فض ً لا عن كونه فيلسوفًا بطبيعة الحال، ويتجلى هذا الموقف من
خلال مساهمته بالرأى والنقد لمتكلمى وفلاسفة الإسلام سواء السابقين عليه
والمعاصرين له.
لقد درس ابن رشد فى بداية حياته الفقه وألم به، ثم بدأ دراسة التوحيد
وموقف المتكلمين منه، وانشغل بالقضايا الكلامية، وموقف الشريعة منها، وأكد على
أن الشريعة دعت إلى إعمال العقل بالنظر والتفكر والتدبر في ملكوت السموات
والأرض، وأن النظر في كتب الأقدمين واجب بالشرع سواء في ذلك ما قالوه من
النظر في أمر المقاييس العقلية أو ما قالوه في النظر في الموجودات،بحسب ما
اقتضته شرائط البرهان، فما كان منها موافقًا للحق قبلناه منهم وسررنا به وشكرناهم
عليه، وما كان منها غير موافق للحق نبهنا عليه وحذرنا منه وعذرناهم.
ومما يؤكد على رؤية ابن رشد الكلامية هو انه عاب على المتكلمين نهجهم
الجدلي الذي لا يؤدي إلا إلى الظن، ولكن ذلك لم يكن منه بغية اصلاح المنهج وإنما
ليستبدل الفلسفة بعلم الكلام مع أن لكل منهما موضوعه، وإنما يكون اصلاح المنهج
الكلامي القائم على الجدل بنهج قائم على التحليل والبرهان الذي لا يخالف روح
القرآن أو نصه في علم مهمته الدفاع عن العقيدة بالأدلة والحجج العقلية.
وأما ما يبرز مساهمة ابن رشد النقدية في علم الكلام هو اهتمامه بالقضايا
الكلامية وموقف الفرق المختلفة منها، كالمجسمة والمشبهة وهي التي وقف على
دراستها من خلال ما وصله من مؤلفاتها وقفة تظهر فيها الجوانب الفقهية والفلسفية
لهذه الفرق الكلامية.
ويبدو لنا في هذا البحث أن الإهتمام بأفكار ابن رشد الكلامية لا يعني أن
نغض الطرف عن رؤيته الفلسفية التي وضعته بين كبار فلاسفة المشرق والمغرب،أمثال الفارابي وابن سينا والغزالي وابن طفيل وابن باجة، حيث إحتل مكانة كبيرة
بينهم في تاريخ الفكر الإسلامي والفلسفي بوجه عام .
ويمكن معرفة تلك المكانة الكبيرة التي يحتلها ابن رشد وذيوع فلسفته، واثره
في الفكر الفلسفي في الاسلام وتأثيره على الفكر الفلسفي الأوروبي، بحيث نجد ان
اسم ابن رشد ومذهبه يترددان بلا انقطاع عند كثير من المفكرين الذين تأثروا
بشروحه ومنهجه وفلسفته.
ويحاول هذا البحث أن يكشف عن الآراء الكلامية فى بعض كتابات ابن رشد
وبخاصة الكشف عن مناهج الأدلة وفصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من
اتصال ، ففى هذين الكتابين يوضح ابن رشد موقفه بدقة من الأشاعرة والمعتزلة،
كما أنه يعرض فيهما موقفه من المسائل الرئيسية التى كانت موضع بحث ودراسة
وجدل من علماء الكلام فى ذلك الوقت، ومن هذه المسائل مسألة قدم العالم، والقضاء
والقدر، والبعث، ومشكلة الخلق، ومشكلة الوحدانية وما يترتب عليها من تنزيه الله
وهل هو جسم أم لا وهذه كلها آراء تعبر عن كونه متكلمًا فض ً لا عن كونه فيلسوفًا.
لقد كان ابن رشد أكثر فلاسفة عصره تأثيرًا في فلاسفة أوروبا فى أواخر
العصر الوسيط وعصر النهضة والعصر الحديث، حتى أنهم لقبوه فى أوروبا
ب”الشارح الأكبر” لأنه بالفعل كان أكثر من فهم أرسطو وعبر عنه ، كما أنه اكتشف
الوجه الحقيقي لفلسفة أرسطو وهو ”العقلانية المحضة” فقد تأثر ابن رشد تأثرًا كبيرًا
بأرسطو فى كتاباته الفلسفية .
والمنهج الذى سلكه هو منهج جدلي وليس منهجًا برهانيًا وهو المنهج الذي
يهتم بالحجج وبالأدلة العقلية وما ينتج عن ذلك من مواقف عملية فقهية في دراسته
لأصول الدين الإسلامي وأسسه الاعتقادية الشرعية التي تبنى عليه احكامه العملية
الفقهية، وكما يتجلى ذلك في كتابه” بداية المجتهد ونهاية المقتصد”.
وبذلك نصل إلى قمة النقد الفلسفي وقمة النقد الديني مع ابن رشد، وكلاهما
من عمل العقل وفعله، لأن فلسفة ابن رشد النقدية تجعلنا نشرف على أرقى المحاولات المعاصرة فى تقصيها لحقيقة الأديان فى ذاتها من حيث هي معطى إلهي،
وطبيعة الفكر وتجلياته فى ميادين المعرفة والعلوم. وفى فلسفته النقدية تتكشف نزعته
الإنسانية التي سنحاول إبرازها في هذه الدراسة .
 
تكمن أهمية اختيار موضوع الدراسة في أن معظم الدراسات قد تناولت ابن
رشد بحسبانه فيلسوفًا، واغفلت وتناست ابن رشد بوصفه متكلمًا جنبًا إلى جنب مع
كونه فيلسوفًا.
 
من المفترض أن يجيب هذا البحث عن التساؤلات الآتية :
١- هل كان ابن رشد متكلمًا، وإذا كان كذلك فما هو موقفه من المتكلمين ؟
٢- ما هي المشكلات التي احتدم فيها النقاش بينه وبين كبار المتكلمين من
الاشاعره ؟
٣- ماهي الحلول التي قدمها للمشكلات المثارة في عصره وبخاصة مشكلة
العلية؟
٤- ماهو الفارق بين الشارح لفلسفة ارسطو؟ وما هو منهجه الذي يبرز
استقلاليته على الفلسفة الإرسطية؟
٥- ما هو موقف الفقهاء والفلاسفة والمتكلمين من موقف ابن رشد فى تناوله
للآراء الكلامية ؟
فقد استخدمت المنهج التحليلي المقارن والنقدي مع مراعاة البعد التاريخي
وبحيث تقوم الباحثة بتحليل نصوص ابن رشد الكلامية ثم مقارنتها بالآراء الكلامية
لدى الفرق الأسلامية الأخرى .تتكون الدراسة فى تنظيمها العام من مقدمة عامة وخمسة فصول وخاتمة
وسوف تقوم الباحثة فى المقدمة بتوضيح أهمية موضوع الدراسة ودواعي اختيارها
وأهداف الدراسة وطبيعة المنهج المستخدم فيها.
 
وهو بعنوان:”الحالة الثقافية والدينية في عصر ابن رشد ” وتتناول
الباحثة في هذا الفصل: الحالة السياسية في الأندلس وتأثر ابن رشد بها، ثم النهضة
العلمية والفكرية في الأندلس، والفقه ومعاداة الفقهاء للفلسفة، ثم يتطرق الباحث
لمكانة الفلسفة في الأندلس، وأخيرا علم الكلام والمتكلمين في عصر ابن رشد.
 
وعنوانه :”تطور الحياة الفكرية لابن رشد” وتتناول الباحثة في هذا الفصل
حياة ابن رشد ومؤلفاته. وعلاقته بشيوخه وأساتذته والمكانة العلمية لابن رشد.
وفلسفته وصلته بالفلاسفة. والعلاقة بين الفلسفة والدين ومنهجه الفقهي وتأثيره في
تلاميذه وصلته بدولة الموحدين. وأخيرا محنته وأسبابها.
 
وهو بعنوان ”مشكلة الإلوهية عند ابن رشد” وتتناول الباحثة فيه موقف
ابن رشد من المتكلمين في الإلوهية كالحشوية والأشاعرة والمعتزلة والصوفية ثم
تصوره للإلوهية وأدلة وجود الله عند الفلاسفة المسلمين وأدلة وجود الله عند ابن
رشد وصفات الله عند الفلاسفة والمتكلمين ورد ابن رشد عليهم.
وعنوانه ”العالم عند ابن رشد” ويشمل مشكلة قدم العالم وحدوثه عند
الفلاسفة المسلمين، موقف المتكلمين من مسألة قدم العالم أو حدوثه، وقدم العالم عند
ابن رشد، وموقف ابن رشد من نظرية الفيض أو الصدور.ونظرية الخلق المستمر وهو بعنوان ”الإنسان عند ابن رشد ” وتتناول الباحثة فيه تعريف النفس
وطبيعتها. ومراتب النفس وقواها، كالنفس النباتية (الغاذية)، والنفس الحيوانية
(الحساسة) وقواها، والقوة المتخيلة، والقوة النزوعية، والقوة الناطقة (النفس
الإنسانية)، كما تتناول الباحثة خلود النفس عند ابن رشد، ومشكلة الخير والشر
وأخيرًا القضاء والقدر.
أما الخاتمة ، فسوف تدون فيها الباحثة أهم النتائج التي توصلت إليها عبر فصول
الدراسة .