Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تحولات الرؤية فى روايات المواجهة الحضارية فى مصر (2001م -2010 م) /
المؤلف
مصطفى، سناء سليمان سعيد.
هيئة الاعداد
باحث / سناء سليمان سعيد مصطفى
مشرف / غادة طوسون زكى
مشرف / عمر عبد الواحد
الموضوع
الأدب العربي - تاريخ - العصر الحديث. الشعر العربي - تاريخ - العصر الحديث.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
396 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 385

from 385

المستخلص

درس هذا البحث تحول الرؤية الأدبية فى الأعمال الروائية الواقعة ما بين عامى (2001م-2010م)، أى قبيل حادثة الحادى عشر من سبتمبر 2001م وما بعدها ، وانتهاء بعام 2010م.
واعتمدت الباحثة طريقة الاختيار من الإنتاج الروائى خلال تلك الفترة ،على أسس ذكرتها فى المقدمة، ومن أهمها الاشتمال على رؤية واضحة للعلاقة بين الشرق والغرب، وعنيت الباحثة بالدرس النقدى لتلك الروايات وفق منهجية معاصرة، تمثلت فى نظرية السرد الفرنسية، كما قدمنا.
جاءت الدراسة فى ثلاثة فصول مسبوقة بمقدمة وتمهيد ومتبوعة بخاتمة ثم قائمة بالمصادر والمراجع ، وملاحق الدراسة التى شملت (إحصاء للروايات الصادرة فى فترة البحث ، وثبت بمصطلحات تحليل الروايات).
درس التمهيد (التطور التاريخى للعلاقة الحضارية بين الشرق والغرب)، وتوصلت الباحثة إلى أن العلاقة بين الشرق والغرب علاقة عريقة موغلة فى التاريخ بدأت فى العصور الوسطى – على وجه الخصوص- بالرحلات التى كان لها النصيب الأوفر فى اكتشاف الآخر،ثم الحملات الصليبية التى كشف أدبياتها مثل (كتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ، وغيره).جوانب التفوق الحضارى عند الشرق، وتفوقه على الغرب؛أى أنها حسمت المثاقفة لصالح الشرق.ثم تلتها الكشوف الجغرافية بعد استرداد الأندلس عام (711م-92ه) ، تمهيدا لحركة استعمارية واسعة حاولت فرض هيمنة الغرب على الشرق ونشر ثقافته من خلال الشرق.
ثم كانت الدراسات المقارنة؛ التى بدأت متأثرة بحركة الاستعمار؛ فنشأت النظرية الفرنسية؛ التى تعد الأدب الفرنسى أو الأوروبى بعامة مركزا تمتاح منه آداب الهامش (الشرق) مع الالتزام بالمنهج التاريخى الذى يؤكد العلاقة التاريخية بين الناقل والمنقول منه، دونما اعتماد يذكر على الدراسة الفنية. وفى خلال هذا التمهيد أوضحت الباحثة مصطلحات متعددة مثل الثقافة والمثاقفة والعولمة التى استهدفت فى النهاية ضياع الهوية المشرقية ، وفرض النموذج الغربى الأمريكى على وجه الخصوص.
جاء الفصل الأول بعنوان(روايات المواجهة الحضارية) وقد قسمت الباحثة الفصل قسمين :- الروايات المؤسسة وهى رواية (أديب) للكاتب طه حسين،والذى أصيب (أديب) بطل الرواية بالجنون والضياع ثم مات غريبا؛وذلك للتباين بين ثقافتين الشرق والغرب ، ورواية (عصفور من الشرق) لتوفيق الحكيم ، حيث فشل (محسن) فى حبه لـ(سوزى)،ولم ينجح الارتباط بين الشرق والغرب، ورواية (قنديل أم هاشم) ليحيى حقى ،حيث فشل (إسماعيل) فى علاج (فاطمة النبوية) وكسر قناديل مسجد السيدة زينب، ولم ينجح (إسماعيل) إلا بعد أن زاوج بين العلم والإيمان، فأوهمها أن العلاج الطبى إنما هو زيت من القنديل ،وقد حملت هذه الروايات رؤية الاندهاش والانبهار بالغرب ، مما يمثل نجاحا نسبيا للمثاقفة .
وجاء القسم الثانى بعنوان(الروايات المعاصرة المقلدة لها)، وفشلت المثاقفة خلال تلك الروايات أيضا،بسبب إصرار كل طرف من الشرق والغرب على رفض الآخر؛ ففى رواية (الرواية) للكاتبة نوال السعداوى ،فشلت المثاقفة حيث ضياع هوية الطفلة (نورية) بين الشرق والغرب،ومن ثم كان ضياع الجميع، وفشلت المثاقفة فى رواية (تغريدة البجعة) للكاتب مكاوى سعيد،بسبب عدوانية الغرب،وما يستبطنه من رغبات الاستعلاء لا التعاون، ورواية (النوم مع الغرباء) للكاتب بهاء عبد المجيد، وتمثل ذلك فى عودة بطل الرواية (باسم) منكسرا دون تحقيق أحلامه وطموحاته، ورواية (أمريكانلى) للكاتب صنع الله إبراهيم ، وقد سارت على النهج نفسه فى الإعجاب والانبهار، والاستسلام للغرب بشكل واضح.
ثم جاء الفصل الثانى بعنوان (روايات المواجهة الحضارية قبيل حادثة الحادى عشر من سبتمبر)، ودرس العلاقات بين الشرق والغرب فيما قبل هذه الحادثة، والتى أثرت بدورها على كل التعاملات القائمة والعلاقات الأزلية، وتمثلت فى رواية (تفاحة الصحراء ) للكاتب محمد العشرى، والتى نجحت فيها المثاقفة نسبيا،إذ وجد المهندس العربى(تامر) فرصة عمل فى الشركة الغربية التى تنقب عن البترول، ولكن تنتهى تلك الرواية – بعد الاستفادة لمآربها- نهاية مأساوية ،تكشف عن التمييز العنصرى بين الشرق والغرب؛ فقد عالجت المهندس الغربى (جون) فى مستشفياتها وصرفت له تعويضا كبيرا، بينما اكتفت بطرد المهندس العربى.
وكذلك رواية (أوراق النرجس) للكاتبة سمية رمضان،فقد نجحت البطلة (كيمى) فى الجامعة؛ولكنها تحطمت نفسيا - رغم تفوقها العلمى- وعادت تشعر باغتراب دائم هنا وهناك، وتلاحظ الباحثة أن فى روايات تلك الحقبة،توجد فرصة واسعة للتعايش والحوار بين الشرق والغرب. فالأبطال ينجحون مؤقتا فى الاندماج فى المجتمع الغربى،وبعد قليل ينفصلون بسبب الذات كما فى رواية(أوراق النرجس)،وبسبب الآخر كما فى رواية(تفاحة الصحراء)،وذلك بسبب عيب يكمن فى الآخر؛إذ ما زال الغرب عنصريا.
وجاء الفصل الثالث من الدراسة بعنوان (روايات المواجهة الحضارية بعد حادثة الحادى عشر من سبتمبر)، ولقد عرضت فيه الباحثة الآثار المترتبة على (حادثة الحادى عشر من سبتمبر 2001م)،وما أدت إليه من تغير جذرى وتحول تام فى جل ما يربط الشرق بالغرب ، وأوضحت تلك النصوص الروائية عنف المواجهة بين الشرق والغرب، فذكرت ما يتعرض له المسلمون من مضايقات فى التضييق عليهم فى أداء شعائرهم الدينية كذلك ما تتعرض له المسلمات على وجه الخصوص من مضايقات بسبب الحجاب، وكشفت الرواية عن الفهم الخاطىء للإسلام بوصفه الديانة المحمدية قياسا على ما يعتنقه الغرب من ديانة نصرانية.وظهور حالات الرهاب الجماعى التى استلزمت ظهور مصطلح يصفها هو مصطلح الإسلاموفوبيا؛ مما أدى إلى قتل بطلة الرواية (ليلى) فى ظروف غامضة.
وأوضحت رواية(واحة الغروب) للكاتب بهاء طاهر المقاومة، وتمثلت فى موقف(محمود) وكرهه للإنجليز،مما أدى إلى نقله إلى واحة سيوه،وموقف (كاثرين)من تمسكها بالبحث عن آثار الإسكندر الأكبر، رغم الصعوبات التى واجهتها،ومقتل مليكة الجميلة الطاهرة التى تمردت على العادات والتقاليد،ولجوء (فيونا) إلى الشرق للعلاج؛مما يوضح عجز الغرب،وطلب العون والمساعدة من الشرق،وعلى الرغم من لجوء (فيونا)إلى الشرق للتداوى من أمراض الغرب، لم يستطع الشرق متمثلا فى الشيخ (يحيى) فى شفائها،وقتلت (مليكة )الذى يرمز اسمها إلى طهارة الشرق؛وفقدت حياتها بسبب التعرف على شخصيات غربية؛ وقد فشلت المثاقفة بسبب أمراض الغرب، ثم فشلت مرة ثانية مع مليكة بسبب أمراض الشرق، وتوجسهم من الآخر، وانغلاقهم على ذواتهم وكراهية أن يطلع عليها أحد.
تمثلت فى رواية (شيكاجو) للكاتب علاء الأسوانى، شخصية (رأفت ثابت) الذى كان ينتمى إلى أصول أرستقراطية، وأضير بسبب ثورة 1952م، وارتحل إلى أمريكا ناقما على مصر،لاجئا إلى أمريكا؛ راغبا فى الانتماء إلى حضارتها، وتزوج من سيدة أمريكية؛لكن ظل الشرق بثقافته كامنا داخل نفسه؛فلم يتقبل أمر هجرة ابنته لمنزل الأسرة، وإقامتها مع أحد الفنانين البوهيميين، وانتهت قصته بمأساة فادحة؛ إذ ماتت ابنته بسبب الإدمان وتحطمت شخصيته.
وتمثل شخصية (محمد صلاح) الذى نزح من مصر إلى أمريكا بسبب إحباطه فى الحب؛لأنه لم يتطابق قوله مع فعله،ولم يستطع أن يجعل انتماءاته السياسية ذات وجود فى الواقع المعيش،فتخلى عن حبيبته المصرية(زينب رضوان)، وعندما أنيطت به مهمة إلقاء الخطاب الاعتراضى أمام الرئيس (محمد حسنى مبارك) فى ذلك الوقت، بعد أن فشل فى التكيف مع المجتمع الأمريكى، لم يجرؤ على توجيه عبارات النقد إليه، وقرأ أمام الناس خطبة مدجنة يهادن فيها السلطة ،مما أدى إلى شعوره بالإثم ؛ فانتحر متخلصا من حياته فقد ضاعت منه الفرصة الوحيدة لتأكيد شخصيته الثورية.
تعرضت الشخصية الرئيسية (هند) فى رواية(بروكلين هايتس) للكاتبة ميرال الطحاوى، لعقبات ومضايقات حالت دون تكيفها مع المجتمع الأمريكى،ومع ذلك حاولت أن تندرج مع المجتمع الأمريكى؛فعملت مترجمة للحصول على دخل يعينها وطفلها الصغير؛لكنها ظلت تحمل داخلها الحنين للوطن؛ وتعرفت على الجاليات العربية من مختلف الجنسيات لكى تحاول الاستمرار والاندماج معهم، لكنه ظل يطاردها الماضى والحنين للوطن ؛مما أدى إلى صراع داخلى يؤرقها،ولم تستطع التغلب عليه.