الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يهتم المصمم والناقد على حد سواء بما تعنيه الاشكال المعمارية المصممه ، اذ تتميز الاشكال المعمارية عن بعضها في مدى تحقيقها لغايات معينه تعتبر معايير لتلك الفترة التي ولد فيها هذا الأثر او ذاك ، هذه المعايير تبلورها وتحددها نظريات العمارة . فمنهم من اعتبر الشكل المعماري الجيد هو الذي يعبر عن وظيفته المخصص لها... وقد تميزت اشكال كثيرة في بداية القرن العشرين طبقا الى هذا المعيار، ومنهم من اعتبر الشكل المعماري نصا مشابها للنص اللغوي يحمل رسالة مشفره باستخدام عناصر معمارية معروفة سابقا وتوظيفها في كتابة هذه النصوص ، كذلك تميزت اشكال معمارية جديدة وفقا لهذا المعيار، ومنهم من ركز على امكانات مادة البناء في تكوين أشكاله. وحيث ان معايير التقييم متغيره وتتطور على مر الزمن ، ولكي تمر الاشكال المعمارية الجديدة الى ارض الواقع عليها ان تمتثل لمعايير معينه يمكن مناقشتها وتفهمها استنادا الى الأرضية المشتركة التي أسستها نظرية الشكل مسبقا، أي ان المصمم يقنع نقاده وبالتالي الجمهور من خلال تبريراته لاستخدام هذه الاشكال دون غيرها. وعلي مدار التاريخ تكونت حضارات وأمم تسعى لايجاد هوية وطابع مميز لها عبر استخدام تكوينات وأشكال ومواد بناء تميزها فيما ما نطلق عليه التراث الحضاري لهذه الأمم، فنستطيع عن طريق ما وصلنا من مختلف الحضارات المقارنة بينهم واستخلاص الطابع المميز لهم ويستفاد بهذه الدراسات في أوجه كثيرة من الحياة. ومن الدراسات التي تفيدنا، دراسة التكوين المعماري لفترات التاريخ المختلفة منذ بدء التاريخ وحتى الآن، ومعرفة كيفية خلق تلك الأشكال والتكوينات ولماذا تم إختيارها دون غيرها. وهنا يظهر سؤال هل للأشكال الهندسية للموروث المعماري عبر التاريخ مرجعية علمية في طريقة إختيارها أم انها نتيجة الفطرة الإنسانية أو الظروف الطبيعية والإجتماعية والإقتصادية، وهل يمكن وضع أساس علمي لفهم علاقة تلك الأشكال والتكوينات الهندسية بالإستخدام والمستخدم. تهدف هذه الدراسة إلي وضع منهجية علمية لدراسة تأثير الشكل الهندسي علي حالة الوعي والحالة المزاجية لمستخدم الفراغ المعماري في محاولة لتأصيل المشاهدات النظرية لهذا التأثير بشكل علمي قابل للقياس المعملي. |