![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد اصطفى الله العرب على سائر الأمم ليتحملوا الأمانة ، وليخرج منهم نبي آخر الزمان ألا وهو نبينا محمد وجاء لهم بمعجزة فيما برعوا فيه كسائر الأمم السابقة ، والقرآن الكريم هو المعجزة التي تحدى الله بها العالم {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} [الشعراء:195] وليس العرب فقط ، وقد برع العرب في اللغة ولم يضاهيهم في ذلك أمة من الأمم ، فكانوا أهل فصاحة وبيان ، ولم تعرف أمة غيرهم بذلك ومن هذا الكتاب تفرعت علوم لا حصر لها من التفسير والبلاغة واللغة والقراءات ، ولقد قيض الله علماء اختارهم لكتابه يقومون عليه دراسة وتدريسا{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } [فاطر:32] ولكي يحفظ الله هذا الكتاب من التبديل والتحريف مصداقا لقوله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] فقد نشأ علم القراءات الذي يتناول القرآن من حيث التواتر وصحة السند وانكب العلماء يدرسون ما قرأ به النبي وصحابته الكرام وما لم يقرءوا به ، فظهرت قراءات سميت بأسماء العلماء الذين وقفوا عليها بالجمع والتمحيص والدراسة ، فكانت القراءات العشر المتواترة ، وبقيت قراءات انقطع سندها عند فترة زمنية محددة ، أو عرفت عند العلماء بأنها على سبيل التفسير والتوضيح وهو ما وُجد في مصاحف بعض الصحابة كعبد الله ابن مسعود وأبي بن كعب فجمع العلماء هذه القراءات وأفردوها بالتصانيف وعرفت بالقراءات الشاذة ، وهي لا تعتبر قرآنا ولا يتعبد بتلاوتها ، ومن هؤلاء العلماء العالم الجليل أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه بن حمدان (ت370هـ) فقد برع في القراءات الصحيح منها والشاذ بالإضافة إلى أنه عالم في اللغة ، ومن مؤلفاته الحجة في القراءات السبع ، ومختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع – موضوع البحث - ولما كانت رسالة الماجستير في القراءات العشر المتواترة استخرت الله كي أبدأ مشروع دراسة الدكتوراه فاستشرت أستاذي ومعلمي المشرف الأول على رسالة الماجستير أ.د/ حمدي بخيت عمران لكي أدخل في معترك جديد فأوصاني بالتزام ما بدأت الطريق به ، فقبلت النصيحة وشرعت بوضع خطة لرسالة الدكتوراه وعنوانها :” ما نسب إلى النبي وصحابته الكرام من القراءات الشاذة دراسة لغوية وصفية ”. أما القراءات الشاذة فمبلغ علمي أنها قد درست ، أما ما نسب للنبي وآله والصحابة الكرام من قراءات لم تصل إلى درجة المتواتر فمبلغ علمي أنها لم تدرس كمبحث مستقل ؛ لذا جعلتها موضوعا لدراستي ، للأسباب الآتية : ـ أن الدراسة متعلقة بكتاب الله ويكفي هذا شرفا للدراسة . ـ أن اختيار كتاب المختصر لابن خالويه كان لاحتوائه الكثير من القراءات الشاذة المنسوبة للنبي وآل بيته وصحابته الكرام ، دفعة واحدة فهو كتاب جامع عمدة في بابه ولكنه لم يتعرض لهذه القراءات بالشرح أو التفسير إلا نادرا . ـ أن هذه القراءات تكثر فيها الخصائص اللغوية من صوتية وصرفية ونحوية ومعجمية . أما المعوقات التي قابلتني في هذه الدراسة فهي الطريقة التي حقق بها كتاب المختصر لابن خالويه فالمحقق ربما لم تتوافر لديه النسخ الخطية الواضحة التي اعتمد عليها في تحقيقه للكتاب ؛ لذا تجده كثيرا ما يذكر قراءة ثم يأتي واضعو معاجم القراءات ليستدركوا عليه الصحيح منها أمثال الدكتور محمود الخطيب في كتابه : معجم القراءات ، وسيأتي أمثلة ذلك أثناء الدراسة ، ومتبعا المنهج الوصفي في الدراسة . |