Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مرويات محمد بن مسلم بن تدرس الملقب بأبي الزبير المكي في الكتب الستةدراسة حديثية/
المؤلف
يوسف، أحمد محمد عبد الرحمن.
عدد الصفحات
563ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 563

from 563

المستخلص

فلقد حظيت السنة النبوية بمكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية مما جعلها محل اهتمام
.  المسلمين خاصهم وعامهم ؛ نظرا لأنها سنة خير خلق الله ، محمد بن عبد الله
فهي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم ، فالسنة بنص القرآن الكريم من
،(١)”          ” الوحي ، بذلك نطق القرآن الكريمهي العلم الذي تفجرت منه بحار العلوم الفقهية ، والأحكام الشرعية ، وتزينت
بجواهره التفاسير القرآنية والشواهد النحوية ، وهي العلم الذي يسلك بصاحبه نهج السلامة ،
ويوصله إلى دار الكرامة ، وهي العلم الذي يرجع إليه الأصولي وإن برز في علمه ، والفقيه
وإن برز في ذكائه وفهمه ، والنحوي وإن برز في تجويد لفظه ، واللغوي وإن اتسع في
. ( حفظه، والواعظ المبصر ، والصوفي المفسر ، كلهم إليه راجعون ولرياضة منتجعون ( ٣
ونظرا لهذه الأهمية التي حظيت بها السنة النبوية ، انك  ب المسلمون للعناية بال  سنةالنبوية ، والمحافظة عليها والدفاع عنها من أيدي العابثين بها ، وح  ملوا أنفسهم لواء حفظ
.  الأمانة عن رسول الله
فاهتم المسلمون – منذ عهد الصدر الأول – بحفظ أسانيد شريعتهم من الكتاب والسنة
بما لم تعنِ به أمة قبلهم .ونظرا لأن أغلب أحاديث السنة آحاد ؛ استدعى ذلك النظر في أحوال الرواة ، وبيان
ضوابط وشروط قبول أخبارهم أو ردها ، وبيان صحة ما قالوه أو ضعفه .
ولقد قام علماء الحديث بذلك خير مقام ، فبحثوا وم  حصوا ودققوا في الأخبار وفتشوا
حتى م  حصوا ال  سنة ، وميزوا الصحيح من غيره ، والمقبول من غير المقبول ، ووضعوا في
ذلك موازين وضوابط ما عرفت البشرية قبلها قط ، وعرفت هذه الموازين والضوابط – فيما
بعد – بعلم (مصطلح الحديث) وهو علم بأصول وقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من
حيث القبول والرد ، فموضوعه ليس حال الرواة فقط بل السند والمتن ، بل نستطيع أن نقول
قد جعل هذا الأمر من خصائص هذه الأمة لم يشاركها فيه أحد ، وبهذا نجد أن  أن الله
الذين حملوا لواء العمل بالسنة النبوية جمع وافر من المسلمين .
ولقد كان لأهل الصدر الأول من المسلمين – في القرون الثلاثة الأولى – عظيم
الشرف بأنهم نالوا حظهم الوافر في العمل بال  سنة النبوية ، وعلى رأسهم : الخلفاء الأربعة ، ثم
بقية العشرة المبشرين بالجنة ، ثم عدد وافر من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين .
ولقد كان ضمن هؤلاء الرواة طائفة قامت بجهود طيبة في الحفاظ على السنة النبوية ،ألا وهم (الموالي) ، هذه الطائفة التي قامت بجهود طيبة في خدمة الحديث النبوي في القرون
الثلاثة الأولى – لها عظيم الأثر في علم رواية الحديث .
ومن أشهر رواة هذه الفرقة – ممن ح  ملوا أنفسهم لواء حفظ السنة النبوية - : عطاء
بن أبي رباح ، وسعيد بن جبير ، وطاوس بن كيسان ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج،
وسفيان بن عيينة ، ومحمد بن مسلم بن تدرس .
وبالرغم من الجهود الطيبة التي قامت بها فرقة الموالي ، إلا أنه من الملاحظ أن هذه
الطائفة لم تأخذ حقها من الدراسة – خاصة منذ القرن الثاني الهجري – للوقوف على دورهم
في السنة وموقف العلماء من رواياتهم ، ومن هؤلاء الرجال محمد بن مسلم بن تدرس الملقب
بأبي الزبير المكي ، وهو أحد الموالي الذين كان لهم دور مهم في خدمة السنة النبوية ، ولكنه
لم ينل قدرا من الدراسة ، وهو أحد الرواة الذين تعددت رواياتهم واختلفت فيه أقوال العلماء
وخاصة فيما يتعلق بقضية وصفه بالتدليس ، ومن هنا كان اختيار الموضوع لجمع روايات
أبي الزبير وبيان دوره في السنة وموقف العلماء من تدليسه.