![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فلقد حظيت السنة النبوية بمكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية مما جعلها محل اهتمام . المسلمين خاصهم وعامهم ؛ نظرا لأنها سنة خير خلق الله ، محمد بن عبد الله فهي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم ، فالسنة بنص القرآن الكريم من ،(١)” ” الوحي ، بذلك نطق القرآن الكريمهي العلم الذي تفجرت منه بحار العلوم الفقهية ، والأحكام الشرعية ، وتزينت بجواهره التفاسير القرآنية والشواهد النحوية ، وهي العلم الذي يسلك بصاحبه نهج السلامة ، ويوصله إلى دار الكرامة ، وهي العلم الذي يرجع إليه الأصولي وإن برز في علمه ، والفقيه وإن برز في ذكائه وفهمه ، والنحوي وإن برز في تجويد لفظه ، واللغوي وإن اتسع في . ( حفظه، والواعظ المبصر ، والصوفي المفسر ، كلهم إليه راجعون ولرياضة منتجعون ( ٣ ونظرا لهذه الأهمية التي حظيت بها السنة النبوية ، انك ب المسلمون للعناية بال سنةالنبوية ، والمحافظة عليها والدفاع عنها من أيدي العابثين بها ، وح ملوا أنفسهم لواء حفظ . الأمانة عن رسول الله فاهتم المسلمون – منذ عهد الصدر الأول – بحفظ أسانيد شريعتهم من الكتاب والسنة بما لم تعنِ به أمة قبلهم .ونظرا لأن أغلب أحاديث السنة آحاد ؛ استدعى ذلك النظر في أحوال الرواة ، وبيان ضوابط وشروط قبول أخبارهم أو ردها ، وبيان صحة ما قالوه أو ضعفه . ولقد قام علماء الحديث بذلك خير مقام ، فبحثوا وم حصوا ودققوا في الأخبار وفتشوا حتى م حصوا ال سنة ، وميزوا الصحيح من غيره ، والمقبول من غير المقبول ، ووضعوا في ذلك موازين وضوابط ما عرفت البشرية قبلها قط ، وعرفت هذه الموازين والضوابط – فيما بعد – بعلم (مصطلح الحديث) وهو علم بأصول وقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول والرد ، فموضوعه ليس حال الرواة فقط بل السند والمتن ، بل نستطيع أن نقول قد جعل هذا الأمر من خصائص هذه الأمة لم يشاركها فيه أحد ، وبهذا نجد أن أن الله الذين حملوا لواء العمل بالسنة النبوية جمع وافر من المسلمين . ولقد كان لأهل الصدر الأول من المسلمين – في القرون الثلاثة الأولى – عظيم الشرف بأنهم نالوا حظهم الوافر في العمل بال سنة النبوية ، وعلى رأسهم : الخلفاء الأربعة ، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة ، ثم عدد وافر من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين . ولقد كان ضمن هؤلاء الرواة طائفة قامت بجهود طيبة في الحفاظ على السنة النبوية ،ألا وهم (الموالي) ، هذه الطائفة التي قامت بجهود طيبة في خدمة الحديث النبوي في القرون الثلاثة الأولى – لها عظيم الأثر في علم رواية الحديث . ومن أشهر رواة هذه الفرقة – ممن ح ملوا أنفسهم لواء حفظ السنة النبوية - : عطاء بن أبي رباح ، وسعيد بن جبير ، وطاوس بن كيسان ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وسفيان بن عيينة ، ومحمد بن مسلم بن تدرس . وبالرغم من الجهود الطيبة التي قامت بها فرقة الموالي ، إلا أنه من الملاحظ أن هذه الطائفة لم تأخذ حقها من الدراسة – خاصة منذ القرن الثاني الهجري – للوقوف على دورهم في السنة وموقف العلماء من رواياتهم ، ومن هؤلاء الرجال محمد بن مسلم بن تدرس الملقب بأبي الزبير المكي ، وهو أحد الموالي الذين كان لهم دور مهم في خدمة السنة النبوية ، ولكنه لم ينل قدرا من الدراسة ، وهو أحد الرواة الذين تعددت رواياتهم واختلفت فيه أقوال العلماء وخاصة فيما يتعلق بقضية وصفه بالتدليس ، ومن هنا كان اختيار الموضوع لجمع روايات أبي الزبير وبيان دوره في السنة وموقف العلماء من تدليسه. |