الفهرس 
الدراسات المتعلقة بالاعتماديوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 294 |  |  |
| | | from | 294 | | |
المستخلص
إن التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية السريعة المتلا حقة التي يشهدها العالم
المعاصر كرد فعل للثورة المعلوماتية والتكنولوجية، وظهور العولمة، وما نتج عنها من انفتاح
على ثقافات الأمم المختل فة، وتنوع مصادر المعرفة، و سهولة تداول المعلومات، والمنافسة
في سوق العمل والاقتصاد العالمي، جعلت من تطوير التعليم وتحسينه ضرورةً ملحةً، تتجاوز
المفاهيم والممارسات التربوية التقليدية، وتضمن جودة المنتج التعليمي؛ ومن هذا المنطلق سعت
دول العالم إلى تطبيق مبادئ الاعتماد التربوي، وتحقيق ضمان الجودة في مؤسسات التعليم.
والجودة في التعليم هي الانتقال من ثقافة الحد ا لأدنى إلى ثقافة الإتقان والتميز ، لذا حرصت
المجتمعات وبشكل مستمر على العمل نحو تطوير المؤسسات التعليمية بما يفي باحتياجات
الحاضر ويتلاءم مع معطيات المستقبل( ١)، وفي ظل الاتجاهات التربوية الحديثة لتطبيق الاعتماد
التربوي، تسعى نظم التعليم جاهدة لإعداد معايير للجودة والاعتماد في ضوء المعايير العالمية وما
ينشده المجتمع من نظامه التعليمي.ولقد قامت مصر بعدة خطوات لتطوير التعليم وتحديثه، حيث أعدت وزارة التربية والتعليم
في عام ( ٢٠٠٣ م) وثيقة المعايير القومية للتعليم؛ لتجويد جميع عناصر المنظومة التعليمية. كما
أصدرت الوثيقة المتكاملة لمعايير جودة المدرسة الفعالة؛ لتطوير الأداء المدرسي الشامل بصفة
.( عامة، والاحتكام إليها عند تقويمه( ٢
وتُوجت هذه الخطوات بصدور القانون رقم( ٨٢ ) لسنة ( ٢٠٠٦ م) بإنشاء الهيئة القومية
National Authority of Quality (NAQAAE) لضمان جودة التعليم والاعتماد
لإقرار مدى استيفاء المدارس لمعايير Assurance and Accreditation of Education
الجودة والاعتماد التربوي. ولقد أصدرت الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد في عام
٢٠٠٨ م) وثيقة معايير ضمان الجودة والاعتماد لمؤسسات التعليم قبل الجامعي؛ لمساعدة )
المدارس المصرية للحصول على الاعتماد التربوي.ولقد أصبح تطبيق الاعتماد التربوي في المدارس المصرية يمثل دافعا ذاتيا لدى كافة
الممارسين التربويين فيها للسعي الدائم للإفادة من فرص التنمية المهنية المستمرة التي تُتاح لهم
ليتمكنوا من الارتقاء المستمر بالنوعية التعليمية التي يقدمونها للتلاميذ كشرط أساسي لوفاء
مدارسهم بمتطلبات الاعتماد التربوي( ١). وهذا يجعل دور الموجه في ظل تطبيق الاعتماد
التربوي دورا حيويا ورئيسيا من خلال ما يقدمه من مساعدة للمعلمين في التنمية المهنية
المستدامة.
وتنبع أهمية التوجيه الفني من واقع الحاجة الماسة إلى جهاز دائم لتطوير العملية التعليمية
.( وتفعيلها حتى تحقق التربية هدفها الأسمى وهو بناء الإنسان( ٢
وتتفق الأطر والأدبيات النظرية على أن أهداف التوجيه الفن ي تنحصر في مساعدة المعلمين
على فهم وظيفتهم، وتحقيق النمو في مهنتهم لتحسين أدائهم المهني،و إك ساب هم مهارات إدارة
الصف والتفاعل مع المتعلمين وفهم مراحل نموهم ، ومراعاة الفروق الفردية بين المتع لمين،
.( واستخدام طرق التدريس المناسبة لهم، بالإضافة إلى تقويم العملية التربوية تقويما علميا سليما( ٣
لقد تطور مفهوم التوجيه الفني ت طورا كثيرا ف ي السنوات الأخيرة ، حيث مر ال توجيه بعدة
مراحل، فقديما كان يطلق على التوجيه (التفتيش)، وكان يقوم على أساس استخدام السلطة
وتصيد الأخطاء وتوجيه النقد وانعدام التوجيه والإرشاد من جانب المفتش ، ومن هنا كان ينظر
المعلم للمفتش نظرة تتسم ب الخوف والرهبة . وهكذا كان ت العلاقة بين المعلم ين والمفتش ين علاقة
.( معتلة لا تقوم على أساس صحي سليم من العلاقات الإنسانية الصحيحة.