الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تدور هذه الدراسة التي هي بعنوان: (الأصول الفلسفية عند المعتزلة في دراسة المتشابهات وأثرها لدى بعض اتجاهات الفكر المعاصر) حول دراسة قضايا المتشابهات في ضوء الأصول الفلسفية للمعتزلة، ومدى صلتها بالفكر اللاهوتي المسيحي واليهودي، والفلسفة اليونانية، والمصدرين الفارسي والهندي. وتناولتْ –من زاوية أخرى- عرض المنطلقات والأطروحات الفكرية الرئيسة لأعلام التأويلية المعاصرة ، وما هي الأسس والخطط النقدية التي استثمروها في قراءة النصوص الدينية ؟ ثم أبرزتْ أوجه الاتفاق والاختلاف بين المعتزلة والتأويلية المعاصرة. وقد جاءت هذه الدراسة في مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة تضم أبرز النتائج، ثم أعقب ذلك ثبت المصادر والمراجع. أما المقدمةُ فهي لبيان مشكلة الدراسة، وأهمية الموضوع، والدراسات السابقة، ومنهج الباحث الذي سلكه في بحثه، ثم خطة الدراسة وهيكلها العام. وبالنسبة للتمهيد فهو يعالج المداخل الرئيسة، ومنها: فلسفة المعتزلة في نشأة علم الكلام في الإسلام، ومراحل نشأة الاعتزال، ومفهوم المحكم والمتشابه عند رجالات المعتزلة، وأثر المتشابهات في نشأة علم الكلام، ومدى علاقتها بالنظر العقلي. وناقشتُ في الفصل الأول الذي هو بعنوان:(قضايا المتشابهات في فكر المعتزلة وصلتها بالمؤثرات الأجنبية) أبرز المسائل المتعلقة بدعاوى التأثيرات الأجنبية في تفكير المعتزلة. وقد رأيتُ أنّ هذه المؤثرات منها ما يُرد إلى الفكر المسيحي واليهودي، أو الفلسفة اليونانية، أو المصدرين الفارسي والهندي، ولذا فقد تناولت هذه الدعاوى والمزاعم بالتحليل لبيان مدى صدق أصحابها أو تهافت حججهم. وفي الفصل الثاني -من هذه الدراسة- الذي هو بعنوان:(جوانب التأويل عند المعتزلة في دراسة المتشابهات) أشرتُ إلى أسس المنهج التأويلي عند المعتزلة، ثم أبنتُ عن فلسفتهم ومنهجهم العقلي في مناقشة عدد من القضايا الكلامية، نحو موقفهم من الصفات الإلهية وعلاقتها بالذات، وكيف انتقل البحث عندهم في هذه المسألة من البساطة إلى التعقيد الفلسفي؟ وناقشتُ رؤيتهم في مقالتي رؤية الله تعالى في الآخرة ، وخلق القرآن، في ضوء أدلتهم العقلية والنقلية في ذلك. أما الفصل الثالث فهو بعنوان:(التأويلية الفلسفية المعاصرة وصلتها بالفكر الاعتزالي)، وقد عرفتُ فيه بالتأويلية المعاصرة، وأهدافها، ومنهجها، وأبرز أعلامها. ومن ناحية أخرى فقد اجتهدت التأويلية الفلسفية المعاصرة-القائمة على الهيرمنيوطيقا الغربية- في توظيف مقولات المعتزلة في خلق القرآن، وسلطة العقل إلى درجة تأليهه،.. ولكنّ ثمة فروقًا جوهرية بينهما، فقد وضع المعتزلة ضوابط ومعايير لعملية التأويل، ولم يكن هدفهم من التأويل هدم الدين أو الهجوم على النصوص الدينية، والتزموا من جهتهم بالتفرقة بين المحكم والمتشابه، فالمتشابه فقط هو محل التأويل وموضوعه. بينما ذهب أنصار التأويلية المعاصرة إلى القول بلا نهائية التأويل، وعمدوا إلى تفريغ النص من محتواه وأحكامه، ولم يفرقوا بين المحكم والمتشابه، فجميع النصوص واحدة في خضوعها للتأويل، وثمة نصوص لا تستنفد قراءتها. ثُم أوجزتُ بعد ذلك أبرز النتائج التي توصلتُ إليها، ومنها: -العقل عند المعتزلة هو الفيصل أو المحك بين المتشابهات، فأقوى ما يُعلم به الفرق بين المحكم والمتشابه أدلة العقول، بل ليس في القرآن إلا ما يوافق طريقة العقل وأدلته. - ليس للمصادر الأجنبية القول الفصل في تأسيس القول بحرية الإرادة الإنسانية ونشأتها عند المعتزلة، وإن كان ثمة أثر فإنه ربما لعب دورًا –لا في إثارة المشكلة ونشأتها– بل في تطويرها عن طريق لجوء المعتزلة إلى توظيف أسلحة الخصوم في الدفاع عن وجهة نظرهم. -طريقة المعتزلة في التأويل العقلي-تقوم على أساس ثابت- فهم يحملون العبارات الدالة على التشبيه والتجسيم، والتي لا يليق ظاهرها، ومعناها الحرفي الظاهري بمقام الألوهية على تأويلات ومعان أبعد ما تكون عن الإيهام والتشبيه مع تدعيم ذلك بالأدلة اللغوية من الشعر القديم أو لغة العرب القدماء، واستخدام كل ذلك في نفي التشبيه والتجسيم. -تمثلُ مجالات (الإلهيات-النبوات-الإنسان) مجالات أساسية في تفكير المعتزلة، بينما ترى التأويليةُ المعاصرة أنّ الإنسان فقط هو محور تفكيرها، ومن ثَمّ فقد دعتْ إلى بناء علم الكلام على أساس أنّ الإنسان هو جوهر هذا العلم. وفي النهاية رصدتُ قائمة الملاحق، وثبت المصادر والمراجع. |