Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تقدير الذات وعلاقتها بقلق المستقبل لدى طلاب الدراسات العليا بكليات التربية الرياضية /
المؤلف
هندام، احمد الحسن المهدى ابراهيم.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد الحسن المهدى إبراهيم هندام
مشرف / محمود يحيى سعد،
مشرف / عاطف نمر خليفة.
مناقش / محمود يحيى سعد،
الموضوع
علم النفس الرياضى.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
150 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس الرياضي
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية التربية الرياضية - العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

تشير دراسة عبد الباقى دفع الله أحمد , مواهب عبد الرحيم محمد (2011م) إلى أنه توجد علاقة ارتباطية سالبة بين القلق وتقدير الذات (2:50). ويشير وحيد مصطفى كامل نقلاً عن دراسة جاكسون Gackson أن هناك علاقة معكوسة بين تقدير الذات والقلق, وهذة العلاقة أقوى بكثير للبنات من الاولاد (12:90). و يرى روجرز Rogers إن القابلية للقلق إنما تحدث عندما يكون هناك تعارض بين ما يعيشه الكائن العضوي وبين مفهوم الذات, فالاضطراب يأتي عندما تكون الأحداث التي يتم إدراكها على أنها تنطوي على دلاله بالنسبة للذات تتعارض مع انتظام الذات , فإن الأحداث أما أن تلقى الإنكار أو تلقى تحريفاً إلى الحد الذي تصبح معه صالحه للتقبل ويغدو التحكم الشعورى أكثر صعوبة عندما يناضل الكائن الحي إشباعاً لحاجات لا تحظى شعوريا بالاعتراف ويناضل استجابة لخبرات تلقى الإنكار من الذات الشعورية , عندئذ يحدث التوتر , فإذا ما أصبح الفرد بأية درجه على وعى بهذا التعارض فأنه يشعر بالقلق , وبأنه غير متحد أو غير متكامل وبأنه غير متيقن من وجهاته , وعدم المطابقة أو الملائمة Incongruence ما بين امكانات الفرد ومنجزاته وما بين الذات المثالية والذات الممارسةFunctional self يؤدى إلى انخفاض مستوى تقدير الذات والشعور بالذنب والقلق (642:35). ويذكر وحيد مصطفى كامل (2003م) أن هناك صله وثيقة بين القلق وإدراك تهديد الذات, وأن هذا الإدراك يأتي في المرتبة الأولى ثم يليه الانفعال الشديد المتمثل في حاله القلق بحسب ما مر به الطفل من خبرات مؤلمه, وتشير الدراسات إلى اختلاف الأشخاص في إدراك تهديد تقدير الذات بحسب مستوى القلق فالأشخاص ذوى مستوى القلق المرتفع يدركون التهديد في مواقف كثيرة قد تبدو عادية ليس فيها تهديدا لغيرهم, وفسر سيبلبرجر هذا بافتراض أن القلق المرتفع يعكس أيضاً استعداد الشخص لأدراك تهديد الذات في المواقف مما يعنى أن استعداد الأشخاص ذوى القلق المرتفع لأدراك التهديد أعلى من الأشخاص ذوى مستوى القلق المنخفض.
وكذلك يشير إلى أن الدراسات أيضاً تشير إلى أن الاشخاص مرتفعي مستوى القلق لا يدركون تهديد تقدير الذات في مواقف كثيرة فحسب, بل أيضاً يتطيرون ويعتقدون في سوء حظهم وعدم كفاءتهم, مما يكون له الأثر الكبير المدمر على احترام الذات (7:90). وقد أكدت دراسة زوكولو Zoccolillo ( 1992 م) أهمية القلق كمتغير له أثره السلبي على تقدير الذات , فكلما ارتفع القلق نقص تقدير الفرد لذاته (547:118). ويقول ستاك سوليفان S.Sullivan أن القلق له قوه لها أثرها في تكوين الذات , والنفس غير أنها قوه معوقه , إذ تقلل من قوة الملاحظة , كما تقلل من القدرة على التمييز , وتعوق الحصول على المعلومات , كما تعوق الفهم , وتؤدى إلى قصر النظر , وهى عادة تنزع إلى إبعاد الموقف الذي بعث عليها في مجال الوعي , وتتكون الذات باستغلال الإمكانيات الذاتية للحصول على رضا الآخرين وخاصة الأم , وتجنب عدم رضاها , وتجنب القلق الذي يبعث عليه في البداية رغم عدم الرضا أكثر القوى أثراً في تكوين الذات (12:36). يمثل القلق النفسي المرتبة الأولى فى الانتشار بين الأمراض النفسية لأنه يمثل من (40:30 ) من الاضطرابات العصابية , وقد وجدت العديد من الدراسات أنه أكثر انتشارا لدى الإناث منه لدى الذكور , كما أنه ينتشر فى الطفولة والمراهقة وسن التقاعد والشيخوخة نتيجة العديد من الأزمات النى يمر بها الأشخاص إبان كل مرحلة من مراحل النمو (31:51). ويذكر شيهان أن مرض القلق يصيب نحو (5%) من السكان , وهو يصيب (1%) تقريباً إلى العجز , وأغلب المصابين به من النساء (80%) وتعزى زيادة إنتشار المرض فى النساء لالوان من الضغوط أكثر من تلك التى يتعرض لها الرجال (20:26). وفى دراسة أحمد عكاشة وجد أن حوالى (20%) من جميع المرضى المترددين على عيادة الطب النفسى بمستشفى عين شمس يعانون من القلق النفسى , وهو أعلى نسبة لجميع الأمراض النفسية والعقلية (116:5). وتشير دراسات الأوبئة إلى أن إضطراب القلق ثالث أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً فى الولايات المتحدة الامريكية , وأن هناك حوالى (13%) من الأفراد يعانون من إضطراب القلق ، ويحدث فى سن مبكرة بمتوسط عمر 15 سنة (38:103). وتشير البحوث إلى أن الأشخاص المصابين بإضطراب القلق المعمم , المخاوف المرضية , والهلع لهم معدل وفاة مرتفع , وأسباب الوفاة التى تمثل خطراً مرتفعاً لديهم هى الانتحار والاضطرابات القلبية الوعائية (12:11). لقد أصبحت الأمراض النفسية من أكثر الأمراض شيوعاً وانتشاراً لاسيما ، وأن المجتمعات تمر من وقت إلى آخر بالعديد من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وانتشار الأزمات , والكوارث , والحروب , والصراعات فيما بينها , والتى تترك آثارها على الأفراد , مما جعل البعض يطلق على هذا العصر عصر القلق , وارجع أسباب القلق إلى ضعف القيم الدينية , والخلقية , والتفكك الأسرى وصعوبة تحقيق الرغبات الذاتية , وشدة إغراءات الحياة مع التطلعات الأيدلوجية المختلفة (17:5). وقد شهد القرن التاسع عشر, كما يقول اسبيلبرجر Spielberger (1972م), تزايد الاهتمام بالانفعالات, وبخاصة القلق, وذلك على أيدي فلاسفة هذا العصر الوجوديين على يدي كيركجارد Kierkegard. وقد شهد هذا القرن أيضاً, اهتماما متزايداً لدى البيولوجيين أمثال داروين Darwin, بظاهرتي الخوف والقلق, وفى القرن العشرين, برز القلق بوصفه مشكله مركزيه وموضوعا سائدا في الحياة المعاصرة, إلى حد أن هذا العصر قد غدا يشار إليه على أنه عصر الخوف أو عصر القلق (5:90). ويشير كلاً من محمد انور ابراهيم فراج وهويده محمود (2006م) أنها مما لا شك فيه أن التفكير والخوف من المستقبل من الأمور التي أصبحت لا تشغل بال أو فكر الشباب فقط بل أصبح التفكير في المستقبل والتنبؤ به من الأمور التي تهم المجتمعات والشعوب المتحضرة والتي تحاول أن تجد لنفسها موضعاً على الخريطة العالمية والدولية (55:72). وتشير ناهد سعود أن قلق المستقبل لدى طلاب وطالبات الجامعة مرتفع ويشكل ظاهرة واضحة لمجتمع ملئ بالمتغيرات مشحون بعوامل مثيرة مجهولة المصير تؤدى تفاعلاتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية وغيرها إلى نتائج تنعكس على سلوكيات الأفراد , حيث إن هذه الظاهرة تمس وجود الفرد والمجتمع , وبالتالي أصبح عدم الوثوق بالمستقبل سمة نفسية تمر بالعنصر البشرى وخصوصاً شريحة الشباب منها (186:85). والشباب اليوم , ونعني طلبة الجامعة , هم المستقبل وهم رجال ونساء الغد الذين سيتحملون مسئولية تقدم وازدهار بلادهم ، ويفكرون بشكل كبير في المستقبل ويتخوفون منه وما يخبأه لهم ، فقد تبين للباحث أن غالبية الطلبة لديهم ترقب وخوف من المستقبل من أشياء محددة فعلى سبيل المثال يكون قلق الطلاب من المستقبل نابعاً من (عدم وجود صديق – القلق العاطفي والخوف من عدم الارتباط بالشخص المناسب – عدم تحقيق الطموحات المادية والمعنوية – الخوف من الموت ومن العقاب في الآخرة – عدم تكوين أسرة بل والفشل في تربية الأبناء أو عدم توفير جو صحي وتربوي لهم – الخوف الشديد من موت صديق أو شخص عزيز – الخوف من ضياع وضعف الدين ودخول الشكوك فيه وتدهور بعض الأوضاع الدينية وخاصة ما يظهر على الفضائيات من الخلافات الدينية بين الدعاة حول الأمور أو القضايا الدينية – أيضاً كثرة برامج الفضائيات دون رقابة حقيقية – عدم سيطرة فكرة العمل الجماعي – الخوف من عدم وجود عمل ثابت بعد أكثر من خمس عشرة سنة دراسية – الشعور بالوحدة في المستقبل) وغيرها من الأمور التي تتعلق بقلق الشباب من المستقبل . وقد تبين للباحث ندرة البحوث التى تناولت العلاقة بين المتغيرين وأيضا ندرة البحوث التى اهتمت بطلبة الدراسات العليا بالجامعات المصرية عامة وكلية التربية الرياضية خاصة وهذا ما دفع الباحث إلى إجراء هذه الدراسة . -أهمية البحث: - توضح الدراسة العلاقة بين تقدير الذات وقلق المستقبل لدى طلاب الدراسات العليا ” الماجستير , الدكتوراه ” تعد ذلك الدراسة من الدراسات القليلة التى تناولت العلاقة بين تقدير الذات وقلق المستقبل- توفير بعض المعلومات العملية حول طلاب الدراسات العليا وصورة لتقديرها لذاتها وملامح وأسس تعاطيها مع تحدياته.- أهداف البحث : يهدف البحث إلي محاولة معرفة تقدير الذات وعلاقتها بقلق المستقبل لدي طلاب الدراسات العليا عينة البحث وذلك من خلال :- معرفة مستوى تقدير الذات لدى عينة البحث .- معرفة مستوى قلق المستقبل لدى عينة البحث .- تساؤلات البحث: - هل يوجد فروق دالة إحصائية بين طلاب الدراسات العليا بكليات التربية الرياضية (بورسعيد - بنها - الزقازيق - بنى سويف - المنيا ) فى تقدير الذات . - هل يوجد فروق دالة إحصائية بين طلاب الدراسات العليا بكليات التربية الرياضية (بورسعيد - بنها - الزقازيق - بنى سويف - المنيا ) فى قلق المستقبل . - هل يوجد فروق دالة إحصائية بين طلاب الدراسات العليا بكليات التربية الرياضية في نظام الساعات المعتمدة ( بورسعيد – المنيا ) ونظام المحاضرات (بنها – الزقازيق –بنى سويف ) في تقدير الذات . - توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائية سالبة بين تقدير الذات وقلق المستقبل لدى عينة البحث. - إجراءات البحث: - منهج البحث: استخدم الباحث في الدراسة المنهج المسحى بالأسلوب الإرتباطى لملائمته طبيعة البحث الحالي . مجتمع البحث: يتمثل مجتمع البحث فى طلبة الدراسات العليا بكليات التربية الرياضية بجمهورية مصر العربية , ثم تم إختيار خمس كليات حسب موقعها الجغرافى وحسب النظام التعليمى بالدراسات العليا
- عينة البحث:
تم اختيارها بالطريقة العشوائية وشملت عينة البحث (250) من طلاب الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه ) مقسمة إلى ( 50 ) عينة استطلاعية , و(200) عينة أساسية من كليات التربية الرياضية بالجامعات التالية ( جامعة بورسعيد , جامعة بنها , جامعة الزقازيق , جامعة بنى سويف , جامعة المنيا ).
- أدوات ووسائل جمع البيانات:-
- مقياس تقدير الذات ( إعداد الباحث ).
- مقياس قلق المستقبل ( إعداد الباحث ).
- الدراسة الأساسية :
تم إجراء العينة الأساسية فى الفترة مابين ( 11/ 12/ 2014م) إلى الفترة
(28/ 12/ 2014م), وقد تم تطبيق أدوات الدراسة ( مقياس تقدير الذات– مقياس قلق المستقبل ) فى يوم واحد من إجراء الدراسة, باستثناء كلية التربية الرياضية جامعة بورسعيد , وكلية التربية الرياضية جامعة بنى سويف فتم إجرائها على يومان, وقد تم توزيع المقاييس بعدد (50) استمارة (لكل مقياس), لكى يتم بعد ذلك باستبعاد بعض الاستمارات لعدم استكمال إجابات بعض الطلاب على المقاييس .
- المعالجات الإحصائية :
استخدم الوسائل الإحصائية الآتية :-
- الإحصاء الوصفى .
- المتوسط الحسابى . - الانحراف المعيارى .
- اختبار تحليل التباين .
- اختبار Dunnett .
- معامل الارتباط بيرسون .
- اختبار ت لعنتين مستقلتين .
- الاستنتاجات والتوصيات :
- الاستنتاجات:
في حدود أهداف الدراسة وتساؤلاتها وعينة الدراسة وخصائصها والمنهج المستخدم ومن واقع البيانات والمعالجات الإحصائية , توصل الباحث إلى الاستنتاجات التالية :
• تصميم مقياس لتقدير الذات وقلق المستقبل لاستخدامهم في البحوث النفسية في مختلف المراحل المختلفة وبالذات الجامعية .
• وجود فروق دلالة إحصائية بين عينة الدراسة ككل في تقدير الذات وكان مستوى تقدير الذات لديهم متوسط .
• عدم وجود فروق دلالة إحصائية بين عينة الدراسة ككل في قلق المستقبل وكان مستوى قلق المستقبل لديهم متوسط .
• وجود فروق دلالة إحصائية بين طلاب الدراسات العليا نظام الساعات المعتمدة وطلاب الدراسات العليا بنظام المحاضرات لصالح طلاب نظام الساعات المعتمدة في تقدير الذات.
• وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائية سالبة بين تقدير الذات وقلق المستقبل لدى عينة الدراسة .
- التوصيات :
فى ضوء ما أظهرته نتائج الدراسة والاستنتاجات التى تم التوصل إليها يوصى الباحث بالآتي .
• ضرورة اهتمام الأسرة بالفرد منذ الصغر وإعلاء قيمة ذاته بين أفراد المجتمع .
• يجب اهتمام الدولة بطلاب الدراسات العليا وتوفير كل ما يرجو الطلاب من الدولة ومؤسساته .
• تنظيم برامج تربوية وإرشادية عن تنمية تقدير الذات والحد من قلق المستقبل .
• الاهتمام بالصحة النفسية وخاصة اضطرابات القلق من أجل حسن التعامل مع تداعياته السلبية .
• إجراء المزيد من الدراسات والبحوث النفسية بمختلف المتغيرات على طلبة الدراسات العليا.
• أن تحرص الجامعات على إنشاء مراكز للإرشاد النفسي لتقديم الخدمات الإرشادية للطلاب .
• توعية الشباب نحو مستقبلهم من خلال التعرف على إمكاناتهم الحقيقية وتعليمهم مهارات التخطيط للمستقبل .
• رصد العوامل المؤثرة في تقدير الذات والاستفادة منها نظرياً وعملياً .
تشير دراسة عبد الباقى دفع الله أحمد , مواهب عبد الرحيم محمد (2011م) إلى أنه توجد علاقة ارتباطية سالبة بين القلق وتقدير الذات (2:50).
ويشير وحيد مصطفى كامل نقلاً عن دراسة جاكسون Gackson أن هناك علاقة معكوسة بين تقدير الذات والقلق, وهذة العلاقة أقوى بكثير للبنات من الاولاد (12:90).
و يرى روجرز Rogers إن القابلية للقلق إنما تحدث عندما يكون هناك تعارض بين ما يعيشه الكائن العضوي وبين مفهوم الذات, فالاضطراب يأتي عندما تكون الأحداث التي يتم إدراكها على أنها تنطوي على دلاله بالنسبة للذات تتعارض مع انتظام الذات , فإن الأحداث أما أن تلقى الإنكار أو تلقى تحريفاً إلى الحد الذي تصبح معه صالحه للتقبل ويغدو التحكم الشعورى أكثر صعوبة عندما يناضل الكائن الحي إشباعاً لحاجات لا تحظى شعوريا بالاعتراف ويناضل استجابة لخبرات تلقى الإنكار من الذات الشعورية , عندئذ يحدث التوتر , فإذا ما أصبح الفرد بأية درجه على وعى بهذا التعارض فأنه يشعر بالقلق , وبأنه غير متحد أو غير متكامل وبأنه غير متيقن من وجهاته , وعدم المطابقة أو الملائمة Incongruence ما بين امكانات الفرد ومنجزاته وما بين الذات المثالية والذات الممارسةFunctional self يؤدى إلى انخفاض مستوى تقدير الذات والشعور بالذنب والقلق (642:35).
ويذكر وحيد مصطفى كامل (2003م) أن هناك صله وثيقة بين القلق وإدراك تهديد الذات, وأن هذا الإدراك يأتي في المرتبة الأولى ثم يليه الانفعال الشديد المتمثل في حاله القلق بحسب ما مر به الطفل من خبرات مؤلمه, وتشير الدراسات إلى اختلاف الأشخاص في إدراك تهديد تقدير الذات بحسب مستوى القلق فالأشخاص ذوى مستوى القلق المرتفع يدركون التهديد في مواقف كثيرة قد تبدو عادية ليس فيها تهديدا لغيرهم, وفسر سيبلبرجر هذا بافتراض أن القلق المرتفع يعكس أيضاً استعداد الشخص لأدراك تهديد الذات في المواقف مما يعنى أن استعداد الأشخاص ذوى القلق المرتفع لأدراك التهديد أعلى من الأشخاص ذوى مستوى القلق المنخفض.
وكذلك يشير إلى أن الدراسات أيضاً تشير إلى أن الاشخاص مرتفعي مستوى القلق لا يدركون تهديد تقدير الذات في مواقف كثيرة فحسب, بل أيضاً يتطيرون ويعتقدون في سوء حظهم وعدم كفاءتهم, مما يكون له الأثر الكبير المدمر على احترام الذات (7:90).
وقد أكدت دراسة زوكولو Zoccolillo ( 1992 م) أهمية القلق كمتغير له أثره السلبي على تقدير الذات , فكلما ارتفع القلق نقص تقدير الفرد لذاته (547:118).
ويقول ستاك سوليفان S.Sullivan أن القلق له قوه لها أثرها في تكوين الذات , والنفس غير أنها قوه معوقه , إذ تقلل من قوة الملاحظة , كما تقلل من القدرة على التمييز , وتعوق الحصول على المعلومات , كما تعوق الفهم , وتؤدى إلى قصر النظر , وهى عادة تنزع إلى إبعاد الموقف الذي بعث عليها في مجال الوعي , وتتكون الذات باستغلال الإمكانيات الذاتية للحصول على رضا الآخرين وخاصة الأم , وتجنب عدم رضاها , وتجنب القلق الذي يبعث عليه في البداية رغم عدم الرضا أكثر القوى أثراً في تكوين الذات (12:36).
يمثل القلق النفسي المرتبة الأولى فى الانتشار بين الأمراض النفسية لأنه يمثل من (40:30 ) من الاضطرابات العصابية , وقد وجدت العديد من الدراسات أنه أكثر انتشارا لدى الإناث منه لدى الذكور , كما أنه ينتشر فى الطفولة والمراهقة وسن التقاعد والشيخوخة نتيجة العديد من الأزمات النى يمر بها الأشخاص إبان كل مرحلة من مراحل النمو (31:51).
ويذكر شيهان أن مرض القلق يصيب نحو (5%) من السكان , وهو يصيب (1%) تقريباً إلى العجز , وأغلب المصابين به من النساء (80%) وتعزى زيادة إنتشار المرض فى النساء لالوان من الضغوط أكثر من تلك التى يتعرض لها الرجال (20:26).
وفى دراسة أحمد عكاشة وجد أن حوالى (20%) من جميع المرضى المترددين على عيادة الطب النفسى بمستشفى عين شمس يعانون من القلق النفسى , وهو أعلى نسبة لجميع الأمراض النفسية والعقلية (116:5).
وتشير دراسات الأوبئة إلى أن إضطراب القلق ثالث أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً فى الولايات المتحدة الامريكية , وأن هناك حوالى (13%) من الأفراد يعانون من إضطراب القلق ، ويحدث فى سن مبكرة بمتوسط عمر 15 سنة (38:103).
وتشير البحوث إلى أن الأشخاص المصابين بإضطراب القلق المعمم , المخاوف المرضية , والهلع لهم معدل وفاة مرتفع , وأسباب الوفاة التى تمثل خطراً مرتفعاً لديهم هى الانتحار والاضطرابات القلبية الوعائية (12:11).
لقد أصبحت الأمراض النفسية من أكثر الأمراض شيوعاً وانتشاراً لاسيما ، وأن المجتمعات تمر من وقت إلى آخر بالعديد من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وانتشار الأزمات , والكوارث , والحروب , والصراعات فيما بينها , والتى تترك آثارها على الأفراد , مما جعل البعض يطلق على هذا العصر عصر القلق , وارجع أسباب القلق إلى ضعف القيم الدينية , والخلقية , والتفكك الأسرى وصعوبة تحقيق الرغبات الذاتية , وشدة إغراءات الحياة مع التطلعات الأيدلوجية المختلفة (17:5).
وقد شهد القرن التاسع عشر, كما يقول اسبيلبرجر Spielberger (1972م), تزايد الاهتمام بالانفعالات, وبخاصة القلق, وذلك على أيدي فلاسفة هذا العصر الوجوديين على يدي كيركجارد Kierkegard. وقد شهد هذا القرن أيضاً, اهتماما متزايداً لدى البيولوجيين أمثال داروين Darwin, بظاهرتي الخوف والقلق, وفى القرن العشرين, برز القلق بوصفه مشكله مركزيه وموضوعا سائدا في الحياة المعاصرة, إلى حد أن هذا العصر قد غدا يشار إليه على أنه عصر الخوف أو عصر القلق (5:90).
ويشير كلاً من محمد انور ابراهيم فراج وهويده محمود (2006م) أنها مما لا شك فيه أن التفكير والخوف من المستقبل من الأمور التي أصبحت لا تشغل بال أو فكر الشباب فقط بل أصبح التفكير في المستقبل والتنبؤ به من الأمور التي تهم المجتمعات والشعوب المتحضرة والتي تحاول أن تجد لنفسها موضعاً على الخريطة العالمية والدولية (55:72).
وتشير ناهد سعود أن قلق المستقبل لدى طلاب وطالبات الجامعة مرتفع ويشكل ظاهرة واضحة لمجتمع ملئ بالمتغيرات مشحون بعوامل مثيرة مجهولة المصير تؤدى تفاعلاتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية وغيرها إلى نتائج تنعكس على سلوكيات الأفراد , حيث إن هذه الظاهرة تمس وجود الفرد والمجتمع , وبالتالي أصبح عدم الوثوق بالمستقبل سمة نفسية تمر بالعنصر البشرى وخصوصاً شريحة الشباب منها (186:85).
والشباب اليوم , ونعني طلبة الجامعة , هم المستقبل وهم رجال ونساء الغد الذين سيتحملون مسئولية تقدم وازدهار بلادهم ، ويفكرون بشكل كبير في المستقبل ويتخوفون منه وما يخبأه لهم ، فقد تبين للباحث أن غالبية الطلبة لديهم ترقب وخوف من المستقبل من أشياء محددة فعلى سبيل المثال يكون قلق الطلاب من المستقبل نابعاً من (عدم وجود صديق – القلق العاطفي والخوف من عدم الارتباط بالشخص المناسب – عدم تحقيق الطموحات المادية والمعنوية – الخوف من الموت ومن العقاب في الآخرة – عدم تكوين أسرة بل والفشل في تربية الأبناء أو عدم توفير جو صحي وتربوي لهم – الخوف الشديد من موت صديق أو شخص عزيز – الخوف من ضياع وضعف الدين ودخول الشكوك فيه وتدهور بعض الأوضاع الدينية وخاصة ما يظهر على الفضائيات من الخلافات الدينية بين الدعاة حول الأمور أو القضايا الدينية – أيضاً كثرة برامج الفضائيات دون رقابة حقيقية – عدم سيطرة فكرة العمل الجماعي – الخوف من عدم وجود عمل ثابت بعد أكثر من خمس عشرة سنة دراسية – الشعور بالوحدة في المستقبل) وغيرها من الأمور التي تتعلق بقلق الشباب من المستقبل .
وقد تبين للباحث ندرة البحوث التى تناولت العلاقة بين المتغيرين وأيضا ندرة البحوث التى اهتمت بطلبة الدراسات العليا بالجامعات المصرية عامة وكلية التربية الرياضية خاصة وهذا ما دفع الباحث إلى إجراء هذه الدراسة .
-أهمية البحث:
- توضح الدراسة العلاقة بين تقدير الذات وقلق المستقبل لدى طلاب الدراسات العليا ” الماجستير , الدكتوراه ”
- تعد ذلك الدراسة من الدراسات القليلة التى تناولت العلاقة بين تقدير الذات وقلق المستقبل
- توفير بعض المعلومات العملية حول طلاب الدراسات العليا وصورة لتقديرها لذاتها وملامح وأسس تعاطيها مع تحدياته.
- أهداف البحث :
- يهدف البحث إلي محاولة معرفة تقدير الذات وعلاقتها بقلق المستقبل لدي طلاب الدراسات العليا عينة البحث وذلك من خلال :
- معرفة مستوى تقدير الذات لدى عينة البحث .
- معرفة مستوى قلق المستقبل لدى عينة البحث .
- تساؤلات البحث:
- هل يوجد فروق دالة إحصائية بين طلاب الدراسات العليا بكليات التربية الرياضية (بورسعيد - بنها - الزقازيق - بنى سويف - المنيا ) فى تقدير الذات .
- هل يوجد فروق دالة إحصائية بين طلاب الدراسات العليا بكليات التربية الرياضية (بورسعيد - بنها - الزقازيق - بنى سويف - المنيا ) فى قلق المستقبل .
- هل يوجد فروق دالة إحصائية بين طلاب الدراسات العليا بكليات التربية الرياضية في نظام الساعات المعتمدة ( بورسعيد – المنيا ) ونظام المحاضرات (بنها – الزقازيق –بنى سويف ) في تقدير الذات .
- توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائية سالبة بين تقدير الذات وقلق المستقبل لدى عينة البحث.
- إجراءات البحث:
- منهج البحث:
استخدم الباحث في الدراسة المنهج المسحى بالأسلوب الإرتباطى لملائمته طبيعة البحث الحالي .
- مجتمع البحث:
يتمثل مجتمع البحث فى طلبة الدراسات العليا بكليات التربية الرياضية بجمهورية مصر العربية , ثم تم إختيار خمس كليات حسب موقعها الجغرافى وحسب النظام التعليمى بالدراسات العليا
- عينة البحث:
تم اختيارها بالطريقة العشوائية وشملت عينة البحث (250) من طلاب الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه ) مقسمة إلى ( 50 ) عينة استطلاعية , و(200) عينة أساسية من كليات التربية الرياضية بالجامعات التالية ( جامعة بورسعيد , جامعة بنها , جامعة الزقازيق , جامعة بنى سويف , جامعة المنيا ).
- أدوات ووسائل جمع البيانات:-
- مقياس تقدير الذات ( إعداد الباحث ).
- مقياس قلق المستقبل ( إعداد الباحث ).
- الدراسة الأساسية :
تم إجراء العينة الأساسية فى الفترة مابين ( 11/ 12/ 2014م) إلى الفترة
(28/ 12/ 2014م), وقد تم تطبيق أدوات الدراسة ( مقياس تقدير الذات– مقياس قلق المستقبل ) فى يوم واحد من إجراء الدراسة, باستثناء كلية التربية الرياضية جامعة بورسعيد , وكلية التربية الرياضية جامعة بنى سويف فتم إجرائها على يومان, وقد تم توزيع المقاييس بعدد (50) استمارة (لكل مقياس), لكى يتم بعد ذلك باستبعاد بعض الاستمارات لعدم استكمال إجابات بعض الطلاب على المقاييس .
- المعالجات الإحصائية :
استخدم الوسائل الإحصائية الآتية :-
- الإحصاء الوصفى .
- المتوسط الحسابى . - الانحراف المعيارى .
- اختبار تحليل التباين .
- اختبار Dunnett .
- معامل الارتباط بيرسون .
- اختبار ت لعنتين مستقلتين .
- الاستنتاجات والتوصيات :
- الاستنتاجات:
في حدود أهداف الدراسة وتساؤلاتها وعينة الدراسة وخصائصها والمنهج المستخدم ومن واقع البيانات والمعالجات الإحصائية , توصل الباحث إلى الاستنتاجات التالية :
• تصميم مقياس لتقدير الذات وقلق المستقبل لاستخدامهم في البحوث النفسية في مختلف المراحل المختلفة وبالذات الجامعية .
• وجود فروق دلالة إحصائية بين عينة الدراسة ككل في تقدير الذات وكان مستوى تقدير الذات لديهم متوسط .
• عدم وجود فروق دلالة إحصائية بين عينة الدراسة ككل في قلق المستقبل وكان مستوى قلق المستقبل لديهم متوسط .
• وجود فروق دلالة إحصائية بين طلاب الدراسات العليا نظام الساعات المعتمدة وطلاب الدراسات العليا بنظام المحاضرات لصالح طلاب نظام الساعات المعتمدة في تقدير الذات.
• وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائية سالبة بين تقدير الذات وقلق المستقبل لدى عينة الدراسة .
- التوصيات :
فى ضوء ما أظهرته نتائج الدراسة والاستنتاجات التى تم التوصل إليها يوصى الباحث بالآتي .
• ضرورة اهتمام الأسرة بالفرد منذ الصغر وإعلاء قيمة ذاته بين أفراد المجتمع .
• يجب اهتمام الدولة بطلاب الدراسات العليا وتوفير كل ما يرجو الطلاب من الدولة ومؤسساته .
• تنظيم برامج تربوية وإرشادية عن تنمية تقدير الذات والحد من قلق المستقبل .
• الاهتمام بالصحة النفسية وخاصة اضطرابات القلق من أجل حسن التعامل مع تداعياته السلبية .
• إجراء المزيد من الدراسات والبحوث النفسية بمختلف المتغيرات على طلبة الدراسات العليا.
• أن تحرص الجامعات على إنشاء مراكز للإرشاد النفسي لتقديم الخدمات الإرشادية للطلاب .
• توعية الشباب نحو مستقبلهم من خلال التعرف على إمكاناتهم الحقيقية وتعليمهم مهارات التخطيط للمستقبل .
• رصد العوامل المؤثرة في تقدير الذات والاستفادة منها نظرياً وعملياً .