الفهرس 
المقدمهيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 32 |  |  |
| | | from | 32 | | |
المستخلص
تهدف الدراسة إلى إبراز وتوضيح شكل الحياة الاقتصادية والاجتماعية فى الأندلس خلال الفترة موضوع الدراسة (450-520هـ / 1058-1126م), وذلك من خلال كتاب فتاوى ابن رشد الجد, حيث يعد الكتاب من أهم كتب النوازل فى بلاد المغرب والأندلس فى تلك الفترة, ويتضمن وصف للحياة الاقتصادية والاجتماعية من خلال مشاكل وأحداث وقعت لأصحابها فلجأوا لابن رشد للفصل فيها, وإعطاء الحكم الشرعى بها.
إن الأهمية الفقهية والتاريخية لكتاب الفتاوى ترجع إلى سببين, الأول هو المكانة العلمية التى وصل إليها ابن رشد الجد آنذاك, والثانى هو أهمية الفترة التاريخية التى يشملها الكتاب أو بمعنى آخر التى عاش فيها ابن رشد, حيث تمتد من نهاية عهد ملوك الطوائف وبداية عهد المرابطين, وهى تُعد من أهم فترات التاريخ الأندلسى نظراً لاضطراب الأوضاع السياسية فيها, فقد شهدت تلك الفترة خروج النصارى الأسبان من الشمال فى اتجاه المدن الأندلسية فيما يسمى بحروب الاسترداد مُستغلين ضعف ملوك الطوائف وانشغالهم بالتنافس فيما بينهم فأخضعوهم وأجبروهم على دفع الجزية, كما سيطروا على عدد من المدن الأندلسية, وبطبيعة الحال فقد انعكس هذا الوضع السياسى على حياة الأندلسيون وهذا ما نراه واضحاً من خلال بعض الفتاوى التى وردت على ابن رشد.
فقد اشتملت هذه الفتاوى على عدد كبير من المسائل الخاصة بالجانب الاقتصادى فتنوعت ما بين أسئلة خاصة بالزراعة والرعى وأسئلة خاصة بالصناعة والتجارة, لكن الجزء الزراعى استحوذ على الجانب الأكبر من الأسئلة, كما أشارت الفتاوى إلى عدد من الصناعات كصناعة الحرير والغزل والصباغة وحياكة الملابس وطحن الغلال وصناعة الحلى, أيضاً ضمت عدداً من المسائل الخاصة بالتجارة والمعاملات المالية وأنواع البيوع, هذا وقد أشارت إلى العلاقات التجارية بين المسلمين بالأندلس والتجار النصارى خصوصاً فى أوقات الهدنة, ووجود بعض السلع التى فقدها المسلمين فى الحروب بأيدى التجار النصارى لبيعها, وكيفية التعامل معهم فى هذه الحالة, بالإضافة إلى إشارات بين طيات الفتاوى لبعض أنواع العملة المستخدمة آنذاك من دنانير عبادية ومرابطية ومشرقية, بالإضافة إلى الدراهم والقراريط, كما تطرقت إحدى الفتاوى إلى مشكلة تغير العملة واستبدالها بعملة أخرى بأوامر من الحاكم, وما يتعرض له الأفراد من مشاكل فى المعاملات المالية بسبب ذلك, بالإضافة إلى كل ما سبق فقد أشارت بعض الفتاوى إلى الغش التجارى وبعض أساليب التجار فى غش السلع.