الفهرس 
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 32 |  |  |
| | | from | 32 | | |
المستخلص
شهد العالم في العقد الأخير من القرن العشرين متغيرات، ومفاهيم مثل العولمة، وصراع الحضارات. وارتبطت هذه المفاهيم بظواهر اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، وإعلامية تجتاح العالم، وقد واكب ذلك ثورة اتصال هائلة، وتطور تكنولوجي، وتقنيات إنتاجية وثورة معلوماتية لا حدود لها تشكل بكل معطياتها الحالية بداية لعصر جديد يمكن أن يطلق عليه عصر الطوفان الإعلامي وفى ظل هذه الظروف تبلور اتجاه عام لدى جميع دول العالم عامة،والدول العربية خاصة، وهو إقرار مبدأ التعددية الإعلامية، والتخلي تدريجياً عن احتكار الحكومات لوسائل الإعلام المسموعة، والمرئية؛ ومن ثّم السماح للقطاع الخاص بإنشاء شبكات أو قنوات إذاعية، وتليفزيونية، وتشغيلها، مما أفسح المجال لظهور وجهات نظر مضادة لوجهات النظر الحكومية.
ولذا أصبحت القنوات المحلية بحاجة إلى تقوية الروابط مع جمهورها بشكل خاص والجمهور العام بشكل عام والتأكد من أن هناك من يتلقى الرسالة( ). الأمر الذي يفرض على القائم بالاتصال السعي دائما للحصول على المعلومات المتعلقة بالاحتياجات المعرفية والعاطفية لجمهوره فضلاً عن حرصها لمستمر إلى استغلال كل ما هو جديد ومعرفة احتياجات جمهوره المعرفية والعاطفية حتى يتمكن من الصمود في هذه البيئة التنافسية والتي تتصارع فيها القنوات الاتصالية المختلفة من أجل اجتذاب المتلقي سعيا ًوراء زيادة القاعدة الجماهيرية.
وأصبح أمام المشاهد المصري الآن قنوات فضائية عديدة (حكومية، وخاصة) تتنوع، وتتعدد في مضامينها يستطيع من خلالها إشباع رغباته في الحصول على ما يرغب من مادة إعلامية على المستويين المحلى، والدولي حيث لم تُعد هناك قناة واحدة تنفرد بالجمهور.
ومع صدور قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 411 لسنة 2000بإنشاء منطقة إعلامية حرة بمدينة السادس من أكتوبر - تسمح بإقامة شركات مساهمة مصرية يكون لها حق البث الإذاعي والتليفزيوني الفضائي، وتعمل وفقاً لنظام المناطق الحرة، وتحصل على تراخيصها من الهيئة العامة للاستثمار مع مراعاة الضوابط العامة التي تحافظ على الوحدة الوطنية، والقيم المجتمعية، والأخلاق العامة - بدأ البث الفعلي لإرسال القنوات الفضائية المصرية الخاصة لأول مرة عام 2001 بظهور قنوات دريم، وقناة المحور، وقناة تميمة. ثم انضمت إليهم قنواتMelodyالموسيقية التفاعلية،وقناتيMazzika وZoom، وتبعتها بفترة ليست طويلة قناة Otv، وقناتيModern TV وModern Sport، وقناة Life Style، وقناةMarina TV ، وقناة الرحمة، وقناة الحكمة، وقناة البدر، وقناتي الحياة والحياة مسلسلات، وقناتي أوسكار منوعات، وأوسكار دراما، وقناة النادي الأهلي، وقناتي بانوراما دراما، وقناة Cairo Cinema، وأخيراً قناة موجة للكوميديا ( ).
ويأتي القائم بالاتصال في القنوات الفضائية المصرية (الحكومية، والخاصة) في مقدمة عناصر الاتصال؛ حيث يقوم بدور أساسي وحيوي في العملية الاتصالية التي تتأثر بكل الاعتبارات الشخصية والموروثات الثقافية والاجتماعية وتجارب ومكانة هذا القائم بالاتصال. الذي يتبنى مجموعة من السياسات التي يرسمها أصحاب الملكية أو القائمون على هذه المؤسسات الإعلامية، وتتفق أهدافهم مع الأهداف المنشئة من أجلها هذه المؤسسات.
ويعتبر التزام القائم بالاتصال بهذه السياسات التي قد تكون معلنة أو مستترة ضرورة لاستمرار المؤسسة واستقرارها في علاقتها بالمجتمع. وهذا الالتزام يظهر فيما يقوم به أو غيره من عمليات المراجعة للمحتوى، حتى يتسق مع هذه الأهداف والسياسات سواء بالحذف أو الإضافة أو التعديل. إلى جانب أن القائم بالاتصال يجد نفسه أمام عدد من التعليمات والتوجيهات بعضها معلن والآخر مستتر، بعضها يتصف بالعمومية والغموض، أو التحديد، وبعضها موضوعي، والآخر متحيز، وبعضها تبرره السلطة، والآخر ليس له تبرير مقنع، وهذا ما تتسم به السياسات الاتصالية في الدول النامية ( ).
وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة للقائم بالاتصال باعتباره أول الحلقات العملية الاتصالية وبادئها ومحركها الأساسي ، فإن البحوث التي تناولته من المنظور الاجتماعي والنفسي والمهني قد ظهرت بدءاً من النصف الثاني من القرن العشرين ، وتعد دراسة ديفيد مانج هوايت D.M.White عام 1951 عن حارس البوابة وانتقاء الأخبار بداية الإسهام العملي في هذا المجال الهام ، فقبل ذلك كان البحث يتركز حول قياس ودراسة تأثير وسائل الإعلام على الجماهير، ولذلك فإن بحوث القائم بالاتصال قليلة في الدول المتقدمة ونادرة في دول العالم الثالث ( ).
ونتيجة للتطورات المتسارعة في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، برزت إشكاليات جديدة.