الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ”التأويل وأبعاده العقائدية والفلسفية بين القاضي النعمان بن حيون وابن حزم الظاهري”، وهو موضوع يبحث في قضايا العقيدة الإسلامية. والقاضي النعمان بن حيون هو أحد أئمة فرقة الشيعة الإسماعيلية ، وهى فرقة غالية من فرق الشيعة، والتي تقوم عقيدتها ومنهجها على الاعتقاد بأن الأديان في ظاهرها جاءت للعامة الذين أوتوا عقلاً يرتكز في حقيقته على فهم الظاهر والمادة دون فهم حقائق الأشياء وباطنها، فالدعامة الرئيسة لفلسفة القاضي النعمان بن حيون هي منهج التأويل الباطني ، ذلك المنهج الذي يسري في كل فلسفته كما تسري الروح في الجسد، فهذا المنهج هو وسيلة الباطنية الرئيسي لهدم الشريعة الإسلامية، والوصول بهم إلى ديانة فلسفية تقوم على الإلحاد، ولذا لا يعد التأويل منهجاً فحسباً، بل هو منهج وموضوع من ناحية أنه يجب على جميع المنتسبين إلى الدعوة الإيمان به واعتقاده. وفي المقابل نجد ابن حزم الظاهري يقف على ظواهر النصوص، متمسكاً بالكتاب والسنة النبوية المطهرة، وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم، مدافعاً عن كل ما يتعلق بالعقيدة الإسلامية. حيث تقوم عقيدته ومنهجه على أساس الوقوف على ظاهر النصوص، دون تأويل, ولا تعطيل، ولا تحريف، فهو لا يتخذ العقل حاكماً على النصوص ليؤولوها أو يمضي ظاهرها، بل يتخذ العقل خادماً لظواهر النصوص يؤيدها، فهو يستخدم الدليل النقلي حين يسمح الأمر باستخدامه، ويستخدم الدليل العقلي حين يقتضي الأمر استخدامه، ويمزج بين الدليلين، ولكن على وجه التحفظ بأن لا يخل العقل بظاهر النص، حيث لم يكن ذلك يحدث نوعاً من أنواع الحرج الشرعي، إذ إن الشرع دعا إلى التأمل والفكر. |