الفهرس 
الفصل التمهيدييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 185 |  |  |
| | | from | 185 | | |
المستخلص
تزداد النزاعات المسلحة وتتوسع باستمرار رغم تضمن ميثاق الأمم المتحدة منع اللجوء إلى استخدام القوة أو التهديد باستعمالها، ومعها يتزايد أعداد الضحايا المستهدفين من هذه النزاعات.
وكان اللجوء إلى إستخدام القوة المسلحة والحرب يعد عبر التاريخ أمرًا مشروعًا وحقًا ثابتًا لكل دولة أو إمارة أو مملكة أو مجموعة من البشر تشكل قبيلة أو عشيرة أو نحو ذلك، فاللجوء إلى الحرب كان يعد أحد أهم وسائل اكتساب الحقوق المترتبة على مكاسب تلك الحروب لصالح المنتصر، ذلك أن المنتصر كانت تترتب له كل الحقوق ومن بينها حق الفتح والاحتفاظ بالأراضي والغنائم التي استولى عليها نتيجة لنجاح الغزو أو الفتح والنصر على العدو ومن بين ذلك تلك الآثار التي كانت مشروعة لمدة طويلة من الزمن كالحق في الاستيلاء ليس فقط على الأراضي والممتلكات والغنائم بل أيضا في الاستيلاء على البشر أنفسهم ذكوراً كانوا أم إناثاً واعتبارهم من بين غنائم الحرب المشروعة وظل هذا الوضع قائما لقرون طويلة من الزمان، وقد كان الدين الإسلامي هو أول الشرائع التي جاءت لتخفف وطأة بعض هذه الأمور وتمنع الحروب العدوانية (أي الابتداء بالعدوان) وإضفاء جزء كبير من الطابع الإنساني على القواعد المنظمة للحرب والمنازعات المسلحة، ولا شك أن تحريم العدوان غير المبرر واللجوء إلى الاعتداء يعد أمرا غير مسبوق جاءت به الشريعة الإسلامية قبل أي تشريع قانوني آخر وكثيرا هي المواضع في القرآن الكريم التي تضمنت تحريما للعدوان.