الفهرس 
الفصل الأول : الإطار العام للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 375 |  |  |
| | | from | 375 | | |
المستخلص
في ظل ما يشهده المجتمع اليوم من تغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية أفرزت انتشار الفردية والأنانية وأدت إلى تراجع دور الدولة الرعائي وما نتج عن ذلك من اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء ظهرت الحاجة إلى ضرورة وجود دور لأفراد المجتمع تجاه بعضهم البعض وتجاه مجتمعهم أي تنمية الحس المجتمعي أو تنمية ما يُعرف بثقافة العمل التطوعي، ونظرًا لما أثبتته الدراسات من وجود علاقة إيجابية بين التعليم والتطوع، وأن الانخراط في العمل التطوعي لا يبدأ في سن مبكرة فإن ذلك يلقي بالدور الأكبر على الجامعة كمؤسسة تعليمية تربي أفراد المجتمع في مرحلة هامة من مراحل العمر وهي مرحلة الشباب حيث تنطلق فيها الاستعدادات والقدرات والميول والاتجاهات نحو العمل التطوعي والمشاركة فيه إلى حيز التنفيذ، وعلى اعتبار أن أحد وظائف الجامعة الرسمية والمعلنة خدمة المجتمع، كما أن الجامعة تتميز عن غيرها من المؤسسات التربوية والتعليمية بامتلاكها الإمكانات والوسائل والآليات التي تمكن من تنمية تلك الثقافة لدى طلابها، وذلك في الوقت الذي تثبت فيه العديد من الدراسات ضعف ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب الجامعات.
لذا سعى البحث الحالي إلى تعرف مفهوم ثقافة العمل التطوعي ومكوناتها، والدور الذي ينبغي على الجامعة القيام به لتنمية تلك الثقافة لدى الطلاب، وتعرف خبرات بعض الدول في هذا المجال، فضلاً عن رصد واقع قيام الجامعة من مدخلاتها( إدارة الجامعة، الأستاذ الجامعي، المقررات الدراسية، الأنشطة الطلابية) في تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى الطلاب، وذلك سعيًا لوضع تصور مقترح لتفعيل ذلك الدور.
وقد استخدم البحث الحالي المنهج الوصفي وذلك لتحديد ماهية ثقافة العمل التطوعي ومكوناتها، والدور المنوط بالجامعة القيام به لتنمية تلك الثقافة، وتحليل الجهود التي قامت بها بعض الدول في هذا المجال، وكذلك رصد واقع قيام الجامعة بدورها في في تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طلابها، ثم تحليل وتفسير البيانات التي يتم الحصول عليها من الدراسة الميدانية وصولاً لوضع تصور مقترح لتفعيل هذا الدور.
واعتمد البحث على الإستبانة كأداة من أدوات المنهج الوصفي لرصد واقع الدور الذي تقوم به بعض مدخلات الجامعة في تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى الطلاب والتي تم تطبيقها على عينة قوامها ( 1217) طالب وطالبة من طلاب السنة النهائية ببعض كليات جامعة المنيا، وذلك في الفترة من (5/3/2015) إلى (16/4/2015).
وقد استخدم البحث التحليل الاحصائي المناسب، وتم التوصل إلى النتائج التالية:
- قصور الدور الذي تقوم به إدارة الجامعة في تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى الطلاب، وذلك بالنسبة لجميع مكونات تلك الثقافة( المعرفي، والمهاري، والوجداني)، هذا بالإضافة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات طلاب الكليات النظرية واستجابات طلاب الكليات العملية بالنسبة لجميع تلك المكونات.
- ضعف الدور الذي يقوم به الأستاذ الجامعي في تنمية جميع مكونات ثقافة العمل التطوعي لدى الطلاب من وجهة نظر طلاب الكليات النظرية والعملية، هذا إلى جانب عدم وجود فروق بين استجابات طلاب الكليات النظرية وطلاب الكليات العملية حول واقع هذا الدور في جميع تلك المكونات.
- تدني الدور الذي تقوم به المقررات الدراسية في تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى الطلاب، وظهر ذلك في جميع مكونات تلك الثقافة سواء من وجهة نظر طلاب الكليات النظرية أو طلاب الكليات العملية مع عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات العينتين.
- قصور الأنشطة الطلابية في قيامها بدورها في تنمية ثقافة العمل التطوعي بجميع مكوناتها لدى الطلاب، فضلاً عن عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات طلاب الكليات النظرية واستجابات طلاب الكليات العملية حول واقع هذا الدور بالنسبة لجميع مكونات تلك الثقافة.
واستخلاصًا مما تم التوصل إليه من نتائج للبحث تم التوصل إلى وضع تصور مقترح لزيادة فاعلية دور الجامعة في تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طلابها.