الفهرس 
زكاه الخيليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 32 |  |  |
| | | from | 32 | | |
المستخلص
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله تعالي
من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن
يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له – وأشهد أن
محمدا عبده ورسولهفقد تعرضت السنة النبوية قديما وحديثًا لهجمات وطعنات شتى اتخذت ألواناً شتى وأشكالاً متنوعة، تارة بالطعن في حجية السنة النبوية جملة بدعوى الاكتفاء بالقرآن الكريم ، وأخرى بدعوى التناقض والتضاد الحاصل بين الأحاديث.
للسنة النبوية – فى كل عصر – أعلاما وجهابذة من العلماء بذلوا النفس وقد قيض الله
والنفيس فى حفظها والذب عن عرينها، ولم تقتصر جهود العلماء على توثيق المرويات، وبيان
حال الرواة جرحا وتعديلاً بل بذلوا جهودا كبيرة فى تدوين هذه المرويات، وفى رفع ما قد
يكون بينها من تعارض بالجمع والتوفيق، أو القول بالنسخ إن علم التاريخ، أو الترجيح بينها بأى
وجه من وجوه الترجيح، وكان من ثمرات هذه الجهود ظهورعلم الحديث ومنها علم مختلف
الحديث. فإن علم مختلف الحديث يمثل أعلى درجات المنهجية فى نقد متون الأحاديث التى ظاهرها
التعارض.
ومما دفعنى للكتابة فى هذا الموضوع أنه توجد أحاديث يوهم ظاهرها التعارض لغير
المتخصصين، فأردت فى هذا البحث أن أوضح أن التعارض بين الأحاديث إنما هو فى الظاهر
ليس بينه تعارض. وأن كلام رسول الله
ومع هذه المنزلة الرفيعة لهذا العلم قد يسر الله لى أن يكون موضوع دراستي فى مرحلة
الدكتوراه جمع الأحاديث التى ظاهرها التعارض ودراستها مرتبة على أبواب الفقه تحت عنوان:
ب وء الكت ي ض ة ف ة تطبیقی ة حدیثی درء ( ١) التعارض الظاھري في الحدیث النبوي دراس »
.(٢)« الستة
تكمن أهمية الموضوع وسبب اختياره فى نقاط كثيرة من أهمها :- يعد دفع التعارض من الأبواب الأساسية لفهم الأحاديث فهما سليما، لأن الجهل به يؤدى )
إلى التخبط وعدم الوصول إلى الحكم الصحيح فهو من الأسس التى يحتاج إلى معرفتها
المحدثون والفقهاء.
٢) تشكل دراسة الأحاديث التى ظاهرها التعارض منهجا متكاملاً يجمع بين النظرية الأصولية )
والتطبيق الحديثى والفقهى.
٣) إن دفع التعارض الظاهرى بين الأحاديث الصحيحة له ميزة كبيرة لأنها أحاديث صحيحة )
فإزالة هذا التعارض فيه خدمة للسنة النبوية المشرفة.
٤) تمثل الأحاديث التى يوهم ظاهرها التعارض قيمة كبرى فى قراءة التجديد الفقهى عبر )
العصور المختلفة نظرا لتغير الأحكام تبعا لما يتم الكشف عنه من دفع التعارض بين الأحاديث
التى يوهم ظاهرها ذلك.
لا يمكن أن يخالف ٥) بيان أن هذا المتعارض إنما هو فى الظاهر وأن كلام رسول الله )
بعضه بعضا لأنه جزء من الوحى الآلهى، وأنه يجب الإيمان به والعمل بمقتضاه.
٦) إن هذا الموضوع ظل مشتتًا بين كتب الحديث والفقه، فكان بحاجة إلى أن تجمع أشتاته )
المتفرقة وقواعده فى مؤلف، يستوعب أهم مسائله، ثم بيان الأثر الفقهى الذى يترتب على ذلك.