![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد الحق فى ابداء الرأى من الحقوق اللصيقة بشخص الإنسان منذ نعومة أظافره وحتى وفاته، ولقد وجد لهذا الحق جذوراً تاريخية منذ خلق البشرية فى مراحلها الأولى، بل لقد وجد لهذا الحق أصل قبل خلق البشرية جمعاء ، وهو ما يتضح جليا فى قول المولى جل وعلا:﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ ، وذلك عندما أراد الله أن يخلق في الأرض خليفة، فاعترضت الملائكة قائلة :﴿ قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾، ، وهذا فيه دلالة واضحة على اعتراض الملائكة على خلق الخليفة في الأرض، وهو من باب حق إبداء الرأي . ومع وجود آدم عليه السلام ، وجُد هذا الحق – حق إبداء الرأي – وكانت تلك الوصية العظيمة التي أوصى آدم عليه السلام بها ولده شيثا،ً والتي ورد فيها ” استشيروا في الأمور، فإني لو شاورت الملائكة لم يصبني ما أصابني ” . ثم أستمرت ممارسة هذا الحق بعد آدم عليه السلام ما بين ضيق فى أغلب الوقت وإتساع فى أقله ، وذلك إلى أن جاء الإسلام ، الذى دعانا إلى التفكر والتأمل والاعتبار ثم التعبير عن كل هذا بطريقة تتفق مع تعاليمه الخالدة. فلقد دعانا الإسلام إلى النظر المبنى على التفكر، وندبنا إلى السير في الأرض من أجل النظر والاعتبار، وحسبنا أن عقيدة الإسلام قامت على أساس التدبر وإعمال العقل ﴿أفلا تتفكرون﴾ وفى آية أخرى يقول ربنا : ﴿ أفلا تعقلون﴾. |