الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن ظاهرة العنف عامةً قد تلازمت مع وجود الإنسان. وتطورت هذه الظاهرة مع تطور المجتمعات البشرية، لتأخذ أشكالاً وصورًا متعددة. واختلفت لأسباب والعوامل المؤدية إلى استخدام العنف باختلاف الظروف التي تعيشها تلك المجتمعات. وقد كانت الحرب هي المظهر الأساسي لممارسة العنف في العلاقات الدولية؛ لكونها نزاعًا مسلحًا بين دولتين أو أكثر ينتهي بانتصار أحد الطرفين وهزيمة الآخر. وقد حدث تحول جذري في النظرة إلى القانون الدولي بعد بروز ظاهرة جديدة في الحركات التحريرية، وقد كان للعمليات التي قامت بها حركات التحرر أثرها الكبير في تطوير قواعد القانون الدولي وحصولها على التأييد العالمي لكفاحها من أجل الحصول على الاستقلال وتقرير المصير. غير أن هذه الحركات واجهت العديد من المصاعب في تحقيق مطالبها الشرعية. وأهم تلك المصاعب هي الخلط المقصود بين الأعمال التي تأتيها هذه الحركات للتخلص من الاستعمار وبين الأعمال الإرهابية الخطيرة والمحرمة دوليًّا. وتكمن خطورة هذه الأعمال في إشاعة عدم الاستقرار السياسي في المجتمع الدولي، وعرقلة قدرة الأنظمة السياسية على التصدي لمشكلات التنمية، وزعزعة أسس النظام الديمقراطي. وإن ربط الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية موضوعَ الإرهاب واتخاذهما إياه ذريعة للدفاع عن النفس واحتلال العديد من الدول -ومنها العراق- يبين مدى فشلهما وبطلان الاحتلال الذي دعتا إلى أنه سيوضح حدًّا للإرهاب، وإذا به يعمل على تفجيره من جديد وبقوة، ويؤذن بحدوث موجات متتابعة من الإرهاب قد اشتمل العالم عامةً والمنطقة العربية خاصةً. |