الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 367 |  |  |
| | | from | 367 | | |
المستخلص
ازدادت الملكيات الخاصة مع بداية القرن الرابع الميلادي ، واستمرت في التطور حتى بلغت ذروتها في القرن السادس الميلادي، واتسمت هذه الملكيات فى تلك الفترة بأنها ملكيات كبيرة ، فقد ساعد ظهور ما يعرف بنظام الحماية Patrociniumعلى زيادة مساحة الملكيات الخاصة بشكل ملموس ، فكثرة الضرائب وقسوة الجباة عند تحصيلها، دفعت صغار المزارعين الأحرار للبحث عن وسيلة للتخلص من هذه الأعباء ، فلجأوا إلى كبار الموظفين المدنيين والعسكريين لحمايتهم من جباة الضرائب، واضطروا إلى التنازل عن ملكية أراضيهم ، واكتفوا بزراعتها كمستأجرين مقابل قيام المالك الكبير بدفع الضرائب المستحقة عليهم للدولة، وتوفير الأمان لهم ، ونتيجة لذلك اتسعت أملاك هؤلاء الملاك من الأراضي، وظهرت فئة أصحاب الضياع الكبيرة، القادرين على تحدي الدولة وجباة الضرائب، الأمر الذى دفع الدولة للعمل على التصدى لانتشار هذه الظاهرة ، لكنها فشلت أمام قوة هؤلاء الملاك ، وازدياد نفوذهم .وتأتي أهمية موضوع الدراسة ” كبار ملاك الأرض فى مصر فى العصر البيزنطى (284-641م)”فى أنه يتناول بالتحليل أحوال هذه الفئة ، من كافة الجوانب المتعلقة بهم وبملكيتهم ، ذلك أن الملكية الخاصة التى ظهرت في العصر البيزنطي، وأخذت تزداد بالتدريج على حساب الأملاك الإمبراطورية ، الأمر الذي جعل كبار ملاك الأرض أصحاب النفوذ الحقيقي بالبلاد من الناحية السياسية، وأصبحوا بالتالي مصدر خطر يهدد الإدارة البيزنطية في مصر فى بعض الفترات .كما أن هذه الدراسة تتناول تطور الملكية الزراعية في مصر إبان العصر البيزنطي ، وأبعاد تعدي كبار ملاك الأرض على ممتلكات صغار المزارعين الأحرار، وكيف أن تجاوز كبار الملاك الأقوياء والأغنياء قد هدد سيادة الحكومة المركزية نفسها ، الأمر الذي اضطر الدولة للتدخل بهدف كبح جماح النمو الاقتصادي والسياسي لهذه الفئة.