الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من المعلوم في فقه القانون الدولي أن الدول على أشكال متعددة، ويتقرر نوع الدولة بحسب ظروف، وعوامل كثيرة. والاتحاد الفيدرالي أو نظام الدولة الفيدرالية هو واحد من أنواع الدول في العالم. وللاتحاد الفيدرالي أسباب، ومبررات عديدة، غايتها الأولى وجود التعددية، والمشاركة الحقيقية في الحياة السياسية بصورة ديمقراطية وعادلة، بعيدًا عن الانفراد بالحكم، وحكر السلطات بيد شخص أو مجموعة تنتهك القانون، وتُهدر الحقوق، ذلك لأن حكم الفرد يعود دائمًا إلى الأخطار والمشاكل والظلم، بينما تؤدي المؤسسات في ظل حكم الجماعة دورها بصورة أفضل، وأكثر عدالة في ظل القانون، والرقابة الدستورية. ويثير البحث في الدولة الفيدرالية كونها دولة اتحادية مسألة كيفية توزيع الاختصاصات فيها بين المركز والأقاليم، وهو أمر يختلف من دستور إلى آخر، كما سيتبين لنا من هذه الدراسة، ولعل هذا التباين والاختلاف يعودان إلى أن الدولة الفيدرالية يمكن أن تنشأ بإحدى طريقتين؛ الأولى: تفكك دولة بسيطة موحدة إلى عدة وحدات ذات كيانات دستورية مستقلة، ثم بناءً على الدستور الفيدرالي يتم توحيد هذه الأقاليم ثانية على أساس آخر هو الدولة الفيدرالية. أما الطريقة الثانية فتتم من خلال انضمام عدة أقاليم أو دول مستقلة تتنازل كل منها عن بعض سلطاتها الداخلية، وعن سيادتها الخارجية، ثم تتوحد ثانية؛ لتكون الدولة الفيدرالية على أساس الدستور الفيدرالي. |