![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الأسرة لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي، وبعث الحياة، والطمأنينة في نفس الطفل، فمنها يتعلم اللغة ويكتسب بعض القيم، والاتجاهات، وقد ساهمت الأسرة بطريق مباشر في بناء الحضارة الإنسانية، وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس، ولها يرجع الفضل في تعلّم الإنسان لأصول الاجتماع، وقواعد الآداب والأخلاق. فالأسرة هي العنصر الأهم والوحيد للحضانة والتربية المقصودة في المراحل الأولى للطفولة، والواقع إنه لا تستطيع أي مؤسسة عامة أن تقوم بدور الأسرة في هذه المرحلة، ولا يتاح لهذه المؤسسات مهما حرصت على كفاءة أعمالها أن تحقق ما تحققه الأسرة في هذه الأمور،حيث يقع على الأسرة قسط كبير من واجب التربية الخلقية والوجدانية والعقلية والدينية في جميع مراحل الطفولة. بل وفي المراحل التالية تنشأ الاتجاهات الأولى للحياة الاجتماعية المنظمة، فالأسرة هي التي تجعل من الطفل شخصًا اجتماعيًا مدنيًا، وتزوده بالعواطف والاتجاهات اللازمة للانسجام مع المجتمع الذي يعيش فيه، وللأسرة دور مهم في التنمية، وفقًا لما تقوم به من توفير المناخ الطبيعي لتنشئة الإنسان التنشئة الإيجابية، وهي أحد أهم الروافد التي ترفد المجتمع بأهم عنصر من عناصر التنمية؛ ألا وهو العنصر البشري، فالأسرة القوية المتماسكة تمد المجتمع بالعضو الفاعل والمجتهد في إنتاجه. وإذا أردنا أن نصف فردًا ما بأنه صحيح نفسيًا، فهذا يعني أننا أمام فرد متوافق مع نفسه (ذاته) وعلاقته ببيئته بشكل متكامل، فهو قادر على تنفيذ وتفعيل ما يرغب فيه من سلوك وأفكار وانفعالات، وفي نفس الوقت فإن هذا التفعيل يجد صداه من خلال المحيطين به، ويؤيدون ما يقوم به. إن هذا التدعيم يجعل الفرد شاعرًا بالسعادة، وبقيمة ذاته، واستغلال قدراته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن، ومن ثَمَّ يصبح قادرًا على مواجهة المواقف والأزمات الضاغطة بشكل أقرب إلى الإيجابية والتفعيل المؤثر. |