Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التَّشَكُّلُ الإيِقَاعِيُ في شِعْرِ ابنِ خَفَاجَة الأنْدَلُسِي /
المؤلف
زيدان، مختار جمال راسخ.
هيئة الاعداد
باحث / مختار جمال راسخ زيدان
مشرف / محمد خليفة محمود حسين
مشرف / إبراهيم سند إبراهيم الشيخ
الموضوع
الشعر العربى - دواوين وقصائد. الشعر العربى - تاريخ - العصر الأندلسى.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
327 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/5/2016
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - النحو والصرف والعروض
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

يمثل ديوان (ابن خفاجة الأندلسي )خلاصة ما جادت به قريحته،وتعبيرًا صادقًا لمراحل حياته المختلفة التي امتدت من (450هـ خمسين وأربعمائةهجرية)إلى(533هـ ثلاث وثلاثين وخمسمائة هجرية لأربع بقين من شوال)ليكون عمره اثنتين وثمانين سنة،والتي تناول فيها كُلَّ أنواع الأغراض الشعرية التي تناسبت مع مواقفه الحياتية،والتي تأثر في بعض منها بكُلٍّ من(مهيار الديلمي،وعبد المحسن الصُّوري...ألخ)،وبعد انتهاء البحث في الدِّيوان وحين وصلنا للخاتمة أصبح لزامًا علينا أن نُسَجِلَ بعض النتائج والملاحظات وتتلخص فيما يلي:
1- حياة الشاعر مصدر أساسي في إلهامه الشِّعر،ومَعِينًا يغترفُ منه لِيُخْرِجَ شعرًا تسعد به النَّفس لسماعه،ويوافق في أغلب الأحيان مواقف حياتية للسَّامع أو المتلقي.
2- الإيقاع موجود في شتَّى مناحي الحياة,ويلاحظ على كلِّ الكائنات الحيَّة سواءً في الأصوات والحركات والانفعالات المختلفة كما نلاحظه حتَّى في الظَّواهر الطَّبيعية كنزول المطر مثلًا الذي يحدث إيقاعًا له تأثير على الإنسان حين يفرح البعض بنزوله،ويخشاه البعض إذا كان شديداً حتَّى الأرض تحدث إيقاعًا حين نزول المطر تعبر عنه بإخراج الزَّرع أو العشب ويتغير وجهها، وهوالصَّوت الموسيقي الذي يعبر عن الشِّعور المتباين لدى الإنسان،ويتبعه حركة تتموج مع الانفعال فرحاً وحزناً مما يكشف عن التَّأثر بهذا الصَّوت أو هذا الانفعال،وهو صفة مشتركة بين الفنون,وحبُّ الفنون يختلف من فرد لأخر,فالإيقاع موجود داخل كل إنسان يظهر في الانفعال بمختلف صوره وأشكاله ويعبرالوجه بتقاسيمه وملامحه عن هذا الشُّعور أوالانفعال .
3- الإيقاع من أبرز سمات الشِّعر،وأداة عظيمة من أدواته،وقد تحقق في شعر ابن خفاجة وكان له الأثر الواضح على المتلقي أو السَّامع.
4- الوزن والإيقاع كلاهما مُكَمِّل للآخر،ولا غنىً لأحدهما عن الآخرفإذا كان الوزن هوأساس البيت فإن الإيقاع هو الأساس الذي يبنى عليه التَّعبيرعن أفكار الشّاعر بحرية مطلقة، وعلى هذا الأساس يُعَدُّ الإيقاع أسمى من الوزن،والشَّاعر العظيم هو الذي يتخذ من الوزن خادماً طيِّعاً،إذ يقوم بتوزيع الأنظمة الإيقاعية التي تظهر تفرد شخصيته،في حين يحافظ على التَّشكيلات الوزنية؛فالشَّاعر لاغنى له عن الإيقاع والوزن فكلاهما مكمل للآخر ويتعاونان سوياً من أجل إخراج عمل شعري-القصيدة – في إطار جميل ومضمون شيق وجذَّاب يسعد المتلقي ويؤثر فيه .
5- الإيقاع بنوعيه الدَّاخلي والخارجي كلاهما مكِّمل للآخر،ويصعب الفصل بينهما؛لتداخلهما وامتزاجهما سويًا واشتراكهما في إخراج عمل شعري جميل تضافرت فيه جهودهما معًا.
6- جاء شعر ابن خفاجة على مجموعة من البحور،فكان البحر الطويل الأكثر شيوعاً، فالكامل ، فالمتقارب، فالبسيط، فالسريع،فالوافر ،فالخفيف،فالمجتث ، فالمنسرح، فالمديد ،فالرجز، فالرَّمل، أما البحور التي لم ينظم عليها شاعرنا : الهزج، والمتدارك ،والمضارع، والمقتضب.
7- سيطرت المقاطع الصَّوتية الطَّويلة على المقاطع الصَّوتية القصيرة ،وذلك راجع إمَّا لوجود المدود بمختلف أنواعها سواءً بالألف أم بالواو أم بالياء،أو لوجود التنوين بمختلف أنواعه أيضًا إمَّا بالضَّمِ أو بالفتح أو بالكسر،وإمَّا لوجود التَّشديد أو ما يُسَمَّى بتضعيف الحرف،أو وجود الزِّحافات والعلل ، مع العلم أنَّ كُلَّ ما سبق يمنع توالي الحركات،ويساعد على تطويل النَّفس ومَدِّه،ويقلل ذلك من سرعة الإيقاع وحدَّته.
8- الوتد المجموع يُحْدِثُ إيقاعًا صاعدًا في الأبيات وخاصة في البحور ذات التفعيلة الواحدة وبالتالي يستمر الإيقاع في الصعود،الوتد المفروق يُحْدِثُ إيقاعًا هابطًا،والتنوع بين الإيقاعين الصاعد والهابط يكون في البحور الممزوجة أو المركبة أوثنائية التفعيلة،وهذا التنوع بسبب الوتد المجموع المسبب للإيقاع الصاعد والوتد المفروق المسبب للإيقاع الهابط،وذلك كُلُّه يعمل على تنوع النَّغم الذي حين يشعر به المتلقي يَحُسُّ بلذة عند سماعه وتطرب أُذُنهُ لهذه الإيقاعات الجميلة المتنوعة
9- ارتبطت الأوزان بالأغراض الشعرية ارتباطًا وثيقًا أثمر عن عمل شعري جميل وعظيم،واستطاع شاعرنا أن يستخدم أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي المتمثلة في البحور في التعبير عن هذه الأغراض.
10- أنَّ أصحَ الآراء في تعريف القافية هو رأي الخليل بن أحمد الفراهيدي ومُفَاده أنَّها أخر ساكنين والمتحرك أو المتحركات التي بينهما مع حركة ما قبل السكون الأول،ومن هذا التعريف خرجت أنواع متعددة للقافية منها:المتواترفقد وردت بنسبة56.15%وهي أعلاهم وجودًا بالديوان والمتدارك بنسبة35.38% و المتراكب بنسبة6.15%،والمترادف بنسبة2.31%،ولم يرد المتكاوس في ديوان شاعرنا الذي بين أيدينا.
11- استخدم الشاعر أغلب حروف الرَّوي،وفي مقدمتها حرفا:(الراء،الباء) أكثر ما تجري على لسان الشاعر وتليها: :( الميم،اللام ،الدال،القاف ،الهمزة،السين،الحاء،النون، العين،الفاء،الياء، الكاف، الهاء، الصاد، الضاد ،الواو،الجيم،التاء) ،وجاء القسم الأكبر من شعره على القافية المتواترة وتغلبت القافية ذات الرَّوي المكسور.
12- أدت القافية دورًا إيقاعياً عظيمًا حيث أكدت على أهمية الشعر التقليدي ذي الشطرين،وذلك من خلال تعدد أنواعها ودورها الإيقاعي الذي لا يُغْفَل، والذي يُنَمِّي الذوق العام لدى المبدع و السامع أو المتلقي في آنٍ واحد.
13- أبدع الشاعر في تشكيل الإيقاع الداخلي، مستخدمًا ألواناً من المحسنات البديعية مثل التَّصريع، التَّكرار ، التَّشديد أو التَّضعيف بالنسبة للحروف،المقابلة أو الطباق،التَّدوير،والمعارضات الشّعرية التي تظهر مقدرة الشاعر،وتقارن بين نموذجين من الشعراء ،ثمّ حسن التقسيم.
14- التصريع من محاسن الكلام،ويستعمله الشاعر؛ليلفت انتباه سامعيه إلى أنَّه شرع في كلام موزون وهو الشِّعر تمييزًا له من النثر.
15- ابن خفاجة الأندلسي قد أُغرم بالتَّكرار من خلال تكريره الحروف أو الأصوات والمفردات أو الكلمات والجمل والعبارات،وقد ساهم التكرار في تعزيز وتقوية معنى العبارة،وإبراز عاطفة الشاعر،وساهم أيضًا في بناء القصيدة بناءً جعلها تظهر في صورة رائعة عبرت عن الغرض من التكرار وهو إمَّا للتأكيد أو التنبيه أولفت الانتباه أو التحذير أو بيان أهمية الكلمة لدى الشاعر،أو لتقوية النغم ،وتوضيح المعاني والصِّوَر،أو استجابة لممتطلبات اللغة أو التراكيب أو الإيقاع
16- التَّشديد أو تضعيف الحرف في الديوان يدلّ على تمكن الشاعر من ناحية ويصبغ الأبيات بصبغة جمالية رائعة ،كما أنَّه يمنع توالي الحركات فيعطي مساحة ومسافة زمنية على هيئة وقفات تطيل النَّفس مما يدل على راحة الشاعر النفسية والهدوء وتعطي فرصة للمتلقي لاستعياب ما يسمعه.
17- الشاعر في تناوله للطباق أو المقابلة لم يجنح إلى الغرابة ولا التعقيد بل لجأ إلى البساطة والوضوح يظهر ذلك من المفردات البسيطة المفهومة البعيدة عن التعقيد،وبهذه الطريقة حقق الطباق لدى الشاعر نغمات جميلة وعذبة ذات إيقاعٍ مؤثر طرِبَتْ له آذآن المستمعين لأبياته ،وأكدت المعاني لديهم،وعملت على تقويتها وإبرازها في أجمل صورة.
18- التدوير- يضفي إحساس على القصيدة العربية بأنَّها ليست متفككة أو منفكة العُرى مقطوعة الأوصال ؛فهو علاقة اتصال والتئام بين الأشطر الشعرية
19- المعارضات الشعرية لها أثرها فالشعراء يعمدون إليها لشحذ ملكاتهم، ويتعلق بها اللاحق محاكاة للسابق،ومتابعة له؛لينال شرف المتابعة أو التفوق عليه إن استطاع إلى ذلك سبيلا.
20- حسن التقسيم يَدُلُّ على مقدرة الشاعر وتمكنه وتنوع الإيقاع داخل البيت الواحد ويعطي فواصل زمنية بسيطة تُمكن المبدع من مواصلة عرض ما يريد وتتيح للمتلقي أو السامع فرصة للاستمتاع بما يسمعه من ناحية ومن ناحية أُخرى تحقق طربًا- بنغماتها المتنوعة – تسعد النفس به.