Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحياة العلمية في بغداد في العصر العباسي الأخير
(622-656هـ/ 1225– 1258م) /
الناشر
رفعة بنت سعيد بن على الغامدي ؛
المؤلف
الغامدي ؛ رفعة بنت سعيد بن على.
هيئة الاعداد
باحث / رفعة بنت سعيد بن على الغامدي
مشرف / فتحى عبد الفتاح أبو سيف
مشرف / محاسن محمد على الوقـاد
مناقش / منى حسن أحمد محمود
تاريخ النشر
2016 .
عدد الصفحات
425ص .
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسـم التاريخ الإسلامى
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 424

from 424

المستخلص

لعب العراق عموماً، وبغداد على وجه الخصوص دوراً رائداً وأساسياً في تطور العلوم والآداب في الدولة الإسلامية منذ بداية تأسيسها في عصر النبوة، ولقد كانت الكوفة والبصرة مركزين رئيسين للإبداع العقلي والفكري طوال قرون عديدة، قبل وبعد قيام دولة الأمويين في دمشق، وفي هاتين الحاضرتين تم التأسيس لمعظم العلوم الشرعية واللغوية والنحوية على وجه الخصوص، وبعد قيام الدولة العباسية صارت بغداد مناراً للعلم وموئلاً للعلماء على اختلاف مذاهبهم واختصاصهم، فلقد كانت بغداد حاضرة العلم على امتداد العصر العباسي الاول كله لا تنافسها في ذلك سوى قرطبة.
وعلى ضوء هذه المكانة تأتي هذه الأطروحة بعنوان: الحياة العلمية في بغداد في العصر العباسي الأخير (622-656هـ/1225-1258م)؛ وقد اشتملت على مقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة، وملاحق، وفهارس علمية.
أما الفصل التمهيدي: فكان بعنوان: (العوامل المؤثرة على الحياة العلمية في بعداد في العصر العباسي الأخير)، ووقد تناولت فيه أثر العوامل الجغرافية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والدينية على الحياة العلمية في العصر العباسي الأخير، واتضح أن هذه العوامل مجتمعةً كان لها تأثير كبير على وفود العلماء إلى بغداد من كل حدب وصوب، ليس من خارج العراق فحسب؛ بل من داخل أجزائه ومناطقه المختلفة، كما يُحْسَب لبغداد ضعف تأثير الكوارث الطبيعية والبيئية، ووكل هذا انعكس إيجاباً على قدوم العلماء إلى بغداد وتفاعلهم مع العلماء البغداديين في تفعيل حركة علمية جادة.
أما الفصل الأول فقد خصصته لدراسة مؤسسات التعليم في بغداد، متتبعةً نشأة هذه المؤسسات واختصاص كل منها، ومعلميها، وعلومهم من خلال هيكلة مبتكرة لهذه المؤسسات في مؤسسات تعليمية ثابتة، وأخرى مساعدة، وثالثة متحركة، وقد ناقشْتُ دور المسجد الذي كان وسيظل مؤثراً في إثراء التعليم خاصة الديني، وناقشْتُ الدور المبتكر للربط الصوفية في نشر التعليم واستضافة العلماء الوافدين، وهل كان لعلماء المتصوفة دور مشارك مع علماء وفقهاء السُنة ومعتدلي الشيعة في توعية الناس ووعظهم وإرشادهم لتقوية الصف لمواجهة المخاطر الخارجية، ومواجهة الفرق الدينية، وتعرَّضت لبيوت العلماء، ودُور الكتب، والارتحال في طلب العلم، ما كان لهم أثر واضح في نهضة العلوم التجريبية والعقلية، وأجابت الدراسة عن ذلك كله.
وتناولتُ في الفصل الثاني علماء فترة البحث من حيث صفاتهم، وألقابهم، والأعمال التي مارسوها لطلب الرزق إلى جانب دورهم العلمي، إلى جانب العلاقات التي ربطتهم ببعضهم من جهة، وبدار الخلافة من جهة ثانية، وبالمجتمع من جهة ثالثة، وبطلابهم من جهة رابعة،إلى جانب الرحلات التي قاموا بها، والإجازات العلمية التي حصلوا عليها أو منحوها لغيرهم، وانتمى كثير من العلماء إلى أسر علمية ترث العلم وتورِّثه، كما ناقشْتُ مكانة المرأة العلمية في فترة البحث.
أما الفصل الثالث: فقد خصَّصْتُه لأنواع الأنشطة العلمية التي ازدهرت في بغداد في فترة البحث، كالعلوم الدينية، والإنسانية، والعقلية، والتجريبية، وتمت الإشارة إلى كون العلماء بغداديين أم وافدين، مع التركيز على تطور مختلف هذه العلوم خلال فترة البحث، وتم توضيح هذا كله.
وختمْتُ الأطروحة بأهم النتائج التي تم التوصل إليها، كما ذُيَّل البحث بقائمة المصادر والمراجع والدراسات مرتبة في كل نوع ترتيباً هجائياً حسب الاسم أو اللقب الذي اُشتُهر به العالم، وأقفلت البحث بعدد من الملاحق التي حالت منهجية البحث دون التعرض لها.
وكان من أهم ما توصَّلًتْ إليه هذه الأطروحة؛ نجاح الخلفاء الثلاثة (الظاهر بالله/ المستنصر بالله / المستعصم بالله) في استقطاب العلماء لتوليتهم أرفع مناصب الدولة، ونجحوا في هذا نجاحاً واضحاً، فحدَّوا من الفساد، وأثبتوا جدارة في فن الإدارة، والتفَّ الناس حول خلفائهم يعاضدونهم، وكان العلماء في مقدمة الصفوف.
وكان للتعصب المذهبي بين علماء السنة والشيعة أثره السلبي في قيام الفتن والاضطرابات؛ فأوقع الشحناء في قلوب العلماء، وأعاقهم عن عطائهم العلمي، بينما تمثَّل الأثر الإيجابي في شيوع روح التنافس بين الفريقين؛ ما أثرى حركة التأليف والتصنيف، وازداد عقد المناظرات والمحاورات، فانعكس ذلك على العلماء وطلاب العلم.
كما ألقت هواجس الغزو المغولي لعاصمة الخلافة بظلالها على البغداديين، فساد شعور عام بالقلق والتوجس، إلى جانب الحروب المستمرة بين المسلمين والصليبيين في الشام ومصر، فكان لكل ذلك دورٌ مؤثرٌ على الحياة العلمية في بغداد في العصر العباسي الأخير؛ سواء بالسلب أو بالإيجاب، وكان لقيام الملك الفرنسي لويس التاسع عشر بعد فك أسره من مصر بالتحالف مع الشيعة الإسماعيلية والمغول وكنائس فارس وصقلية والكرج وغيرها ضد المسلمين؛ أثره الكبير في الإسراع بإسقاط دولة الخلافة، وهو ما زاد من حالة القلق والتوجس بين العلماء، وأدى إلى ارتحالات غير مبررة بين العلماء من وإلى بغداد.
وعلى الرُغم من كل الظروف السياسية والعسكرية المتقلبة في المنطقة آنذاك؛ واصطراع الغرب المسيحي والبربرية المغولية والحقد الشيعي– منفردين ومجتمعين – مع الحضارة العربية الإسلامية؛ إلا ان كل هذا – وعكس المتوقع – لم يؤثِّر سلباً على النشاط العلمي والتعليمي في بغداد، بل على العكس استمر هذا النشاط في تصاعد منذ عام (575هـ/ 1179م) حيث قاد الخليفة الناصر النهضة العلمية لكبح جماح قاطرة الخلافة المتجهة نحو السقوط؛ وحتى عام (656هـ/1258م)، حيث ساهم الخلفاء الثلاثة التالين – كلٌ حسب قدراته – في هذا النشاط العلمي، ونجحوا إلى حدٍ كبير، لولا أخطاء وخطايا؛ إلا أنها كانت القشة التي قصمت ظهر الخلافة العباسية.
كان اجتياح المغول لبغداد كارثيٌّ بكل المقاييس؛ لا على المستوى السياسي والاستراتيجي والاجتماعي والاقتصادي فحسب؛ بل كان جريمة وحشية ضد الحضارة الإنسانية، تمثَّلت في التحالف الأسود الحقود بين قوى متعددة لمحاربة الإسلام والمسلمين، من خلال إسقاط الخلافة العباسية، وانعكس – بلا شك – على الإسهام الرائد والفريد للمسلمين في الحضارة الإنسانية، من خلال الأداء الراقي للعلماء المسلمين، والكم المهول من الإبداع النظري التطبيقي في مختلف العلوم الإنسانية والعقلية والفنون والآداب.